الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظره 2

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2023 / 9 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


- فى تطبيق نظام تغذيه عكسيه( منطقى- مبهم) على التاريخ والتراث
ان الغرض من تطبيق نظم التغذيه العكسيه على التاريخ والتراث هو الوصول الى رؤيه منطقيه مستقره للنصوص والأحداث التاريخيه..وربما نحتاج للوصول الى هذه الرؤيه الى تطبيق نظام تغذيه عكسيه بسيط كما هو الحال فى مقاله "القلب يعشق كل جميل " والتى فيها تناولت بالبحث والدراسه فتره الفتنه الكبرى فى الخلافه الاسلاميه والخلاف القبلى بين بنى هاشم وبنى اميه...لقد كان المقياس فى حاضرنا واقعى ومتواجد سواء بين قبائل الجزيره العربيه او عائلات صعيد مصر..
- لكن هناك بعض النصوص التاريخيه المختلف عليها بشكل واسع مثل مسأله صلب المسيح بين اتباع الديانه الاسلاميه والمسيحيه تحتاج الى فيدباك اكثر تعقيدا للوصول الى رؤيه وسطيه مستقره ..ان السيد المسيح عليه السلام فى حالتنا انسان مؤيد بالروح القدس..يبعث فى امه تعانى راديكاليه عنصريه فى تاريخها نتيجه حاخامات وقاده باعوا ضمائرهم وحرفوا نصوص توراتهم وراحوا يتمرغون تحت اقدام محتل اكثر عنصريه ...كان من الصعوبه بمكان تناول مثل هذه التناقضات من خلال امثله ومقاييس ماديه فى واقعنا المعاصر نستطيع وضعها تحت المجهر العلمى ... انها موجوده على هيئه مشاعر وعواطف انسانيه..لكنها بالنسبه للمجهر العلمى غامضه مبهمه...وفى مثل تلك الحاله يكون نظام التغذيه العكسى المبهم هو الامثل بالنسبه للقارئ والهدف المراد الوصول اليه ... وخلال مجموعه مقالاتى فى هذا المنتدى تحت اسم المحاكمه 1-9 تناولت تلك الاشكاليات.. حيث طبقت نظام تغذيه عكسيه مبهم مستخداما رباعيات للشاعر الكبير صلاح جاهين يكتبها محقق قضائى فى قضيه صلب المسيح على هوامش القضيه .. كان متن القضيه منطقيا لكنه مادي جاف رغم نهاياته السعيده .. لكن الهوامش الشعريه اضفت ظلالا انسانيه كانت ضروريه لأبراز تلك المشاعر والعواطف الانسانيه.. ورغم كونها هوامش لكنها اصبحت ذات ثقل فى فهم وتقبل ما قدمناه من رؤيه عصريه ومتطوره فى مسأله صلب المسيح والعديد من المسائل الخلافيه بين المسلمين والمسيحين... وأليك عزيزى القارئ تلك الحلقات مجمعه ومنقحه
ح1- أغرب القضايا
فيما يلي بعض االتعليقات والملاحظات التي دونها محقق قضائى مرسل من قبل اعلى السلطات الكنسيه فى روما للتحقيق فى قضيه صلب المسيح منذ أكثر من 1000 عام :
- الخلاص وفرعون الصلب
أن الله يستخلص الخير من الشر والجمال من القبح بقوته وأبداعه اللانهائي , هكذا كان يعلم المسيح عيسى أبن مريم ( عليه السلام) الناس وتلاميذة من الحواريين .
أما بيلاطس البنطى الحاكم الروماني العابد للأله جوبتر ، أله الخوف والندم ، فكان يؤمن بأنه لا بد من فعل الشر حتى ينبثق خير. أنه مرة أخري ، وما أكثر المرات فى التاريخ، الخلط بين الفكر الطاوي الذى يؤمن بالشر كصفه من صفات الأله وبين الأيمان بذات الله المتكامله بصفات الكمال والجلال.
"يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
كان بيلاطس لا يري فى تعاليم عيسي خطرا أو أحتمال خطر. بل على العكس كما جاء فى الأناجيل , لم يرة ألا بارا مصلحا ودافعت عنه زوجته وأوصته بعدم التعرض لهذا الصالح كما أنه تبرأ من أدانه رؤساء اليهود للمسيح على الملأ حتى هددة البعض بأنهم سيرسلون للأمبراطور يطلبون عزله على تهاونه فى خدمته وخيانته له.
‏ -‎قديس أم فرعون جديد؟
ستقع فى حيرة مثلى ولا شك وأنت تقرأ تلك الأخبار عن بيلاطس ذلك الحاكم الدموي الذى حكم اليهود بالحديد والنار وذبحهم وذبح أبنائهم لمجرد مطالبتهم يشئ من العدل. كيف يتحول هكذا مع المسيح الى قديس ؟ أهو الخداع والمكر ؟ بل ربما شئ أكثر خطرا ألا وهو تلبيس المعانى الجيدة بأخري سيئه لتحقيق شر ؟ وهل أنطلي ذلك الكفر على المسيح ؟
‏- نظرة على الماضي
جاء بيلاطس الى حكم اليهود نائبا عن الأمبراطور بعد سنوات طويله من الأضطرابات وثورة أستمرت مائه عام من الشعب اليهودي عندما وضع حاكم أغريقى تمثال الأله زيوس أو جوبتر فى معبدهم. كلفت تلك الثورة الأمبراطوريه الكثير من الخسائر فى المال والأرواح ولم يكبحوها ألا بعد عناء وأن كانت أثارها لا تزال تتردد عند الشعب اليهودي، أنهم فى مقاومه مستمرة بسبب رفضهم لعبادة جوبتر الأله الرسمي للأمبراطوريه. وها قد جاءت الى بيلاطس الفرصه مع هذا الحالم بالسلام والداعى الى المثاليه ، أنه بدعوته للخلاص عن طريقه وطريق ألهه الذى يستخلص الخير من الشر. سيمهد لبيلاطس الطريق لنشر فكره وما يؤمن به من أن الخلاص يكون عن طريق الأمبراطور وجوبتر الذين يحترفون فعل الشر بدعوي أنبثاق الخير. أستخلاص خير من شر يمكن بسهوله خلطه عند الماديون والجهال وما أكثرهم الى ضرورة فعل شر لأنبثاق خير . فليجاريه أذن ويشجعه على نشر تعاليمه تلك عن الأله وليستغله لتحقيق أهدافه. فلن يكون هناك فرق بين جوبتر ويهوه الله من وجه نظرة طالما أنهم يعتمدان نفس المبدأ فى أدارة الأرض. أما المقارنه بين هذا الحالم البائس وبين الأمبراطور أو حتى بيلاطس فهو ضرب من الجنون عند أي عاقل من اليهود. وهكذا سولت لبيلاطس نفسه أستغلال المسيح والحواريين لتحقيق أنتصار عقائدى فى صلب معتقدهم ومن ثمه نصر سياسي فعسكري.
لكن لم يكن الأمر بالنسبه للمسيح مجرد أسماء تتغير وشعارات تتبدل للأله الفائق الذى يؤمن به ويدعوا أليه. أنه نكوس وكفر وليس فقط عبارات تحتوي على نفس الكلمات بترتيب مختلف. فمع فكر المسيح وألهه نؤمن بالخير كأساس للخلود يستخرج منه أي شر أما مع فكر بيلاطس وجوبتر فستؤمن بالشر أساسا لوجود أى خير. أنه الرحمن الرحيم فى مقابله الشيطان الرجيم أو الأيمان فى مواجهه الكفر.
- الأنصار
يؤكد لنا القران ان مكر وخداع بيلاطس فرعون الصلب لم ينطلى على المسيح وأتباعه من الحواريين وانهم قابلوه خداعا بخداع ومكرا بمكر لكن الله ألهنا هو خير الماكرين.
" فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري الى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله" .
أن الله صاحب الصفات الفضلى والأسماء الحسنى لا يمنعنا أن نقابل مكر من يريد خداعنا بمكر وحيله لكن بشرط عدم أرتكاب أثم أو ظلم بين فى تنفيذ هذا المكر.. أنه لا يتشابه مع مبدأ مكيافيلى فى أن الغايه تبرر الوسيله لأن له شروط.
ح2- الأستغمايه
ولم تخلو أوراق المحقق من بعض الهوامش التي دون فيها بعض أشعار وأزجال وأنطباعات شخصيه.
- هامش
أحتوي هذا الهامش علي شعر عامي يدل علي أحساس المحقق بالوحده والخوف من الضغوط التي تمارس عليه.. فكتب :
أنا شاب لكن عمري ألف عام *
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف ولكن خوفي مني أنا
أخرس ولكن قلبي مليان كلام..
- متن
الأستغمايه لعبه منتشره بين أطقال بني زعبوط حيث يختبئ أحدهم ويتواري عن الأنظار ويكون علي الفريق الأخر أيجاده أو التخمين بمكان أختباءه. و لعبه الأختباء والتوريه مشهوره أيضا فى لغه بني زعبوط ، حيث يفسر اللغويون كلمه التوراة بأنها من أصل التوريه وهى فى بديع الزمان تعني أستخدام كلمه أو جمله ذات معنيين ( ريما أكثر) ، معني قريب للذهن لكنه غير المقصود ومعني أخر بعيد أذ أنه هو المقصود. وغالبا ما يستخدم هذا الأسلوب لأثارة الأنتباه والهروب من المسائله القانونيه. وقد أستخدم الأنجيل والقران التوريه أيضا ، فنجد مثلا أيه
وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسي أبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
لها معني أو تفسير شائع عند عامه المسلمين هو نفى حادثه صلب المسيح وأن الذى صلب هو شخص أخر يدعى يهوذا الأسخربوطي الذى خان المسيح ودل أعدائه عليه ، فألبسه الله شبه المسيح وصلب عن طريق الخطأ كنوع من العقاب الألهى. ورغم أن عموم المسيحيون يتفقون مع المسلمين على خيانه يهوذا لكنهم يرفضون قطعيا أن يكون قد صلب بدلا منه. فبابا الفاتيكان يؤكد على أن المسيح قد أختار أن يكون عرشه على الصليب.
وليس الهدف هنا هو أعادة أثارة هذا السجال الذى أصبح فى أحيان كثيرة بلا طائل ، بل ربما أشعل التعصب وتزمت كل طرف لوجهه نظرة.
لكن الأيه القرانيه وكلمه البابا تدعونا الى أعادة التفكير بشئ من سعه الصدر والتروي. فالآيه تذكر كلمه القتل مرتين ، مما قد يشير الى أن الخطه الأصليه , والتى كانت موضوعه من قبل بيلاطس وبعض رؤوساء اليهود , لم تكن صلب المسيح على رؤوس الأشهاد وفى وضح النهار بل كانت المؤامرة الأساسيه هى قتله غيله بعد أستدعائه الى السنهدريم ( المماثل للكنيست الأسرائيلي الأن) بحجه التفاهم لرأب الصدع وأصلاح ذات البين. لكن البابا يؤكد أن المسيح هو الذي أختار بأرادته الحرة أن يكون الصليب أيقونته وعرشه. فكيف لهذة الفئه المستضعفه أن يغيروا خطه جهنميه لييلاطس ، نائب الأمبراطور ، ورؤساء اليهود الذين باعو ضمائرهم للشيطان ؟ أنه خلاص الله بقوته وأبداعه اللانهائي وعبقريه قائدهم. تلك العبقريه التى تمثلت فى دعوه المسيح لتلاميذة الى العشاء وأذا به والخطر محدق من كل صوب والموت محلق فوق الرؤوس يمازحهم ويباسطهم كما لم يفعل من قبل. أنه يؤكد لهم الفوز والنصر رغم جحافل الظلام والظلم. ولعلك تتخيل أحد الحواريين خائفا ويسأل المسيح متعجبا، يا معلم كيف لنا النصر وما لنا من قوة؟ فيجيبه عيسي ضاحكا كطفل برئ قائلا: ألم تلعب يوما لعبه الأستغمايه وكسبت مع فريقك من الأصدقاء؟ سأعلمكم اليوم كيف كنت أفوز دائما فى تلك الأحجيه.
- هامش
فى هذا الهامش نجد المحقق يعبر عن حيرته فيما يسمع ويقرأ من أخبار تبدو متضاربه ، فقد دون :
وقفت بين شطين علي قنطرة *
الكدب فين والصدق فين ياتري
محتار ح أموت ..خرج لي حوت
وشوشني قال... هو الكلام يتقاس بالمسطرة...
ح3 غرام الأفاعي
- (متن)
لماذا يا هذا؟ فما هو الفرق بين أن يقتل المسيح غيله بيد عصابه أشرار أرضاءا لزعيمهم بعد أستدراجه الي السنهدريم أو أن يصلب فى وضح النهار بأمر من بيلاطس البنطى ؟؟؟؟ وفى السؤال يكون الذكاء وفى الأجابه تكون الحكمه. وليس هناك أعلم ولا أحكم من الله رب العالمين الذى أوحي لعيسي المؤيد بالروح القدس بالأجابه فى وصف محور الشر بقوله , تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي أو كما أخبرنا الرسول (ص) أنه لاثقه ألا بالله. فعصبه الأشرار تبدوا ظاهريا مجتمعه على قلب رجل واحد ، عاقدة العزم على القضاء على عيسي وحوارييه ، لكنهم فى حقيقه الأمر فى تباين وخلاف حيث لا ثقه بين السفله و المجرمين. وقتل المسيح غدرا يبدو حلا مرضيا لجميع أطراف المؤامرة لأنه يحقق أكبر قدر من المكاسب بأقل الخسائر ولذلك أعطى بيلاطس الضوء الأخضر لتنفيذ تلك المؤامرة . فسيتخلص زعماء اليهود الخونه من عيسي الذى أصبح بتعاليمه السلميه لا يمثل خطرا على سياستهم فحسب بل على وجودهم أيضا. فقد شفي فقراء المرضى بأذن الله فلم يأخذ مقابل ، وأستنكر أن تذهب جل أموال الزكاة والأضحيات لحساب الهيكل وبنائه بينما يترك الفقراء يتضورون جوعا. فليهدم هيكل أورشليم ويقام الأنسان أو هكذا قال المسيح لتلاميذة . وزاد حقدهم عليه وخوفهم من ألتفاف الناس حوله بعد أن مدحه شخص بين الجماهير سائلا أياه أن كان من نسل الملك داود؟ لأنه كان يبدوا فى وجاهه سليمان وفصاحه داود ، فلم ينفي عيسي ورد قائلا له : أنت من قلت. فلربما طالب بملكه وأطاح بمجموعه الفسدة مع أزدياد شعبيته وألتفاف الناس أكثر من حوله. وأيضا يستطيع ييلاطس بتلك المؤامرة الأنقضاض على الزعامات الزعبوطيه المناوئه له بحجه تجاوز صلاحيتهم بعد أن يلصق تهمه قتل عيسي بهم. أنه سيقضي على أي مفاومه ضده حتى لو كانت رمزيه وسيفرض معتفده الطاوي فى سفك الدماء بحجه الأنتفام من قتله الوريث الشرعي لملك اليهود. أنه سيكرث أحتلاله ومعتقدة وسلطان جوبتر على الشعب الأسرائيلي وسيقضى نهائيا على أي بادرة تمرد تحت دعوى الثأر لدم الداعيه الحالم المحبوب ، ملك اليهود ، وأخر نسل داوود أنتسابا لأمه. وكان الناموس اليهودي يقضى بأنتقال الملك الى أقرب ذكور الأناث نسبا أذا خلى فرع داود الأصلى من الذكور.. أنه الأنتصار العقائدى والسياسي والأمنى الذى يحلم به بيلاطس وربما للأبد.
-هامش
في هذا الهامش يتعجب المحقق مما بدأ يتبدي له من أمور فدون:
الكون دا كيف موجود من غير حدود*
وفيه عقارب ليه.. وتعابين ودود
عالم مجرب فات.. وقال سلامات
دا ياما فيه سؤلات..من غير ردود...
‏- (متن)
ورغم أن مؤامرة الأغتيال محكمه والنجاة منها تبدو مستحيله , ألا أن الأشرار تختلف أهوائهم وتتشتت قلوبهم وتتباين نوازعهم بمجرد تغيير بسيط ، لكنه عبقري لأنه ديناميكي ، يفرضه قائد الحفنه المؤمنه على تغاصيل المؤامرة المدبره. وحيث أنه لا تقه بين الشيطان وأتباعه فسرعان ما يرتد كيدهم عليهم وينقلب شرهم أليهم فينجو الخير ويتحقق نصر الله.
هامش
في هذا الهامش يبدي المحقق أعجابه بالمسيح القائد وعبر عن موقف اليهود منه حيث دون :
فارس وحيد جوه الدروع الحديد*
رفرف عليه عصقور وقال له نشيد
منين ..منين ..ولفين ..لفين ياجدع
قال من بعيد ولسه رايح بعيد...
ظهر المسيح الحي علي سفح ربوه*
نزل بهاله الضي وقعد فى قهوة
بصو...وتعالو......قالو خليه فى حاله
الناس فى حالهم يابني...مالهمش دعوه...
ح4 - لست شيطانيا ولا ملاك
- هامش
فى هذا الهامش رسم المحقق بالكلمات نموذج للشخصيه المشهورة التي قد لا تستطيع الأستمتاع بالحياة العاديه بسبب شهرتها.
- يا نجم.. نورك ليه كدا بيرتجف؟*
هو أنت قنديل زيت؟.. أو تختلف
- أنا نجم عالي.. بس عالي قوي
وكل ما أنظر تحت.. أخاف أنحدف...‏‎
- (متن)
يهوذا الأسخربوطى من قريه خربوت والمتحدث الرسمي بأسم السنهدريم ، أكثر الحواريين شبها بهيئه المسيح وأن أختلفت الطباع . صلبه المسلمون والمسيحيون على صفحات التاريخ ولعنوه فى كتبهم دون دفاع أو تمحيص. وعلى أحسن تقدير ترمز له أفلام هوليوود بدراكولا الوسيم الباحث عن الخلود مع الشيطان. لكن حقيقه ما حدث فى تلك الليله ، ليله العشاء الأخير ، أن المسيح كقائد كان يعلم ويلقن أتباعه أدوارهم فى خطته المضادة وليست نبؤات بما سيحدث في قادم الأيام. وعند أهم الأدوار ، نظر المسيح الى الحواريين وقال بينكم من يأكل من صفحتنا ويسلمني أليهم ، فسئلوه جميعا فى نفس واحد هل أنا هذا الشخص؟ فلم يرد وأنتظر حتى سئله يهوذا هل أنا هذا الشخص؟ فأجاب المسيح أنت من قلت. كان دورا مكروها شريرا ، دور العميل المزدوج، لكن كان عليه القيام به كما ينبغى. أن المسيح واثق من قدراته فى التعامل مع الكهنه وأعضاء السنهدريم والتى تؤهله لهذا العمل فقبل يهوذا بأرادته الحرة. ولم يحتاج الأسخربوطي كثير شرح من عيسي فأستأذن فى الأنصراف ، لكن لأهميه دورة قام المسيح ليودعه بنفسه حتى الباب ويذكرة للمرة الأخيرة بالثلاثين قطعه من الفضه ثمن الخيانه. وليته فعل ولم يتبرع بهم ؟ لقد كان هذا خطأة الوحيد وعندما لم يستطع تمالك مشاعرة والجنود يقبضون على عيسي فقبله ، لكن بسرعه بديهه صرخ المسيح فى وجهه غاضبا حتي يتدارك الأمر أمام الحرس وكهنه المعبد ومذكرا أياه بدوره . يا يهوذا هل تسلم أبن الأنسان بقبله؟؟ هل هذة أشارتك لهم كي تسلمني. وفات الأمر على المتأمرين حينئذ. لكن بعد نجاه المسيح من القتل والصلب كان لابد لهم من كبش فداء ولم يجدوا غير يهوذا حيث حامت حوله الشبهات. فلربما قتلوه وأدعوا أنتحارة أو أنه هرب الى الجبال فأشاعوا أنتحارة, فمن كان فى مثل موقعه فى السنهدريم لا يعلن عن قتله أو هروبه بعد فشل مثل تلك المؤامرة.
- هامش
يطلب هنا المحقق الشاعري ان يتعافى ويشفي من حبه البائس , فيجد ان ذلك لا يكون ألا بحب جديد..
يامشرط الجراح أمانه عليك*
وأنت فى حشايا تبص من حوليك
في قلبي نفطه سودا بدأت تبان
شيلها كمان والفضل يرجع أليك...
كيف شفت قلبي والنبي ياطبيب*
همد ومات ولا سامع له دبيب
قالي لقيته مختنق بالدموع
ومالوش دوا ألا لمسه من أيد حبيب...
) * رباعيات صلاح جاهين(
ح5 - غروب وشروق
- هامش
عبر المحقق عن أشراقه أمل وتفتح زهر فكتب:
أنا كنت شئ وصبحت شئ ثم شئ*
شوف ربنا قادر على كل شئ
هز الشجر شواشيه ووشوشني قال ,
لابد ما يموت شئ عشان يحي شئ...
- (متن)
لم تكد تجف دماء يوحنا المعمدان الذى قطعت رأسه أرضاءا لداعرة ، حتى ظهر هذا الداعيه الواثق كملك , الثابت كزعيم. وقد باشر المسيح أعماله الرسوليه فى الناصرة والجليل لمدة ثلاث سنوات وكان يأتي خلالها الى أورشليم مرة كل عام لحضور المؤتمر السنوي العام للسنهدريم. وكعادة أهل أورشليم (العاصمه) كانوا يستقبلون أهل القري بأستخفاف وأزدراء لما بينهم من حزازات. وفى العام الأول ، كان المسيح يكاد لا يشعر به أحد أو يكترث لأمرة أنسان. ورغم ذلك لم يخطئه يهوذا الأسخربوطي الذى بعكس رؤوساء الكهنه الأخرون ، كان مليئا بالذكاء و الأخلاص. وربما ساعد فى سرعه تعارفهما أشتراكهما فى النشئه القرويه , لكن الأمر بدا أعمق من ذلك , أنه الأعجاب بفكر وفصاحه هذا الداعيه الناصري. ورغم قله عدد الملتفين حوله جذبت كلماته مسامع يهوذا فلم يتمالك نفسه من الوقوف بين المستمعين حتى نهايه خطبته . لقد كان عيسي يتحدث عن أخطر الأمور بمنتهي البساطه والوضوح. أنه يتحدث عن أمكانيه أكل الخنزير و الميته والعمل فى يوم السبت المقدس عند الأضطرار. هذا فى الوقت الذى كان فيه كهنه الهيكل وأعضاء السنهدريم وجو اليهود العام يعتبرون مجرد رؤيه الخنزير نجاسه توجب الكفارة والعمل يوم سبتهم خطيئه توجب الأستتابه أو الموت. ولم يملك يهوذا أن يمنع نفسه من دعوة المسيح الى منزله بعد أن أنهى خطبته. وبعد تقديم الطعام والشراب بادرة بالسؤال: لماذا لا تتحدث فى الموضوعات المطروقه والمألوفه لدى الناس؟؟ فأجابه عيسي : أن هناك دعاه وربما أكثر من اللازم يتحدثون فيها؟؟ قال يهوذا : لكن هذا النوع من التعليم لن يدر عليك ربحا. فرد عيسي : ولذلك أخترته لأنني أعايشه فأنا لا أخضع حياتي لفلسفتي لأنه شئ ممل ولا أخضع قلسفتي لحياتي لأنه نفاق. فحدق يهوذا فى عيني المسيح وقال كمن يتمني أجابه معينه: سأكون معك صريحا أن هذا النوع من التعاليم ربما يكون ممنوعا بأوامر من سلطات الأحتلال , فهل أنت مقاوم وتدعوا الناس للمقاومه؟؟ فأجابه المسيح أنت من قلت.
لم يملك الأسخربوطي نفسه من أظهار الأعجاب والفرح بهذا الرسول قائلا: سأعينك على ما تدعوا أليه وسأعرفك على رئيسنا الوطني المقال بأمر من بيلاطس البنطى . ولم يصدق يهوذا أذنيه وهو يسمع أجابه المسيح حيث لم يبدي قبولا أو رفضا أنما أمرا وكأنه زعيم أو ملك قائلا: يايهوذا أنا أدعو لحريه الروح والكلمه ، فلو منعني بيلاطس أياها لقاومته ولو منعتموني أياها لقاومتكم... فأتبعوني أنتم تهتدوا.
- هامش
فى هذا الهامش نجد تلخيصا لفكره الأراده الأنسانيه الحره كتبه المحقق بتلك العبارات الشعبيه المنتشرة بين بني زعبوط:
لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكره ح يشتهي يغيّره...
ح6- أورشليم 30 م
- هامش
عبر المحقق هنا عن سهره وهروب النوم منه بسبب أمر أهمه.
قطي العزيز راقد علي الكنبات
في نوم لذيذ بيلحس الشنبات
وأنا كل عين فنجان مدلدق قلق
صدق اللي قال أن الحياه منابات....
- (متن)
قضى يهوذا ليلته مفكرا فى أمر عيسي وأمر مدينته. أورشليم سنه 30 م ، التي أصبحت تتمرغ فى الرذيله السياسيه والأجتماعيه تحت وطئه أزمه أقتصاديه شديدة وأقدام المحتل. فأقبح أرهاب هو الذى تمارسه الأنظمه وأحقر معارضه هي التى يصنعها الأحتلال. ومع طغيان المصالح الشخصيه وفساد الضمائر ، أصبح أعضاء السنهدريم دمي وعرائس فى يد بيلاطس البنطى سواء الموالين منهم أو المعارضين علي أستحياء. فالجميع وكأنهم يتحركون فى خطى مرسومه ويمثلون أدوار مكتوبه بمعرفه السياسي الأوحد ، الفرعون ، ونائب الأمبراطور. ولأن اللعبه باتت شديدة الأغلاق واضحه القذارة حيث تبدأ وتنتهى بجوبتر رب الأرباب ، شدت كلمات عيسي حس يهوذا وأدراكه. أن بها شئ مختلف وغامض لا يعرف كنهه.
- هامش
كتب هنا المحقق رأي شخصي ربما سمعه من أحد العامه
قالوا السياسه مهلكه بشكل عام
وبحورها يابني خشنه مش ريش نعام
غوص فيها.. تلقي الغرقانين كلهم
شايلين غنايم ..والخفيف اللي عام....‏
- (متن)
أعتقد يهوذا للوهله الأولي أن ما يدعو اليه عيسي من ضروره دفع رغبه الموت الي الخارج قد تعضد من المقاومه بعد أن أنقض بيلاطس علي سلطه السنهدريم المحليه وأقال الحاخام الأكبر (حنان) ليعين أحد أتباعه بدلا منه . لكن هذا الحالم يقاجئه الان يأن اساس دعوته حريه الروح والكلمه. فهل هذا جهل بالواقع السياسي المعاش فيكون أقرب للهذيان والغيبوبه؟؟ لكنه فى عينيه تصميم أقرب للرهان. وهل السياسه ألا مجموعه رهانات؟؟ ويهوذا بحكم حساسيه موقعه كان حريص دائما فى رهاناته. وما أن طلع الصباح حتى ذهب الى عيسي حيث أستضافه فى أحد بيوت السنهدريم وسأله: ما هو المطلوب منا حتى لا نمنعك حريه الروح والكلمه. فرد عيسي : حيث أختار ستكون روحي الحرة وكلماتي. فأجابه يهوذا موافقا : منا النصح ولك الأختيار وحيث يكون أختيارك ستكون أنت.
وأخبرة يهوذا أنه نظرا لحساسيه موقعه فلن بستطيع مصاحبته خارج أورشليم ودفع له بيهوذا أندرواس ، الذى لجئ أليهم بعد مقتل سيده يوحنا االمعمدان ، ليكون همزة الصله بينهم. كما أهداه بعضا من الثياب وأعطاه دعما ماليا حتى ينشئ كنيسته ، فجعل صندوقها مع أندرواس وتحت اشرافه.
- هامش
عبر هنا الكاتب عن فكرة التخلي ونحمل الصعاب فى سبيل حياة حرة و أعلاء الأرادة الأنسانيه.
السم لو كان فى الدوا منين يضر؟
والموت لو عدونا..منين يسر؟
حط القلم في الحبر وأكتب كمان
والعبد للشهوات..منين هو حر؟
ح7 - يا عزيزي كلنا لصوص
- هامش
عبر المحقق في هذا الهامش عن هدوء نفسي وراحه عقليه أحس بها نتيجه أستناده لحقائق وجوديه وليست خيالات ، فدون:
في يوم صحيت شاعر براحه وصفا
الهم زال والحزن راح وأختفي
خدني العجب وسألت روحي سؤال
أنا مت ؟ ولا وصلت للفلسفه.....
- (متن)
يؤكد المسيحيون أن الأنجيل يمثل عهدا جديدا , ثم نقرأ الأناجيل فلا نكاد نستبين فكرا أو تاريخا من كثرة الأستعارات الرمزيه والتوريه. والسبب أن ما كتب هو ما كان مسموحا به ان يكتب من قبل السلطات وقتئذ.
لكن أذا أردنا توصيف فكر عيسي من خلال ما يتمسك به الفاتيكان من شعائر رمزيه فى عيد الأفخارستيا ، نستطيع القول بأنه كان الداعي الى الواقعيه الشديده لكن بطريقه دبلوماسيه أو أسلوب رومانسي حالم بأمل فى الأفق حتي لو كان فاترا. فمع دراسه فقه الضرورات سيصدم معظمنا بأن غريزة البقاء او الوجود هى أقوى الغرائز الأنسانيه وفى سبيلها قد يأكل اليهودى لحم خنزير أو حيوان ميت أو أنسان ميت وقد يقتل أنسانا ليأكله حتى لو كان المسيح المنتظر. ياعزيزي أنها الحقيقه المجردة بلا شعارات جوفاء ، بل و يشترك في هذا كل البشر. ومن الحقائق أيضا أن الشعب الأسرائيلي لم يقاتل العماليق الجبارين خلف طالوت وداود ألا بعد أن منع عنهم السقايه والماء. وعيد حانوكي العبري يشير الي ذلك ، فكلمه حانوكي تتكون من مقطعين ، مقطع (حان) بمعني موعد و مقطع (وكي) بمعني ربط السقايه. أنها ثنائيه الحرب أو الموت عطشا أو جوعا والتي تشترك فيها كل الأمم. وهكذا أيضا كانت ثورة المكابيين على الأغريق. فالسبب الظاهر الذى أرتضاه المحتل الروماني لتدريسه في العهد القديم هو وضع تمثال زيوس فى الهيكل وتقديم لحوم الخنازير النجسه له كقربان. أما السبب الحقيقي للثورة هو أن الناس بدأت من شدة الفقر والجوع تقدم قرابين بشريه لتأكلها. عندها ثار الحبر متي الحشموني وكسر التمثال وقتل حارسه ليأكله ، كما ثار الخليل أبراهيم وكسر الأوثان عندما هموا بذبح ربيبه لوط كقربان. أنها مرة أخري ياعزيزي الحقيقه حتى لو كانت صادمه لمشاعر البعض ، فليست الشعارات الزائفه والمظاهر الجوفاء والطقوس الفارغه التي قد يرضي أن يتنازل الأنسان عن حياته أو وجوده من أجلها.
ومع أدراك المحتل الروماني لتلك الحقائق الثابته ورفعه لشعارات الحريات الفكريه ، طبعا طبقا لمفهومه الفرعوني لأنه صاحب القوة حيث فرض الطائفيه والتشيع لتحقيق مصالحه الأستعماريه ، فأن مقاومته لن تكون ممكنه ألا من الداخل. وسيكون من العبث والحركه فى دوائر مغلقه أن تحارب محتل بمحتل أخر او أن تستعين فى مقاومتك للأستعمار بأستعمار بديل. فأن لم تشترك أسرائيل فى كونفيدراليه مع جيرانها المباشرين لتحقيق مصالحهم الطبيعيه المشتركه والمحددة بجغرافيه الأرض والجوار والتاريخ ، فلن يمكنهم طرد جوبتر وأتباعه. ومع مثل تلك الكونفيدراليه ، ربما أستطاعوا أيضا غزو روما وأعتلاء عرش جوبتر.
لكن كيف يتأتي ذلك ؟ ألا من خلال حريه حقيقيه للروح والكلمه ينفتح فيها الفكر اليهودي , المنغلق لدرجه العنصريه , علي الأخر ويكون هاديا بالحواريين والأحبار الربانيين الذين مدحهم القران ، وليس يهوديا طائفيا مختارا فقط من أله بني أسرائيل لنسبه العرقي أو القبلي حتي وياللعجب رغم ذمه في القران والكتب السماويه الأخري بما فيها التوراة.
- هامش
عبر هنا المحقق عن رفضه واستهجانه للعنصريه بتلك الأشعار الساخرة:
يا (غراب) يا عالي فى السما طظ فيك**
ما تقتكرش ربنا مصطفيك
برضك بتاكل دود وللطين تعود
تمص فيه يا حلو...ويمص فيك...
- (متن)
من هذا المنظور الفكري كان الألتقاء بين الحركه الوطنيه فى السنهدريم مع المصلح المجدد فى الفكر اليهودي والأنساني ، المسيح عيسي أبن مريم رسول الله. ‏‎
- هامش
الكاتب هنا يعبر عن اعجابه بطائر الجنه الفريد :
ياللي أنتي بيتك قش مفروش بريش*
تقوي عليه الريح يصبح مفيش
عجبي عليك حواليك مخالب كبار
ومالكش غير منقار وقادر تعيش....
ح8- بستان الدم
- هامش
كتب المحقق هذه الأبيات بلا تعليق:
على رجلي دم نظرت له ما احتملت*
على إيدي دم سألت ليه ؟ لم وصلت
على كتفي دم وحتى على راسي دم
أنا كُلي دم... قتلت ؟ولا انقتلت؟
- (متنن)
أذا لم يكن هناك حلا للمشكله فضخمها , هكذا تعامل المسيح فى خطته المضاده مع المتأمرين على قتله حيث هجم هو وأصحابه على التجار والمرابين حول الهيكل وأزاحوهم بحجه أقامه الصلاه ثم هربوا الى بستان فى جبل الزيتون. تغيير عبقري رغم بساطته فرضه المسيح على المؤامره فأطاح بآمال بيلاطس البنطي فى أى نصر مؤزر. ومما يدفعنا للقول بأن يهوذا الأسخربوطي كان ذو مكانه مرموقه بين الرومان وفى المجتمع اليهودي أنه أستطاع أستدعاء كتيبه من العسكر الروماني للقبض على عيسي أبن مريم بعد هروبه. ومن المعروف أن الرومان كانوا يقيمون خارج مدينه أورشليم في ثكنات خاصه ولم يكن فى مقدور الشخص العادي أستدعائهم للقبض على مجموعه من مثيري الشغب بالمدينه بسبب وجود قوات لحفظ الأمن تابعه لكهنه المعبد. أما ما حدث أثناء ألقاء القبض علي المسيح ، فهو أن أصحابه حاولوا المقاومه أذ كان معهم سيفين وبعض العصي. ودارت بالفعل مناوشات وصدامات بينهم وبين حرس المعبد أصيب على أثرها عبد رئيس الكهنه. وفى أثناء ذلك نستطيع القول بأنه حدث ما يمكن وصفه " بشبه لهم" , حيث سقط أحد الحواريين (ربما يوحنا) على الأرض متظاهرا بالموت بعد أن تغطت ثيابه وجسدة ببقع الدم المتدفق من أذن عبد رئيس الكهنه المقطوعه أو دماء أخري مصطنعه من دم الحيوانات و ما شابه. ومع سقوط هذا الحواري أمر المسيح أصحابه بالكف عن القتال لأن عيسي أبن مريم قد قتل. فتوقف الكهنه والحرس فى أنتظار أمر رئيس العسكر الروماني والذى طلب من يهوذا التأكد من شخصيه المقتول. لكن يهوذا ذهب وتعرف على المسيح الذى كان متنكرا فى غير ثيابه المعتادة مغيرا شكله على هيئه البستاني التي ظهر بها أكثر من مره. فألقوا القبض عليه وهم فى شك وحيرة من أمرهم ما بين أصحابه الذين ينكرون شخصيه المقبوض عليه ويؤكدون قتل عيسي وبين يهوذا الذى تعرف علي المسيح فى غير هيئته المعتادة وفى وقت مالت فيه الشمس للغروب.
- هامش
كتب المحقق هذه الأبيات للتعبير عن الشبه والتشابه والشبهه فى حادثه صلب المسيح ما بين المهزله والمأساة :
علقت في المسمار قناع مهزلة*
ومعاه قناع مأساة بحزنه ابتـــلا
بصيت لقيتهم يشبهوا بعضهـــم
واهو ده العجب يا ولاد و الا فلا...
هامش 22
تخيل المحقق فى هذا الهامش ردا للمسيح على التهم التي وجهت أليه أثناء محاكمته:
أنا اللي بالأمر المحال اغتـــــوي
شفت القمر نطيت لفوق في الهـــوا
طلته ما طلتوش إيه انا يهمنــــي
و ليه .. ما دام بالنشوة قلبي ارتوي...
ح9- مصلوب خمس نجوم
- (متنن)
لم يكن قانون ساكسونيا ألا أمتدادا للنظام الوثني الذى يعتبر العبيد ظلا لأسيادهم , فأذا حاكموا سيدا نفذوا العقوبه على ظله أو أقرب مواليه. وبقتل عيسي أبن مريم فى جبل الزيتون كان عليه أحضار البستاني عبد المسيح كبديل لأجراء محاكمه شكليه تنتهي بحكم الأعدام وصلب الظل. هكذا أخبر يهوذا رئيس السنهدريم المعين من قبل بيلاطس البنطي وذلك حتي لا يتم توجيه أنتقادات أو أتهامات لحرس المعبد والعسكر الروماني، ومطالبا أياه بالثلاثين قطعه من فضه. ومع أنكار بطرس لشخصيه المسيح ثلاث مرات : أمام العسكر و السنهدريم و بيلاطس , تأكد لديهم أن البستاني هو عبد المسيح أو ظله وليس المسيح ذاته. أما دور الفلاح البسيط أو الزعبوطي الفطري , الذى لا يعرف من أمور السياسه والقانون شيئأ , فقد أداه عيسي ببراعه حيث لم يزد فى ردوده على كل التهم السياسيه والدينيه الموجه له عن قوله: أنت من قلت أو ما معناه باللغه الدارجه: اللى تشوفه يابيه هو أنا ها أعرف أكتر من الحكومه؟؟ حيث من المعلوم أن نفس الجمله الحواريه يختلف معناها بأختلاف طريقه أدائها..
- هامش
عبر المحقق هنا عن عجز الشر أمام الخير:
كروان جريح مضروب شعاع م القمـــــر
سقط من السموات فؤاده انكســـــــــر
جريت عليه قطه علشان تبلعـــــــــه
أتاريه خيال شعراء و مالهـــــوش أثر...
- (متنن)
وهكذا أنتفت خطورة عبد المسيح على أمنهم العام , مما حدا ببيلاطس بمحاوله منع أعدامه وذلك للأستفادة من ثمن بيعه كعبد قوى ولا سيما بعد أن عرض يوسف الرامي ثمنا مغريا لشرائه... ثلاثون قطعه من فضه كانت كافيه حتي يتخلص من ألحاح يهوذا الذى لم يكف منذ القبض على عيسي عن المطالبه بهم.
وربما قد تم تعذيب المسيح كأجراء روتيني حتي تمت الصفقه. وتذكر الأناجيل أجراءات صلب شكليه لمصلوب خمس نجوم. فقد احضروا من يحمل له الصليب كما لم يكسر العسكر أرجله وأذرعه للتعجيل بموته كما فعلوا مع الأخرين , وكذلك لم تزد مدة وقوفه على الصليب عن بضع ساعات قليله ليست كافيه للموت. لقد كان الغرض الأساسي من المحاكمه والصلب الشكلي هو الخروج من مأزق سياسي فرضه عليهم المسيح وأختاره بأرادته الحرة ..
- هامش
التفاصيل يسكنها الشيطان وقد أستطاع المسيح ان يهزم الشيطان فى عقر دارة ويعلمنا درسا لا ينسي عن خلاص الله للخير من بين براثن الشر بأبداعه اللانهائي.
نظرت فوق للنجوم و انا ســـاير
رجليا عترت في الحفر و الحجـاير
بقيت أقول و أنا ع التراب: يا سـلام
مش بس عبره أخذت لكن عبــاير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و