الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة الاعتراف، سيغموند فرويد وفضله الكبير على الفليسوف بول ريكور.

معروفي العيد

2023 / 9 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يُؤكد الفيلسوف ريكور في كتابه :" مقالات ومحاضرات في التأويلية:" بأنّ الصدمة المزدوجة للتّحليل النّفسي psychanalyse، هي التي كان عليها أن تضعني على طريق هذه التّأويلية النّقدية، وأن تستدعي بذلك تعريفا للتّأويلية أوسع من فكّ شفرة العبارات ذات المعنى المضاعف. هي ذي الكيفيةُ التي اتّسع بها المُشكل التأويلي بدفع من فرويد Freud ، كمـــا يشهد بذلك الكتاب المُعنون في التأويل، محاولة في فرويد De l interprétation. Essai sur Freud, L’ordre philosophique . فإنّ التأويل الذي تمت ممارستهُ في رمزانية الشرّ la symbolique du mal. قد تُصّور تلقائياً على أنّه تأويل مُضّخم، أي على أنهُ تأويلٌ حريصٌ على فائض المعنى، الذي كانت رمزية الشرّ la symbolique du mal تخفيه ضمنياً والذي إنما رفعه التفكُّر دُون سواه إلى الامتلاء الدّال، والحال أنّ هذا التّأويل المضخّم قد كان يتقابل، من غير أن يقول، ومن غير أن يدري دراية بيّنة، مع إرجاع تأويلي بدا لي أنهُ، في حال الذنب culpabilité ، قــد مثلهُ أحسن تمثيل التحليل النفسيُّ الفرويدي. يقول:"هكذا قام أمامي مقطبٌ كان يُعلن عما كُنت سأُسمّيه صّراع التأويلات" Le Conflit Des interprétation. ولكن ذلك الصّراع ما كان ليتّضح إلا في حدود رمزانية مُقيّدة غرضياً وتاريخياً. لا مُراء في أنّ ما شرعتُ فـــي من قراءة أعمال فرويد الكاملة أو شبه الكاملة قد كشف لي بسرعة أنّ الأمر كان يتعلّق بشيء مُختلف تمام الاختلاف عن صّراع محدود بغرض الذنبculpabilité. "
بل إنّ الرهان كما قد رأى فرويد، بوضوح، إنما كان فلسفةَ للثقافة في كامل مداها، استحضرت بين التّقليد والنّقد مشهد صّراع كان هو مشهدهما في القرن الثامنَ عشر ، زمن التنويرAufklarung " . يُضيق أيضا:" فقراءتي لرمزانية الشر كانت قراءة تقليدية، حين كانت قراءة"فرويد" قراءة نقديةَ. ولقد انفرضَ عليّ هاجسُ عدم التضحية بأيّ منهما، مثلما شغلني، خمس عشرة سنة قبل ذلك، هاجسُ التوفيق بين " مارسيل " و"هـُـوسّرل". وتمثّل القراءةُ المُضاعفةُ التي اقترحُها لعُقدة "أُوديب" وأسطورته، لدى نهاية كتابي عن "فرويد" تجسيداً مُناسباً لعمل التّأمُّل الذي يُتيحه الصّراع الذي شقّهُ التَّحليلُ النفسي في قلب التّقليد الثّقافي الذي أنتمي لهُ( والذي ذكّرتُ في ما تقدّم أنه كتابي biblique)) وهلّينيُ في آن... كُنتُ أرى فرويد، يحفر، تحت الأسطورة التي أصبحت عُقدةً، أركيولوجيا للكوجيتو، تكتشف عن المظاهر القديمة والطُّفُولية والعُصابية للجنسانية، في نفس الوقت الذي كُنت أرى فيه هيجل، أو على الأقل هيجل فينومينولوجيا الرّوح ـــ الذي كنتُ أتمرس به يومئذ في دروسي بجامعة السربون...ومهما يكن من أمر الذنب، في تعيُّنِيتَيه الدّقيقةِ فلقد فُتحت الآن مسألةُ تعدّدِ التأويلات وصّراعها . " لقد تعلّق الأمر، من خلال المُجابهة بين فرويد، والتّقليد، بصراع بين تأويليّتين: تأويلية مُضخمة، في المعنى المُشار إليه أعلاهُ، وتأويلية تظنُن herméneutique du soupçon ، حيث يقوم فرويد، إلى جانب مُعلمين آخرين للتظنّن : فيورباخ، وماركس، وخاصة نيتشه...

مأخوذ من كتاب، مقالات ومحاضرات في التأويلية بول ريكور، ترجمة د. محمد محجوب، ص ص 13/12.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال