الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظره 3

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2023 / 9 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


- فى تطبيق نظام تغذيه عكسيه (ذكى-بيئيا) على التاريخ والتراث

تعتبر قصه اهل الكهف من القصص التى وردت فى القران الكريم من القصص الملهمه للكثيرين.. وقد كتب عنها الكاتب الكبير توفيق الحكيم مسرحيه اهل الكهف فى اطار رومانسى حيث يتقابل الوزير بطل المسرحيه بعد خروجه من الكهف الذى نام فيه اكثر من 300 سنه مع حفيده حبيبته والتى تشبهها جدا وتدور بينهم نقاشات شيقه عن نسبيه الزمن فى الحب والغرام...لكننا هنا لسنا بصدد نقد تفكيكى لعمل رغم جودته الادبيه اضاف المزيد من التناقضات لمعنى القصه التى وردت فى القران الكريم...فالقصه من المنظور الدينى تدل على قدره الله تعالى على استخلاصه للخير من وسط براثن الشر..فيقدم لنا فتيه امنوا بربهم يهربوا من مجتمعهم الجاهل الظالم ويلجؤا الى كهف حيث يناموا فيه مده من الزمن وعندما يستيقظوا تكون دوله الظلم قد زالت وعملتها قد اندثرت.... واعتقاد المسلم ان خلق السموات والارض وخلقه هو نفسه من نطفه اعظم من بعثه بعد الموت الذى يماثل نومه واستيقاظه يوميا... فلماذا ساق لنا القرآن تلك القصه بل وحرص على ذكر الكلب الذكى المدرب... ففى القران تم ذكر نوعين من الكلاب :
١) الكلب الضال الذى جاء ذكره فى سوره الأعراف والذى أطلق العنان لغرائزه ورغباته دون تحكم وقد ضرب به الله مثلا للأنسان الضال الذى تعرف على آيات الله فى الحياة والكون لكنه انسلخ منها وتهرب من مسئوليته أرضاءا لأهوائه وارتكانا لثقافته الأرضيه الغير متبصره :
«وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َ ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ».
2) الكلب الذكى المدرب فى سوره أهل الكهف الذى يعرف ان قيمته فيما يحسنه من مهارات وأعمال فى خدمه مجتمعه ووبيئته ، لذلك استحق ان يكون رفيقا لأصحاب الكهف وان يبعث معهم ..
وبألقاء نظره على عصرنا الحالى ، نجد ان مشكله الحضاره الماديه كما ظهرت فى العديد من الكتب و الأفلام السينمائيه هى الأنفصام الى درجه الصراع بين روح الانسان وفطرته وبين متطلبات الحضاره الماديه التى ترغمه على أن يكون ترسا فى ماكينه بلا روح أو بصيره.. فمع اختفاء الروح والبصيره تظهر الشرور وتتراكم كقطع الليل الدامس داخل النفس البشريه فتظهر عبثيه الحياه والحضارات حيث يؤول كل شئ الى لا شئ.. وأيضا مفهوم الذكاء الاصطناعى وتصور الملائكه على انهم آليات ذات قدره خارقه على التفكير والتصرف السوبر فى خدمه البشريه ظهر عواره فى فيلم ماتركس (أصدار 1999) وسلسله افلام المدمر ( بدايه أصدار 1984) وكذلك قصه هاروت وماروت فى القران ، لأن تلك الآليات السوبر اذا ما خولنا اليها وحدها اتخاذ القرارات النهائيه وتحديد المصير فستدفعنا الى التدمير الشامل أثناء سعيها المستمر الى المثاليه المتفرده ، فهى ببساطه لا تحتاج الى بشر ولا الى كوكب الأرض بأكمله.. لذلك كان وصف الله تعالى كقدره عظيمه لانهائيه لكن ايضا بصفات آلهيه مختلفه ومتباينه فى أنسجام تام ذو حكمه وأعجاز ، فصفات الجمال تحمى الارض وصفات الجلال تبحث عن المثاليه ومن خلال التوازن بينهم توهب الحياه على الارض... أننا نجد فى القران نوعا آخر من الذكاء والمعرفه عند الملائكه والمخلوقات يمكن تسميته بالذكاء البيئ الذى يجعلهم يدركون ان الله قد خلق كل شئ فى الكون بقدر وتناغم يكفيان لأستمراريه الحياه.. ذلك الذكاء البيئ الكامن حتى فى الحصى والرمال فيجعلها تسبح بحمده ، كما لا يستطيع الكافر ان ينكره لكنه ينكر ويتهرب من تبعاته ودوره فى الحفاظ عليه جهلا منه وظلما.. ان مسئوليه الحفاظ على البيئه من مهام الأنسان كخليفه على الارض تقبلها وهو فى رحم الغيب حبا فى الوجود بل هى أساس وجوده..وقد يرى البعض ان حفاظ الانسان على بيئته وحضارته ينتج تلقائيا من التحديات البيئيه والاستجابه الذكيه لها كما ذكر الفيلسوف أرنولد توينبى فى موسوعه دراسه للتاريخ.. أى أن الحضارات الذكيه بيئيا ستجد حلولا مبتكره لتحدياتها فتستمر وتنتعش والحضارات المتخلفه ستموت وتختفى وليس بالضروره أن الموت يعنى العدم بل أنها تتشرنق وتنحصر فى انتظار فكر جديد يبعث فيها الحياه..أنه التفسير الطبيعى وبالتالى البيئى الذى قدمه أ توينبى لحركه التاريخ والحضارات , فكما تدفع رغبه الوجود الفرد للأستجابه أمام التحديات تدفع ايضا المجتمعات والحضارات.. كلام جميل وكلام معقول ما اقدرش اقول حاجه عنه , غير انه مع تطبيق نظريات التحكم نستطيع ان نضيف الفارق بين سرعه وزمن استجابه فرد ومجتمع مستنير وبين استجابه فرد ومجتمع متخلف ظالم بجهله كما جاء فى قصه اهل الكهف.. لقد احتاج الفتيه المستنيرون( بانهم لا يأكلون ذهب الملك او صكوك عملته) الى يوما او بعض يوم كى يجدوا ويطبقوا على أنفسهم حلولا مبتكره لتحديات عصرهم لكن ملكهم ومجتمعهم الجاهل الظالم أندثر واختفى وأحتاجت حضارتهم مئات السنين حتى تظهر مره اخرى فى ثوب جديد وبشكل مختلف لتبعث أهل الكهف مرة أخرى من خلال أفكارهم المبتكره كقديسين.. فيا ايها المؤمن بالخير والطبيعه التى خلقها الله المبدع الاعظم.. أدعو الناس لفكرك ولا تبتئس اذا تم قهرك لأنك لن تهزم بل ستبعث حتما من جديد من خلال إيمانك وافكارك المبتكره مثلما بعث أهل الكهف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد