الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 174 أبراهام لينكولن والثالوث المقدس

رحيم فرحان صدام

2023 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 174
أبراهام لينكولن والثالوث المقدس
ابراهام لينكولن (1809 - 1865) Abraham Lincoln هو الرئيس السادس عشر للولايات الأمريكية المتحدة، 1861 - 1865. انتخب رئيسا للولايات المتحدة عام 1861 في عهده نشبت الحرب الاهلية الأمريكية بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي حول الغاء نظام الرق حيث اعتمد الشماليون على الصناعة الالية بينما الجنوبيون يعتمدون في الزراعة على العبيد لا سيما زراعة القطن قاد لنكولن الشماليين بإعلانه قانون تحرير العبيد عام 1863 لتوحيد البلاد و مع رفض الجنوبيون استمرت الحرب والتي كانت قد بدأت عام 1861 واستطاعت قوات الشمال هزيمة الجنوب بعد معارك عنيفة وأعادت وصل شمال أمريكا بجنوبها. اغتيل ابراهام لنكولن في نيسان سنة 1865 بعد شهر من تجديد رئاسته على يد جون ويلكس بوث أحد الممثلين في مسرحية كان يشاهدها.
بالنظر إلى أفكاره والحقبة التي عاش أحداثها ودوره في توجيه تلك الأحداث وكذلك بصمته في تأريخ الولايات المتحدة يعد لينكولن رئيساً يحظى بقسط وافر من التعاطف مع تأريخه وإحاطته بشتى صور التقدير والاحترام عند الأمريكيين, واليوم يمكن أن نجد صورته على العملة الأمريكية فئة 5 دولار.
النَهْضة الحُسينية مِنْ منظورِ حُقُوق الإنْسَان
ادعى لطيف عبد سالم العقيلي الذي يصف نفسه ب(باحث وكاتب صحفي) : " أنَّ النَهْضةَ الحُسينية اخترقت الآفاق لتوقظ الضمير الأنساني فِي كلِ زمان، فلا عجب مِنْ ... أشارة الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن (Abraham Lincoln) إلى أنَّ القرآنَ وَمحمد وَالحُسين ثالوث مقدس يجب النظر إليهم نظرة تقديس لأنَّ فيهم الكثير مِنْ المثل العليا واحترام حُقُوق الإنْسَان".
وكعادة الدعاية الإسلامية المضللة لم يذكر لنا العقيلي مرجعا للقول المنسوب كذبا الى الرئيس الأمريكي الاسبق لا سيما ان له كتب عديدة تخلو من ذكر هذا النص ؟!!!
وكيف يمكن ان يتحدث الرئيس الأمريكي أنَّ القرآنَ وَمحمد وَالحُسين فيهم الكثير مِنْ احترام حُقُوق الإنْسَان؟ أي حقوق إنسان ضمن مبادئ الإسلام ؟ إن حقوق الإنسان هي آخر ما وصلت إليه البشرية في رقيها الأخلاقي بعد حروب طاحنة، أوجبت التواضع بين البشرية على مبادئ حقوقية مقدسة للإنسان أيًّا كان لونه أو دينه أو جنسه، وهو ما دفع الدولة المدنية إلى مزيد من الحريات والانطلاق الفكري والعلمي إلى أقصاه، ولم يتم ذلك إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإقرار مواثيق جنيف وقيام هيئة الأمم المتحدة.
إن القول بحقوق إنسان يفترض مساواة تامة ومطلقة بين أفراد المجتمع دون تمييز بينهم لأي سبب أرضي أو سماوي، لا بسبب عنصر، ولا طائفة، ولا دين، ولا جنس، إنما يتميزون بالحقوق المتساوية لأنهم بشر يستحقون هذا المستوى الحقوقي الواضح الراقي غير الملتبس.
هذا بينما المساواة مسألة لا وجود لها في الإسلام ، لأنه يفرق بين المسلم وغير المسلم في البلد الواحد ولكل منهما حقوق وواجبات غير الآخر، ويفرق بين السيد والعبد، إن كانوا من غير العرب فهم إما أهل ذمة أو موالٍ وهم من أسلم منهم، والموالي هم العبيد، وأهل الذمة أدنى منهم درجة، وبين الرجل والمرأة، وبين القرشي وبقية العرب، لكلٍّ حقوق وواجبات غير الآخر؛ فالحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى .
وهل من حقوق الإنسان ومن معاني الحرية الاتجار بالبشر واستعبادهم في الحروب، وركوب نساء المهزوم وهتك عرض غير المسلم ؟!!!

هل كان إبراهام لينكولن مسلما كما ادعى الترباني؟
وجدنا كتابا للكاتب الوهابي جهاد الترباني بعنوان (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ) وقد تضمن (إبراهام لينكون) وسماه (الرئيس الأمريكي المسلم)! ، وقد سرد بعض الأدلة التي بنى أغلبها من دون دليل على إسلامه منها أن أصوله أندلسية، ومنها أن اسمه إبراهام وهو قريب من إبراهيم، كما أن ملامحه عربية وإسلامية! وأنه أول رئيس في الولايات المتحدة يطلق لحيته ويجز شاربه!! كما استنتج الترباني أن قرار لينكولن بتحرير العبيد كان انتقاما من النصارى بشكل غير مباشر كون أجداده من مهجري الأندلس (الموريسكيون)، والانتقام يتمثل في افتراضه أن أغلب العبيد في الولايات المتحدة كانوا من المسلمين - وهذا أيضا قد ذكر بلا دليل- ، كما ذكر أن لينكولن كان يتخفى بإسلامه بحجة أن مصير ملايين الأفارقة معلقا بين يديه مفترضا أنه لينكون قد قرأ قصة النجاشي وإخفاءه إسلامه لحماية المسلمين المهاجرين!!
ان الترباني -وهو من أعمدة الدعاية الوهابية المضللة- يتبنى تلك الآراء من دون الاستناد على ادلة علمية موثقة، و لم يذكر مرجعاً واحداً بنى عليه تلك الأدلة ، وقد ذكر ذلك في أول كلامه عن الرئيس الأمريكي أن كلامه مفتقرا لأدوات البحث العلمي، فكان الأولى به عدم نشر هذه الترهات .

ينظر :
لطيف عبد سالم العكَيلي ، شبكة النبأ المعلوماتية الالكترونية .
جهاد الترباني : (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ) ، دار التقوى ، الاسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2010.
سيد محمود القمني: كتاب أنتكاسة المسلمين الى الوثنية ص 164 .

Donald, David H. Lincoln. New York: Simon and
Schuster, 1995.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية