الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات مهاجرة بين العزلة والحضور... ومن في رأسهم ريشة

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2023 / 9 / 16
الادب والفن


صفحة من كتاب اليوميات الذي لم يصدر بعد...

رغم ما تستدعيه عملية الكتابة من عزلة، لكنني أجد روحي تحلق بفرح حين ألتقي شخصيا بمن يمارسون هواية القراءة ومهنة الكتابة.

مؤخرا حضرت لقاء مع كتّأب وصحفيين من العالم، عشاء غير رسمي مع بيتزا ومقبلات وأكل وشراب، ولشدة انشغالي بالترحاب وبالحديث والسؤال والجواب، أضعت كأسي وصحني عدة مرات وانا انتقل من ركن الى اخر للقاء مع وجوه جديدة او معروفة من قبل.
اعتقد كنت سعيدة وجائعة للنظر في الوجوه بشكل حقيقي/غير افتراضي.

وربما لهذا السبب كنت دوما أسعى لخلق حلقة ثقافية كي لا اموت من الاغتراب. وأعرف أن شق اي طريق في المهجر، في المكان الجديد، ليس سهلا وخاصة على الادباء والكتاب الذين يقفون وحدهم /خارج القافلة /خارج التكتلات والحسابات الخارجة عن المحسوبيات الشرقية المريضة.

ان تكون كاتبا مهاجرا، أو قادم للسياحة والاستجمام، وانانيا، متعاليا فجا وغير لبق، هذا يعكس صورتك في مرآة ذاتك. هذا انت ولك كل الحق في ان تكون انت( هو/هي) .
اما الذين "في رأسهم ريشة"، فلا يليق بهم ان يكونوا أدباء يصنعون مستقبلا انسانيا يليق بالجميع، بل تجار كلمات، منشغلون بتلوين "الريشة" وتركيزها مرة على الرأس، مرة على الطاقية، على المعطف، على الغيمة، على الحذاء، المهم أن تكون الريشة واضحة ومحط الاهتمام، وغير شكل.
والريشة رمز للشخص الذي يعتقد انه ارفع من غيره واكثر اهمية.
وهناك شخصية "ابو ريشة" في مسلسل سوري قديم/ نسيت اسمه! )

لدي قلم على رأسه ريشة، أحبه لأنه يذكرني بمخترع المحبرة الذي يحبني على ما أعتقد.

حادثة اخرى عن الريش: كنت مرةفي مشوار جوار البحيرة، فوجدت ريشة 🪶 🦅 ، اخذتها الى البيت مع بعض القواقع والحجر، غسلتها بالصابون ووضعت قلما في داخلها وصارت صالحة للكتابة. نسيتها على البلكون بعد ذاك. في اليوم التالي كنت عائدة من التسوق، وجدت السنجاب يلعب بالريشة تحت البناية! دهشت واستعدت الريشة /خاصتي وغسلتها بالصابون من جديد .ولم أضعها في رأسي، بل وضعتها في طاسة على شكل محبرة.

كنت هذا الشتاء 2023 في رحلة الى السويد، زرت باخرة شهيرة كانت قد ضاعت في المحيط لسنوات طويلة بعد الحرب العالمية اسمها ( كاسا Casa) ومن هناك اشتريت أيضا قلما على شكل ريشة، وقطعا تذكارية أخرى.
وربما لذلك علاقة بكتابي الذي يحمل عنوان " المحبرة أنثى"
ولك محبرة قلم وريشة للكتابة.
...
مجموعة كريستال الشعرية اهديتها الى مخترع المحبرة الذي كان يحبني.

حادثة أخرى عن الريش وأهله: حضرت مرة بل مرات، مهرجانات للكنديين الأوائل وكان الحقل مكتظا بمشاركين يلبسون أزياء خاصة تعكس ثقافة ( الهنود الحمر)...موسيقى، رقص، أزياء، معروضات للبيع. التقطت الكثير من الصور، وتجرأت أن أطلب من أحدهم أن يأخذ لي صورا مع بعض المشاركين الذين كانت أزيائهم متميزة.
الشخص الأول راقص ممتار، ومبتسم على الدوام، رحب بي والتقط الصورة وذهب.
..
في موقع آخر ونهار آخر، طلبت صورة مع أحدهم هناك. حين وقفت بجابنه، كان متجهما. ثم قال لي بلهجة ناشفة: لا تقتربي منه كثيرا؟
نظرت بخشية وقلت: اقترب ممن؟
قال: من الريشة لانها تحمل روحا، وصاحبها سيقلق.
جمدت الكلمات على لساني وندمت على فكرة التقاط الصورة معه...
ولم أقل شيئا حتى أنني لم ابتسم في الصورة ولا هو كان يبتسم. كان واقفا مكتظا بالريش والخرز والرموز ، واقفا باستعلاء.
...
وأحيانا لا بد لك ولي من أن نلعب مع الدببة ونحن في منتهى السعادة والحذر.

سبتمبر 2023

#جاكلين_سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل