الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية التاريخ

بارباروسا آكيم

2023 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب احد الإخوة على الحوار المتمدن مقالة عن
عالم سباعي الأقطاب - لفيلسوف النهاية المأساوية الكسندر دوغين

و رغم انني لا اود الخوض في تفاصيل المقالة كوني لم اعتبر دوغين اكثر من راسبوتين آخر
بالإضافة إلى انني لا اريد الخوض في سيل من المغالطات المنطقية لكني اود التعليق حصرا على مفهوم نهاية التاريخ

و نظرا لكون التعليق سيكون طويلا بعض الشيء احببت ان افرد له مساحة خاصة في مقالة ، و بناءا عليه احببت ان اعلق اولا على سوء الفهم الغير المقصود او المتعمد لأفكار  فوكوياما

الذي لاحظته و لسنوات عديدة ان الناس تتصور بأن فوكوياما يتحدث من باب الإستعلاء عن انتصار مفهوم الديموقراطية الليبرالية و بالتالي انتصار الغرب النهائي على العالم و هذا المنطق يعوزه بعض الدقة ..
بالمناسبة اخواني انتصار الديموقراطية او الليبرالية كفكرة _ من وجهة نظر فوكوياما _ على اقل تقدير لا يعني بالضرورة انتصار الغرب كعرق انجلوسكسوني او كجغرافية ثقافية
بل هو يتكلم عن انتصار الفكرة التي توصل لها الغرب بما معناه انه يمكن لشعوب اخرى ان تحمل اللواء لو شاءت
اولا فوكوياما ينظر للتاريخ على انه عملية تطوير مستمر للفكرة البشري و ليس كما ينظر الآخرون الى التاريخ على انه سجل اخبار لأمم مضت ، و بالتالي فهو حينما يتحدث عن ان الديموقراطية الغربية هي نهاية التاريخ فهو يتحدث من باب ان هذا النموذج الديموقراطي هو افضل ما توصل له العقل البشري ، و بما انه لا يمكن تصور نموذج آخر افضل منه فهو مرحلة الختام لما توصل اليه العقل البشري .

و نأتي الى مناقشة استفزازية فكرة : (( نهاية التاريخ )) لأنه بالفعل قد اكتشفت بأن الفكرة تعد مستفزة للكثيرين رغم ان فوكوياما ليس اول من كتب عن نهاية التاريخ
فلو اخذنا ماركس على سبيل المثال فهو ايضا تحدث عن نهاية التاريخ بعد ان تقوم البروليتاريا بهدم البناء الفوقي لتقوم بعدها ببناء نموذجها الخاص

اما فكرة فرانسيس فوكوياما التي بنى على اساسها مفهومه لنهاية التاريخ فهو ايضا ليس وريث عصر الهيمنة الغربية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و لا هو دعاية نيوليبرالية كما يزعم البعض
بل انني أزعم بأن فرانسيس فوكوياما اعاد صياغة فكرة الفيلسوف التشاؤمي فريدريش نيتشة عن نهاية الحضارة الغربية لكن ليخلص الى نتيجة قد تختلف بعض الشيء عن النتيجة التشاؤمية للفيلسوف فريدريش نيتشة

فتعالوا أحبائي الى فكرة فرانسيس فوكوياما الأساسية و هي كالتالي :
يقول فوكوياما _ بما معناه _ ان المسيحية هي من ادخلت مفهوم المساواة للجميع في عين الرب عكس كل الأفكار السابقة التي كانت تفضل بعض البشر على بعض لأسباب مختلفة ، فصار كل البشر متساوين على اقل تقدير _ انسانيا _
لماذا ؟ لأن الفكرة المسيحية الفلسفية الأساسية هي خلاص الإنسان هو ارادة الرب على هذه الأرض

طيب هل هذه الفكرة هي فكرة فوكوياما ام فكرة فريدريش نيتشة ؟


تعالوا معي الآن الى ( كلمة سواء )  لأشرح لكم بلغة الفلسفة الرومانسية و العدمية لصديقنا نيتشة معنى كلامي

كان نيتشة ينتقد المسيحية كونها تركز أكثر من اللازم على خلاصهم في الحياة الآخرة، وبالتالي عدم ملاحظة ما يحدث حولهم في هذا العالم. حيث يرى نيتشه أن الإيمان بالحياة الآخرة هو بمثابة التقليل من قيمة هذا العالم المادي الحاضر
بالإضافة إلى ذلك
فقد كان الرجل رافضا لفكرة المساواة المسيحية التي اعتبرها فكرة مدمرة على المدى الطويل
و التي انتجت في النهاية مجموعة مختلفة من الأفكار مثل الإشتراكية و الديموقراطية و الليبرالية و التي في النهاية ستنهي الحضارة الغربية و تدفنها و تدفن معها بقايا المسيحية ايضا
و هو يضع اللوم كل اللوم في ذلك على العقل الألماني الذي خرب براءة الإيمان المسيحي من خلال البروتستانتية
و هنا يتجلى معنى العبثية
فالرجل بالرغم من كونه ناقد لمبدأ المساواة إلا إنه يقر ببشاعة الطبع الإنساني

طبعا انا الآن اختصرت لكم بهذه الكلمات القليلة بضعة كتب لنيتشة حتى اغنيكم عن عناء القراءة .
لأن القراءة لفيلسوف مثل نيتشة يجعلك في البداية و كأنك في مرحلة الأورجازم ثم حينما تصل الى فهم ما يقول يجعلك ترغب في الإنتحار
و لذلك و حفاضا على سلامتكم أحبائي الليبراليين و الماركسيين فأنا اكفيكم سواي

على كل حال أحبائي
هل لاحظتم ان المبدأ هو ذات المبدأ رغم ان النتيجة عند الإثنين ليست نفسها !

و بناءا عليه فقد سبق و قلت _ ايام قناة جسور _  :
ان محاولة استنساخ التجارب الغربية ( بحرفيتها ) في العالم العربي و الإسلامي هي محاولة فاشلة
ليس لأنني اكره جهة معينة أو اتحامل على جهة معينة
بل لأنني انسان واقعي اتعامل مع الواقع الموجود ، مع البنية الفكرية للمجتمع

و انهال علي الإخوة الليبراليين ( كلش كلش ) حينها بالإتهامات و محاباة الأنظمة و غير تلك التهم

رغم اننا حينما نتذكر مآسي الخريف العربي يتقافز الى ذهننا فورا الموقف الأمريكي من تلك الثورات الظلامية

طبعا الأمريكي نفسه غير معني بهذا العبث الحاصل طالما إنه بعيد عن اراضيه و مصالحه ..
و بالتالي فهو لن يجد غضاضة في ان يلقي على مسامعنا محاضرة سمجة عن ضرورة التبشير بالديموقراطية في هذه المنطقة المنكوبة البائسة .

و نحن من جهتنا غير معنيين بهراء إخوتنا في الإنسانية من الأمريكان ، بل نحن نخاطب هاهنا بني جلدتنا من اهلنا من قومنا و تحديدا اصحاب التوجهات الليبرالية الذين يؤمنون بإستنساخ التجارب دون النظر إلى الظروف المادية الموضوعية و الى الإختلاف الفكري و درجة الوعي و المسؤلية بين شعوبنا و شعوبهم

و في النهاية اثبت التاريخ صحة وجهة نظر اخوكم باربارو و بهت الذي كفر

اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخويا
عدلي جندي ( 2023 / 9 / 18 - 20:48 )
باربارو
حسب قولك
عالم مش عايزة تتعب عقلها
يا إنا ننقل من العنعنعنعنعنات
يا إما نحاول نغش تجربة ثقافتها تختلف تمام الإختلاف عن ثقافة الشرق
ف نفس النقطة الغرب ف بداية تعامله مع الذين آمنوا كان يضع نقاط ومبادئ الحقوق والمساواة وإنكشفوا أتباع الذين آمنوا بمجرد ما صار لهم صوت وعادت ريما لتكفيرها القديمة وليس الغرب ف الحيط واليوم إيطاليا مش عارفة تلم الدور تضرب نار ع اللي هربانيين....! واللا تستقبلهم بالأحضان ورد الجميل ح يكون تكفيرهم بالتكبير
تحياتي


2 - الأخ عدلي الجندي
بارباروسا آكيم ( 2023 / 9 / 18 - 21:28 )
تحية طيبة اخي عدلي
في الحقيقة إن الناس حينما تختلف معها تتصورك كعدو
انا كنت اقول ايام الخريف العربي
لااااا
يخدعنكم احد بقوله ان هناك صلعومي يثور من اجل الحرية او انه مستعد للموت في سبيل الدفاع عن الحرية
فكل ما شاهدتموه من مسلسل دموي في بلدان الخريف العربي كان مجرد محاولة لاستعادة النموذج الإسلامي الملهم في القرن السابع الميلادي .
و عليه فكل تلك الشعوب انما تثور لإسقاط انظمة هي تعتبرها انها لا تطبق صحيح الدين !

لاشك ان التداول السلمي للسلطة هو امر جيد نسبيا لشعوب هذه المنطقة ، لكن يجب ان نعي ان تطبيق الديموقراطية بمفهومها الواسع في المنطقة هي ضرب من الخيالات العابثة
و الحقيقة ان مفهوم الحرية اساسا غير موجود في الإسلام و بالتالي فالحديث عن الديمقراطية و الحريات هو ضرب من العبث .
و حتى نفهم بشكل صحيح دور الدين في البناء الديموقراطي
يجب أن نعي مسألة جد مهمة و هي إن الإسلام غير متوافق مع الديمقراطية بسبب خلل داخلي بنيوي

يعني ببساطة نحن اذا حصلت عندنا انتخابات فهي تحصل حتى نختار افضل مؤمن او صاحب اطول لحية و المواطن مستعد لإعطاء صوته مقابل دجاجة و ليس برنامج انتخابي


3 - مختصر مفيد … انت رائع
شيخ صفوك ( 2023 / 9 / 19 - 01:21 )
والله يا اخ بارباروسا انت اكثر من رائع
الجميع يطلب من ابنه ان يصبح لاعب مثل ميسي


4 - العرب ومعضله الحكم
على سالم ( 2023 / 9 / 19 - 04:25 )
استاذ باربارو , العنوان واضح جدا , يوجد مساحه شاسعه بين عقليه البدو العربان وعقليه العالم المتحضر , لايزال امام العرب اوقات طويله وثورات وهبات وفورانات وغليانات وتفاعلات الى ان يفوقوا من اوهامهم العقليه ويعرفوا انهم كانوا ضحيه اوهام واساطير بدويه خرافيه تمكنت تماما من عقلهم الجمعى , نعم لقد ضحك عليهم شخص بدوى دجال وعرف كيف يستلب عقولهم وقلوبهم الى ان وصلوا الى الدرك الاسفل


5 - الشيخ العزيز صفوك
بارباروسا آكيم ( 2023 / 9 / 19 - 12:20 )
تحية طيبة شيخنا صفوك
و شكرا جزيلا على إطرائك و ثنائك
و لذلك نقول ميسي نشأ في ظروف إجتماعية و موضوعية معينة
لذلك ميسي ليس قابل للتكرار ، مارادونا ليس قابل للتكرار ، بيليه ليس قابل للتكرار ، بروسلي ليس قابل للتكرار ، ديميس روسوس ليس قابل للتكرار
و علينا ان نبحث عن بديل في ظل الممكن
مع التقدير


6 - الأخ العزيز علي سالم
بارباروسا آكيم ( 2023 / 9 / 19 - 14:15 )
الأخ علي سالم المحترم
ربما يكون جزء كبير مما اشرت اليه صحيحا و ربما على المنطقة ان تخوض مشوار طويل
فأن كانت الثورة الفرنسية قد اخذت من الإرهاصات ٤-;-٠-;-٠-;- سنة حتى تنضج
فربما المنطقة بحاجة الى اكثر من ذلك
من يدري ؟

مع التقدير

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب