الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 182 برنارد شو : مسرحية محمد

رحيم فرحان صدام

2023 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 182
برنارد شو : مسرحية محمد
يعد برنارد شو أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالَم ، وهو الكاتب الوحيد في التاريخ الذي حازَ جائزة نوبل للآداب (1925)، وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو( عن سيناريو بِجماليون عام 1938).
يعد برنارد شو كاتبا (اشتراكيا) استطاع بلورة المفاهيم (الاشتراكية) بشكل سليم في مسرحياته التي تميزت بطابعها الاجتماعي العقلاني والتربوي والتثقيفي، ليجل من شخصياته محاورا لمعالجة الكثير من مشاكل الفلسفية التي طرحت من خلالها والتي واكبت عصر النهضة وما أفرزته من أفكار؛ ليتخذ لنفسه اتجاه لم يحد عنه لإرساء قيم (الاشتراكية) التي تزكي مصالح المجتمع على المصالحة الأفراد الذاتية الأنانية، وهذا الموقف الذي تبناه (برنارد شو) عبر عنها بأسلوب جاد وصادق وهادف؛ ليعطي صورة واقعية لما يتناوله، فهو لم يسعى للمبالغة في عملية تجديد للأشكال الفنية للمسرح؛ بقدر ما سعى إلى تجديد مضامين النص المسرحي وتحديدا في مساعيه في إيجاد أعلى درجات (السخرية) ولا سيما في المواضيع الجادة؛ لكي تصل الفكرة إلى المتلقي بشكل مؤثر ومقبول، ولهذا اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه (السخرية) الهادفة، لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه.. وتعليق ساخر.. ونكتة خفيفة.. ولكن لها مغزى ودلاله عميقة في الفكر، كونه حول كل ما تناول قلمه من موضوعات جادة إلى (سخرية) هادفة لها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر؛ سواء ما كان يتعلق أمرها بالحرب أو الحب أو العنف أو القضايا الاجتماعية الأخرى لدرجة التي باتت (السخرية) الحسنة والهادفة نقطة متميزة في عالم (برنارد شو) المسرحي .
جورج برنارد شو ومتاهة التناقضات
ادعى كاتب اردني لم يصرح باسمه في صحيفة القدس العربي ان هناك مفارَقة عجيبة هي أن برنارد شو لاديني:" ومعَ هذا كان مَثَلُه الأعلى هو النبيَّ محمداً صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، فقد كان يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبيُّ هي الحياة المثالية التي أراد هو نفْسه أن يعيشها. وبلغ به الإعجاب أن حاولَ كتابة مسرحية « محمد « من أجل نشر تعاليمه الدينية، والكفاح في سبيل حرية الرَّأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السُّلطة. وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض تمثيل النبيِّ محمد على خشبة المسرح، خَوفاً من ردود الأفعال، وحرصاً على رضا السفير التركي لدى بريطانيا في ذلك الوقت".

وكل هذا الكلام عبارة عن هراء لا قيمة له لا سيما انه دعوى مجردة بلا مرجع ولا دليل، فلم يكن النبي محمد مثله الأعلى ، ولم يكن يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبيُّ هي الحياة المثالية التي أراد هو نفْسه أن يعيشها ، لسبب بسيط ان برنارد شو اشتراكي لا ديني فكيف يكون النبي مثله الأعلى ؟!!!
كما لم يبلغ به الإعجاب أن حاولَ كتابة (مسرحية محمد ) من أجل نشر تعاليمه الدينية، والكفاح في سبيل حرية الرَّأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السُّلطة بل حاولَ كتابة ( مسرحية محمد ) لنقده والسخرية منه اذ اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه (السخرية) الهادفة، لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه.. وتعليق ساخر.. ونكتة خفيفة.. ولها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر .اذ يقول ما نصه :"

" One author—the writer of these lines, in fact—has long desired to dramatize the life of Mahomet. But the possibility of a protest from the Turkish Ambassador—or the fear of it—causing the Lord Chamberlain to refuse to license such a play has prevented the play from being written. Now, if the censorship were abolished, nobody but the author could be held responsible for the play. The Turkish Ambassador does not now protest against the publication of Carlyle s essay on the prophet,´-or-of the English translations of the Koran in the prefaces to which Mahomet is criticized as an impostor,´-or-of the older books in which he is reviled as Mahound and classed with the devil himself." .
ترجمها :
" رغب أحد المؤلفين - كاتب هذه السطور - منذ فترة طويلة في تحويل حياة محمد الى عمل درامي. لكن احتمال احتجاج السفير التركي - أو الخوف من ذلك - جعل اللورد تشامبرلين يرفض الترخيص لكتابة مسرحية مثل هذه ، لو تم إلغاء الرقابة ، لن يتحمل أحد مسؤولية المسرحية سوى الكاتب نفسه . لا يحتج السفير التركي الآن على نشر مقال كارلايل عن النبي ، أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي أنتقد فيها محمد على أنه محتال ، أو على الكتب القديمة التي شتم فيها محمد ويصنف مع الشيطان نفسه."


نلاحظ ان برنارد شو يصرح انه يرغب في كتابة مسرحية عن النبي محمد وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض كتابة المسرحية، خَوفاً من احتجاج السفير التركي ليس لأنها رفضت تمثيل النبيِّ محمد على خشبة المسرح كما زعمت صحيفة القدس العربي بل لأنه يريد انتقاد النبي بدليل قوله ان السفير التركي لا يحتج على نشر مقال كارلايل عن النبي ، أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي أنتقد فيها محمد على أنه محتال ، أو على الكتب القديمة التي شتم فيها على أنه محمد ويصنف مع الشيطان نفسه.
ينظر :
صحيفة القدس العربي ،6 - أكتوبر – 2016 .


The Shewing-Up of Blanco Posnet
George Bernard Shaw (1856–1950)
The Shewing-Up of Blanco Posnet
London, Constable and Company Ltd., 1909.p713.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية