الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانوني المخضرم من ربى مندلي ..

احمد الحمد المندلاوي

2023 / 9 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


# هو الأستاذ عبد الجبار ناجي الملا صالح "ابو عاصم"،من مواليد محلة السوق الكبير – مندلي لعام 1934م،وأكمل دراسته الأولية في مدرسة الزركوشي- مندلي"سَرتبّة"،وتخرج في كلية القانون- بغداد،ويعتبر من الحقوقيين الأوائل في العراق.
له مواضيع وأبحاث عديدة غالبيتها منشورة في وسائل الإعلام المختلفة.
التقيته يوم 21/5/2011م في مركز النفط الثقافي في بغداد حين أقام المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين ملتقى مندلي الأول،وبصحبة الاستاذ المرحوم داود سلمان المندلاوي؛وحين تحدثنا عن (موسوعة مندلي الحضارية) أردف قائلاً:
(يسعدني كثيراً أن أرى من أبناء مندلي أدباء وباحثين،ومن أمثالكم من يهتم بإنشاء موسوعة عن هذه المدينة الأصيلة مندلي،وأنا على استعداد لمساعدتكم...)

رغم شيخوخته كان له روح شبابية راقية في مجالات الأدب والثقافة والقانون،لقد زرته في منزله برفقة أخيه الاستاذ الفنان صباح المندلاوي،وأهديته نسخة من مخطوطة "موسوعة مندلي الحضارية ج1"؛ ثم بعث لي سيرته الذاتية مفصلاً،وجعلتها في كراس بعنوان"ثنائية حياة قانوني والبحث عن أمجاد- سنة 2017م،إذ يقول:
(دخلتُ المدرسة في العام الدراسي1940-1941م،واكملت الدراسة الابتدائية في كل من المدرسة الأولية ومدرسة مندلي الابتدائية عام 1946م،ثم التحقتُ بثانوية بعقوبة (متوسطة - إعدادية) و في القسم الداخلي عام 1946- 1947م،ونظرا لإهتماماتي التاريخية و السياسية والوطنية في سن مبكر فقد أعتقلتُ مع رهط من الطلاب و الشباب في تشرين الأول من عام 1948م،وأنا طالب قي الصف الثالث المتوسط في ثانوية بعقوبة بتهمة الانتماء الى حزب سرّي ،وتمت محاكمتنا أمام المجلس العرفي في بغداد، و صدرت الأحكام بالحبس على كل المتهمين عداي، فقد صدر الحكم بالحجز في المدرسة الإصلاحية لسنة واحدة لعدم إتمامي السن الثامنة عشر .
أنهيت مدة الحجز في تشرين الأول عام 1949م؛ و قد أدّى ذلك الى حرماني من الدراسة لثلاث سنوات،ثم اشتغلتُ منضداً للحروف في جريدة الأخبار اليومية في بغداد آنذاك، واستأنفتُ دراستي في مدرستين

متوسطة وثانوية مسائيتين، وتخرجت من الثانوية - الفرع العلمي عام 1953م ،التحقتُ بكلية الحقوق في عام 1953م – 1954م،وتخرجتُ فيها في العام الدراسي 1957م- 1958م، بدرجة جيد،وكنت الخامس من المتفوقين، التحقتُ بدورة ضباط الاحتياط في تشرين الثاني عام 1958م،وتخرجت فيها في آذار 1959م برتبة ملازم ثانٍ احتياط، وعملتُ في الفوج المرابط في وزارة الدفاع.
تمَّ تسريح ضباط الاحتياط في تموز عام 1959م، تشرين الأول 1959م.
عيّنتُ بوظيفة مدير ناحية في لواء الديوانية آنذاك،وعملتُ مديراً للنواحي التالية في لواء الديوانية:
- السنيّة - قضاء الديوانية.
- الشافعيّة - قضاء الديوانية، وكلفت في هذه الناحية برئاسة بلدية الديوانية وكالة.
- ناحية القادسيّة - قضاء أبي صخير.
- ناحية الوركاء - قضاء السماوة.
- ناحية الخنّاق - قضاء السماوة.

- ناحية الدغارة - قضاء عفك.
- ناحية الحيرة - قضاء أبي صخير .
عندما كنت مديراً لناحية القادسية، التحقت بدورة مدراء النواحي الأولى،وكنت المتفوق الأول، لذلك تقرر إيفادي الى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من الخبرات الإدارية، افتتحت للموظفين الموفدين دورة أمدها ستة شهور لإتقان اللغة الانكليزية ،اجتزتها بنجاح .
في آب 1962م ، انتقلتُ الى الولايات المتحدة الأمريكية ،و تقرر إلحاقي بجامعة كولورادو لفصل دراسي ،والجامعة الأمريكية لفصل ثانٍ،وإنهاء ما تبقى من السنة في الاطلاع على شؤون بلدية و أمنية .
درستُ في جامعة كولورادو الدستور الأمريكي وقانون الشؤون البلدية وأسس الإدارة،أما في الجامعة الأمريكية في العاصمة واشنطن،فقد استمعنا يومياً في صف دراسي يضم ثلاثين موظفاً موفداً من مختلف الدول الى محاضرات البروفيسور براسور في الإدارة الحكومية ،و كان هذا البروفيسور المستشار الإداري الأول للرئيس الأمريكي جون كندي في البيت الأبيض.
هذا و قد دعا الرئيس كندي مجموع الموظفين الأجانب الموفدين الى الاجتماع به في حديقة البيت الأبيض،و ألقى فينا خطاباً أعرب فيــه عن

أهمية التعاون الدولي واستعداد أمريكيا لإيجاد أفضل العلاقات مع دول العالم. بعد ذلك زرتُ ولاية ساوث كارولينا؛و اطلعت على طريقة مراقبة الحدود الأمريكية – المكسيكية ،وعلى أداء بعض الخدمات البلدية و الأمنية. في تموز عام 1963م.عدّتُ الى بغداد بعد إن مكثت يومين في كل من لندن و اسطنبول و بيروت.
في نهاية عام 1968م، وعندما كنت مديراً لناحية الحيرة،ولافتتاح الدراسة العليا في القانون فقد حصلت على إجازة دراسية لمدة ثلاث سنوات والتحقت بدراسة ماجستير،وحزتُ على الماجستير عام 1973م
بعد مناقشة رسالتي الموسومة:
( مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود) من قبل لجنة من الأساتذة المتقدمين التي نالت درجة جيد جداً . بعد نيلي الماجستير ،عملت في ديوان وزارة الداخلية،بصفة عضو مكتب التنظيم والأساليب في الوزارة.و عند افتتاح قسم الدكتوراه في القانون ،حصلت على إجازة دراسية ثانية لمدة ثلاث سنوات،والتحقت بدراسة دكتوراه،وكانت رسالتي للدكتوراه ،بعنوان (انقضاء عقد المقاولة)،نوقشت عام 1979م و نالت درجة جيد جداً .
و قد درست اللغة الفرنسية في المعهد الفرنسي في بغداد في مرحلتي الماجستير والدكتوراه من أجل الرجوع الى المصادر الفرنسية لترصين

رسالتي في كل من المرحلتين. كذلك سافرت الى القاهرة عام 1975م، ومكثت فيها شهرين لجلب بعض المراجع القانونية النادرة..بعد نيلي للدكتوراه،انتقلت للعمل في وزارة العدل ،بصفة باحث قانوني،في قسم البحوث،وقد أنجزت عدة بحوث،كما عهدت الي إدارة تحرير مجلة العدالة الناطقة باسم الوزارة في العامين 1981م – 1982م.
وفي تشرين ثانٍ من عام 1983م،طلبت الإحالة الى التقاعد،وتمت الموافقة على طلبي،و بذلك أنهيت علاقتي بالوظيفة .
عملت بالمحاماة أمام عديد من المحاكم ،وفي قضايا مدنية و جنائية و أحوال شخصية.
حاضرت في كلية القانون – جامعة بغداد ،عاماً واحداً،وفي كلية التراث الأهلية - بغداد مدة عامين من 1989م –1990م. وفي جامعة المعارف - الرمادي عامي 1995م – 1996م .ثم تعاقدتُ للتدريس في كلية الحقوق في جامعة الجرش الأهلية – الأردن لأربع سنوات انتهت عام 2000م .
عدت الى العراق في آب 2002م، في بغداد التحقت بكلية القانون – جامعة المستنصرية من العام 2002م بصفة محاضر والى عام2008م


وفي عام 2008م انتقلت الى كلية دجلة الأهلية بصفة رئيس قسم القانون .
وفي عام 2010م ساءت صحتي وظروفي النفسية بسبب مقتل عشرات الطلاب والطالبات في جامعة المستنصرية بتفجير إرهابي وعدم التفات أي مسؤول تنفيذي أو عسكري أو تشريعي لهذه المأساة،ما دفع الطلاب الى إعلان الإضراب حداداً على فقدان (الغيرة) العراقية لدى الدولة العراقية .كما أُغتيل بطرق وحشية الأساتذة ضياء الصالحي، وعبد الرحمن،ومنتظر،وهم من أروع أساتذة القانون في الجامعة المستنصرية ،دون أي اهتمام رسمي.
في عام 2010م سقطتُ أرضاً عند خروجي من كلية دجلة، و فقدت القدرة على الحركة جزئياً في رجلي و يدي اليمنى، وأصبحت استعين بمسند معدني في انتقالي من مكان الى آخر،وقد اعتكفت في داري منذ ذلك الوقت،لكن قدرتي على المطالعة و مشاهدة القنوات الفضائية جيدة.
لديَّ مكتبة تضم أكثر من ألف كتاب ،من ضمنها عشرات الكتب التي لم أقرأها من قبل،باشرت بقراءتها بعد اعتكافي،وعن طريق الفضائيات أتابع الأحداث الداخلية و الخارجية ساعة بعد أخرى.
ثم يذكر لنا المرحوم الدكتور عبد الجبار خلاصة أفكاره قائلاً :
كل شيء في الكون يدل على وجود الله،الخالق الأعظم،الذي لا تدركه العين، وكل من ينكر وجود الله ،فهو ناقص العقل، فاقد المنطق، ورأس الحكمة مخافة الله ، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: {{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) }} البقرة
لذا فانَّ الجاحد يعيش في الظلمات ويعشق ذاته، فيحيا في أحلام العصافير، يتعالى ويتعاظم كأنه يعيش أبداً، كأن حياته باقية دهراً،و صحته دائمة ،ثروته لا تنفد؛ وسلطانه لا يزول؛ أنه سوف لا يحزن يوماً و لا يبكي و لا يندم ؛ وأنه مالك زمام أمره،يخرق الأرض و يطاول الجبل،يركبه الغرور فيرى أن لا أم أنجبت مثله جمالاً و ذكاء و شجاعة،وأنه قادر على إيتاء ما لم تستطعه الأوائل، أنه الآمر الناهي ،و ما الناس سوى خدم له،يأمرهم فيطيعونه ،يهينهم و يحبونه.حتى إذا أنزل الله به نازلة، وجعله مسخاً خائفاً ،مهيض الجناح،محتاجاً الى أفقر الناس وأقلهم شأناً ،عرف آية الله فيما حل به من رزية و مهانة.
كل مجرم وكل دكتاتور غاصب سافك عابث،إنما هو كافر في حقيقته،وأن إدعى الإيمان .لهذا فالدكتاتور هو رأس الشر و البلاء وهو

الشيطان الرجيم ،هو الذي يعبد النار و يملأ الأرض بالدماء ، و يصنع ويكتنز أشد آلات الإبادة الجماعية ،يهدم ما بنته يد الفنّان، و يبهجه قتل النساء و الأطفال و يحيل الوطن الى سجن كبير .
والنتيجة هي إن شحذ الأقلام لمكافحة الإلحاد وتوابعه هو الشرط الأساس لمنع قيام الدكتاتوريات في العالم،ولوضع حد للإبادات الجماعية و قهقهات الشياطين على أنقاض المدن والمقابر الشاملة،ولمنع الفواجع والكوارث والنكبات الكبرى.قال الله في كتابه الحكيم {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}}.الحجرات
(بوذي) يشفي أمراض الناس خير من مسلم يعاقر الخمر و يعتدي على الأعراض،يهودي صادق خير من مسلم كذاب غشّاش،يجب أن لا يضطهد المسلم غيره لاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق أو اللون ،التعارف هو المودة و الألفة و المحبة .
العمل الطيب يجب أن يقرب الناس ،والعمل الطالح يجب أن ينفّرهم من مقترفه.. القرآن الكريم أساس القانون الدولي و الحضارة،لا إكراه في الدين،لكم دينكم و لي ديني، نعم للحوار.. وكلا للعداوات و الحروب، الكلمة الطيبة صدقة، وهي أساس الخير في العالم ..هي النسمة الإلهية تجري على الألسن؛ أصلها ثابت و فرعها في السماء.
إذا كنت صاحب سلطة فاعلم إنّها وديعة من الله تحت يدك ،وكذلك صاحب مال ، أو أية قدرة، وعليك أن تتصرف وتستعمل سلطتك أو مالك أو قدرتك بما يرضي الله فإذا جانبت الحق و الرحمة، فهذا نذير بزوال نعمتك .
إنَّ الله يأتي الملك لمن يشاء،وينزع الملك عمن يشاء؛إنَّ قوتك لا تمنع عنك الزِّراية و العذاب، وما أجمل الشعار الذي يرفعه العقلاء : إذا دعمتك قدرتك الى ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.
إنَّ الأطفال و الصغار والمجانين و المشوهين و المعوقين و الغرباء و المرضى و الفقراء و المنكوبين وديعة الله في عنق المجتمع، ورفع اليد عنهم جريمة لا تغتفر ، والمجتمع الذي لا يبالي بهم هو مجتمع غلاظ القلوب، وصغار العقول سيذوق الذل و الهوان عما قريب فلا تقر أعين الجبناء ،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون لأنَّهم تجاهلوا كلمة الرسول الكريم كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته .ليس أبشع من التعذيب و القتل و انتهاك الأعراض،و رقي المجتمعات يقاس بقلّة عدد هذه الجرائم .وعلى العالم أن ينزع السلاح .كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه و ماله و المسلم اخو المسلم لا يظلمه و لا يضره و المسلمون كالبنيان المرصوص إذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى .والمواطن شريك المواطن في السراء و الضراء و مواساة الجماعة للفرد إحياء له .الكلمة سلاح ذو حدين يمكن ان تجرح أو أن تشفي من الأحزان و المخاوف و القلق و تبعث الأمل والتفاؤل فعلينا أن ندرس الاحتمالات قبل أن نتكلم لكي ندرأ المفاسد .
الإنصراف للعلم فضيلة والعلم لا قرار له، ولا حدود و يغتر عالم بعلمه ففوق كل ذي علم عليم و العلماء ورثة الأنبياء و العلماء أكثر تقوى و خشية من الله إذ قال كتاب الله فالعلم يعمق الإيمان و قوة الأمة بعديد علمائها، وليعرف الانسان نفسه فإذا عرف نفسه حق قدره أمن الشطط والزلل ،ولم يتبع الشيطان إذ لم يكن شيء لم يأتِ الى الوجود بإرادته اذ لم تكن له إرادة و إنما جاء الى الوجود بإرادة الله، فهو لم يختر ميعاد ولادته ولا يدري كم سيعيش ، ولا في أي ميعاد يكون وفاته، لم يكن له خيار في أبيه و أمه و إخوته و أسرته لم يكن له خيار في تكوين جسمه من ذكر أو أنثى، و من صحة و ضعف و طول و لون و لا في مقدار ذكائه و ميوله و مواهبه و فطرته، إنّـه لا اختار دينه ولا لغته و لا قومه ولا موطنه ولا مدرسته ولا معلميه فيها، ولا أصدقاءه الطلاب و لا جيرانه، وقد يولد في أسرة غنية أو تعاني من شظف العيش فتكمه هذه المقدمات و المسلمات في حياته المقبلة ولو كان حظه و مستقبله في يده لعاش سعيداً في كل لحظات حياته، ولم يهرم ولم يمرض ولم يمت أبداً .
فليعرف الانسان قدره و ضعفه وعجزه و جهله و اضطرابه و خوفه وقلقه لعمل الصالح و جزعه و أوهامه، وليتواضع ليجعل كل عمل له لوجه الله فإرادة الله هي العليا و هي القاهرة ، إذ لا راد لإرادته فليكن الهدف هو العمل الصالح خاب أم أفلح، ففي العمل الصالح سرُّ الحضارة و الحياة اللائقة بالجنس البشري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا