الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عادَ الفَرزُ؟؟

حسام محمود فهمي

2023 / 9 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


الفَرزُ هو العَزلُ والتَنحيةُ. بدايةً لابدَ من تَذكِرةٍ تعودُ لما قبلِ الخمسةِ والعشرين عامًا. كانت نتائجُ التَخرجِ في الجامعاتِ تُحسَبُ على نتيجةِ العامِ الأخيرِ دون اِعتبارِ ما سبَقَ من سنواتٍ، وكانت مرتبة الشرف تُعطي أولويةً نِسبيةً لمن حَصلوا على تقديرِ اِمتياز أو جيد جدًا طوالَ سنواتِ الدراسةِ. لكن لِما أثارَ هذا النظامُ من مظالمٍ تسَببَت في إبعادِ كثيرٍ من المتفوقين عن المراكزِ الأولى وشغلِ وظائفٍ جامعيةٍ، عُدِلَ عنه إلى المجموع التراكمي لسنواتِ الدراسةِ وهو ما يُطَبَقُ حتى الآن. لكن كيف كانت المظالمُ؟ كان من السَهلِ في السنةِ النهائيةِ تخفيضُ درجاتِ الطلابِ غير المرغوبين لأسبابٍ مُتعددةٍ، كما كان من اليسيرِ رَفعُ درجاتِ من عليهِم العينِ لمُجاملاتٍ أو قراباتٍ أو عَصبياتٍ. أعطَت القواعدُ، التي ألغاها اللجوءُ للمجموعِ التراكُمي، لأساتذةِ الموادِ سُلطةَ وضعِ الدرجاتِ بما اِنتَووا، سواء في أعمالِ السنةِ أو مشروعاتِ التخرجِ أو الشفهي، وذلك بحجةِ اِستقلاليةِ الأستاذِ الجامعي. نتَجَ عن أسلوبِ الفَرزِ هذا إبعادُ كفاءاتٍ عدةٍ هاجرَت مصر بحسرتِها لكنها أبدَعَت، ثم أصبحَ التطبيلَ لها بحجةِ الاِستفادةِ من المصريين بالخارجِ. هناك من يقولُ أن أساتذةَ جامعاتِنا بخيرٌ، صحيحٌ في نسبةٍ ما، لكن الرفضَ الاِجتماعي والعصبياتِ والمُجاملاتِ من سِماتِ مُجتمعِنا التي يستحيلُ إنكارُها وما نتيجةُ الثانوبةِ العامةِ في جنوبِ الوادي بمَنسيةٍ.

كانَ المجموعُ التراكمي خُطوةً في الطريقِ الصحيحِ، لكن لماذا كان؟ لما صيغةُ الماضي؟ برامجُ الساعاتِ المُعتمدةِ التي أُظهِرَت كفَتحٍ تعليمي. هي تَستيفٌ لكلِ مادةٍ على مدار 14-16 محاضرة في الفصلِ الدراسي الذي يمتدُ لقرابةِ الأربعةِ أشهرٍ، وتوزيعُ درجاتٍ بحيث تقلُ نسبة الاِمتحان النهائي لكلِ مادةٍ حتى 40-50٪ من المجموع الكلي وتكونُ نسبةُ اِمتحانِ منتصفِ الفصلِ الدراسي 20٪ من المجموعِ الكلي؛ أي أن 30-40٪ من الدرجةِ سَتُترَكُ لأعمالِ السنةِ، هُلامياتٌ بمُسمى مشروع أو تَعلُم ذاتي وغيرِه. إذن المجموعُ التراكمي قائمٌ ظاهرًيا لكن أعمالَ السنةِ بلا ضمانةٍ للطلابِ. ثم من يُغالِطُ من؟؟ الفصلُ الدراسي يَستوعبُ على أكبرِ تقديرٍ 10-12 محاضرةٍ إذا أخذنا في الاِعتبارِ العَطلاتِ واِمتحانَ منتصفِ الفصلِ الدراسي ومشاكلِ المدرجاتِ. أما درجاتُ أعمالِ السنةِ الهلاميةِ فستُكَرِسُ فَرزَ الطلابِ. هل يكونُ القَهرُ مُحصلةً تعليميةً أم الدَفعُ للهجرةِ؟ هل هَبدُ الأرقامِ أسلوبُ اِستمراريةٍ؟

ملايين تُنفَقُ لجهاتٍ أجنبيةٍ تَمنحُ اِعتماداتٍ لبرامجٍ دراسيةٍ، هل سترفعُ ترتيبَ الجامعاتِ؟ وماذا عن الواقعِ بعيدًا عن التَستيفِ والفرزِ؟ رِفقًا بمجتمعِنا وطلابِنا وتعليمِنا. هناك من يَتَمسَحُ في الغربِ فيما لا يُناسِبُنا، ويَهرَبُ منه فيما يُقتَدى به، وعجبي،،

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟