الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد عامود...

اسعد ابراهيم الخزاعي
كاتب وباحث

(Asaad Ibrahim Al-khuzaie)

2023 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يكذبون على انفسهم, يتصورن ان تقديس "سيد عامود" شيء غريب ومُستحدث ولا علاقة له بالإسلام, او ببقية الاديان التي اقتبس منها الاسلام شكله الحالي, ثم يسخرون ممن يطلب النجدة والمعونة من سيد عامود ويقدم له القربان...
منذ الاف السنين يحاول الانسان ان يخدع نفسه بأن هناك قوى خارقة خلقت هذا الكون وان هناك وسائل وطرق يمكنه من خلالها الوصول الى رضا هذه القوى مُعتقدا انها تتحكم بالخير والشر ووفرة المال والزواج والطلاق او ما يصيبه من امراض ومشاكل وما الى ذلك.
قدم الانسان في وقت مبكر القرابين الى الاصنام, منها قرابين بشرية وفي وقت اخر الحيوانات, كان يظن ان الدماء تطفئ غضب تلك القوى الخارقة وتبعد عنهم شرورها وتأتيهم بخيرها.
رغم اننا لم نجد من الناحية الاثارية اي ذكر لشخص اسمه (ابراهام) بُعث برسالة من السماء ويعتقد المسلمون انه اب كُل الانبياء (حسب المُعتقدات الدينية), وابعد ذكر له في الالفية الاولى قبل الميلاد في العهد القديم, لكن يمكننا ان نستنتج من هذه القصص ان اقدم اسطورة تضحية وتقديس تشبه قصة "سيد عامود" بدأت منذ ذلك الوقت على الاقل فيما يسمى بالأديان السماوية.
محاولة (ابراهام) التضحية بابنه (ذبح اسحاق) التي وردت في العهد القديم وادعاء ابراهام ان هناك قوى خارقة (يهوه) امرته بالتراجع عن فعله تلميح صريح على عمق جذور الخرافة التي نعيشها اليوم (ذبح الاضاحي وتقديم القرابين وان اختلفت اشكالها وانواعها).
ورغم ان العهد القديم لم يذكر بناء ابراهام للكعبة ورفع القواعد (التي يقدسها المسلمون حاليا) الا انه ذكر في الآية 84 من سفر المزامير "مرور ابراهام وزوجته سارة بوادي بكاء" كذلك في القراءة المدراشية (المدراش) هي أن هذا الوادي هو جهنوم. وذلك لأن "باكا" يبدو أنها مشتقة من (أو مرادفة لـ) باكاه، وهو "البكاء" وقد تم شرحه في التلمود.
بالعودة الى القران الذي يؤكد ان ابراهام قام برفع قواعد البيت الذي يسمونه مكة (رغم انعدام الدليل) هو عبارة عن حجر تم تنضيده فوق بعضه والطواف حواله, وفي احدى اركانه حجر يدعي المسلمون انه يمحو الخطايا والذنوب من خلال مسحه وتقبيله ويعيد الانسان نظيف كما ولدته امه كذلك رمي الحجر على الحجر والركض بين جبلين من حجارة, ماهي الا طقوس خرافية تشبه خرافة سيد عامود اساسها العقلية البدائية التي كانت تتوسل بالأصنام لإطفاء غضب القوى الخارقة او الله او مهما كانت التسمية.
لا فرق بين من يقدس الاصنام ويقدم لها القرابين والاضاحي ومن يقدس الحجارة ومن يقدس سيد عامود ويقدم له القرابين, الفكرة واحدة ومصدرها واحد عقلية الانسان القاصرة عن فهم قوى الطبيعة وكيفية التعامل معها ومع ظروف حياته اليومية والوقوف على الاسباب التي تؤدي الى المشاكل اليومية وعلاجها.
البشرية ليست بحاجة الى اصنام او حجارة سوداء او سيد عامود فقط بحاجة الى عقول ناضجة تعمل وتفكر وتبني وتحترم الانسان وحقه في الحياة وكرامته وحريته, الحل بين ايدينا وليس بين اكوام الحجارة والاعمدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ