الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الخلاص من التناحر

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2023 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في صيف 2014 سيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من اراضي العراق وسوريا،  وأعلن زعيم التنظيم قيام دولة الخلافة الاسلامية .
وجرت التصفيات الجسدية والاعدامات على نطاق واسع ، وكذلك الاختطاف والتطهير العرقي والتعذيب لمختلف الطوائف والاثنيات ، اضافة الى العنف الجنسي تحت مسميات السبايا وماملكت ايمانهم وغيرها من الممارسات المنحرفة عن الدين .

وبالمقابل حصلت عمليات انتقام عشوائية من قبل ميليشيات طائفية بعد تحرير المدن من التنظيم المتطرف ، من تدمير وقتل واختطاف وتهجير ، والتي شملت طوائف دينية واقليات تحت مسمى حماية المقدسات او الصحوة الاسلامية !

وجرت أعمال مشابهة لتلك في كثير من الدول الاسلامية .

كما تعرضت دول اوروبية وافريقية لهجمات ارهابية مختلفة من قبل تنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية .

وقد رافق التطرف الديني وماتبعه من عنف مفرط لكلا الطرفين ضعف القيم والمبادئ الاسلامية الحقة ، والابتعاد عن عقيدة الاسلام المسالمة، نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص الدينية والانتقائية في تطبيق بعض النصوص واهمال النصوص الاخرى بما يوائم اجندات الاطراف المتصارعة . 

كل ذلك ادى إلى انقسام وتصدع كثير من المجتمعات العربية والاسلامية . وأثر سلبا" على جمهرة المسلمين في كل اصقاع العالم، حيث تسبب التطرف الديني والعنف باسم الإسلام الاساءة الى كثير من المسلمين ، رغم كون الغالبية العظمى منهم مسالمين ، ويعبرون عن الاسلام المحافظ ، الذي يتصف بالوسطية والاعتدال .

ان التطرف الاسلامي حالة طارئة في مجتمعاتنا ، حيث تعرّض الإسلام في السنوات الاخيرة من القرن الماضي إلى  تشويه صورته، بعد نشر أفكار ومعتقدات متطرفة منسوبة له،
نتيجة استغلال التكنولوجيا الرقمية في حملات الدعاية والتجنيد ، وادت الى مزيد من العنف والعمليات الارهابية .

في عالم غالبا ما يشوبه سوء الفهم والصور النمطية، من الضروري تسليط الضوء على الجوانب السلمية للإسلام، فهو دين يتميز بمفاهيم غنية من التاريخ والثقافة والروحانية  ورغم أن عناوين وسائل الإعلام قد تركز في بعض الأحيان على حالات العنف، فمن الضروري أن ندرك أن الإسلام، مثله مثل أي دين اخر ، يضم مجالا كبيرًا من الاجتهادات والمعتقدات الفرعية . ولكن غالبية أتباعه تلتزم التزاماً راسخاً بالسلام والرحمة واللطف . 
يعترف القرآن الكريم بتنوع المعتقدات الدينية ويشجع على الحوار والتفاهم . ويطلب من المسلمين التعايش بسلام مع أتباع الديانات المختلفة .

رفض الفيلسوف ارنولد توينبي ما تطرق إليه بعض المؤرخين من أن "القوة المادية" كانت العامل الحاسم في انتشار الإسلام .
  وحسب رأيه فأن الشروط التي طالب المسلمون الآخرين بها للإيمان بالدين الجديد لم تزد على تأدية عدد من الفرائض، ولم تكن بالأمر الشاق .

ان التطرف ظاهرة خطيرة لها اثار مدمرة على الدول ،  وقد تسبب في اراقة الدماء وتدمير البنية التحتية لدول عربية واسلامية وادى الى انقسام المجتمعات ونزوح الملايين من الناس ، مما يوجب على كل الافرد والجماعات نبذ التطرف ومحاربة الأفكار والمعتقدات  المنافية لتعاليم الاسلام المبنية على القيم الأخلاقية العليا .

وفي ظل التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي اليوم اصبحنا بحاجة الى تحرير العقول، والرجوع الى اصل العقيدة الاسلامية السمحاء التي تدعو الى السلام والرحمة والعدل ، والابتعاد عن الفكر الظلامي الذي يدعو الى التطرف والمغالاة .
ان العودة الى العقيدة الإسلامية في منهجها المعتدل والسوي سيساهم في تحقيق السلم الاهلي وبناء مجتمعات قوية وعادلة ، يتمتع جميع أفرادها بحقوقهم وحرياتهم من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المبنية على التسامح وقبول الاخر .

ولذلك فان مواجهة التطرف مهمة اساسية وحاسمة لضمان امن  الشعوب العربية ومستقبل ابناءها وهو الطريق الاوحد للخلاص من دوامة الصراع والتناحر  .
ادهم ابراهيم




 

       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طريق الخلاص هو الالتزام بالقانون المدني!!!
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 9 / 26 - 04:27 )
الاخ الكريم يعد التحية. عنوان المقال لا يتفق مع محتواه ابدا وهو يعارض القرآن نفسه لان القرآن مكون من اربع ازدواجيات وهي: الناسخ - المنسوخ - المحكم - والمتشابه وعند الحديث عن التسامح في الاسلام تغمض العين عن الناسخ او المتشابه وهذا ديدن اصحاب النفوس الطيبة من المسلمين وهي مغالطة واضحة. اخي الكريم:طريق الخلاص من التناحر هو جعل الدين شان شخصي لا علاقة له بتيسير امور الدولة وليكن القانون المتفق عليه هو دين الجميع ولا شيء غير ذالك.اين المشكلة ايها الاخ؟؟. المشكلة هو الاعتقاد ان كل كا ورد في القرآن هو ساري المفعول الى يوم القيامة وهذا هو مكمن الداء لان التغير هو سنة الحياة ودوام الحال من المحال. شكرا لك.

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح