الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور فالح مهدي واجتهاداته الفكرية في النقد الديني والمذهبي

ابراهيم خليل العلاف

2023 / 9 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الدكتور فالح مهدي ، من مجايلي ، ولد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وهو باحث جيد، واستاذ اكاديمي ، وقاص ، وروائي وكاتب ، وبالاصل محام لكنه متنور ذو فكر تنويري تقدمي اهتم بالدين وبتأثيراته على الانسان ،احدث كتاب له هو بعنوان ( استقراء ونقد الفكر الشيعي ) صدر 2023 وانا منذ الثمانينات من القرن الماضي اتابع ما يكتب وقد اتفق معه في بعض اطروحاته وافكاره وقد اختلف لكني اعده مفكرا مجتهدا .. هو يكتب بالعربية والفرنسية وله من الكتب غير هذا ، كتابه الموسوم ( البحث عن منقذ دراسة مقارنة بين ثماني ديانات ) 1981 ، وكتابه( نقد العقل الدائري ..الخضوع السني والاحباط الشيعي ) ، وكتابه (جذور الاله الواحد) ، وكتابه( تاريخ الخوف ..نقد المشاعر في الحيز الدائري) ، وكتابه (مقالة في السفالة ) ، وكتابه ( تاريخ الجنة: نقد مشاعر التفاؤل في الحيز الدائري) .
وقال الاستاذ حيدر المحسن في مقال كتبه في جريدة (الشرق الاوسط ) اللندنية عدد 25-9-2023 ان احدث كتبه ، صودر في معرض بغداد الدولي للكتاب . ودائما هناك من يردد مقولة (خالف تعرف) ومضمون هذه المقولة هو ان الكاتب ان اراد ان يكون مشهورا فعليه بالكتابة عن ما هو سائد من عقائد وديانات وافكاري ولااعتقد ان الدكتور فالح مهدي في كتاباته هذه ينحو هذا المنحى الذي سبق ان حدثنا عنه استاذي قبل اكثر من نصف قرن في كلية التربية - جامعة بغداد المرحوم الاستاذ الدكتور حاتم الكعبي قال لنا هذا مع انه كتب في موضوعات معقدة وحساسة ومثيرة للجدل كتب عن حركات المودة ، وكتب عن المنقذ المنتظر ، وكتب عن الفرويدية والماركسية وتطور الفكر الاجتماعي وعلم اجتماع الثورة .
ما يهمني قوله ان الدكتور فالح مهدي هو كاتب مجتهد يكتب من خارج بيئته وموطنه العراق ، لذلك يتمتع بحرية اكبر وانا اتابع مقالاته التي ينشرها في موقع الحوار المتمدن ، وهو موقع اكتب فيه انا ايضا ، ومرة قرأت في جريدة (المدى) https://www.almadapaper.net/view.php?cat=250246 حوارا معه اجراه الاخ والصديق الاستاذ علاء المفرجي ومما جاء فيه : انه يقول ان جل كتاباته تمثل نقداً للعقل الدائري فحتى كتابه (مقالة في السفالة: نقد الحاضر العراقي) الذي صدر في سنة ٢٠١٩ يُعد قراءة في الأوهام والأيديولوجيات التي أدت الى دمار هذا البلد وهو يتفق كلياً مع عالم الاجتماع الفرنسي (بيير بورديو ) عندما أشار الى ان الكشف عن آليات فعل من الأفعال يمثل نقد.واضاف ان ما يحاوله هو نقد الدين باعتباره أساس كل نقد كما يقول ماركس، يتمثل بفهم جوهر الدين، لماذا وجد وكيف تمكن من الهيمنة على الوعي البشري ولماذا ما زال فاعلاً كما لو اننا في القرن الأول الهجري واقصد هنا موضوع السقيفة الخ ؟
الحيز الدائري الذي توصل اليه في دراسته التي نشرت في سنة 2015، لا يسمح بطبيعة بناءه للفرد ، ان يعيد النظر بأفكاره. ومن يخرج عن الخط الذي فرضته المؤسسة الدينية المرتبطة بالخليفة او السلطان لاحقاً سيعرض نفسه للخطر ويقول : ان المشكلة الكبرى هي الأيديولوجية الدينية التي تحكمت بمصير الإنسان من لحظة ولادته الى لحظة موته .و في كتابه (تاريخ الخوف: نقد الأيديولوجية الدينية)،عاد مجدداً إلى موضوع الزمن في الحيز الدائري ، ولكن على نحو لم يسبق له ان تناوله سابقاً. ويقول ان الأيديولوجية الدينية حولت موضوع الموت والموت ظاهرة طبيعية، حولته الى مادة للابتزاز.وفي دراسته (البحث عن جذور الإله الواحد) ، تناول شخصيتين مهمتين في كل الديانات التوحيدية ، هما إبراهيم وموسى وربطهما بالمدونات التاريخية والاركيولوجية .وفي كتابه : (استقراء ونقد الفكر السياسي الشيعي) قال ان
الإسلام الذي يدين به المسلمين الان سنة وشيعة، هو إسلام القرن الثالث الهجري( التاسع من التقويم المعاصر) سنياً ويمكن ان نشير اليه عبر صحيح البخاري، والإسلام الشيعي الذي ولد في القرن الرابع الهجري ، ويمكننا ان نشير اليه عبر كتاب الكافي للكليني. عندما نتأمل نجد ان القرآن يُقرأ ويفسر على ضوء الحديث النبوي ولا سيما ذاك الذي اتى به البخاري. هنا نقف حيارى أمام ذلك التحول الخطير . منطقياً يفترض ان يقرأ الحديث على ضوء القرآن ولكن تم ومنذ القرن الثالث الهجري العكس تماماً ، أذ لا يقرأ القرآن على ضوء الحديث. لهذا التحول الخطير أسباب من أهمها ان القرآن عبّر وبشكل مذهل وأمين عن ثقافة شبه الجزيرة العربية، ولم يخرج الأمويون عن تلك الثقافة . مع العهد الإمبراطوري الدي جاء به العباسيون أصبحت هناك حاجة لحديث نبوي طبعا هذه مسألة معروفة واقصد قضية الوضع في الاحاديث وانا اقول ان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تنبه اليها وتوعد من يكذب عليه عامدا متعمدا بحجز مقعده من النار .
بقي ان نقول ان الدكتور فالح مهدي من مواليد بغداد سنة 1947
درس فيها الابتدائية والإعدادية. ودخل كلية الحقوق وتخرج فيها سنة 1970. وبين 1970-1973 عمل محامياً، وفي الفترة ذاتها أبدى اهتماماً خاصاً بموضوع الدين، لدوره في حياة الناس عموماً، والعراق منذ القدم خصوصاً.
غادر العراق سنة 1973 إلى الهند للدراسة في جامعة بونا، وحاز على درجة الماجستير في العلوم السياسية ودبلوم في القانون الدولي في سنة 1976. ثم عاد إلى العراق ليغادره في سنة 1978 إلى فرنسا، وأكمل هناك دراسة القانون في جامعة باريس ونال شهادة الدكتوراه سنة 1987 وكان موضوع أطروحته ( أسس وآليات الدولة في الإسلام: العراق نموذجاً) . ثم مارس التدريس في الجامعة التي تخرج فيها ، و انتقل بعدها للتدريس في جامعة فيرساي لتدريس نفس المادة إضافة إلى مادة القانون الدستوري الفرنسي إلى عام 2003. وهو أستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون.
ولم يبعده البحث العلمي عن الأدب، ففي مجال الرواية والقصة. فقد صدرت للدكتور . فالح مهدي روايته الأولى بعنوان (أزهار المستنقع) سنة 1982، ثم صدرت له سنة 1992 مجموعته القصصية الأولى بعنوان (الصلوات تغتال الصمت) عن دار المدى. وفي ورواية ( أصدقائي الكلاب) وصدر سنة 1995 في باريس باللغة الفرنسية وترجمت الى عدة لغات ثم نشرت مرة أخرى وله رواية أخرى باللغة الفرنسية بعنوان (لم يرني الله) صدرت في سنة 2011. كما صدرت له روايتان إحداهما بعنوان (هجرة النور) ورواية (الثوبان) . وله مجموعة قصصية بالفرنسية هي بعنوان (معانقة أزهار الجحيم) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟