الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوانجية الذين ضيعوا المشيتين

مروان توفيق

2006 / 11 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كحركة سياسية دينية كان الاخوان المسلمين معارضين للوجود الاستعماري الانكليزي في مصر وكذلك في عداء مستمر للانظمة القومية كنظام جمال عبد الناصر ومن اشد اعداء حزب عفلق. لكن العقدة المذهبية وعدم تفهم منظريهم وكتابهم لعقدة (الفتنة) في تاريخ المسلمين جعلت من اعضاء التنظيم يقفون موقف الحائر عند ورود التناقضات التاريخية في تاريخ الاسلام الدموي. وبعدم وجود مرجع فقهي واضح مشى الاخوان في تيار المعارضة الابدية لكل الانظمة مع عدم وجود بديل فقهي وقانوني في كتاباتهم للانظمة التي يعارضونها. كان هذا التخبط والخواء الفقهي في التنظيم سببا في انعزال غالبية الاعضاء عن المجتمع وكذلك فعل مؤيدوهم ومن تأثر بهم. انشقت جماعات متطرفة عنهم وبقى خط الجماعة نفسه من حيث الالتزام بقراءة كتيباتهم ذات المواضيع المكرورة في نقد المجتمع المادي والشيوعي وكيف أن الاسلام دين جامع مانع على الرغم من خلاء الكتاباتهم عن أي تنظير عملي لدولة الاسلام المرتقبة , كذلك بقى خطهم التعبدي ثابتا وهو الالتزام بالصلاة والصوم وغيرها من عبادات الفرد دون أي مرجع فقهي محدد وهي ازمة يعاني منها اهل السنة والجماعة دائما لسد باب الاجتهاد منذ مئات السنين!
في العراق بقى الاخوان معارضين للنظام العفلقي ولكنهم حافظوا على سريتهم التي لم يأبه بها النظام المقبور لتأكده من عدم وجود أي خطر سياسي واجتماعي من تنظيماتهم ,وأن عانى بعضهم من سجن وتعذيب في حالات لا تستحق الذكر اذا ما قورنت بما عانى تنظيم الدعوة الاسلامي من قتل وتشريد وتعذيب لادراك النظام العفلقي بخطورة الدعوة وقوة تأثير الحزب على الناس.
لم يشكل الاخوان أي معارضة تذكر للنظام العفلقي المقبور وهم في اجتماعاتهم الدورية التي لم تكن سوى عبادات وحضور صلاة وتبادل كراسات وكتب ليس فيها سوى التزويق اللفظي وعرض عدالة الاسلام دون التطرق الى بديل حي للانظمة الحاكمة التي يكفرونها, نعم لم يشكلوا أي معارضة تذكر لذا حافظوا على ديمومتهم في العراق وبطبيعة الحال في مناطق تواجدهم السنية.
استفاد الحزب العفلقي من بعض كتب الاخوان للوصول الى مرحلة ثقافية لابأس بهم (قياسا لثقافة البعث الخاوية) للرد على الشيوعيين قبل غدر البعث للشيوعيين أيام الجبهة في أوائل السبعينات, وانضوى بعض الاخوان تحت تنظيم البعث بعد اغراءات المراكز والسلطة وحينها وجدنا البعثي المتدين والضابط البعثي المحافظ على صلاته وغيرها من مسخ مقزز وتناقض بين في شخصية بعض البعثيين الذين لا تفوتهم صلاة وفي نفس الوقت لا يفوتهم الاجتماع الحزبي ! تناقض مألوف لمن لا يملك قاعدة فقهية واضحة وهو ليس غريبا على اهل السنة والجماعة. وبمسك العصا من الوسط استطاع بعض الاخوان من مماشاة حزب البعث والمحافظة على واجبات المسلم وهي (تقية) ينكرونها في القول ويطبقونها في العمل وهو تناقض اخر ليس له صلة في موضوعنا الان.
بعد سقوط نظام العفالقة في العراق ضيع الاخوان فرصة ذهبية لاعلان معارضتهم لحزب البعث وسقطوا في تخبطات الولاء والمعارضة للحزب القومي الكافر (حزب عفلق) أو في محاربة الغزاة (الصليبين) حيث استقوا مقومات معارضتهم لدخول الامريكان من تاريخهم في حرب الانكليز فوقفوا مقلدين ماحدث في مصر وبمعارضتهم للغزو الامريكي لم يجدوا بدا من التعاطف مع فلول البعث واستراح اعضاءهم القدامي ممن انتمى لحزب من تأنيب الضمير واعلنوها انهم في ضرورة مرحلة تكاتف الصفوف لمحاربة (المحتل), اما الذين كانوا حيارى بجهلهم لتاريخ الفتنة في الاسلام وبضبابية التحليل لمشكلة الخلافة وما جرى بعدها في صدر الاسلام فأنهم مالوا نحو رأي (السنة والجماعة) ووقفوا في حيرة تجاه أصحاب المذهب الامامي كحزب الدعوة الاسلامي وباقي التنظيمات الشيعية. الاخوان الذين لم تتدنس اياديهم بالانتماء لحزب البعث وجدوا رجاحة في الانضمام الى من يعارض المحتل و ادى ذلك الى التشكيك في موقف الاحزاب الشيعية وبالتالي معارضتها تماما وأن كان بعضهم يميل (عاطفيا وتعبديا) للدعوة ولا ينكروا النضال المشرف للاحزاب الشيعية تجاه العفالقة بل يشيدوا به لكنهم يتوقفون عند ورود المذهبية ومشكلتها حيث لم تحوي كتاباتهم أي شرح وتفصيل لذلك سوى القول المعروف بترك ماجرى في الماضي لله فهو احكم الحاكمين!
(الاخوان البعثيين) الذين ولدوا اثناء الحملة الايمانية أيام النظام العفلقي المقبور والذين انتموا لحزب العفالقة (تقية) أو من اجل مصلحة مادية سحبوا البساط من تحت (الاخوان الاتقياء) وسرقوا شعاراتهم ولخواء التنظيم استطاع المتطرفين الوهابيين (القاعدة) من التركيز على عقدة المذهبية لتكفير الشيعة والقضاء على من كان متخبطا من الاخوان في تحليله لازمة الامة الابدية وافتراقها.
اما ما تبقى من الاخوان من الذين (اعتزلوا الفتنة) تيمنا بأبن عمر بن الخطاب العدوي فأنهم لازالوا في بيوت عبادتهم حيارى ومن استجرأ منهم ومن يستجري على معارضة ما يقام من تقتيل واغتيال وارهاب وتفخيخ فأن مصيره الموت. الأخوان (ضيعوا المشيتين) بل اكثر من مشية بين حزب عفلق وتنظيم القاعدة وبين الجلوس على التل كابن عمر العدوي, لم يعد للتنظيم أية سمة سوى الاسم وبصراحة القول نزيد انهم لمن يكن لهم اية سمة تذكر سوى الشعارات ورفع المصاحف ومزاولة التعبد والمعارضة الابدية, لكنهم في العراق الان (استبعثوا وتعفلقوا)مع الحزب الاسلامي و(استقعدوا) مع القاعدة وهذا يفسر لنا اغتيال خطباءهم ومشايخهم المحايدين مرة على ايدي القاعدة المتطرفة ومرة بيد فلول البعثية وبين الاثنين ضاعت المشية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة