الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 198 وثيقة رسالة النبي إلى المقوقس، بين التأكيد والنفي القسم الثاني

رحيم فرحان صدام

2023 / 10 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 198
وثيقة رسالة النبي إلى المقوقس، بين التأكيد والنفي
القسم الثاني
اثارت وثيقة مزعومة يقال أنها من النبي محمد إلى المقوقس في جدلا واسعًا في بعض الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. فما هو رأي العلوم الحديثة في هذه الوثيقة.
هناك ثلاثة علوم تكذب صحة هذه الرسالة :
أولًا التاريخ المادي، ان سياق نص هذه الرسالة ينفي مثل هذا الادعاء ، فالتاريخ المبكر لظهور الإسلام لا يوافق الرواية الإسلامية؛ فكل ما جاء من هذه الرسالة يفيد أن أصحابها لا يعرفون شيئاً عن عقائد وتاريخ المقوقس وهو ما سنناقشه في المقال القادم ان شاء الله، وأغلب الظن أن هذه الروايات كتبت في العصر العباسي.
ثانياً علم الخطاطة Palaeography ينفي بشدة وجود الخط الكوفي في عصر الرسول الذي قلده أصحاب هذه الرسالة المزعومة، فالخط الكوفي ظهر في عصر الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان(65 - 86 هـ / 685 - 705 م) ولم يكن موجودًا في عصر الرسول؛ فأقصى ما يمكن قبوله هو وجود الخط المائل الذي يسمى بالخط الحجازي أو على قول ابن نديم في كتاب الفهرست: " الخط المكي المدني".
ثالثاً علم المسكوكات أو علم النُّمِّيَّات Numismatics ، يوجد خاتم على هذه الرسائل مكتوب عليه (الله رسول محمد) ، وهذا الخاتم مكتوب بتقليد الخط الكوفي وبطريقة "الإيستف" التي ظهرت في عصر ظهور الخط الطغرائي في عصر السلاطين العثمانيين الأتراك وتكون القراءة من تحت لفوق، لكن هناك عملات تعود لأواخر القرن الأول الهجري وهي بالعشرات تفيد عبارة (محمد رسول الله) وليس ( الله رسول محمد).

فضلا عما تقدم فان الوثائق البيزنطية تقول إن المقوقس لم يكن موجوداً أصلاً كحاكم في ذلك الوقت، اذ جاء إلى مصر في خريف سنة(10ه-631م)، والرسول توفي في سنة (11ه-632م)، ومن المعروف أن إرسال الرسائل كان قبل وفاة الرسول بأربع سنوات، والرجل جاء إلى مصر لهدف محدد، وهو نشر مذهب محدد اخترعه هرقل لتوحيد الطوائف المسيحية.
أما عن نقد الروايات نفسها، والتي ورد فيها أن المقوقس قال لحاطب إنه لا يستطيع متابعة النبي العربي لخوفه من قومه، فيرد عليها بأن هذا المقوقس نفسه، وبروايات المسيحيين أنفسهم، أول نزوله إلى الإسكندرية وكانت عاصمة مصر حينذاك، قتل 18 ألف إنسان لأنهم رفضوا الاعتراف بالمذهب الجديد! ولذلك يعد المقوقس أسوأ حاكم في تاريخ مصر، لأنه الحاكم الوحيد في التاريخ المصري الذي جمع السلطتين الدينية والسياسية .
خلاصة القول
ان علم التاريخ ، وعلم الخطاطة وعلم المسكوكات تكشف القناع عن تزوير هذه الرسائل وكذبها.
ينظر : محمد المسيح : مخطوطات القرآن، بتاريخ ١٧ أكتوبر ٢٠٢٠ .
يوسف زيدان ، متاهات الوهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!