الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( مصاحف مزورة / التدبر القرآنى / الأذقان / نوعا الهجرة )

أحمد صبحى منصور

2023 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تظهر نسخ قديمة مخطوطة للقرآن الكريم فيها مخالفات للمصحف المتداول بيننا . وبعض الناس يتخذها طريقة للطعن فى الحفظ الالهى للقرآن الكريم . وأحيانا يتم طبع مصاحف فيها آيات محذوفة وكلمات محذوفة . ما رأيك يا دكتور صبحى ؟
إجابة السؤال الأول :
1 ـ فى مرحلة الاعداد للدكتوراة ( 1976 : 1977 ) لبثت وقتا بين المخطوطات فى دار الكتب فى القاهرة ، لأن من فصول الرسالة ما كان مختصا بأثر التصوف فى التفسير ، وكان لا بد من من مراجعة المخطوطات المتصلة بالموضوع ، سواء منها المصاحف المخطوطة القديمة ، وأجزاء منها كانت تسمى ( ربعات ) تبعا لتقسيم المصحف الى أربعة أجزاء ، أو كتب التفسير القديمة المخطوطة ، وفيها نقل الآيات و( تفسيرها ) . إكتشفت وجود مثل هذه النسخ المشوهة للقرآن الكريم ، ولاحظت أن من كتبها كان يتبع الزيف الذى يسمى ب ( علوم القرآن ) . ولنا بحث منشور عن ( علوم القرآن التى تطعن فى القرآن ) ، كتبته تأثرا بما بحثته وقتئذ . الأمر الغريب أن فى مخطوطات التفسير كانوا ينقلون الآيات بخط رائع وبنفس الرسم الموجود الآن ، مع أنها مخطوطات ترجع للعصر المملوكى . ولقد كان هناك متخصصون فى الخطوط والنسخ بمعنى الكتابة ، وصناعة الوراقة ، ولهم إبداعات فى كتابة القرآن الكريم فى هذه المصاحف و ( الربعات ) ، وكانوا يتفنّنون فى تزيين دفتى المصحف ( التجليد ) برسوم هندسية ونباتية ظلت محتفظة ببهائها وألوانها عبر القرون . وفى هذا العصر المملوكى أعيدت كتابة التراث كله من تفسير وحديث وفقه وعقائد وتاريخ بعد أن قام المغول بتدمير بغداد ومكتبتها ، فانتقلت الخلافة العباسية للقاهرة ، وأصبحت القاهرة مركز إعادة تدوين ما سلف من التراث ، ووفد اليها العلماء الفارون من المغول ، خصوصا بعد أن سيطر المماليك على معظم الشرق من جنوب تركيا الآن وغرب العراق الى الحجاز والشام .
2 ـ قوله جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ) لا يعنى عدم وجود محاولات للعبث فى كتابة القرآن ولا يعنى عدم وجود مصاحف مزيفة . بل إن هذه المحاولات هى دليل الحفظ الإلهى للقرآن الكريم ، لأن حفظ القرآن الكريم فى داخله ؛ فى أسرار كتابته الفريدة ، والتى دخلنا فى معرفة أسرارها من خلال الإعجاز الرقمى فى القرآن الكريم ، ولا زلنا فى البداية ولم نصل بعد الى منبع جامع لها . والله جل وعلا ذكر الذين يلحدون فى آياته ، وسمح لهم بالحرية ، لم يمنعهم بملائكة تنزل من السماء ، ولكن هددهم بما ينتظرهم يوم القيامة ، وأنهم لا يخفون عنه ، وأكّد جل وعلا حفظه للكتاب العزيز . أرجو تدبر قوله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت ).
3 ـ ليس مثل القرآن الكريم كتاب تعرّض ويتعرّض وسيتعرّض للحرب والمؤامرات ، من وقت نزوله والى الآن والى آخر الزمان . المحمديون هم الأكثر حربا للقرآن الكريم من خلال التلاعب بمعانيه وتشريعاته بما يسمى بالتفسير والحديث وأسباب النزول والنسخ والتأويل ، ومحاولات الطعن فى نصوصه بالمصاحف المزورة ، قديما وحديثا ، ولحقهم بعض المستشرقين . ومع ذلك فهناك من المحمديين من نذر عمره كتابة للمصاحف وعناية بها وحفظا لها مع إيمانه بتقديس البشر والحجر . وهناك أيضا من المستشرقين من قام بفهرسة المصحف وكتابة معاجم له أفادت الباحثين . وسيظل القرآن الكريم حُجّة رب العالمين البالغة على البشر الى نهاية الزمان .
4 ـ لذا فإن ما يكتشفونه فى اوربا والمغرب وغيرها من مصاحف مزورة هى دليل على حفظ القرآن الكريم . وموعدنا أمام رب العالمين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .
السؤال الثانى :
عندي سؤال ان سمحت لي ، في فكركم النير هناك الهدم و البناء ، هدم الفقه القائم على الوحي الشيطاني البشري و التدبر لاستنباط فقه قائم على الوحي الالهي في القرآن الكريم وحده ، فهل نسميه فقه قرآني مثلا على نمط الفقه السني او الشيعي ، ام إجتهاد قرآني ، ام تفضل ان نسميه تدبر قرآني كمصطلح قرآني أصيل ؟
إجابة السؤال الثانى
نحن نلتزم بالمصطلحات القرآنية . ونقول : تدبر قرآنى . والتدبر القرآنى واجب على كل من يمتلك أدوات الرسوخ فى العلم القرآنى .
السؤال الثالث :
هل هناك فرق بين ( يخرون للأذقان ) و ( يخرون على الأذقان ) ؟
إجابة السؤال الثالث :
لم يأت فى القرآن الكريم ( يخرون على الأذقان ). الذى جاء فى القرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء ). المعنى هنا ( يخر للأذقان ) يعنى أن يكون السجود مع النظر الى الأعلى . أما ( يخرُّ على الأذقان ) فيعنى أن تكون العينان الى أسفل . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) الفرقان ).
السؤال الرابع :
لم نكن نعانى من الاضطهاد ، ولكن من الفقر وضيق الحال فاضطررنا للهجرة ، والآن نشتغل بكل استطاعتنا لنعيش . هل هجرتنا فى سبيل الله ؟
إجابة السؤال الرابع :
الأوامر نوعان :
1 ـ نوع إختيارى : تركه ليس حراما مثل قوله جل وعلا : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ) (3) النساء ). ومنه قوله جل وعلا فيما يخُصُّ موضوعنا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك ) . لك أن تهاجر فى سبيل الرزق بحثا عن وضع أفضل ، ولك أن ترضى بوضعك فى بلدك وتصبر .
2 ـ نوع إلزامى ، منه ما يخصُّ موضوعنا الهجرة فى سبيل الله جل وعلا المفروضة على القادرين على الهجرة ويقاسون من الاضطهاد فى الدين . إن لم يهاجروا فمصيرهم للجحيم . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء ). والذى يهاجر فى سبيل الله جل وعلا يجد صعوبات ويجد بعدها سعة وفرجا ، قال جل وعلا فى الآية التالية : ( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100) النساء ). فهذا وعد الله جل وعلا لهم : حسنة فى الدنيا وجنة فى الآخرة ، هذا إذا صبروا وعلى ربهم جل وعلا توكلوا . قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446


.. 162-An-Nisa




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و