الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام كان في أوله حزب سياسي؟

عزالدين مبارك

2023 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محمد ينتمي للضلع الضعيف من قبيلة قريش وكان يتيما ومعدما ومنبوذا في هذا الضلع وكان كتوما يخالط الرعاة ويستمع لقصص الأنبياء وخاصة ما يحكى عن اليهود والنصارى ويستمع للشعراء ثم عمل مرافقا لقافلة خديجة وهي نصرانية بحكم وجود ابن عمها الكاهن النصراني الخبير في الأديان ورقة بن نوفل والتي تزوجها وهي تكبره سنا وقدرا وثروة ولم يكن له رأي معها ولم يتزوج عليها أبدا على خلاف ما حدث بعد موتها وحصوله على السلطة المطلقة فقد كان يتصرف كملك متوج. وقد كان في ذلك الوقت صراع فارسي بيزنطي على القدس وحلم جامح عند اليهود والنصارى المشتتين في الجزيرة العربية للعودة إلى مرابضهم المقدسة وهذا لن يكون ممكنا إلا عن طريق بث جذوة الديانة النصرانية وبناء حولها القوة. وقد كان الكاهن ورقة بن نوفل النصراني الخبير في الأديان يجالس صهره محمد الذي تشبع بالأفكار الدينية إلى حد أنه أصبح يهذي بها في نومه المتقلب فتخيل إليه ذات ليلة وهو منعزل في غار مظلم بجبل قريب من مكة وعندما رجع إلى البيت ورأته خديجة وهو في حالة تشبه الصرع هرهت إلى قريبها ورقة ابن نوفل لتخبره بالأمر وبدون أدنى تفكير وكأن في الأمر تخطيطا مسبقا "ابشري هذا هو الناموس" أي محمد أصبح نبيا. وهكذا أصبح محمد يقول كلاما بين السرد والشعر مستعملا السجع عوض القافية مستعينا بالموسوعة الدينية المتمثلة في الكاهن ورقة بن نوفل الذي كان له تأثير كبير جدا على محمد إلى حد أن "الوحي" غاب عن محمد لمدة شهر فأصابه الإكتئاب وعزم على الانتحار قبل أن يتراجع عن ذلك. فكانت دعوته في مكة بريئة ومسالمة لقلة مسانديه وأنصاره ولم يستهوي خطابه الديني أعيان ومفكري قريش لعلمهم واطلاعهم عليها من خلال وجود اليهود والنصارى والمسيحيين حول مكة ثم انتشار المدعين بالنبوة في ذلك الوقت في الجزيرة العربية ثم لانتمائه للفرع الضعيف والمتواضع من قبيلة قريش. وفي الأثناء كانت يثرب تعج بالقبائل العربية الوازنة مثل الأوس والخزرج والباحثة عن موقع سياسي بعيدا عن مكة وقريش الحاكمة بأمرها في تلك الربوع. وكانت هناك مستعمرات يهودية ونصرانية ومسيحية تبحث عن عودة للقدس من خلال بناء النصرانية (اليهودية-المسيحية) من جديد من أرض العرب العامرة بالقوى البشرية الصحراوية الشديدة البأس والمتدربة على القتال والصراع. فهذا الوضع السياسي المختلط بالدين والصراعات السياسية هو الذي جعل من محمد فرصة تاريخية لا تعوض فتم استدعاؤه للتفاوض معهم حتى يكون زعيما دينيا وسياسيا عليهم ويؤسسون بذلك قوة عسكرية ذات شأن يمكنها من حمايتهم وقهر القوى العسكرية النافذة في ذلك الوقت وبالخصوص الفرس والبيزنطيين.فالصدفة التاريخية والجيوسياسية التي حصلت في ذلك الوقت هي من جعلت من محمد زعيما سياسيا ودينيا في المدينة لحاجة القوى الاجتماعية لقائد يلم شملهم ويقوي عزمهم رغم اختلاف مشاربهم ومذاهبهم. فالمنطق السياسي هو الأهم من المنطق الديني للحاجة الماسة له في ذلك الوقت والدليل على ذلك تخلي محمد عن صفته الدينية عند توقيع الاتفاقية المعروفة. وقد كان المنزع الديني ضروريا لتمكين محمد من قبعة المقدس التي تمنحه السلطة المطلقة على الجميع اتقاء للنزاعات والاختلافات والصراعات. كما أن "الوحي" كان متماهيا ومتماشيا مع سياسة وهوى تلك الفترة بحيث كانت النصوص متصلة بالنصرانية وكتاب التوراة وما ذكره لأنبياء اليهود وتمجيدهم والاستفاضة في مدحهم وجعل القبلة في اتجاه القدس عند الصلاة عوض مكة لدليل قاطع على نصرانية الدين المحمدي على الأقل في أوله قبل أن يستقل لذاته خاصة مع خلفاء محمد الذين نشروه بحد السيف وعن طريق الغزوات حتى غدا امبراطورية شاسعة. وقد اكتفى سلاطينه وحكامه بما ورثوه من تراث فقهي جامد وثروة مادية كبيرة جعلتهم يغرقون في مستنقع الفساد والمجون والسلطوية القاهرة فصعدت طبقة من الشيوخ التكفيريين قضوا على كل فكر نقدي وقطعوا رؤوس من يخالفهم الرأي من كتاب وشعراء ومتنورين وأدباء فعم التخلف والجمود والصراعات المذهبية مما نتج عنه الانحطاط والبؤس والتلاشي كما قالت الأم للأمير عند سقوط الأندلس"ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي