الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوجود التاريخي ( المادي) للانبياء و الرسل
حسام سعد حسن
كاتب
(Husam Saad Hasan)
2023 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الوجود التاريخي ( المادي ) للانبياء و الرسل
تبدي المناهج العلمية المعاصرة ( الاركيلوجيه منها خصوصاً) ، شكوكاً عميقة ، بشأن الوجود المادي التاريخي لأنبياء العهد القديم ، فضلاً عن اي وجود تاريخي ليسوع الناصري ، او حتى نبي الاسلام محمد ….
تشمل المناهج الاثرية ( الاركيلوجيا ) البحث و التنقيب في مخلفات الامم و الحضارات القديمة من نقوش و صروح ومباني وقبور ، تمنح ثقة ( موضوعية ) باي حقيقة تاريخية مفترضة .
لا تعتمد المناهج الاثريه ، بشكل حاسم ، الروايات التاريخية لاسلاف الجماعات العرقية و الدينية ، لوجود مبررات ايدلوجية ( لدى افراد الجماعة ) لوضع او تزوير تاريخ الجماعة دون دليل مادي ( من خارج الذاكرة الجمعية للجماعة ) ، وهذا الاسلوب ، وهو صحيح ومنطقي الى حد كبير ، يجعل دفاع الخطابات الدينية عن سردياتها التاريخية صعب ومحرج .
الكشف عن البيبل أو التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها حسب الترجمة العربية، (بالإنجليزية: The Bible Unearthed) كتاب صدر في 2001 عن آثار فلسطين/إسرائيل القديمة وعلاقتها بأصول الكتاب العبري. ألفه أستاذ علم الآثار في جامعة تل أبيب إسرائيل فنكلستاين ونيل سيلبرمان .
يصف المؤلفان الكتاب على أنه «محاولتنا صياغة رؤية جديدة عن آثار إسرائيل القديمة فيها البيبل أحد أهم البقايا والتحقيقات الحضارية (لكن) ليس الإطار الروائي غير القابل للسؤال والذي يجب أن يتفق معه كل أثر يعثر عليه …
الإدعاء الرئيسي للكتاب أنه يظهر من «التحليل الأثري لقصص الآباء والفتح والقضاة والمملكة الموحدة أنه بالرغم من عدم وجود دليل مقنع على أي منها لكن هناك أثار واضحة تضع هذه القصص في محتوى متأخر من القرن السابع قبل الميلاد.
ان ركون خصوم الاديان ، باعتمادهم المناهج الاثرية ، في نسف الاديان ، جملة و تفصيلا ، امر يجانب البحث و الاستقصاء العلمي السليم ، ولنا في ذلك اشكالين او نقطتي نظام :
الاولى ، نصوغه على شكل سؤال : هل يمكن الاكتفاء بعدم وجود دليل ، مادي او روائي ، من خارج الذاكرة الجمعية للامة ، على عدم وجود شخصية تاريخية منها ( ليس فقط الانبياء ) بل حتى شخوصها العلمية و الفكرية والسياسية ؟ ، هل بالامكان ، العثور على اي ادلة مادية او روايات غير اسلامية ، تثبت او تنفي وجود شخصيات اسلامية مثل ابو حنيفة او البخاري او الكليني او ابن تيمية او غيرهم من رموز الاسلام التاريخي ؟،ان الاجابة عن هذه الاسئلة ، ستفضي ، ان التزمنا المنهج الاثاري بشكل صارم وحرفي ، الى نسف الجزء الاعظم من تاريخ الثقافات والحضارات العالمية ، وليس تاريخ الديانات الابراهيمية الثلاث فقط !.
النقطة الثانية ، وهم ربما اهم من الاولى ، ان التعرف او دراسة تاريخانية الرموز الدينية ( الانبياء والرسل في مقدمتهم ) ، له صلة وثيقة ، بالتأثير البالغ على ثقافات وعقائد و سلوكيات الجماعات و الافراد ، التي تدعي الانتساب لاولئك الرموز ، فوجود الانبياء و الرسل ( كحقيقة مادية تاريخية ) من عدمه ، لن يغير من حقيقة وجود اتباع وجماعات تلتزم وتتبنى فكر ذلك النبي و تتعامل مع فرض وجوده كحقيقة مسلمة لا تقبل النظر او النقاش ، فعدم وجود ادلة اثارية تثبت الوجود المادي ليسوع الناصري ، في فلسطين ، مطلع القرن الميلادي الاول ، لايمكنه ، ببساطة ، نسف المسيحية ، كحقيقة و دين وتاريخ و ذاكرة لامة تؤمن بيسوع المخلص.
خلاصة القول ، ان المناهج الاثارية هي مناهج ( اثبات ) حقائق التاريخ بشكل علمي و موضوعي ، وليس النفي القاطع لكل ما قدمته الجماعات الدينية او العرقية من تاريخ ، تتحدث فيه عن نفسها و تاريخها ، و بالمقابل ، فانه يجب الاقرار ، بان تلك المناهج هدمت ، بشكل كبير ، الثقة ( المفرطة و العمياء) التي منحتها الخطابات الدينية لسردياتها التاريخية ، بالشكل الذي يجعلها ، بنظر افراد الجماعة ، بديل تاريخي ( حقيقي) عن التاريخ المادي ، بدل ان يكون مجموعة رمزية من المواقف او الشخوص في ذاكرة الجماعة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مستوطن يحتفل بزفافه في ساحة المسجد الأقصى وسط حراسة الاحتلال
.. المسلمون في الهند يواجهون التمييز بعد إجبار المطاعم على عرض
.. إبراهيم عيسى يسأل: هل يحق للمؤسسات الدينية أن تؤسّس مدارس تع
.. صورة لهاريس مع رجل دين إيراني تثير الجدل.. وتقرير أميركي يحذ
.. -داعية الرولكس- التحقيق مع داعية سلفي ألماني من أصل مغربي مت