الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 18.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

المعروف عن العرب المسلمين، أنهم في الغالب لا يقرئون بقدر ما يسمعون فقط، إن أتيحت لهم الفرصة لذلك. فالقلة القليلة جدا، هي التي تقرأ ما تختاره من حين لآخر. فإسلام جلهم يعتمد على السمع والتقليد، بعضهم يسمع ببعض الأئمة، ولم يتعرف أصلا على كتاباتهم، لكن إذا ما سمع بنقد أو هجوم على أحدهم أو بعضهم، لم يتوان من مناصرة شيوخه.

لقد تبين أن حكام الجزائر، يتقاسمون ثروة البلاد وخيراته، بالكذب والنصب والخداع، أمام أنظار العالم. أما الشعب المسكين، فهو لا يحرك ساكنا، لأنه مغلوب على أمره. فمن قبل، هناك مليار دولار، خصصوه لمساعدة الدول الإفريقية. واليوم مليار ونصف، مساهمة كذبا، في بنك "البريكس"، التي نفت ذلك. فمن يستفيد حقا، من هذه المليارات؟

عندما تسيطر الغيرة وحب تشويه الحقيقة لدى البعض، بالتشكيك والانتقاص والنفي أحيانا، يتم التصدي لكل ما هو مغربي؛ من إنجازات وانتصارات ونتائج وغيرها. فهل هذه المواقف تغير من الواقع شيئا؟ فمن يكون هؤلاء؟ إنهم أصحاب المواقع والذباب الإلكتروني وأسيادهم، لا أصحاب الوقائع والتاريخ والتراث، وأصحاب القيم وحسن الجوار.

إن ظواهر الطبيعة؛ من زلازل وكوارث، وأمطار وعواصف وصوناميات، وحرارة وبرودة وغيرها، تعبر على أن الحياة تدب فيها بشكل مستمر. فحركتها هذه تتأثر بسلوك الإنسان، وتعمل على خلق التوازن والحفاظ عليه باستمرار. تلك حكمة إلهية وسنته، تسريان في كل شيء مخلوق، بما في ذلك الإنسان. ويبقى التكيف ضرورة لاستمرار الحياة.

عندما يمكث شعب من الشعوب، قرونا طويلة تحت نير استعمارين متواليين، فمن الطبيعي أن يفقد عناصر الأمة والقومية لديه، التي تربط بين أفراده سابقا. أما الدولة إن وجدت، لا يمكن الحديث عنها، لأنها قد تكون قد ذابت كل مقوماتها في أنظمة الدول المستعمِرة. فبعد الاستقلال المشروط، تكون المهمة صعبة في بناء الدولة الأمة الجزائرية.

إن تكرار مد يد ملك المغرب لفتح الحدود والتصالح مع الجزائر، هو ضمنيا اعتراف، الذي يطالب به نظام الجزائر، من غير إقرار للحق. لكن هل اعترف حكام الجزائر، بفعلة طرد آلاف المغاربة عزل من الجزائر، في يوم عيد الأضحى، ردا على المسيرة الخضراء؟ ستضل اليد الممدودة للمغرب لأنه لا يعرف الكراهية.

فرغم الموقف السلبي لنظام الجزائر، من خطاب الملك، واعتباره مجرد لا حدث، سيبقى المغرب مادا يده دائما للشعب الجزائري، رغم أنف حكامه. فالشعوب باقية أبدا، والأنظمة فانية مهما طال الزمن. الحق يعلوا ولا يعلى عليه، سينتصر على الباطل والخداع، مهما تم إخفاؤه عن الظهور، بكل الوسائل الممكنة الغير المشروعة.

إذا شب خصام بين جارين، لا بد من محاولة جبر الصدع بالتي هي أحسن، كما يجب استحضار العقل والحكمة، قبل الخوض في أمور يصعب حلها. لكن إذا طال هذا الخصام لسنين من غير مبرر منطقي، فاعلم أن المشكل يتعلق بالوضع في الداخل، حتى يعتقد الشعب أنه مهدد من جاره ويقبل الواقع المعاش.
النظام الحاكم في الجزائر، يُسَوق لجزائر لا وجود لها في الواقع المعاش، بل موجودة فقط في مخيال الحكام، يروجون لها كذبا على أنها حقيقة. ويريدون تثبيتها في أدمغة المواطنين في الداخل، من خلال المقارنة بينهم وبين الجيران الأعداء المفترضين، الذين سوقوا لهم على أنهم يعيشون ظروفا قاهرة تدعوا إلى الشفقة.

إن قتل الأبرياء من سياح مغاربة العالم، من طرف حراس السواحل لجيش الجزائر، بساحل السعيدية المغربية، بعدما دخلوا خطأ بدراجتهم المائية، في المياه الإقليمية لدولة الجوار. إذ أطلقوا عليهم عمدا وبسابق إصرار وترصد، وبلا من الرصاص الحي، أصاب جسد اثنين منهما. دون اعتبار لحق الجار وللقانون الدولي وللإنسانية والدين.

إذا كان هناك صراع بين نظامين جارين، فالضحايا هما الشعبين من الطرفين. والأسوأ في ذلك، هو أن يركز النظام الجزائري عدوانه على مواطنين مغاربة، سواء القاطنين عندهم، في الجزائر أو على الحدود. وذلك من خلال تحرشات لا تنتهي، قد تصل إلى القتل أحيانا، إذا ما تمكنوا من ذلك، أو المحاكمة الجائرة الصورية.

وطنية المواطن الجزائري، حسب نظامها، تقاس بمدى معاداة المغرب. فعداوة المغرب، شرط أساسي وضروري، للتعبير عن وطنية كل جزائري. ما عدا هذا، سيُعتبَر خائنا للوطن وللأمة. هكذا أراد حكام المرادية من شعبهم؛ من "بومدين" إلى "تبون" و "شنقريحة" في أيامنا هذه. فمتى يعي الشعب الشقيق أدواره بالفعل ؟

لماذا انتظر المهتمون بجمع الحديث وتثبيته، كأصل من أصول الدين، وتم اتخاذه أصح كتاب بعد القرآن أو الوحي الثاني؟ لأن الأمر يتعلق باتساع رقعة الدولة الإسلامية، وضمها لجنسيات أخرى، دخلت الإسلام كموالي بالأساس. هؤلاء بدئوا بالاهتمام بالشأن الديني، لكونه أصبح الركيزة الأساس، في بناء الدولة وامتداد سلطتها.

إن رجال الكهنوت بصفة عامة، في الديانات السماوية الثلاثة، أو عند أهل الكتاب عموما، قد لعِبوا دورا وسطيا بين الأديان والإله الواحد الخالق. بعد ذلك تقمصوا سلطة الله، أو جعلوا من أنفسهم نوابا عنه، باعتبارهم الناطقين باسمه. هكذا أنزلوا الدين والرب من السماء إلى الأرض. لكن تعاملوا مع الناس، خلاف التعامل المفترض من الله.

إن قول: "صدق الله العظيم"، بعد قراءة آية أو آيات، أو سورة أو مجموع سور، أو القرآن كاملا، هو أن الله صادق في ما قاله ويقوله، لا مبدل لكلامه عز وجل. فكيف نقول: صدق الله العظيم، ونحن نقول مع شيوخنا وفقهاؤنا، بأحقية ومصداقية الناسخ والمنسوخ؟ بل القول والجزم بأن ألسنة، أي الحديث النبوي ينسخ القرآن؟

ظروف الفلسطينيين مع الاحتلال الصهيوني، بمباركة الاستعمار البريطاني والامبريالية العالمية، جعلتهم من خيرة العرب ومسيحي الشرق، تعليما وتكوينا واندماجا وقوة وصلابة. إذ لا يوجد فيهم أمي أو عاطل. فالكل يتعلم ويشتغل، ويبحث عن فرص التكوين في كل بقاع العالم. فهم يتفوقون على اليهود في مسارهم عبر التاريخ في العالم.

إن العقل الديني في العالم العربي الإسلامي، حكم على نفسه منذ التدوين، بالعزلة والتخلف الفكري. فرجال الدين يرفضون العقلانية والفكر النقدي، ويحتكرون المعرفة بالمطلق. مما أدى إلى ضعف المؤسسات الدينية علميا وتفتحا، لأنهم ألصقوا القداسة بالماضي والسلف. فالمثقف المتفتح مهدد، لو حاول المساس بالمقدسات من تراث وسلق.

من نتائج القراءة المعاصرة للذكر الحكيم حسب الدكتور شحرور: الدين لا يملك أداة الإكراه، لكن الدولة تملكها. الدين يحرم ويأمر وينهى لكنه لا يمنع؛ أما الدولة فتأمر وتنهى وتمنع لكنها لا تحرم. يمكن فصل الدين عن السلطة، لكن لا يمكن فصله عن المجتمع. فسلطة الدين مرجعيتها الضمير، وسلطة الدولة مرجعيتها القانون.

يرى د. شحرور أن الدين حدد الحرام، والقانون ينظم الحلال. الحرام شمولي أبدي، لكن القانون المنظم للحلال مرحلي متطور. التنزيل الحكيم ختم المحرمات؛ أما السنة النبوية مارست تنظيم الحلال، ولا تحمل الطابع الشمولي الأبدي ولا يقاس عليها، ولا يوجد لما يسمى وحيا ثانيا، ولا ما يسمى عصمة الأئمة. أما سنة الرسول هي مستقبلة للوحي ومبلغة له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah