الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة مجيدة في نضال الشعب الفلسطيني

عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)

2023 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تبلغ مساحة قطاع غزة 378 كيلومتراً مربعاً فقط. يعيش عليها نحو مليونين و400 ألف مواطن فلسطيني. تُوظف ضدهم اليوم أحدث الأسلحة، التي أنتجتها الصناعة الحربية الأمريكية والأوروبية عامة. هذا الى جانب إستخدام النفوذ السياسي والخبرات والتجارب المتراكمة لدى التحالف الدولي الغربي بقيادة واشنطن ضد الشعب الفلسطيني علانية.

أضطر الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأربعة أيام الماضية، من القتال الباسل للفلسطينيين في غزة، الى أرسال أحدى أهم حاملات طائراتها، وفتحت مخازن أسلحتها الإستراتيجية المخزنة في الأراضي الفلسطينية التاريخية. تطالب أمريكا أم "حقوق الإنسان" حلفاءها، بما فيهم الحكومات العربية المنزوعة الضمير، بإدانة نضال الفلسطينيين العادل. يأتي هذا الجهد الأمريكي بالوقت، الذي يقطع فيه المحتل عن القطاع الماء والكهرباء ويغلق حدوده براً وبحراً وجواً. ولا يخجلون في الوقت نفسه مواصلة الإدعاءات، بأنهم حراس "حقوق الإنسان"، وإنهم ضد العقوبات الجماعية.

يقع بعض الخلط والإختلاط بصدد مسألة الدين السياسي ودوره في العدوان المتواصل على غزة. يتم ذلك بدوافع مختلفة، لا يخلو بعضها من أغراض غير نزيهة وغير واقعية. فالأحزاب داخل الحدود السياسية لكل بلد مختلفة عن البلدان الأخرى، وهذا ينطبق على الإتجاهات السياسية والفكرية والدينية أيضاً. ليس من الواقعية بشيء تجاهل الظروف الملموسة والخصائص الذاتية لكل شعب. وفي البلدان التي تتعرض للإحتلال الإستيطاني تكون الوطنية أكثر وضوحاً، حتى عند الحركات ذات الطابع الديني. لهذا يكون التعميم غير صائب ويحمل مقاصد غير نزيهة أحياناً.

إن التجارب العملية فيما يتعلق بالدين السياسي بالدول العربية. أوصلت الناس الى خلاصة واضحة، بأن الدين السياسي أضر بنضال الشعوب العربية، من أجل التحرر والتقدم بكافة حقوله. وتحول في الوقت ذاته الى مادة خطيرة بيد القوى الخارجية لضرب النضال التحرري العربي، ولرسم صورة مشوهة عن ذلك النضال وعن أهدافه. إن النضال الفلسطيني وطني الطابع والأهداف الرئيسية. ولا يغيّر من ذلك الواقع وجود بعض تيارات الدين السياسي. كما إن أحزاب الدين السياسي تضم أطياف متنوعة، منها: المعتدلة التي ترى أن الدين ليس مضاداً للمشاعر الوطنية، بل هو يدعمها في الغالب. وإتجاه تديني آخر يقوم على حصر العلاقة بين الإنسان ومعتقداته الذاتية، وضد كل أشكال التمظهر الديني.

إن الخطر الحقيقي للدين السياسي يتجسد في المنظمات الإرهابية حقاً. وإن التعبير الواقعي والمثال البارز في هذا المجال عن الدين السياسي المتطرف، يتجسد بمنظمة داعش ونظيراتها، وفي المليشيات المسلحة الفاسدة والمتهورة. ومن السمات البارزة لتلك المنظمات، أنها لا تضع مصالح بلدانها في مقدمة أهدافها. كما إن الأفعال الإجرامية لتلك المنظمات، تستغل من قبل كل القوى المعادية لنضال الشعوب العادل، ويكون ترويع مواطني البلد الذي يتعرض لنشاطات المنظمات الإرهابية المستهدف الأول. وفي حالات كثيرة تكون تلك المنظمات الإرهابية أصلاً، من صناعة القوى الدولية المعادية لمصالح الشعوب وسمعتها.

أما ربط أو تنسيب نضالات وبطولات الشعب الفلسطيني الى قوى أخرى، مثل إيران أو غيرها. فهو تقدير غير منصف. ولا ينطلق إلا من مواقع الجهل بقدرات الشعب الفلسطيني. ليس كثيراً على قدرات الشعب الفلسطيني بناء شبكة من الصواريخ البسيطة المتعددة الأغراض. يكفي أن نقول أن الشعب الفلسطيني ودع آخر أمي عام 1970، أي قبل أكثر من نصف قرن. هذا حسب معلومات المنظمة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار التابعة للجامعة العربية. هذا طبعاً قبل أن تدخل جامعتنا العربية في غفوتها المديدة المروعة. لا توجد مقارنة بين نوعية وكمية تسلح الطرفين، المقارنة المنصفة تعقد بين شجاعة المقاتلين من الطرفين. شاهد العالم الفوارق في الشجاعة والإقدام، ولا يغيّر في الأمر شيئاً، إن إعترف المشاهد بهذا الواقع أو حاول إخفائه حسب المصالح.

كما إن الدارسين الفلسطينيين، من بين أفضل الدارسين العرب، وعلى الصعيد العالمي أيضاً، في المجالات التقنية وفي شؤون الثورة الرقمية وغيرهما. هذا التقدير تبرره أبحاثهم ودراساتهم المنشورة في أهم المنصات العلمية الراقية والمتقدمة. ليس أمراً مستغرباً، بأن يلعب هؤلاء المهندسون النشطاء دوراً حيوياً في تعطل الرقابة الإلكترونية للسياج الحديدي حول القطاع، وتعطيل مجساته الأكثر تطوراً على الصعيد العالمي. كما إن الفلسطينيين تعرفوا على مختلف الخبرات العالمية، حيث عمل المهندس والباحث والعالم الفلسطيني في أكثر دول العالم تقدماً، وفي مختلف المؤسسات الإنتاجية والأكاديمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى انت دكتور مع داعش وضد اخوتنا يهود العراق وكل ا
المتابع- ( 2023 / 10 / 11 - 17:08 )
البلدان العربيه الذين هجرتهم الرجعيات العربيه الى اسرائيل بالعبريه فلسطين بالعربيه-صدك د عبد الحميد مكنك مع داعش الفلسطيني حماس وجهاد ووصل بك العمى اللينيني الستاليني الى انك لاتفرق بين شعب اسرائيل وعصابات الارهتبيين


2 - مقال رائع تحياتي
حميد فكري ( 2023 / 10 / 11 - 20:45 )
مقال رائع ،يضع النقط على الحروف ،لعل العميان يبصرون .
الحرب ،كما يفهمها العقلاء لا كما يفهما البلداء ،ليست فقط أسلحة دمار ،سيما في عصرنا هذا . بل هي في جوهرها ، مثلما قال أحد رؤساء الموساد سابقا ،هي صراع عقول.
ولهذا ،يمكن القول إن الفلسطينيين ،قد بدؤوا فعلا ،في فهم معنى الحرب .
لقد تمكنوا من خداع الإستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ،بنهجهم أسلوب تقليدي بدائي على مستوى طرق وأساليب الإتصالات .هذا بحسب وصف الإسرائيليين أنفسهم . ولا عيب طالما الغاية هي مواجهة العدو ،وهو الذي يمتلك أرقى التكنولوجيات في هذا المجال.
لذلك ،يخطأ من ينسب هذا الإنجاز لإيران ،أو أي جهة آخرى ،ومع ذلك ،ما المانع من التحالف مع إيران أو غيرها ،إذا كانت الغاية هي تحرير الأرض والوطن .
لماذا تحالفت القوى العظمى في الحرب ع2 ، رغم اختلافاتها الجوهرية ،ضد النازية ،أليس بهدف دحرها وتحرير أوطانها ؟


3 - الذبابة الارهابية وفية لسيدتها الصهيونية الفاشية
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 12 - 14:10 )
الذبابة النازية الشمولية المأجورة في ت-1 وفيّة كل الوفاء لأولياء نعمتها الصهاينة مبيدي العرب، لذا تراها تفبرك لصق الجرائم المهولة للارهاب الصهيوني الشمولي بالأحرار الرافضين لهذا الارهاب ولضحياه المغدورين. الكيان الصهيوني الارهابي أسقط على أهالي غزة العزل المحاصرين من المتفجرات منذ خمسة ايام الى اليوم مايعادل قنبلتي هيروشيما وناغازاكي كي يغطي على جبنه وفشله الذريع أمام هبة أسود حماس الذين أسروا جنوده المدججين بآخر أنواع الأسلحة بتشريفهم بسوقهم من آذانهم أمام مرأى ومسمع العالم. لعل الأنفع للذبابة النازية الشمولية الداعشية تلك مرافقة الطائرات التي تدك الآن عن بعد يليق بالجبناء وحتى المستقبل المنظور - بهمجية تحسدها النازية على فضاعتها - أهالي غزة العزل المغدورين بأفتك أنواع القنابل والصواريخ التي عرفتها البشرية.


4 - الى الذبابة الارهابية الصهيونية دانيل سامي الفاشي
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 12 - 15:48 )
اليهود هم سكان الصحراء . سكان فلسطين الاصليين هم الكنعانيون . بدو الصحراء الهمج هؤلاء غزو ارض فلسطين وعاثوا فيها قتلا وارهابا مثلما يفعل الصهاينة منذ عام 1917 الى اليوم.
في سفر التثنية20:17 ، الرب الارهابي يأمر:
ولكن عليك أن تبيد تماما الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك
ويأمر سفر صموئيل 15: 3
فالآن اذهب واضرب العماليق ودمر كل ما له ولا تعف عنه. بل اقتل الرجل والمرأة والطفل والرضيع والبقر والغنم، الجمال والحمير.
في سفر يوشع 6:21
لقد ذبحوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف.
وليس لليهود البدو أنبياء، النبي ابراهيم وذريته عراقي باعترافهم.
صهاينة اليوم هم ورثة ارهابيي الأمس باعترافهم، لذا تجدهم يذبحون كل مافي غزة (من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير) بالقنابل التي زودهم بها الغرب عن بعد، تنفيذا لأوامر ربهم الدموي المبيد للشعوب.
عدد الذين تمت ابادتهم من العرب خدمة للصهيونية منذ عام 1917 الى اليوم يزيد عن ستين مليونا، كما تم
تهجير ضعف هذا العدد. والذبابة دانيل سامي شريكة في جرائمهم.

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي