الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا قداسة دينية للقدس

اسماعيل شاكر الرفاعي

2023 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قداسة دينية للقدس ، ولا لفلسطين

ازعم بقوّة : بأن الدين الذي ترفعه حكومة " نتنياهو " اليمينية شعاراً لها ، لا علاقة له بارض فلسطين ، بل لا اثر له على ارض الواقع الفلسطيني ابداً . لقد صرفت الحكومات التي  توالت على الحكم في اسرائيل : جهداً ومالاً طائلاً للعثور على " لُقية " اثرية تشير الى وجود قديم " للهيكل " في فلسطين دون جدوى ...

كان " الهيكل "هو الرمز الذي استولده حلم الانسان اليهودي بالعودة الى مكان كان قد فقده لمرات عديدة على يد الآشوريين والبابليين والرومان . بنى الملك داوود : السياسي ، وليس الحاخام او النبي  " الهيكل " ليحفظ به " تابوت العهد " الذي يضم الواح موسى او وصاياه العشر التي تناولها مباشرة من الرب " يهوه" : كما اخبرتنا احدى قصص التوراة . لكن الغريب ان دولة اليهود الحديثة على ضخامة امكانياتها وتطور علم الآثار لم يتم العثور على شيء ذي شأن بخصوص مصداقية الاحداث التي اوردتها قصص التوراة . هل كان السياسي اليهودي هو الذي  استولد مفهوم الهيكل لليهود  في المنفى ، وطالبهم بالتمسك لبه ، ليخلق لهم عصبية خاصة تشدهم كالبنيان المرصوص الى بعضهم ، وتحميهم من الذوبان والتلاشي في ثقافة بلدان  المنافي ؟ يصنع السياسي وليس الحاخام  : أمل العودة ، فيحول المئات او الآلاف الى : أتباع ، الى قوة . ومن ي

يصنع القوة في التاريخ السياسي وليس الحاخام او القس او الفقيه . لقد نجح السياسي اليهودي في صناعة قوة ثابتة في تأييدها له في المنفى : أهّلته لأن يمثلها امام : الشاه الفارسي ، كورش ، فاتح بابل وصاحب القوة العالمية الجديدة . فمنحه الشاه : الحرية في العودة الى فلسطين التي تضم الهيكل المقدس . لم يكن الدين هو صانع النصر اليهودي في العودة الى فلسطين بعد احتلال بابل من قبل الشاه كورش عام ٥٣٩ قبل الميلاد . صانع النصر هو السياسي الذي غذى لدى الجماعة المنفية حلم العودة الى ارض الهيكل . ومنحهم بذاك عصبية ثفافية شدتهم الى بعضهم وحمتهم من الذوبان في ثفافة المنافي . لقد ولد حلم العودة الى ارض الهيكل المقدس ، ارض الميعاد في المنفى قبل ان تحل بهم الهزيمة ويقودهم الملك البابلي أسرى الى بابل ...

كما وازعم بقوة بان شعارات حماس الدينية التي تروج لعلاقة مقدسة تربط ببن الاسلام وارض القدس :  وتفرض على المسلمين واجب الدفاع عنها ، ولزوم اعلان الجهاد لتحريرها اذا سقطت اسيرة الاحتلال .  هذه ثرثرة  مبنية على مغالطات تاريخية . ذلك ان مؤسس الديانة الاسلامية ، والتالي مؤسس القداسة والتقديس في ثقافة الاسلام : تحوّل عنها كقبلة للمسلمين بأمر من الله في الآية ١٤٤ من سورة البقرة ، وقد حدث هذا في السنة الثانية للهجرة . كما ان القرآن لم يحتف بالقدس ، ولم يرد لها ذكر ابدا في اي سورة . وكذلك لم يرد لها ذكر في الحديث النبوي في القرآن بها كثيراً ، فلم يذكرها الا ولم يحتف بها الريول في احاديثه النبوبة : مما يدل على انها لم تشكل محوراً من محاور القداسة في الاسلام ...

اشتهرت القدس واشتهر معها صلاح الدين الايوبي في الحروب الصليبية التي لم تكن ابداً حروباً مقدسة بل كانت حروب تجارة واستعمار ، ولم يكن صلاح الدين سوى متعصب سني وواحد من الطغاة الشرقيين الذي وجد في خيانة اسياده الفاطميين وتعذيبهم ، وذبحهم عن بكرة اببهم طريقاً الى التقوى ، ثم وجد في الحروب الصليببية طريقاً مفتوحاّ للتفرد بالسلطة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي