الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 19..

بنعيسى احسينات

2023 / 10 / 12
المجتمع المدني


مختلفات خاصة منها وعامة 19..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


إن العالم العربي الإسلامي اليوم وقبل أي وقت مضى، ليس في حاجة إلى إصلاح سياسي، ولا إلى مؤسسات مجتمع مدني. بل هو في حاجة أولا وقبل كل شيء، إلى إصلاح فكري وديني وثقافي. وإلى الاجتهاد في خلق الإبداع الفقهي المتجدد، لتفعيل ما عندنا من مؤسسات موجودة، لمسايرة الواقع المتطور، بكل إيمان ومسؤولية.

ما ليس موجودا في الماضي، لا حق له في الوجود في الحاضر والمستقبل. هذا منطق شيوخنا وفقهاؤنا اليوم. بمعنى أن عصر الأنوار وراءنا لا أمامنا. إنه تكريس لأخلاق السلف ولأفكارهم وسلوكياتهم. رغم أنهم يستعملون التكنولوجيا الحديثة، التي هي من إنتاج وصنع ما يطلقون عليهم الكفار. لذا كان يحكمنا الأموات لا الأحياء.

إن العمل الصالح، الذي بدونه لا يستقيم الإيمان بالله واليوم الآخر، ضمن الإسلام كدين واحد للعالم. هذا العمل الصالح، يقوم على تجنب المحرمات الأربعة عشر، التي اكتملت مع محمد (ص). والأوامر والنواهي العشرة، التي تنتهي بالأخلاق العامة. لكن ما يلاحظ عند جل المسلمين، هو التركيز على الشعائر، وإهمال العمل الصالح بجميع مكوناته.

إن رضا الله، ليس محصورا في جيل الصحابة، بل الله راض على كل من آمن به وقام بالعمل الصالح، مهما كانت ملته الدينية في كل زمان ومكان. لأن أساس الإسلام هو الإيمان بالله والعمل الصالح، الذي به تتحقق خيرية الإنسان. لأن الإيمان بالله يتجلى في محبة الإنسان لله ورغبته في التقرب إليه، والفوز برضاه.

إن الممارسات الدينية هي مسألة خاصة وشخصية، لأن العلاقة مع الله علاقة فردية مباشرة لا تحتاج إلى وسطاء من أي نوع كان. فالدين لا يملك أداة إكراه على الناس، مرجعيته الأساسية الضمير لا غير. فالإنسان حر ومخير في طاعته وعصيانه، فهو بعيد عن ممارسة الإكراه، ما دام لا يمس حرية الآخرين، ولا يعتدي على الغير.

وثنية الدين لا تختلف كثيرا، عن الوثنيات خارج الدين، القديمة منها والحديثة. اليوم هذه الوثنية أكثر انتشارا من غيرها في العالم الإسلامي. نجد من بينها بعض السلف وبعض الأئمة وبعض الفقهاء وغيرهم كثير، قد تحَولوا إلى أوثان وأصنام تُقدس وتُعبد أكثر من الخالق، حيث أصبح الناس يخشونهم أكثر من خشيتهم لله عز وجل.

إن الصراع بين المغرب والجزائر، من صنع نظام الجزائر منذ حرب الرمال. لقد انتهى الأمر إلى قطع العلاقة بين البلدين، برا وجوا وبحرا من جانب واحد. فكل ما يقوله نظام الجنرالات وأزلامهم في المغرب، كذب وافتراء لا غير. ذلك لإقناع الشعب بأن المغرب عدو لا يرقى إلى مستواهم. في حين المغرب لا يقول إلا الحقيقة والواقع.

في القرون الوسطى، يعمل رجال الكنيسة على تعيين الملوك. ومع تطور نظام الحكم، تقلص نفوذ الكنيسة. في حين في العالم العربي الإسلامي، تم إخضاع سلطة الدين للسلطة السياسية؛ إذ يجري تعين المفتي العام ورئيس العلماء وشيخ الإسلام، في معظم الدول العربية الإسلامية، لضمان الغطاء الشرعي لأنظمة الحكم فيها.

لقد ضيع المغرب، وقتا طويلا وكبيرا في تقليد المشارقة والأخذ منهم، باعتبارهم قدوة لا مناص منها. فكل ما يأتيه من المشرق والشرق مضر ومسيء، سواء كان ذلك علما أو فقها أو ثقافة أو فنا، أو أي كان حتى ولو كان مناخا. على سبيل المثال لا الحصر، موجة "الشركي"، التي تخنق الساكنة، بحرارة مفرطة صيفا.

إن المغاربة ينزعجون بكل احتقار وإنكار، من كل ما هو محلي أصيل، لأن "مطرب الحي لا يطرب". فكل ما هو أجنبي مرغوب فيه، سواء كان من الشرق أو الغرب. فهذا يعود إلى الشعور بالنقص والدونية، الذي تم بثه فيهم عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية. وقد ينطبق هذا على اللغة والثقافة والفن، وأيضا على الأشياء الاستهلاكية.

لا يمكن الحديث عن المواطن والمواطنة، في مجتمع الحداثة، إن لم يكن هناك عقد اجتماعي، بين الشعب والدولة بجميع مكوناته، الذي يضمن مجموعة من الحقوق الأساسية: حق المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وضمان الحقوق الاجتماعية؛ كالتعليم والصحة والعمل. وتحقيق الحقوق الثقافية والمشاركة فيها.

إن عملية التعليم والتربية تقوم على ثلاثة عناصر أساسية لا غنى عنها: المتعلم والعلم والمعلم. المهم في هذا الثلاثي هو طبيعة العلاقة بين هذه العناصر في تفاعلها ونتائجها، على مستوى المناهج، واختيارها الدقيق المسئول، وكيفية التدريس، التي يجب أن تكون فعالة، تجعل المتعلم مركزا في أي مستوى كان.

عندما يفقد أفراد أمة أو شعب، القيمة الإنسانية لديهم في بلدهم، مع احتلال عبر زمنين: عثماني لحوالي 4 قرون، ثم فرنسي لقرابة قرن التي لا زالت ونصف. فما ورثوه من هؤلاء، هي عقدة النقص بعدم الرضا عن الذات، تلازمهم إلى اليوم، محاولين النفخ في الأنا وتزوير الحقيقة، تعويضا عن هذا النقص، خصوصا مع الجيران.

يتطلع المواطنون، والهيئات المعنية بمكافحة الفساد، إلى تفعيل قضاياه أمام المحاكم المغربية، التي تعرف تأخيرا ملحوظا وتسويفا لا مبرر له، في التعامل مع ملفات مطروحة بإلحاح منذ سنين. إن فتح ورش محاربة الفساد عموما، وربط المسئولية بالمحاسبة، يجدد بناء الثقة بالسلطة والقضاء، ويعيد الأمل في بناء المستقبل.

على شعوب الدول المتجاورة، أن لا تساير سياسة أنظمة دولها، في علاقتها العدائية، المدعمة بالكراهية مع جيرانها. لأن شعوب الجوار، تحتاج دائما إلى بعضها البعض في حالات كثيرة؛ كحالة الكوارث الطبيعية الطارئة، أو الحروب الأهلية الداخلية المفتعلة وغيرها. لذا لا يمكن الاستغناء عن العلاقة الأخوية، وحسن الجوار بينها في الحاضر والمستقبل.

نظام الجزائر وسلوكه من نظام وسلوك فرنسا، لا يختلفان شكلا ومضمونا. فذلك الأصبع من تلك اليد، لأن نفس الدماء تقريبا، تسري في أغلبهما معا، منذ حوالي قرن ونصف. حتى الاستقلال المزعوم، يظهر أنه شكلي فقط، وأن المليون والنصف من الشهداء، لا يتقبله العقل السليم. ناهيك عن حقيقة الجماجم المودعة بمتاحف فرنسا، إلى يومنا هذا.

بحكم انتشار ثقافة الذكاء الاصطناعي بين الجميع، أصبح اليوم التلاميذ يتصيدون أخطاء أساتذتهم بكل سهولة. مما أدى وسيؤدي إلى فقدان الاحترام والتقدير والثقة بينهما، سواء في القسم أو خارجه. فكيف تريد من التلميذ بهذا، أن يرغب في المدرسة ويقبل عليها؟ إن المعرفة اليوم في المتناول، لكن لا أحد ينتبه إليها لتحصيلها.

إن مستوى التعليم في البلاد تراجع كثيرا، إلى درجة الانحطاط. لقد تحول بالنسبة للأستاذ، إلى البحث عن وظيفة بمرتب، من دون استعداد ومعرفة. أما التلميذ فهو ضحية بين سوء المناهج ومستوى المتدني للأستاذ ولامبالاة الآباء والأولياء. الكل اليوم منغمس في سلبيات عالم الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح قبلة وحيدة يتجه إليها كل الناس.

إن الحديث عن العقل العربي الإسلامي، يجعلنا نبحث عن تراثه وثقافته، في علاقته مع أصوله وكتابه القرآن الكريم. هذا الأمر يتمحور حول ما أنتجه من فكر، متسم بالتزمت والجمود والتخلف، الذي يدور في حلقة مفرغة، لا يمكن الخروج منه، حيث يضل سجين الماضي بتاريخه وشخصياته. هكذا يمكن الحديث عن جهل مقدس، الذي تحول إلى جهل مؤسس يستمر عبر الأجيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك