الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متظاهرون أم ارهابيون

طارق الحارس

2006 / 11 / 14
المجتمع المدني


لا ننكر ، مطلقا ، أن لصدام أنصارا ، لاسيما في المدن التي خرج بعضهم فيها متظاهرا ضد القرار الذي أصدرته المحكمة الجنائية العراقية والمتضمن اعدام الطاغية صدام ، وهو الأمر الذي يفسر لنا الهجمات الارهابية التي تحصل في هذه المناطق ، فضلا عن العاصمة بغداد فهؤلاء هم أزلامه الذين كان يستعملهم لقتل أبناء الشعب العراقي .
لهذا فنحن لم نستغرب أن يخرجوا هؤلاء في مظاهرة ضد قرار اعدام سيدهم مثلما لم نستغرب أن تخرج تصريحات ضد القرار من داخل قبة البرلمان فنحن على يقين تام بأن لصدام أنصارا في البرلمان العراقي ، لكن ذلك لا يعني أن العراق انقسم الى قسمين بعد هذا القرار ( قسم مؤيد للقرار وقسم رافض ) ، كما أشاعت بعض القنوات الفضائية العربية المعروفة بمواقفها العدائية ضد العراق الجديد مثل قناة الزوراء وصلاح الدين والجزيرة ، إذ أن نسبة المتظاهرين في المظاهرات التي خرجت في تكريت وديالى والموصل ضد القرارلا تقارن مطلقا مع نسبة الشعب العراقي التي كانت تنتظر صدور هذا القرار بلهفة كبيرة ، بل أنها تعتقد أن القرار تأخر كثيرا ، إذ أن هؤلاء فئة قليلة نبذهم الشعب العراقي بما فيهم أهل مدنهم ، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على قبة البرلمان العراقي فالأصوات النشاز التي نبحت بعد القرار لا تمثل الا نسبة قليلة جدا مقارنة بعدد أعضاء البرلمان .
من ضمن رسائلنا القصيرة التي كتبناها في مقالتنا السابقة حول القرار الذي أصدرته المحكمة الجنائية العراقية بحق المجرم صدام حسين خاطبنا المتظاهرين من العراقيين ضد القرار ، إذ نوهنا في هذه الرسالة على قضية استفادتهم من حرية التعبير التي كفلها الدستور العراقي لهم ولغيرهم بالرغم من أن تظاهرهم مع الظالم جاء ضد تطلعات الغالبية العظمى من أبناء العراق الذين فرحوا لصدور هذا القرار ، لكننا وبعد أن شاهدنا بعض اللقطات من هذه المظاهرات من خلال القنوات التلفازية المعروفة بعدائها للشعب العراقي وجدنا أن هؤلاء المتظاهرين قد تجاوزوا القانون والدستور من خلال حملهم السلاح أثناء المظاهرة ، فضلا عن تجاوزهم للقرار الذي أصدرته الحكومة العراقية بفرض حظر التجول في بغداد وصلاح الدين وديالى .
الدستور العراقي الجديد كفل حرية التعبير ومن ضمنها القيام بمظاهرات حتى ضد الحكومة ، لكن في الوقت نفسه فان قانون مكافحة الارهاب نص على محاكمة المحرضين على الارهاب ومساندة الارهابيين والقتلة وبما أن صدام يعد الارهابي الأكبر بالعراق فان مساندته من خلال هذه المظاهرات يعد مساندة صريحة للارهاب ولهذا السبب فان الحكومة العراقية قررت ايقاف بث قناتي الزوراء وصلاح الدين لمدة محددة لاثارتها قضية قرار اعدام صدام بطريقة تحريضية وعليها ، أي على الحكومة العراقية ملاحقة هؤلاء المتظاهرين قضائيا بتهمة التحريض على الارهاب فهم لم يكونوا الا حفنة من البعثيين ، الارهابيين ، والقتلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في