الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممارسات النكوصية وجلد الذات بين المعارضة والحكم

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 10 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جلد الذات والانتقام من السلطة هي مصطلحات تشير إلى سلوكيات واتجاهات نفسية تتعلق بالتفاعلات الاجتماعية والعواطف البشرية
جلد الذات هو سلوك يتمثل في تعريض الذات للعقاب أو الانتقام الذاتي بسبب إحساس بالذنب أو الفشل أو العجز. يشعر الشخص الذي يمارس جلد الذات بأنه يستحق العقاب ويقوم بتطبيقه على نفسه من خلال الاعتقاد بأنه غير قادر على تحقيق التوقعات أو المعايير المفروضة على نفسه اما مواساة او تأسيا,
يحدث جلد الذات نتيجة للضغوط الاجتماعية أو الثقافية التي يتعرض لها الفرد، وقد يكون مرتبطًا بانتقادات أو توقعات الآخرين. يمكن أن يؤدي جلد الذات إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والعاطفية للشخص، ويمكن أن يكون مؤشرًا على انخفاض تقدير الذات
ينشأ الانتقام من السلطة الغاشمة غالبًا عندما يشعر الفرد بالظلم أو الإذلال أو فقدان السيطرة، ويستخدم السلوك القوي أو المسيطر لاستعادة السيطرة أو تفريغ الغضب أو الإحباط. ويكون الانتقام من السلطة الغاشمة تأثير سلبي على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، ويمكن أن يزيد من حدة التوتر والصراع
بناءة على هذه المعطيات يلجا البعض إلى أساليب نكوصيه ومنها جلد الذات طقوسيا في مناسبات محددة عرفا,
في فترات الظلم والذلة التي تمر بها الشعوب قد تؤدي إلى تبني ممارسات نكوصيه أو طقوسية كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية والعجز. يمكن أن تكون لهذه الممارسات بعض الفوائد المؤقتة والنفسية، ولكنها عادة ما تكون غير فعالة وغير مفيدة على المدى البعيد في بناء الإنسان وتحقيق التغيير الإيجابي
من الناحية النفسية، قد يجد الأفراد الراحة المؤقتة في الطقوس والممارسات النكوصية لأنها تعطيهم شعورًا بالتحكم والتأثير على الظروف المحيطة بهم. قد تساعد هذه الممارسات أيضًا في تقوية الانتماء الاجتماعي وتوحيد المجتمعات في مواجهة المصاعب
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه الممارسات لا تعالج الأسباب الجذرية للظلم والذلة، ولا تساهم في تحقيق التغيير الإيجابي على المستوى الاجتماعي والسياسي. بدلاً من ذلك، قد تؤدي هذه الممارسات إلى تثبيط النقد البناء والتحرك المجتمعي الفعال للتغيير.

بالتالي، يمكن اعتبار الممارسات النكوصية الطقوسية كوسيلة مؤقتة للتعامل مع المشاعر السلبية، ولكنها ليست السبيل الأمثل لبناء الإنسان وتحقيق التغيير الإيجابي على المدى البعيد وهذه الممارسات التي لا يمكن أن تعزز الوعي والتحرك الاجتماعي والسياسي.
هناك العديد من الممارسات التي يمكن أن تعزز الوعي والتحرك الاجتماعي والسياسي. وفيما يلي بعض الأمثلة على تلك الممارسات:
التعليم والتثقيف .
المشاركة المجتمعية..
الحملات والنشاطات الاجتماعية..
إذا استمرت هذه الممارسات النكوصية وطقوس جلد الذات حتى بعد حدوث التغيير وتبوء كرسي السلطة، فإن ذلك قد يكون ضارًا وغير مفيد على المدى البعيد. على الرغم من أن هذه الممارسات كانت ضرورية في فترات الظلم والذلة، إلا أنها يجب أن تتغير وتتطور مع تغير الظروف وتحقيق التغيير الإيجابي
استمرار هذه الممارسات بعد التغيير وتبوء كرسي السلطة قد يؤدي إلى توكيد حالة الضحية والتعايش مع الأذى السابق، بدلاً من التحرك نحو بناء مستقبل أفضل. وتؤدي الى ان يفتقر الناس القدرة على التكيف والتغيير بصورة فعالة، وذلك قد يؤثر سلبًا على تقدم المجتمع وتحقيق التطور الشامل.
من الضروري تشجيع التحول من الممارسات النكوصية إلى ممارسات تعزز العدالة والتنمية المستدامة. اوالنقد البناء، وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة.
باختصار، لا يجب أن تستمر الممارسات النكوصية وطقوس جلد الذات بعد حدوث التغيير. يجب السعي إلى تطوير ممارسات جديدة ومؤسسات قوية تعزز العدالة والتنمية المستدامة وتسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمع ,ولابد ان
لممارسة التدين الشكلي دور كبير في تشجيع استمرار هذه الممارسات دون تجسيد الحقيقي في القيم والأخلاق والتصرفات، والتدين الشكلي يلعب دورًا في استمرار وتعميق الممارسات النكوصية والتقاليد الضارة. من الجدير بالذكر أن هذا الأمر ليس محصورًا على التدين فقط، بل يمكن أن يكون متواجدًا في أي نظام فكري أو ثقافة انتهازية
عندما يكون التدين مقتصرًا على الشكل الخارجي دون أن ينطوي على تحول داخلي حقيقي، فإنه قد يؤدي إلى عدم التحكم في الممارسات الخاطئة أو الضارة التي يتم تبريرها بواسطة الدين. يمكن أن يستخدم الدين بشكل خاطئ لتبرير التمييز والظلم والقمع، وقد يتم استغلاله للحفاظ على هيمنة السلطة والمحافظة على النظام القائم
وهذا يعتمد على كيفية تفسير وتطبيق المبادئ الدينية. إذا تم تفسير الدين بصورة متزنة وتطبيقه بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يكون له دور بناء في تعزيز العدالة والمساواة والتغيير الاجتماعي الإيجابي. ومع ذلك، إذا تم استغلال الدين أو تفسيره بصورة مغلوطة للمحافظة على الأوضاع القائمة للظلم والتمييز، فإنه يمكن أن يؤدي إلى استمرار الممارسات السلبية وتعميقها ,رغم ان ممارسة التدين الشكلي تعود على متبنيها بالفائدة في تسلق سلم السلطة وقد يحرز نجاحا مياشرا في ظل الاوضاع المضطربة وانظمة الفساد, لا ان التاريخ لا يرحم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور