الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتجنب الخطر الأكبر

منى نوال حلمى

2023 / 10 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


----------------------------------
على يقين أنا ، أننى أبعد ما يكون عن الشخصية الارهابية . فأنا عندى المناعة الكبرى التى تمنعنى من الانضمام الى جيوش الارهاب ، بمختلف أنواعها .
أنا على يقين ، أننى لن أمسك بأى سلاح لتخويف أو تهديد اآخرون . فكل الدوافع الارهابية لا تجد داخلى طعامها وشرابها ومسكنها .
وأعلم تماما اننى أعيش فى عالم ، تُضخ فيه الدماء الارهابية ، كما تُضخ الماء فى عروق الظمأ . عالم يحب رؤية الرؤؤس المقطوعة ، والرقاب المذبوحة ، عن رؤية الحدائق والبحور . عالم يطربه انين الموجوعين ، واستغاثة
الخئفين ، وآهات المتألمين .
عالم يتفاخر فيه البعض بقدرته ، على تجويع وحصار الناس الآمنين . يمزق ملابسهم ، كما يمزق الأوراق القديمة ،
وهم بلا سلاح يضمن لهم ، ولو حتى الاختباء تحت سقف آمن .
البعض يسمى القتل والذبح والاغتصاب والتشريد والتهديد ، رجولة وكرامة وشرف . هل نسمى الصياد المفخخ بالسلاح وهو يصطاد طائرا ضعيفا ، لا يملك شيئا للدفاع عن نفسه ، انسانا ماهرا بارعا ، يتقن الرماية ، ويجيد اصابة الهدف ؟؟.
ان كل هذه الأنواع وغيرها ، من الشرور الدموية ، ناتجة عن أصل واحد ، وهو " كراهية الانسان لنفسه " ، و " عدم ايجاده لهدف يعيش من أجله ".
القاسم المشترك بين كل أصحاب الارهاب والشرور ن أنهم " بلا هدف للحياة " ، كل ما لديهم هو " أهداف للموت ".
منْ يحب نفسه ، ولديه دوافع للحياة وانتظار الغد الأفضل ، يستحيل أن يصبح شريرا وارهابيا .
ولهذا السبب ، أنا بعيدة كل البعد عن المكون الأصلى للارهاب والشر . فأنا أحب نفسى كثيرا جدا ، وبالتالى احب الحياة . هذا كل ما أمتلكه ، وهو ثروة كبرى أزهو بها .
أحب نفسى ، أثق فى قدراتها ، أؤمن بها .
حب النفس ، ليس فقط ، فضيلة كبرى . بل هو أيضا ، الذى يجعل الفضائل الأخرى ممكنة .
كل أنواع الحب الأخرى ، هى امتداد ، لحب النفس . اذا لم أحب نفسى ، فكيف أحب الآخر ؟؟ .
اذا لم أتواصل مع ذاتى ، فكيف أتواصل ، مع الآخر ؟ . وهذا كلام منطقى . فكيف للانسان ، الذى يكره نفسه ، التى هى أقرب الأشياء اليه ،
ان العجز عن حب أنفسنا ، هو " اعاقة " ، حقيقية ، رئيسية ، تمنع التفاعل الايجابى ، الصحى ، السوى ، مع الحياة ومع البشر .
واننى مقتنعة جدا ، بأن الشرور ، التى أصابت البشرية ، على مدى تاريخها ، كانت على أيدى ناس عجزوا عن حب أنفسهم . وهذا العجز مؤلم .
و العجز تامزمن هذا ، يحتاج باستمرار الى مسكنات ، للتخفيف عنه .
هذه المسكنات ، تتباين فى أشكالها ، ودرجاتها . بدءا ب ميول التعصب ، والعنصرية ، والتسلط ، والعنف ، والاستغلال ، والتدمير ، والتخريب ، والحروب ، والارهاب .
هذه هى " الروشتة " ، التى تتستر على " الرذيلة " الكبرى ، - كراهية النفس - .
" كراهية النفس ".
والعكس صحيح . كل أنواع " الخير " ، الذى حققته البشرية ، كان بسبب ، نساء ، ورجال ، يفتخرون
بذواتهم ، و أحبوا أنفسهم ، واجتهدوا ، لمد هذا الحب ، الى اكتشافات ، وانجازات ، تعود على الناس ، بالفائدة ، والسعادة .
داخل كل انسان ، " ذات " متفردة ، كبصمة الاصبع . هذه الذات ، هى " الأصل " .. هى
" الطاقة " .. هى " البصيرة " ... هى " الالهام " .... هى " سرنا " ... هى " قوتنا " ... هى " شفاؤنا "
هى " البدء " .. هى " المنتهى " .
حب النفس ، اذن ، هو أداة " ثورية " ، تمدنا ، بالعطاء الخير ، والتفاؤل ، الناضج .
لنبتعد عن كل الذين يكرهون أنفسهم ، لأنهم الخطر الأكبر علينا وعلى الحياة .
لا عجب أن كل الارهابيين ، قديما وحديثا ، يستسهلون الموت ، وتفجير أنفسهم ، فلاشئ يعنى لهم شيئا . فقد عجزوا عن البداية السليمة لكل أشكال الحب ، والتعايش ، والتعاون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د