الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( حماس من تانى / المظاهرات المؤيدة لحماس )

أحمد صبحى منصور

2023 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
سلام علیکم یا دکتر صبحی منصور انا لا ارید ادخل فی المسائل السیاسي ولکن الیوم المحامین الاسرائیل یقولون : حماس یرتکب جرائم الحرب ویقتلون المدنئین والاطفال والنساء معتمدا ومن جانب اخري محامین فلسطین یقولون :الاسرائیل تريد ذبح شعب غزة وفي غزة هناك خطر ذبح الناس وتقول إسرائيل ومؤيدوها إن حماس منظمة إرهابية ويجب نزع سلاحها ويقول أنصار فلسطين أن إسرائيل سوف تذبح غزة . انا اعتقد مصر تستطيع الحصول على غزة . وهو على حق لأن الحرب يمكن أن تجلب العديد من النازحين إلى مصر. وتقول إسرائيل إن حماس إرهابية وأن سيطرة حماس على غزة تشكل خطراً عليها، لكن عندما تسقط غزة في أيدي مصر ولأن مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، فإن ذلك لم يعد يشكل خطراً جدياً على إسرائيل.
وإذا كان العرب قلقين بشأن المذبحة التي يتعرض لها سكان غزة، فيمكنهم أن يرحبوا بسيطرة مصر على غزة . ما هو رأيك؟ هل تتفق مع سيطرة الجيش المصري على غزة؟
هل يستطيع الجيش المصري السيطرة على قطاع غزة وهل يستطيع نزع سلاح حماس؟ هل تستطيع الدول العربية الضغط على حماس لنزع سلاحها وتسليم السيطرة على غزة إلى مصر؟ أليس الأمر الأكثر منطقية أن تسيطر مصر على قطاع غزة؟
ما هی رائیکم؟
الجواب :
1 ـ قضية قتل المدنيين جريمة كبرى تشترك فيها حماس واسرائيل . ولكن وجهة نظرى أن حماس هى الأكثر جُرما . فهى تتسبّب عمدا فى قتل أهل غزة بأن إختارت الحرب تجعل هدفها الهجوم على إسرائيل ، بينما يمكنها أن تعيش بسلام فى دويلة ذات حكم ذاتى وتعمل فى تنمية القطاع ورفاهية أهله . لم تبدأ إسرائيل بالهجوم على غزة . حماس هى التى بدأت فقد جعلت مهمتها الوحيدة هى ( تحرير فلسطين من إسرائيل )، وقامت اسرائيل برد قاس ، ولكن تحاول تفادى قتل السكان ، دون جدوى . النتيجة قتل أطفال فى غزة ، وقتل مدنيين فى اسرائيل .
2 ـ كانت غزة تحت السيطرة المصرية بقيام إسرائيل ، وقتها كانت سوقا مفتوحة ، ويعيش أهلها فى رخاء ، ومنها تأتى البضائع الى مصر ، وكان فى القاهرة والمدن المصرية الكبرى ما يعرف بسوق غزة يمتلىء بالبضائع المستوردة الرخيصة.
3 ـ عن سيناء أقول شاهدا :
زرت العريش بعد رجوع سيناء لمصر . وكان أهلها متضررين من عودتهم لمصر يتحسرون على حكم اسرائيل . ويقولون فى المقارنة بين حكم اسرائيل وحكم العسكر المصرى :( .. ولما جاء المصريون ) يتعتبرونهم غرباء . وقال لى أحدهم : طالما لا تحمل السلاح ولا ترفعه فى وجوههم فأنت فى حمايتهم ورعايتهم . يعنى اسرائيل . وقال انهم أعطوهم بطاقات هوية بمجرد تصويرهم وكتابة بياناتهم ، وعاشوا فى رخاء وأمن معهم. جاء المصريون بالمخابرات وأمن الدولة وقفل الحدود بين قطاع غزة وسيناء فأوقعوا بهم الخوف وأضاعوا التجارة . وصادف أن رأيت شخصا آتيا من من قطاع غزة يحمل بضائع مهربة ، وقد إلتفوا حوله . ثم فى رحلة تالية زرت وسط سيناء وجنوبها ، رأيت طرق الأسفلت فى شمال سيناء ووسطها حتى دير سانت كاترين ثم حتى شرم الشيخ وراس محمد فى الجنوب ، ورأيت مدينة سكنية تحت الأرض فى شرم الشيخ ، وقد تم تدمير معظم هذا بعودة الجيش المصرى لسيناء ، كان الجنود يسرقون الأدوات المنزلية ويحرقون الأبواب للاستدفاء .! وحكى لى صديقى ( الراحل ) د .ياسين مراد إنهم جاءوا فى رحلة لسيناء أيام عبد الناصر، والرحلة تتبع قسم الجغرافيا فى كلية آداب القاهرة ، بعد جهد جهيد من الحصول على التصاريح . وقد عانوا الأمرّين من عدم وجود طرق أسفلتية فى سيناء.
4 ـ بهزيمة 1967 استولت اسرائيل على سيناء وغزة والضفة العربية والقدس . فيما بعد تم الاتفاق على حكم ذاتى للفسلطينيين فى الضفة وقطاع غزة ، وجرت إنتخابات تحت إشراف دولى فى الضفة والقطاع ، ثم إستولت حماس غدرا على غزة لتجعل هدفها حرب اسرائيل .
الآن حماس اصبحت طرفا فى صراع إقليمى، بل قد يتحول الى إستقطاب دولى بتدخل روسيا . ايران يمتد ذراعها من العراق الى سوريا الى لبنان الى حماس ، وروسيا الناقمة على أمريكا والناتو تؤيد حماس ، وروسيا تسيطر على سوريا . وأمريكا بادرت بارسال اسطولها فى المنطقة تأييدا لاسرائيل ، ليس ضد حماس فقط بل ضد ايران وتدخل روسى محتمل . صراع اقليمى ودولى ضحاياه أبناء غزة ، والسبب حماس .
5 ـ فى صفقة القرن كان مطروحا تصفية القضية الفلسطينية بإعادة ترسيم المنطقة التى تم ترسيمها ياتفاقية سايكس بيكو . وأن يكون هذا الترسيم لصالح اسرائيل ، بأن يتم توطين أهل غزة فى سيناء . وجىء بالسيسى لتحقيق هذا الحلم . وقام السيسى بكل ما فى وسعه ، ولكن مع تحول الصراع الى مواجهات اقليمية فلم يعد سهلا تحقيق هذا الحلم .
6 ـ ولنتذكر أن مفاعل ديمونة النووى ليس بعيدا عن متناول حماس ، بل ليس بعيدا عن صواريخ الحوثيين الذين يتشوقون لحرب إسرائيل ، فماذا عن شيعة العراق ولبنان وسوريا . لو فجّروا مفاعل ديمونة النووى لانتهت إسرائيل وحماس وغيرهما . حماس مثل طفل طائش يلعب بالنار فى حقل ألغام . اللهم رحمتك بالمستضعفين فى الأرض ولعنتك على أكابر المجرمين .
أخيرا :
1 ـ يعيش خالد مشعل واسماعيل هنية فى قطر آمنين مطمئنين ، يجاهدون بالخطب والتصريحات العنترية الرنّانة ، بينما تنهال القنابل على أطفال غزة وهم بلا كهرباء ولا ماء ولا غذاء ولا دواء .
2 ـ كم تبلغ ثروة خالد مشعل واسماعيل هنية ؟
السؤال الثانى :
لماذا لا تعلّق على المظاهرات التى خرجت تناصر حماس ، خصوصا الحشد الشعبى فى العراق ؟ أليس هذا دليل حيوية ؟
إجابة السؤال الثانى :
لا شك إنها دليل حيوية ، خصوصا فى العواصم والمدن الغربية ، وعلى الأخص التى يقوم بها غير العرب فى الغرب. ولكن مع كل التقدير والعرفان والإعجاب نقول :
1 ـ ليس مهما المظاهرات التى يرضى عنها المستبد أو يقوم بترتيبها .
الأهم هى المظاهرات التى تعارض الحاكم إذا ظلم ، حتى لو كان المظلوم عدوا للدولة . مثل المظاهرات الاسرائيلية التى قامت ضد شارون بعد مجزرة صابرا وشاتيلا فى 16 سبتمبر 1982 ، والتى جعلت إسرائيل تؤلف لجنة تحقيق فى أول نوفمبر عام 1982 ، والتى أثبتت مسئولية شارون وجعلته يستقيل من منصبه وزيرا للدفاع . كما نتذكر أن فنانا إسرائيليا هو آرى فولمان كتب وأخرج فيلم كرتون وثائقيا عام 2008 عن المذبحة ، يدين فيه دولته إسرائيل . ولنا كل الحق فى ان نتساءل : هل قامت مظاهرات فى أى بلد عربى ضد المذابح التى يرتكبها المستبد العربى فى بلده ضد المواطنين العّزّل ؟ والحشد الشعبى فى العراق الذى تظاهر نُصرة لغزة ، ماذا يفعل بالعراقيين السُنّة ؟ وما موقفه من مذابح السنيين السنة فى سوريا على يد بشّار الأسد ؟ وماذا عن موقف الجماهير من مذابح السودان التى يقوم بها الحكام من نصف قرن ؟ وعن مذابح القذافى ومن أتى بعده ؟ ثم مذابح العسكر فى مصر أثناء الثورة الشعبية على حكم مبارك وما بعدها ؟ ومذابح السيسى للمصريين فى رابعة والنهضة وسيناء والقتل الصامت والتعذيب فى السجون ؟ لا مظاهرات .. بل سكوت وصمت وخضوع وخنوع .!
2 ـ فى نكبة فلسطين عام 1948 ثارت فى القاهرة مظاهرة عارمة ، وخطب فيها زعماء الأمة ينددون ويشجبون . آخر الخطباء أخرج مسدسه وأطلق رصاصة فى الهواء معلنا أنه بهذا سيحرر فلسطين . إلتهبت الجماهير صراخا وتهليلا وتكبيرا .. ثم رجعوا لبيوتهم مستريحين .. فقد تحررت فلسطين . المُراد أن مظاهرات العرب هى تفريغ للانفعالات ، مثل حفلات الزار التى تُقام للنساء للتنفيس عن رغباتهن المكبوتة . وتعود الأمور الى المعتاد . فقد تم تقيؤ شحنة الغضب والانفعال ..
3 ـ المحمديون يعيشون فى مستنقع لا يبغون عنه حولا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa


.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم




.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك