الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله والعباد

يوسف يوسف

2023 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


* هناك بشر لله يتعبدون ، وهناك أخرين عن الله مبتعدون - ومنهم اللاأدرية والربوبية والملحدين واللاكتراثية .. ، وهناك من يتبعون أنبياءا ورسلا ، وهناك من يتبعون تعاليم بوذا و كونفوشيوس وأخرين .. ، وهناك من يقدسون كتبا معينة ، كالتوراة والأنجيل والقرآن و .. ، وهناك من يقدسون ما نصه ونهجه فلاسفة ومعلمين في مدرسة فلسفة الحياة .

* مما سبق يمكن أن نؤسس ، على أن كل مجتمع يتبع سيرة وأحاديث الأنبياء والرسل الذين يؤمنون بهم ، وكذلك ينهج من نصوص الكتب المقدسة التي بين أيديهم ، هكذا تجري سبل الحياة في المجتمعات عامة ، وفق معتقداتهم وأيمانهم . ولأجله نرى مجتمعات مغلقة ، لا يمكنها أن تعترف بالأخر ، ونرى مجتمعات أخرى تقبل الأخر ، وتتعايش معه.

* ولا بد لنا في هذا المقام أن نستعرض بعضا من النصوص التي تتبعها هذه المجاميع من البشر ، كل حسب معتقده . فمثلا : من التوراة ( وَبَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ مُوسَى وَهَرُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ : هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ : أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَحْتَفِلَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ / سفر ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ 5 :1 ) . ومن الأنجيل ، قال المسيح ( " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ ./ أنجيل يوحنا " ) . ومن أقوال بوذا ( لا توقف الكراهية الكراهية ، بل يوقفها الحب فقط ، هذه هي القاعدة الخالدة ) . أما كونفوشيوس ، فيقول ( قبل أن تبدأ في رحلة انتقام احفر قبرين أولًا ) . ومن القرآن أنقل التالي ( فإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا المشركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم / سورة التوبة:5 ) ، ومن أحاديث محمد ، أورد التالي ( منقول من موقع أبن باز - وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) .

* لو أجرينا أستقراءا سريعا للنصوص والأقوال السابقة / الواردة في أعلاه ، سنلاحظ بالعموم ، أنها تصب على التوجيه و التبليغ والأحتفال والمحبة ونبذ الكراهية والأبتعاد عن الأنتقام .. أما حقبة محمد ، فالثقافة الأجتماعية الحياتية ، تناقض كل ما سبق ، لأنها تنتقل من المحبة والتسامح و .. الى : القتل والأنتقام والتوعد وألغاء الأخر ، لأنها ثقافة سيف .

* أن الله / وفق رأي الشخصي ، لا يريد عبادا يقتلون ويذبحون الأخرين حتى يتحولوا لمسلمين .. و يعترفوا بمحمد ، ويقيموا الصلاة ، ويدفعوا الزكاة ! .. أن الله لايريد صلاة مغموسة بالدم ، كما أن التحول من معتقد لمعتقد أخر ، لا يأتي بالسيف ، أنما يأتي بالأيمان .

* المسلمين الذين ، شغلوا الدنيا بمعتقدهم ، ويذكرون بكل قدسية فترة الدعوة المحمدية ، وبأنهم يرومون الى عودة الخلافة الأسلامية ، ويدعون العالم للتحول للأسلام ، والجهاد في سبيل ذلك الأمر .. لنطلع على رأي د . علي الوردي / في هذا الجزئية ( قد يعتقد المسلمون اليوم أنّهم لو كانوا يعيشون في زمان الدعوة لدخلوا فيها حالما يسمعون بها . ولست أرى مغالطة أسخف من هذه المغالطة . يجب على المسلمين اليوم أن يحمدوا ربهم ألف مرة لأنّه لم يخلقهم في تلك الفترة العصيبة . ولو أنّ الله خلقهم حينذاك لكانوا من طراز أبي جهل أو أبي سفيان أو أبي لهب أو لكانوا من أتباعهم على أقل تقدير ، ولرموا صاحب الدعوة بالحجارة وضحكوا عليه واستهزأوا بقرآنه ومعراجه. / من كتاب مهزلة العقل البشري ) .

أضاءة :
1 . من أعتقد أن التحول للأسلام هو أرضاءا لله ، وتطبيقا للنص القرآني ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران )! ، بذات الوقت ، الذي يؤمن بأن محمدا هو خاتم المرسلين ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / 40 سورة الأحزاب ) .. يجب أن يسأل نفسه لم أرسل الله أنبياءا ورسلا قبل محمد ، أما كان حريا برب العزة أن يبعث محمدا قبل موسى ويوحنا والمسيح / وليس من حاجة لأي رسول من بعده ! - و دون أي لزوم لأنزال الآيتين أعلاه .. ومن جانب أخر ، تنص الآية التالية على حرية العقيدة ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ.. / 256 سورة البقرة ) !! . فكيف يكون الدين عند الله هو الأسلام ، وهناك آية تنص على " لا أكراه في الدين " ! .
2 . خلاصة الأمر : ليس من المنطق أن يكون الله قد أنزل نصوصا تقاطع أحداها الأخر / هذا في حالة كون القرآن ألهي ! . أما المشكلة الأعظم ، فهي تتعلق بالعبد / المسلم ، فأي النصوص يجب عليه أن يعتمد ، وأيهما لزاما عليه أن يهمل ! .. هذه كلها تساؤلات تحتاج لأجابة ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah