الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختلفات خاصة منها وعامة 21.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 10 / 19
المجتمع المدني


مختلفات خاصة منها وعامة 21..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إذا أراد النظام الملكي المغربي، أن يغيض الجيران وفرنسا والأعداء أين ما كانوا، عليه أن يقوم بتقوية الجبهة الداخلية؛ اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وذلك بمحاربة الفساد بأنواعه، والقضاء على الريع، وتفعيل ربط المسئولية بالمحاسبة، وتحقيق الانفراج السياسي، بإطلاق سراح كل المعتقلين شبه السياسيين؛ الصحفيين منهم وغيرهم.

على سكان المغرب أن لا يخجلوا من أصولهم الخالصة كمغاربة، من حيث التاريخ والتراث والثقافة. لقد شوه المشارقة سابقا، والاستعمار لاحقا، ذاكرتهم عبر التاريخ، وجعلوا منهم تابعين وخاضعين لهما لأمد طويل، حيث أنسوهم حقيقة وجودهم الحقيقي. عليهم إعادة النظر في هويتهم، وإحياء تاريخهم المجيد، بكل أنفة وفخر واعتزاز.

بدأ الفقه بالانفتاح وانتهى إلى الانغلاق والعودة إلى الذات، عندما عجز على التطور وانسداد الأفق في عصر الانحطاط وبعده. من ثم بدأ التكرار والاجترار، وكتابة الحواشي والشروحات المملة. وانتهى الاجتهاد والتفكير الحر المستقل، وتحول الموردين والأتباع إلى فقهاء وشيوخ وعلماء، حيث أصبح المحدثون الوعاظ مجتهدين وأصحاب فتاوى.

هل صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله؟ فمن يكون البخاري؟ ومتى جاء؟ وكيف أصبح محدثا؟ إنه مجرد بشر؛ ظهر في العصر العباسي، حوالي قرنين من موت الرسول (ص). اشتغل بالحديث حفظا وجمعا، لأكثر من 600 ألف حديث في 16 سنة. استخرج منه قرابة ثمانية آلاف؛ فيه ما هو موضوع وضعيف وصحيح. ألا يحق النقد لهذا العمل؟


لقد كان زلزال منطقة "الحوز" وما جاورها، الموت الرحيم لجل ساكنة الجبال، وليس غضب من الله. لقد تم تجاهلهم منذ زمان، إذ تُرِكوا لمصيرهم، من حيث التهميش والتخلي والنسيان. لقد كانت حياتهم خارج ظروف الحياة ذاتها، لكونهم مرغمين على العيش رغم أنف الحياة. إذ تكاد ظروفهم أن تكون أقل بكثير من ماشيتهم، من حيث الاهتمام والعناية.

نداء واقتراح مستعجلان:
على السلطات في المغرب، خلق مخيمات مؤقتة، مجهزة بكل المرافق الضرورية، في المدن الغير بعيدة عن مراكش، لفائدة ضحايا الزلزال الناجين منهم: للحفاظ على سلامتهم وأمنهم، لتقريب توزيع المساعدات لهم وضبط حاجياتهم الضرورية، لتمدرس أبنائهم ولو مؤقتا، لعلاج جرحاهم ومرضاهم والعناية بهم.

إن معدن المغاربة، يظهر في الأفراح والأحزان الوطنيين. فمن أفراح "المونديال 22"، إلى حزن زلزال الحوز ونواحيه 23، يتجلى هذا المعدن الصافي في التضامن والتآزر والتلاحم، وفي التضحية ونكران الذات، وفي المحبة الخالصة والوطنية الصادقة. تلك خصال راقية حميدة، لا نجدها إلا في أمة، يمتد تاريخها لأكثر من إثنى عشرة قرنا.

يتحدث الناس اليوم، عن عزوف مدرسي للتلاميذ. فكيف حصل هذا؟ طبعا مع: موت التعليم العمومي وانتعاش التعليم الخصوصي، وسوء تدبيرهما معا. تراجع المستوى لدى الأستاذ والتلميذ، وانسحاب الآباء والأمهات من أدوارهم التربوية. انتشار مهول، للانحراف مع الهواتف الذكية. كل هذا وغيره، ساهم في هذا العزوف. فاقد الشيء لا يعطيه.

إن رفض المساعدات، من فرنسا والجزائر، فيما يتعلق بكارثة زلزال المغرب، تعني أن المغاربة ملكا وشعبا، لا يحتاجون إلى أي مساعدة كانت، تم تسييسها من أنظمة، تكره المغرب وتسعى لتشويه صورة البلاد والعباد، ومحاولة عرقلة وطمس كل المجهودات المبذولة؛ من تضامن المغاربة جميعهم وتلاحمهم، الذي قل نظيرها في العالم.

إن فرنسا هي الجزائر، في توسعها في شمال إفريقيا وامتدادها، والجزائر هي فرنسا، في ثقافتها وهويتها "الأوروإفريقية". فما محل الاستقلال ومليون ونصف مليون شهيد من الإعراب؟ إذا لم يكن له أثر مباشر وحقيقي في الملموس؟ ففرنسا مركز ومحيط؛ مركزها فرنسا الأوروبية، ومحيطها فرنسا الإفريقية، أي الجزائر المصطنعة على المقاس.

إن الصمت المطبق، أمام ما حدث في كارثة الزلزال في المغرب، عند أفراد الحكومة والطبقة السياسية بكل مكوناتها؛ أحزاب، برلمان وغيرها، ثم أرباب المال والأعمال والأغنياء والأعيان، يُبَينُ جليا أن هؤلاء جميعا، لا علاقة لهم بالوطن والمواطنة. إنهم أجانب، أو قل هم فوق هذا وذاك. يبحثون عن تحقيق مصالحهم الخاصة، ويتنكرون للملة والوطن.

من فاجعة الزلزال بشهدائه ودماره للمساكن في أعالي الجبال، إلى موجة البرد والأمطار والثلوج القادمة. فالباقون على قيد الحياة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، جلهم يسكن بيوتا من البلاستيك أو خياما عادية، بدون تجهيزات ضرورية، لا تمكن من مقاومة قسوة الطبيعة. فما العمل يا أهل العقد والحل، والموت يتربص بالأطفال والمسنين؟

من التضامن الحاصل في ملحمة المسيرة الخضراء، لاسترجاع الصحراء المغربية، إلى التضامن من أجل إغاثة ضحايا أكبر زلزال في المغرب، بحماس أكبر هذه المرة. لقد هب المغاربة جميعا، من كل مناطق البلاد، لمساعدة إخوانهم في الجبال الصعبة المعقدة. إلا أن رحمة الله كانت حاضرة، بتفجير عيون وشلالات، في بؤر الزلزال.

إن جبر الضرر لساكنة الجبال إثر الزلزال الذي ضرب مناطق محددة، يدعو إلى التفكير في التنمية الجبلية عموما. هذا الأمر سيجعل حدا للتمييز الذي مكث طويلا، بين المغرب النافع والغير النافع، إن عُممتْ على الجبال والعالم القروي. نتمنى أن يكون هذا الزلزال نهاية لهذا التمييز المدمر، وتشمل التنمية المغرب كله بجباله وقراه ومدنه.

إن ممارسي السياسة في المغرب، لم يعد لهم دور في البلاد. ما يقوم به السياسي، هو القيام بأدوار متحكم فيها عن بعد. يخضع للتعليمات لا لتطبيق القانون. هكذا ظهر رهط من السياسيين الانتهازيين، لا شُغْل لهم إلا خدمة رجال السلطة وكبار القوم، وخدمة مصالحهم الخاصة. أما المصلحة العامة، فقد أصبحت من الكماليات.

ما يهدد البلاد هو الريع والفساد، وما يترتب عنهما. فهما معا أصل كل المصائب، وكل واحد منهما يؤدي إلى الآخر. فالقضاء عليهما، يحتاج إلى قرار سياسي شجاع ، وموقف سيادي حازم. لكن تفعيل هذا القرار وهذا الموقف، يتطلب بالأساس ربط المسئولية بالمحاسبة، مع تحرير القضاء واستقلاله، لأداء مهامه بكل صدق وإخلاص ونزاهة.

في عز أزمة الزلزال بالمغرب، وفي خضم تجند المغاربة، لجمع المساعدات وتوصيلها إلى المحتاجين المنكوبين، تظهر جماعات وأفراد، تستحوذ على المساعدات؛ بالسرقة والاختلاس والنصب والاحتيال، من أجل إجهاض هذه المجهودات النبيلة المبذولة. على الدولة، أن تضرب بيد من حديد، هؤلاء المجرمين اللاوطنيين أللإنسانيين.

على صندوق الكوارث المزمع خلقه، لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة، من جراء الزلزال الأخير، في منطقة الحوز وما جاورها، أن لا يقف عند هذه المناطق المذكورة، بل يجب أن يشمل باقي ساكنة الجبال والقرى في المغرب العميق عموما، لأنها تعاني من الفقر المقذع، ومن الخصاص في كل شيء، ومن التهميش والنسيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية