الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 74

عبدالرحيم قروي

2023 / 10 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مؤلف جناية البخاري إمام المحدثين
لزكريا أوزون
الحلقة السادسة

ثانيا: الرسول والغزو:
توطئة: بعث الرسول الكريم هاديًا ومبشرًا وراحمًا للناس أجمعين؛ إلا إنه فى صحيح الإمام البخارى كان غازيًا همه الغنائم وقهر الآخرين كما سنرى فى الأحاديث اللاحقة التى سيتم بحث ثلاثة مواضيع فيها هى:
2-2-1: الحض على الغزو.
2-2-2: الغاية من الغزو.
2-2-3: ضحايا الغزو.
2-2-1: الحض على الغزو:
متن الحديث (1):
عن أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله (ص) قال: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت فى يدى".
قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول الله (ص) وأنتم تنثلونها. (أخرجه البخارى فى: 60-كتاب الجهاد. باب فضل الجهاد والسير، مختصر الزبيدى).
الشرح والمناقشة (1):
لا عجب أن يؤيد الرسول الكريم بالحكمة والموعظة وبليغ القول (جوامع الكلم) ولكن أن ينصر بالرعب عوضًا عن الخشوع والمحبة؛ وأن يؤتى بمفاتيح الخزائن عوضًا عن مفاتيح الأتباع والإيمان، فإن ذلك يجعلنا نصف تلك الأحاديث-كما ذكر بعضهم-بالأحاديث الأموية (لا النبوية) التى تنبض بتبرير ساسة الانتشار والتوسع والسيطرة.
متن الحديث (2):
حَديث‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أَوْفَى، كَتَبَ إلَى‏ ‏عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،‏ ‏حِينَ خَرَجَ إلى‏‏ الْحَرُورِيَّةِ‏، ‏أن رَسُولَ اللَّهِ‏ ‏(ص)‏ ‏فِى بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِى لَقِى فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فِى النَّاسِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ‏، ‏لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أن الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ"، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِى السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ". (أخرجه البخارى في: 56-كتاب الجهاد: 156-باب لا تمنوا لقاء العدو).
الشرح والمناقشة (2):
سأورد هنا الشرح الوارد فى الأثر لذلك الحديث تاركًا للقارئ الحكم على ذلك الشيء مع التأكيد على الرفض لعبارة "الجنة تحت ظلال السيوف" التى قد تصدر عن قائد عسكرى كهولاكو فى زمنه، وليس عن رسول المحبة والرحمة.
-حتى مالت الشمس: عن خط وسط السماء. لا تمنوا: بحذف إحدى تاءى تمنوا، فإن قلت تمنى لقاء العدو جهاد والجهاد طاعة فكيف ينهى عن الطاعة؟ أجيب بأن المرء لا يدرى ما يئول إليه الحال، أو النهى لما فى التمنى من صورة الإعجاب والاتكال على النفوس والوثوق بالقوة وقلة الاهتمام بالعدو؛ وتمنى الشهادة ليس مستلزمًا لتمنى لقاء العدو. وسلوا الله العافية: من هذه المخاوف المتضمنة للقاء العدو، وهو نظير سؤال العافية من الفتن، وقد قال الصديق الأكبر أبوبكر رضى الله عنه، لأن أعافى فأشكر خير من أبتلى فأصبر. فالصبر فى القتال هو كظم ما يؤلم من غير إظهار شكوى ولاجزع، وهو الصبر الجميل. منزل الكتاب: الفرقان، أو سائر الكتب السماوية. ومجرى السحاب: بنزول الغيث بقدرته. وهازم الأحزاب: وحده، إشارة إلى تفرده بالنصر وهزم ما يجتمع من أحزاب العدو.


2-2-2 الغاية من الغزو:
متن الحديث (1):
حديث ‏أَبِى هُرَيْرَةَ، ‏‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏"غَزَا ‏‏نَبِى ‏‏مِنْ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ لا يَتْبَعْنِى رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أن ‏‏يَبْنِى ‏بِهَا. وَلَمَّا ‏يَبْنِ ‏‏بِهَا. وَلا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أو ‏‏خَلِفَاتٍ ‏‏وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا مِنْ ‏‏الْقَرْيَةِ ‏‏صَلاةَ الْعَصْرِ أو قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ ‏‏(يَعْنِى النَّارَ) لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا؛ فَقَالَ: أن فِيكُمْ ‏‏غُلُولا، ‏فَلْيُبَايِعْنِى مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ. فقَالَ: فِيكُمْ الْغُلُولُ. ‏فَلْيُبَايِعْنِى قَبِيلَتُكَ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أو ثَلاثَةٍ بِيَدِهِ. فَقَالَ: فِيكُمْ ‏‏الْغُلُولُ. ‏فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا. ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا. (أخرجه البخارى في: 57-كتاب فرض الخُمس: 8-باب قول النبى (ص) أحلت لكم الغنائم).
الشرح والمناقشة (1):
نبين هنا بعض ما ورد فى الأثر لشرح ذلك الحديث: حيث يقصد (بمن ملك بضع امرأة) من عقد نكاحها و(يبنى بها) أى يدخل عليها وتزف إليه، ولـمَّا يبنِ بها: أى والحال أنه لم يدخل عليها لتعلق قلبه غالبًا بها، فيشتغل عما هو عليه من الطاعة وربما ضعف فعل جوارحه بخلاف ذلك بعد الدخول. اشترى غنمًا أى حوامل. أو خلفات: جمع خلفة وهى الحامل من النوق، وقد تطلق على غير النوق. ولادها: مصدر ولد يلد ولادًا وولادة؛ والمراد أن تتعلق قلوبهم بإنجاز ما تركوه معوقًا. صلاة العصر: أى وقت صلاة العصر. إنكِ مأمورة: أمر تسخير بالغروب. وأنا مأمور: أمر تكليف بالصلاة أو القتال قبل غروبك. فحسبت: أى ردت على أدراجها، أو وقفت أو بطئت حركتها. غلولاً: أى سرقة من الغنيمة؛ قال العلامة ابن المنير: جعل الله علامة الغلول إلزاق يد الغال، وألهم ذلك يوشع، فدعاهم للمبايعة حتى تقوم له العلامة المذكورة. ثم أحل الله لنا الغنائم: خصوصية لنا، وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر.
وبعد استثناء تفاصيل ما حدث مع من يُعتقد أنه النبى يوشع من لزق اليد المغلولة ورأس البقرة.. إلخ.. نجد أن الرسول-حسب البخارى-قد جعل هدف الغزو الغنائم واعتبرها حلالا لأمته، وأضاف شارح الحديث بأنها خصوصية لنا وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر. وهنا نضيف حكمًا يمكن استنباطه من ختام الحديث مفاده أن الأمة الضعيفة العاجزة يحل لها أن تحسّن أوضاعها بغنائم السطو والغزو على الآخرين.
متن الحديث (2):
عَنْ ‏‏أَبِى قَتَادَةَ: ‏‏قَالَ: ‏خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏‏عَامَ ‏‏حُنَيْنٍ، ‏‏فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، فَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلا رَجُلا مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَدَرْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَى فَضَمَّنِى ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ. ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِى. فَلَحِقْتُ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ‏فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ أَمْرُ اللَّهِ.
ثُمَّ أن النَّاسَ رَجَعُوا، وَجَلَسَ النَّبِى ‏‏(ص) ‏‏فَقَالَ: ‏‏"مَنْ قَتَلَ قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ ‏‏سَلَبُهُ". ‏‏فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِى؟ ثُمَّ جَلَسْتُ. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ ‏‏سَلَبُهُ". ‏‏فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِى؟ ثُمَّ جَلَسْتُ. ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ. ..... فَقَالَ رَجُلٌ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! ‏‏وَسَلَبُهُ ‏‏عِنْدِى، فَأَرْضِهِ عَنِّى. فَقَالَ ‏أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: ‏ ‏لاهَا اللَّهِ، إذا لا يَعْمِدُ إلى أُسْدِ اللَّهِ، يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ‏‏(ص)، ‏‏يُعْطِيكَ ‏‏سَلَبَهُ؟ ‏فَقَالَ النَّبِى ‏(ص): ‏"صَدَقَ" فَأَعْطَاهُ، فَبِعْتُ الدِّرْعَ فَابْتَعْتُ بِهِ ‏‏مَخْرَفًا ‏‏فِى ‏‏بَنِى سَلِمَةَ، ‏‏فَإِنَّهُ- لأَوَّلُ مَالٍ ‏‏تَأَثَّلْتُهُ ‏‏فِى الإسلام. (أخرجه البخارى في: 57 – كتاب فرض الخـُمس: 18 – باب من لم يخمس الأسلاب، ومن قتل قتيلاً فله سلبه).
الشرح والمناقشة (2):
بالرجوع إلى الأثر نجد فى شرح ذلك الحديث ما يلي:
-حنين: واد بينه وبين مكة ثلاثة أميال، وكان فى السنة الثامنة. جولة: أى تقدم وتأخر: علا رجلا: أى ظهر عليه وأشرف على قتله، أو صرعه وجلس عليه. حبل عاتقه: عرق أو عصب عند موضع الرداء من العنق، أو مابين العنق والمنكب. وجدت منها ريح الموت: أى وجدت منه شدة كشدة الموت. ما بال الناس: أى منهزمين، قال أمر الله: أى قضاؤه، والمراد ما حال الناس بعد الانهزام فقال أمر الله غالب والعاقبة للمتقين. فله سلبه: وهو ما يؤخذ القرنين فى الحرب من قرنه مما يكون عليه، ومعه، من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فَعَل بمعنى مفعول، أى مسلوب.
لاها الله: لفظ الجلاله هنا مجرور لان (ها) التنبيه عوض عن واو القسم؛ وقال ابن مالك ليست عوضًا عنها وإن جر مابعدها بمقدر لم يلفظ به، كما أن نصب المضارع بعد الفاء ونحوه بمقدر، و(لا) للنفى، والمعنى لا والله. لا يعمد: أى لا يقصد النبى (ص)، إلى أسد: أى إلى رجل كأنه فى شجاعة أسد. عن الله ورسوله (ص): أى صدر قتاله عن رضا الله ورسوله، أى بسببهما، كقوله تعالى-وما فعلته عن أمرى-أو المعنى يقاتل ذابًا عن دين الله أعداء الله ناصرًا لأوليائه، أو يقاتل لأجل نصر دين الله وشريعة رسوله لتكون كلمة الله هى العليا. صدق، أى أبو بكر. فابتعت: أى اشتريت. مخرفا: أى بستانا، لأنه يخترف منه الثمر أى يجتنى. فى بنى سلمة: قوم أبى قتادة، وهم بطن من الأنصار. تأثلته: أى تكلفت جمعه.
كما نرى فإن ذلك الحديث يبين أن رسول الله أكد ثلاثًا حق سلب القاتل لقتيله فى الحرب، وهو ما سنبحثه فى الفقرة اللاحقة، وأن أول مال لأبى قتادة الأسد كان من سلبه قتيله بعد الغزو الذى كان المصدر الرئيسى الأول لمعظم الصحابة، كما نرى ذلك فى الحديث التالى الذى يبين كثرة غنائم الغزو؛ وبه ننهى تلك الفقرة.
متن الحديث (3):
عَنْ ‏‏ابْنِ عُمَرَ‏: ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏‏بَعَثَ سَرِيَّةً، فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ‏قِبَلَ ‏نَجْدٍ، ‏‏فَغَنِمُوا إِبِلا كَثِيرَةً، فَكَانَتْ سِهَامُهُمْ اثْنَى عَشَرَ بَعِيرًا أو أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا، ‏‏وَنُفِّلُوا ‏‏بَعِيرًا بَعِيرًا.(أخرجه البخارى فى: 57-كتاب فرض الخمس: 5-باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين).
2-2-3 ضحايا الغزو:
متن الحديث (1):
حديث الصعب بن جثامة، قال: مر بى النبى (ص) بالأبواء أو بودّان، وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين، فيصاب من نسائهم وذراريهم. قال: "هم منهم". (أخرجه البخارى فى: 56-كتاب الجهاد: 146-باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذرارى).
الشرح والمناقشة (1):
يبين الحديث تمامًا جواز قتل النساء والصبيان فى الغزوات والحروب،فإذا كان الحال كذلك زمن السيف والسهم فما قول السادة العلماء الأفاضل فى أيامنا هذه حيث القنابل والصواريخ المدمرة.
متن الحديث (2):
حديث ابن عمر، قال: حرق الرسول (ص) نخل بنى النضير وقطع، وهى البويرة، فنزلت، {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}. (أخرجه البخارى فى: 64-كتاب المغازى: 14-باب حديث بنى النضير).
الشرح والمناقشة (2):
يبين الحديث جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها-حسب الشرح الوارد فى الأثر-وكما نلاحظ فإن راوى الحديث-ابن عمر-لا ينقل قولا للرسول إنما ينقل فعله بالتحريق والقطع.
وإنى لأعجب من إسقاط كلام الله-عز وجل-على ذلك الحديث؛ فالآية الواردة فيه لم تشر إلى التحريق أصلا وهى تبين أن قطع أو ترك الأشجار عامة إنما يتم باذن الله وعلمه (وليس أمره) كون النبات من أهم مظاهر الحياة على وجه الأرض.
وهنا نتساءل: ألم يسمع الإمام البخارى بوصية الخليفة الراشدى أبى بكر الصديق لقادة جيشه فى حروبهم بألا يقطعوا شجرًا أو يقتلوا شيخًا أو امرأة... الخ.
فهل كان الخليفة مخالفًا لسنة رسول الله بوصيته تلك أم أن بعض الصحابة نقل ما خالف الرسول وأثبت ذلك إمامنا البخارى فى صحيحه.
متن الحديث (3):
عَنْ ‏‏عَائِشَة،َ ‏‏‏‏قَالَتْ: ‏أُصِيبَ ‏سَعْدٌ ‏يَوْمَ ‏‏الْخَنْدَقِ، ‏رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ ‏قُرَيْشٍ ‏‏يُقَالُ لَهُ ‏‏حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ،‏ ‏رَمَاهُ فِى ‏الأَكْحَلِ، ‏‏فَضَرَبَ النَّبِى ‏‏(ص) ‏‏خَيْمَةً فِى الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏مِنْ ‏‏الْخَنْدَقِ ‏وَضَعَ السِّلاحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ ‏جِبْرِيلُ ‏عَلَيْهِ السَّلام ‏‏وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنْ الْغُبَارِ، فَقَالَ: قَدْ ‏َوضَعْتَ السِّلاحَ! وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قَالَ النَّبِى ‏(ص): ‏‏"فَأَيْنَ"؟ فَأَشَارَ إلى ‏‏بَنِى قُرَيْظَةَ، ‏‏فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَرَدَّ الْحُكْمَ إلى ‏‏سَعْدٍ، ‏قَالَ: فَإِنِّى أَحْكُمُ فِيهِمْ أن تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. (أخرجه البخارى فى: 64-كتاب المغازى: 30-باب مرجع النبى (ص) من الأحزاب).
الشرح والمناقشة (3):
هناك روايات أخرى لذلك الحديث فى صحيح البخارى تفيد جميعها أن الرسول قد أنزل يهود بنى قريظة على حكم الصحابى سعد بن معاذ الأنصارى الذى حكم فيهم بقتل المقاتلة وسبى نسائهم وأطفالهم وتقسيم أموالهم؛ علما بأنهم -حسب ما جاء فى كتب الأثر-استسلموا للرسول بعد حصار دام خمسًا وعشرين ليلة؛ وهكذا فإننا نجد أن ضحايا الغزو هم النساء والأطفال والأموال وأن كل قادر على القتال (المقاتلة) لن يفيده الاستسلام لأن حكم الموت سيكون له بالمرصاد.
أخيرًا فان ذلك الحديث يبين إمكانية السيدة عائشة فى رؤية جبريل-عليه السلام-ونقل حواره مع الرسول الكريم الذى يفترض أنه كان يقاتل معه وجاء ينفض رأسه من الغبار حاملا لأمر سماوى يقتضى إقصاء وإنهاء المخالفين بالقوة والحرب.
النتيجة:
تبين بعض الأحاديث فى صحيح البخارى أن رسول الرحمة قد أمر بالغزو وحض عليه فمن لم يغز أو يحدث نفسه بغزوة فإنه إن مات فيه جاهلية، وأن غاية الغزو ليست لنشر الدين الحنيف إنما سلب المقتول وكسب الغنائم من سبايا وأموال لا يعيق جمعها قتل النساء أو الأطفال بعد قتل الأسرى من الرجال المقاتلين.
وهنا يبرز سؤال هام يطرح على السادة العلماء وأتباعهم ممن يرون فى صحيح البخارى سنة لرسول الله يجب تطبيقها على اختلاف الزمان والمكان: هل يمكن اعتماد تلك الأحكام فى الغزو والحروب لتطبق اليوم على دول العالم عوضًا عن اتفاقية جينيف مثلا أو مقررات مجلس الأمن؟! وإذا كان الجواب بنعم!! فهل يسمح لغير المسلمين من أهل الأرض بتطبيق ما يطبق عليهم بالمثل؟!
أمور يجب على المسلمين إعادة النظر فيها كليًا ونبذ حتى فكرة نسبها إلى الرسول المصطفى الذى أراه بريئا منها براءة الذئب من دم يوسف!
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية