الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر نهضة عربية ام عصر تنوير عربي؟

جاسم الصغير

2006 / 11 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


درجت الكتابات والدراسات التي تناولت فترة ماسمي بعصر النهضة العربية والتي اخذت تفكر بحال الامة وماآل اليها من تردي في الوضع السياسي وتخلف في الوضع السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي وتعرض الامة الى الاستباحة من قبل احتلال اجنبي وبأسم الحداثة ولكن بشكلها المسلح بالتالي شيوع الجمود الفكري والخرافات في الشرق والعالم الاسلامي و بالتالي دراسة الاسباب والعوامل التي نتج عنها هذا الوضع الذي يعد انتكاسة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ودلالة وقد قاد ت هذه سوء هذه الاوضاع نخبة من المفكرين ذوي الفكر الحر كالكواكبي الذي ابرز دور الاستبداد ايا كانت صورته ومايفعله من خراب في ذات الامة الامر الذي ألب عليه السلطات في زمنه ومارست عليه انتهاكا جليا جدا بسبب نظرته ورؤيته الثورية ومحمد عبدة الذي اوجد نوعا من التوفيق بين الشورى والديمقراطية وبين انهما لايختلفان في الهدف والوظيفة عندما ذكر ان الله قد شرع مبدأ الشورى لكنه لم يبين تفاصيل هذا المبدأ وترك ذلك للبشرويمكن ان نعد ان الديمقراطية التي توصل اليها لانسان في مسيرته الطويلة هي تفاصيل ذلك المبدأ أي الشورى والنائيني الذي اكد على اهمية دسترة (أي ضرورة اخضاع الحكومات واالسلطات التي كانت تحكم بأسم الاسلام الى تبني ذلك رغم النهج الاستبدادي مسألة الالتزام بدستور وقانون ) وقدوصف الباحث والاستاذ فالح عبد الجبار النالئيني بانه فولتير العرب وضرورة اطلاع المثقفين على كتاباته او الجيل الثاني المتمثل شبلي شميل وانطوان سعادة وغيرهم وقد اثرت واكدت تلك الاضافات الفكرية انه من اجل النهوض وتغيير الواقع السلبي يجب تبني العلم ومواكبة التطور والحداثة الفكرية والسياسية او التوفيق بينها وبين مبادئ الدين الاسلامي وان تنفض عن جسدها وكاهلها العادت السلبية الموروثة كالتواكل والتفكير بالكليات واهمال الجزئيات يقول الاستاذ كمال عبد اللطيف في بحثه((نحو حداثة سياسية عربية)) المنشور في مجلة نزوى (( التي عبرت عنها النخب العربية، وقد توزعت في مجملها إلى تيارين إصلاحيين كبيرين، عكسا كيفيات نظرهما لمسألة تجاوز التأخر التاريخي في العالم العربي الإسلامي، تيار المواءمة والتوفيق بين المرجعية الإسلامية وبين مكاسب العصر، والتيار الهادف إلى الاستفادة بدون حساب من منجزات التاريخ الحديث، باعتبار أن هذه المنجزات تمنح الذات العربية إمكانية تجاوز أسباب تأخرها، وتمنحها إضافة إلى ذلك انخراطاً أفضل في العالم. وقد تحمس دعاة التنوير لروح المشروع الحداثي ولمجمل شعارات التحديث السياسي، واعتبروا تجربة الموسوعيين في فرنسا بمثابة نموذج صالح للاقتداء، وهو الأمر الذي يتطلب في نظرهم المساهمة باستعجال في إعادة بناء تاريخ المعارف والعلوم في ضوء تحولات المعرفة في التاريخ، وذلك من أجل انفتاح أفضل على العالم وعلى مكاسبه المتحولة والمتطورة في مجالات المعرفة والحياة، فهذا ماحصل في أوروبا، وهذا ماينبغي أن يحصل في العالم العربي)) اضافت كتابات هؤلاء المفكرون العرب الاحرار في تنبيه الامة الى الحالة السلبية في حالها السياسي والثقافي ومأزق العقل العربي وحالة التخلف الثقافي الذي يفصلهم عن امم العالم الاخرى المتقدمة والتي لم تتطور الابفعل الاخذ باسباب التطور واعتماد العلم اسلوب حياة ومنهجا للتفكير ان اخضعت كل سيمائيات هذا الوضع الى الدراسة والتحليل وامام هذا الاضافات والكتابات الرائعة لهؤلاء المفكرون وممارستهم لادوار مقاربة لادوار المفكرين الاوروبيين التنويرين الاحرر كجان جاك روسو ابو الديمقراطية الحديثة وصاحب نظرية العقد الاجتماعي وفولتير الذي اكد على اهمية الحرية وحتى للمختلفين معك في الرأي والذين كانت من جراء افكارهم الحرة انمهدت لحدوث الثورة الفرنسية العظيمة والتي غيرت الكثير من الاوضاع السياسية والفكرية في القارة الاروربية ومن اجملها ان الغت الفوارق بين الشعب الفرنسي واطلقت لقب مواطن على كل مواطن فرنسي دون التمييز الى اللون او العرق او الطبقة كما كان يجري في السابق في عهد الحكومات المطلقة والمفكر الانكليزي جون لوك صاحب نظرية الاوهام الاربعة التي تقتل ملكة التفكير الحر عند الانسان والذي دعى الى نبذ كل سيمائياتها ولمفكرين اخرين ومن تاثير هذه الافكار التنويرية انجاز الحداثة السياسية والفكرية التي بشروا الجديدة الذين نقدوا بجرئة الجانب الذاتي المتخلف والتي وبفعل افكار هؤلاء المفكرون بلغوا عصر النهضة الاوروبي ومن خلال هذه المقاربات للكثير من المفكرين العرب بين ادوار المفكرين الاوروبيين الانفي الذكر والمفكرين العرب في عصر التهضة حدث ان مارسوا نوعا من الاسقاط النظري والبحثي في استعارة صورة او نموذج معين واطلقوا تسمية العصر الذي انجب هؤلاء المفكرين بعصر النهضة العربي وفي الحقيقة ان ثمة مفارقة في هذا التوصيف في عدم دقته برايي فمن المعروف ان الجانب الاوروبي عندما يتحدث عن النهضة فانه يتحدث عن مرحلة قد انجزها بالفعل اما نحن فلم ننجزها لحد الان وحتى النهضة التي قام بها محمد علي في مصر كانت قصيرة المدى ولم تتغلغل في ثنايا المجتمع النائم وقتها ، يقول المفكر العربي محمد عابد الجابري في هذا الجانب ((عندما نتحدث عن النهضة فإننا نتحدث عن مشروع نأمل تحقيقه أما في أوروبا فكلمة نهضة تشير إلى واقع تحقق بالفعل فالمشروع النهضوي لا يكون جديراً بسمة النهضة إلا إذا كان من يؤسسه وينميه عقل ناهض غير مكبل)) وهكذا نرى ان العصر الذي مورست فيه نقد للذات العربية وارادت ان توجد فيه نظاما من القيم والتوجهات اللتي تحاول ان تشد الانسان الى عصر ومتغيراته وبالتالي الانتباه الى حجم الهوة بين العالم العربي والاسلامي والعالم الاوروبي الناهض والذي استطاع بناء تجربته الحداثية والنهضوية بشكل تدريجي موضوعي وليست حداثة فوقية او بقيت اسيرة الشعارت السياسية او اللغو النخبوي كما حصل عندنا اذن ان الحراك اثقافي والسياسي الذي مارسوه المفكرون العرب في ذلك العصركان اقرب لحال للتنوير منه الى النهضة يقول الاستاذ صقر ابو فخر((إن العالم العربي، في تاريخه المعاصر، لم يشهد عصراً نهضوياً حقاً، بل شهد ظهور مفكرين متنورين أطلقوا أفكاراً ذات مضامين تقدمية، واقتصرت النهضة، إلى حد ما، على المجال الفكري فقط. ذلك لأن مفهوم النهضة هو مفهوم تاريخي شامل يتعلق بشعب راح يستيقظ ويتصدي لكي ينهض بمختلف جوانب حياته الحضارية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
والحال أن ما يسمونه "عصر النهضة" والذي يؤرخون له بحملة نابليون بونابرت على مصر سنة 1798 لم يكن عصر نهضة بهذا المعنى؛ فكيف تكون ثمة نهضة والعالم العربي كان يتعرض، وقتذاك، لحملة استعمارية فظيعة قطعت أوصاله تقطيعاً؟ إن ما فعلته حملة بونابرت هو أنها أذهلت الناس ونبهت الغافلين وأيقظت الأفكار وأجبرت النخب على التصدي للجديد والطاريء، ثم ألزمتهم الإجابة عن أسئلتها الجديدة. وليس بالضرورة أن يترافق التنوير مع النهضة، فظهور المفكرين المرموقين والأعمال الفكرية والنقدية اللامعة التي سطعت في سماء العالم العربي بعد الحملة الفرنسية يمكن أن نجد على غرارهم في عصر الانحطاط أيضاً مثل ابن خلدون والقلقشندي والأبشيهي وابن مالك وبهاء الدين (صاحب تاج العروس) والفيروزي آبادي (صاحب القاموس المحيط) قضلاً عن ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن خلكان والقزويني وابن العبري وأبو الفداء ولسان الدين بن الخطيب وابن بطوطة والمقريزي، فهؤلاء جميعاً ظهروا في ما اصطلح على تسميته ب"عصر الانحطاط))
(( صقر ابو فخر- مجلة جسور الثقافية- حوارات حول العلمانية والتنوير والسلفية- عدد6 - السنة الأولى - آب/أغسطس 2005)) ان عصر النهضة الذي كنا تواقيين له يوقظ حال الامة جاء مع الاسف الشديد باسلوب الصدمة التي اذهلت الجميع وجعلتهم يرون انفسهم من غير رتوش او حسب تعبير الكاتب الطاهر وطار كالفلاح البسيط والفقير الذي يقف امام سيده المالك لكل شئ الامر الذي جعل الجميع يصاب بالذهول لحجم التخلف الحضاري وان الاخر متفوق عليهم بمسافة قرون عديدة ومن هنا اهمية بث قيم التنوير في الاذهان وممارسة سؤال الذات عن حجم التخلف ولماذا والى متى وهذا ما مارسه مفكرو عصر التنوير العربي درجت الكتابات والدراسات التي تناولت فترة ماسمي بعصر النهضة العربية والتي اخذت تفكر بحال الامة وماآل اليها من تردي في الوضع السياسي وتخلف في الوضع السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي وتعرض الامة الى الاستباحة من قبل احتلال اجنبي وبأسم الحداثة ولكن بشكلها المسلح بالتالي شيوع الجمود الفكري والخرافات في الشرق والعالم الاسلامي و بالتالي دراسة الاسباب والعوامل التي نتج عنها هذا الوضع الذي يعد انتكاسة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ودلالة وقد قاد ت هذه سوء هذه الاوضاع نخبة من المفكرين ذوي الفكر الحر كالكواكبي الذي ابرز دور الاستبداد ايا كانت صورته ومايفعله من خراب في ذات الامة الامر الذي ألب عليه السلطات في زمنه ومارست عليه انتهاكا جليا جدا بسبب نظرته ورؤيته الثورية ومحمد عبدة الذي اوجد نوعا من التوفيق بين الشورى والديمقراطية وبين انهما لايختلفان في الهدف والوظيفة عندما ذكر ان الله قد شرع مبدأ الشورى لكنه لم يبين تفاصيل هذا المبدأ وترك ذلك للبشرويمكن ان نعد ان الديمقراطية التي توصل اليها لانسان في مسيرته الطويلة هي تفاصيل ذلك المبدأ أي الشورى والنائيني الذي اكد على اهمية دسترة (أي ضرورة اخضاع الحكومات واالسلطات التي كانت تحكم بأسم الاسلام الى تبني ذلك رغم النهج الاستبدادي مسألة الالتزام بدستور وقانون ) وقدوصف الباحث والاستاذ فالح عبد الجبار النالئيني بانه فولتير العرب وضرورة اطلاع المثقفين على كتاباته او الجيل الثاني المتمثل شبلي شميل وانطوان سعادة وغيرهم وقد اثرت واكدت تلك الاضافات الفكرية انه من اجل النهوض وتغيير الواقع السلبي يجب تبني العلم ومواكبة التطور والحداثة الفكرية والسياسية او التوفيق بينها وبين مبادئ الدين الاسلامي وان تنفض عن جسدها وكاهلها العادت السلبية الموروثة كالتواكل والتفكير بالكليات واهمال الجزئيات يقول الاستاذ كمال عبد اللطيف في بحثه((نحو حداثة سياسية عربية)) المنشور في مجلة نزوى (( التي عبرت عنها النخب العربية، وقد توزعت في مجملها إلى تيارين إصلاحيين كبيرين، عكسا كيفيات نظرهما لمسألة تجاوز التأخر التاريخي في العالم العربي الإسلامي، تيار المواءمة والتوفيق بين المرجعية الإسلامية وبين مكاسب العصر، والتيار الهادف إلى الاستفادة بدون حساب من منجزات التاريخ الحديث، باعتبار أن هذه المنجزات تمنح الذات العربية إمكانية تجاوز أسباب تأخرها، وتمنحها إضافة إلى ذلك انخراطاً أفضل في العالم. وقد تحمس دعاة التنوير لروح المشروع الحداثي ولمجمل شعارات التحديث السياسي، واعتبروا تجربة الموسوعيين في فرنسا بمثابة نموذج صالح للاقتداء، وهو الأمر الذي يتطلب في نظرهم المساهمة باستعجال في إعادة بناء تاريخ المعارف والعلوم في ضوء تحولات المعرفة في التاريخ، وذلك من أجل انفتاح أفضل على العالم وعلى مكاسبه المتحولة والمتطورة في مجالات المعرفة والحياة، فهذا ماحصل في أوروبا، وهذا ماينبغي أن يحصل في العالم العربي)) اضافت كتابات هؤلاء المفكرون العرب الاحرار في تنبيه الامة الى الحالة السلبية في حالها السياسي والثقافي ومأزق العقل العربي وحالة التخلف الثقافي الذي يفصلهم عن امم العالم الاخرى المتقدمة والتي لم تتطور الابفعل الاخذ باسباب التطور واعتماد العلم اسلوب حياة ومنهجا للتفكير ان اخضعت كل سيمائيات هذا الوضع الى الدراسة والتحليل وامام هذا الاضافات والكتابات الرائعة لهؤلاء المفكرون وممارستهم لادوار مقاربة لادوار المفكرين الاوروبيين التنويرين الاحرر كجان جاك روسو ابو الديمقراطية الحديثة وصاحب نظرية العقد الاجتماعي وفولتير الذي اكد على اهمية الحرية وحتى للمختلفين معك في الرأي والذين كانت من جراء افكارهم الحرة انمهدت لحدوث الثورة الفرنسية العظيمة والتي غيرت الكثير من الاوضاع السياسية والفكرية في القارة الاروربية ومن اجملها ان الغت الفوارق بين الشعب الفرنسي واطلقت لقب مواطن على كل مواطن فرنسي دون التمييز الى اللون او العرق او الطبقة كما كان يجري في السابق في عهد الحكومات المطلقة والمفكر الانكليزي جون لوك صاحب نظرية الاوهام الاربعة التي تقتل ملكة التفكير الحر عند الانسان والذي دعى الى نبذ كل سيمائياتها ولمفكرين اخرين ومن تاثير هذه الافكار التنويرية انجاز الحداثة السياسية والفكرية التي بشروا الجديدة الذين نقدوا بجرئة الجانب الذاتي المتخلف والتي وبفعل افكار هؤلاء المفكرون بلغوا عصر النهضة الاوروبي ومن خلال هذه المقاربات للكثير من المفكرين العرب بين ادوار المفكرين الاوروبيين الانفي الذكر والمفكرين العرب في عصر التهضة حدث ان مارسوا نوعا من الاسقاط النظري والبحثي في استعارة صورة او نموذج معين واطلقوا تسمية العصر الذي انجب هؤلاء المفكرين بعصر النهضة العربي وفي الحقيقة ان ثمة مفارقة في هذا التوصيف في عدم دقته برايي فمن المعروف ان الجانب الاوروبي عندما يتحدث عن النهضة فانه يتحدث عن مرحلة قد انجزها بالفعل اما نحن فلم ننجزها لحد الان وحتى النهضة التي قام بها محمد علي في مصر كانت قصيرة المدى ولم تتغلغل في ثنايا المجتمع النائم وقتها ، يقول المفكر العربي محمد عابد الجابري في هذا الجانب ((عندما نتحدث عن النهضة فإننا نتحدث عن مشروع نأمل تحقيقه أما في أوروبا فكلمة نهضة تشير إلى واقع تحقق بالفعل فالمشروع النهضوي لا يكون جديراً بسمة النهضة إلا إذا كان من يؤسسه وينميه عقل ناهض غير مكبل)) وهكذا نرى ان العصر الذي مورست فيه نقد للذات العربية وارادت ان توجد فيه نظاما من القيم والتوجهات اللتي تحاول ان تشد الانسان الى عصر ومتغيراته وبالتالي الانتباه الى حجم الهوة بين العالم العربي والاسلامي والعالم الاوروبي الناهض والذي استطاع بناء تجربته الحداثية والنهضوية بشكل تدريجي موضوعي وليست حداثة فوقية او بقيت اسيرة الشعارت السياسية او اللغو النخبوي كما حصل عندنا اذن ان الحراك اثقافي والسياسي الذي مارسوه المفكرون العرب في ذلك العصركان اقرب لحال للتنوير منه الى النهضة يقول الاستاذ صقر ابو فخر((إن العالم العربي، في تاريخه المعاصر، لم يشهد عصراً نهضوياً حقاً، بل شهد ظهور مفكرين متنورين أطلقوا أفكاراً ذات مضامين تقدمية، واقتصرت النهضة، إلى حد ما، على المجال الفكري فقط. ذلك لأن مفهوم النهضة هو مفهوم تاريخي شامل يتعلق بشعب راح يستيقظ ويتصدي لكي ينهض بمختلف جوانب حياته الحضارية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
والحال أن ما يسمونه "عصر النهضة" والذي يؤرخون له بحملة نابليون بونابرت على مصر سنة 1798 لم يكن عصر نهضة بهذا المعنى؛ فكيف تكون ثمة نهضة والعالم العربي كان يتعرض، وقتذاك، لحملة استعمارية فظيعة قطعت أوصاله تقطيعاً؟ إن ما فعلته حملة بونابرت هو أنها أذهلت الناس ونبهت الغافلين وأيقظت الأفكار وأجبرت النخب على التصدي للجديد والطاريء، ثم ألزمتهم الإجابة عن أسئلتها الجديدة. وليس بالضرورة أن يترافق التنوير مع النهضة، فظهور المفكرين المرموقين والأعمال الفكرية والنقدية اللامعة التي سطعت في سماء العالم العربي بعد الحملة الفرنسية يمكن أن نجد على غرارهم في عصر الانحطاط أيضاً مثل ابن خلدون والقلقشندي والأبشيهي وابن مالك وبهاء الدين (صاحب تاج العروس) والفيروزي آبادي (صاحب القاموس المحيط) قضلاً عن ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن خلكان والقزويني وابن العبري وأبو الفداء ولسان الدين بن الخطيب وابن بطوطة والمقريزي، فهؤلاء جميعاً ظهروا في ما اصطلح على تسميته ب"عصر الانحطاط))
(( صقر ابو فخر- مجلة جسور الثقافية- حوارات حول العلمانية والتنوير والسلفية- عدد6 - السنة الأولى - آب/أغسطس 2005)) ان عصر النهضة الذي كنا تواقيين له يوقظ حال الامة جاء مع الاسف الشديد باسلوب الصدمة التي اذهلت الجميع وجعلتهم يرون انفسهم من غير رتوش او حسب تعبير الكاتب الطاهر وطار كالفلاح البسيط والفقير الذي يقف امام سيده المالك لكل شئ الامر الذي جعل الجميع يصاب بالذهول لحجم التخلف الحضاري وان الاخر متفوق عليهم بمسافة قرون عديدة ومن هنا اهمية بث قيم التنوير في الاذهان وممارسة سؤال الذات عن حجم التخلف ولماذا والى متى وهذا ما مارسه مفكرو عصر التنوير العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق