الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهم يسرقون صفات الآلهة ولا يستخدمونها ( ٤ : ايران )

اسماعيل شاكر الرفاعي

2023 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا لم تدخل ايران الحرب : الآن وفوراً ، ستخسر كل شيء ، واولها : هيبتها اللاهوتية في وعي اتباعها كونها ممثلة الله الاسلامي في الارض ، والغيورة على تطبيق احكامه وشريعته . وهذه هي القاعدة الراسخة لشرعية سلطة الفقهاء الحاكمة منذ عام الثورة ١٩٧٩ . اذا فقدت سلطة طهران هذه الشرعية ، فقدت كل شيء ، وذهبت غير مأسوف عليها الى مقبرة الدول الاسلامية في التاريخ بصنفيها : الخلافة والامامة ... ( وهي مهددة بان تفقدها اذا ظلت متفرجة ، ودفعت صنائعها كحزب الله او الحوثيين او العصائب الى دخولها نيابةً عنها ) ...

سلطة الحكم في ايران تسترشد بنظرية " ولاية الفقيه " المعروضة في كتاب آية الله الخميني : الحكومة الاسلامية : محور هذه النظرية يقوم على : شرعية تمثيل ( وكالة ) الامام الغائب واتخاذ القرار نيابة عنه . تشكل هذه النظرية التي منحها آية الله الخميني ملامحها الاخيرة في محاضراته الشهيرة في النجف( يضمها كتابه : الحكومة الاسلامية ) انقلاباً في الفكر الشيعي ، وانتقالاً من عالم السكون السياسي واللاحركة ، الى عالم الحراك الثوري وتأسيس الدول . وحين تتأسس الدولة وفقاً لنظرية ولاية الفقيه : يصبح الجالس على عرش السلطة وكيلاً للامام - الذي اختفى من عيون شرطة بني العباس منذ الف سنة - يتصرف كما كان الامام يتصرف بالاموال الشرعية التي تصله من اتباعه كيف يشاء ...

لفتت ثورة ١٩٧٩ في ايران انظار الجميع ، وحيتها الغالبية الاسلامية والعربية ، وفي المقدمة منهم : المثفف العربي ، ولم يكن تقبل ذلك سهلاً على الحكام والسلاطين العرب : فنفخوا في الافكار الشوفينية والعنصرية لصدام حسبن وزادوه غروراً ، ودفعوه الى استغلال تفكك مؤسسات الدولة الايرانية في لهيب الثورة ، والهجوم عليها ...

لا يوجد نصير لايران في الحرب الضروس التي استمرت ثماني سنوات سوى ابناء الطائفة الشيعية الاثني عشرية ، الذين التحقوا بالثورة من مختلف البلدان العربية والاسلامية ، فجندتهم الثورة في جيوشها للحرب ضد الجيوش الصدامية ، وكانت الحرب احسن اختبار لولائهم : وهنا جاء دور الاستخبارات الايرانية لتتولى تربيتهم على الولاء الدائم لسلطة الولي الفقيه ، وقد نجحت التجربة ايما نجاح في شد اهم اقطار الشرق الاوسط : لبنان وسوريا والعراق واليمن ، الى طهران ، اذ ساعدت التنظيمات والميليشيات التي قادها هؤلاء في بلدانهم الاصلية : ساعدت ايران على التلويح بهم كفزاعات ، ومنحوها فرصة العمل على تطوير اسلحتها ونقلها الى حزب الله وحماس...

هؤلاء هم الذين تخافهم ايران ، صحيح انها كسبت ولاءهم وفق مبدأ التقليد الشيعي ، ولكنهم في الآن نفسه : اصبحوا سياسيين يبحثون عن الاصوات للفوز في الدورات الانتخابية في مجتمعات شيعية شديدة التعصب للقضية الفلسطينية ، وتريد من ايران نفسها ، لا من وكلائها ان تضرب اسرائيل ، وتحل محل صدام حسين في الذاكرة الشعبية ...


كانت الثورة الايرانية ١٩٧٩ : قد لبست الشعار الآلهي الذي اعده لها : آية الله الخميني ، برضا ، ولم تستطع الاطراف الاخرى : الليبرالية والعلمانية الوقوف بوجه الظاهرة الخمينية التي اكتسحت التراث الليبرالي الايراني الذي تراكم كتيار غالب في الوعي السياسي الايراني ، منذ قاد رجال دين ثورة المشروطة ١٩١١ بشعارات الليبرالية والديمقراطية الاوربية بوضوح معجز متقدمين في وعيهم السياسي على جميع اطياف وتيارات الوعي السياسي المرابط على سدة الموروث والحارس لمقولاته السياسية الاستبدادية بقيادة رشيد رضا واطروحات مجلة المنار التي مهدت الطريق عريضاً لولادة حركة : الاخوان المسلمون ...

ايران التي تدعي انها وكيلة الامام صاحب القدرة التكوينية التي يدير بها الكون مع الله : مطالبة الآن باختبار مقولاتها السياسية وتوجيه صواريخ القدرة الآلهية الى تل ابيب , ومحوها من الوجود : فاسرائيل مصممة على اقتلاع غزة من الوجود وتغيير طوبغرافية الارض ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله