الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة وحقائق في الأحداث الجارية بالمنطقة

محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)

2023 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حقوق الوداد بين الغرب والملالي فريضة
بداية للود الحميم بين الغرب والأمريكان كطرف وملالي إيران كطرف آخر فروض يلتزم كلا الطرفين بها منذ النشأة وإلى اليوم، وقد قدم كلٌ منهما للآخر ما يحتاجه مهما كلف الأمر وقد حدث والمواقف والشواهد على ذلك كثيرة في العراق وسوريا واليمن والسعودية والمنطقة برمتها، وأخيراً فلسطين، وهذه المرحلة على وجه التحديد من أكبر المراحل التي يكون فيها ملالي طهران على أتم الإستعداد للإنبطاح الجالب للعار الشنيع بسبب إدراكهم بقرب ساعة سحلهم والتنكيل بهم في الشوارع أمام الكاميرات وما فعلوه بالناس سيُفعل بهم؛ ومن هذا المنطلق الملالي مستعدون لأخس وأقذر الإملاءات، وعندما يبرأهم الأمريكان والغرب مما يحدث من نكبة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة على يد سلطات الإحتلال إعلموا بأن ذلك تأكيدٌ على تورطهم وكل المعطيات تؤكد ذلك كما أكدت وتؤكد سوء تقديرات العرب الذين صدقوا الملالي وانخدعوا بهم على الرغم من التحذيرات الحقيقية التي تُثار من حين لآخر.
تصريحات نِتن ياهو وفرقته وتصريحات غربية أخرى تقول بأنهم سيغيرون الشرق الأوسط وقد كرروا هذه العبارة عدة مرات؛ وهذا ما يثبت أن القضية ليست قضية حماس وإنما قضية تعني المنطقة برمتها فلسطين الأردن مصر السعودية السودان؛ وستبدأ بإبادة (قطاع غزة) الذي هو وقود القضية الفلسطينية وديمومتها فالمقصود إبادة القطاع وليس حماس وقد كانت حماس وفعلتها هي الذريعة التي وفرت الأسباب بدعم من ملالي إيران، ومن ثم تأتي تباعاً دول المنطقة الموضوعة تحت حدة التوترات والأزمات بسبب نظام الملالي في إيران أيضا فالأردن على سبيل المثال تعاني من جرائم ميليشيات الملالي في سوريا ومن تهربها المكثف للمخدرات والأسلحة إلى داخل الأردن، والسعودية المحاصرة بأزمة اليمن، ومصر المحاصرة بأزمات السودان وحماس وأزمات المنطقة وليبيا التي لم تستقر بعد وأزمة سد النهضة التي دفع الغرب مكافأة عليها جائزة نوبل لرئيس الوزراء الأثيوبي، أما سوريا التي يتواجد على أرضها الملالي والأمريكان والغرب وبقايا روسية فستكون معظمها هدية لملالي طهران ولا خلاف بين الامريكان والأسد وإنما هي ذرائع وأسباب ولو كان هناك خلاف لأزالوا الأسد وغابته منذ قامت الثورة السورية في حينها عندما اعتقد بعض الأمريكان أن إدارتهم ستُسقط الأسد وغابته لكنهم أدركوا فيما بعد أن لإدارتهم مخططات لا يعلمونها كما قالها أحد الضباط الأمريكان لبعض العراقيين في مشادة بينهما سنفاجئكم بألف سيناريو وسيناريو، ويدفعون المنطقة اليوم نحو هذه السيناريوهات لتركيعها بمساندة نظام الملالي ومرتزقتهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
لم يتأخر كثيراً الملا إبراهيم رئيس جمهورية الملالي المُعين من قبل مولاه خامنئي كجلاد يصلح لقمع الشعب وإنقاذ النظام من الزوال.. لم يتأخر رئيسي كثيراً بعد قيام حماس بعملية طوفان الأقصى فاتصل بهم على الفور ليطمأن على سير العملية التي خططوا لها ومولوها من الإسم والرسم والمتطلبات وبعض الخبراء العرب تأكدوا أن العملية لحرس الملالي من اسمها، وفي الوقت الذي اتصل فيه رئيسي لتفقد الأوضاع واحتفال رجال خامنئي بالعملية كان الأمريكان يدافعون عن أحبتهم الملالي ويقولون بريئة إيران بريئة لا تفتروا إيران بريئة، وبعد تنبيه خرج خامنئي بعدها ليقول بريئة إيران بريئة، ويخرج بعدها رئيسي ليغني أمام الإعلام بنفس الأغنية ويقول بريئة ونحن لا نتدخل بالشأن الفلسطيني أبدا.. نعم لا يتدخل لكنه يأمر ويوجه ويمول ويدعم إلى حد إختيار إسم العملية، والحقيقة الجلية نعم إيران كشعب بريئة مما حدث في غزة تماماً لكن النظام متواطئ وهو أساس عملية طوفان الأقصى التي وفرت للغرب وللإحتلال فرصة تاريخية كانوا يحلمون بها من أجل القضاء على القضية الفلسطينية التي أرهقتهم وها هم يعملون على تثبيت خازوقهم بالمنطقة، وها هو قطاع غزة تمت إبادته وها هي الدول العربية تدخل في توتر وحرب مع الغرب، ويعود الفضل لملالي طهران.
يقول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لـ - رويترز: إن إيران لديها خطوط حمراء موضحاً أنه في حالة استمرار العملية العسكرية وخاصة شن هجوم بري على غزة فإنها ستتدخل؛ ولا زال الأمريكان يقولون بريئة، ويعود نظام الملالي الملائكي بنظر الأمريكان ليقول في الأمم المتحدة(قد نتدخل في غزة)، ثم يفيد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلا عن مصدرين دبلوماسيين بأن إيران حذرت إسرائيل برسالة عبر الأمم المتحدة من أنها ستتدخل في حالة استمرار العملية العسكرية في غزة، ولا نعرف ماذا نقول للغرب والأمريكان يبدو أنهم لا يفهمون الإنكليزية أم أنهم يستخفون بعقول البشر ومنهم شعوبهم.
ولتفقد أوضاع حماس إلتقى وزير خارجية النظام الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الدوحة بزعيم حركة حماس إسماعيل هنية، وفي إطار ثبات الملالي وحرسهم على المضي قدما في شق الفلسطيني بدعم حماس وتشجيعها يقول عبد اللهيان خلال لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند هناك فرصة للحل السياسي الآن وغداً سيكون قد فات الأوان مضيفاً أن إيران لا تريد أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية، وتريد المساعدة في إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.، ولا نعلم أي حل سياسي يتحدث عنه وزير خارجية الملالي ...؟ ثم يعود ويشير إلى أن كل الاحتمالات واردة في المنطقة مع استمرار جرائم الحرب في غزة؟
وفي تصريح رسمي لـ علي خامنئي ولي فقيه نظام الملالي قوله على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة " أن يتوقف فورا"، وأنه إذا استمرت إسرائيل في هجماتها "فلن يكون بإمكان أحد الوقوف بوجه قوى المقاومة" وبالطبع فإن المقاومة التي يعنيها الملالي ليست محددة بجهة بعينها كما تقول خارجية الملالي.. فماذا يعني ذلك برأيكم؟ هل لا تزال إيران الملالي بريئة؛ هذه التبرئة المقصود بها إثبات الإدانة "والعاقل يفتهم".
أما التصريح الرسمي الأهم والصريح فقد كان تصريح ما يسمى بـ الحرس الثوري على لسان العميد علي فدوي نائب القائد العام للحرس الثوري قوله إنه "قد حان الوقت لتحقيق الوعد بالقضاء على الكيان الصهيوني وإنهاء مسلسل الشر" مؤكدا أن "القدرات المتوفرة لدى الحرس الثوري ستستخدم في الوقت اللازم للقضاء على الكيان الصهيوني" هذا بحسب ما أوردته وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس، وأعرب الحرس الثوري الإيراني عن "أمله في إتاحة الفرصة لاستخدام قدرات إيران بمحو جبهة الباطل" مؤكدا أن "مصير الصهاينة إلى زوال".
ويبدو هنا أن هناك مساحة من الحرية المُتاحة للملالي وجبهتهم وحلفائهم للتصريح فيها بحريتهم ومهما كانت تصريحاتهم فهي بعيدة تماما عن الواقع؛ عن الواقع الذي يقول أن تحرير القدس عبر كربلاء قد أصبح متاحا منذ أكثر من عشرين عاما وقوات الملالي في لبنان والعراق منذ أكثر من عشرين عاما، ومتواجدة في سوريا منذ أكثر من عشر سنين لكنها لم تحرر القدس ولم تتجرأ بأن تُطلق إطلاقة واحدة حتى دفاعا عن النفس.
خلاصة القول
مأساة فلسطين المحتلة اليوم جزءا منها خبائث نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران الذي لم يبقي لأيٍ أمر قداسة، وأما المُحتل فمعروف ولا يدعي بالإيمان ويزايد على الحرص على الإسلام وتحرير فلسطين ونعرفه هو من يحتل فلسطين ويغتصب أرضها ولا يُنكر الإحتلال ذلك ولا يُنكر وحشيته وبربريته وإرهابه الواضح نهاراً جهاراً ويسمي ذلك هو وأذنابه بمسميات أخرى؛ مأساة العرب وفلسطين هي نظام الملالي الذي يعطل المراكب السائرة ولولا هذا النظام الذي كان معادياً للزعيم العربي المناضل أبوعمار لكانت دولة فلسطين قائمة اليوم كما قبلها الفلسطينيون أولي الأمر والعرب المساندين لهم.
وستستمر مأساة دول وشعوب المنطقة ومأساة الشعب الإيراني المنكوب ومأساة فلسطين على حالها وسيبقى العرب مهددون لطالما يسكتون ويقبلون ببقاء هذا النظام على سدة حكم إيران، وسيبقى العرب صرعى بين استهتار وإرهاب المُحتل الصهيوني ومخططات ومؤامرات نظام الملالي؛ أما فلسطين فلها وعد من الله العزيز على يد أحرارها، ولا شرعية اليوم في فلسطين سوى شرعية منظمة التحرير.
وإلى عالم أفضل بلا شعارت كاذبة وبقيم صادقة
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز