الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفال عربي إسلامي!!

شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)

2023 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بداية هذا المقال أحب أن اوضح أن السياسة لا تعنيني أبداً لأنها تدور حول دائرة مفرغة من الألعاب ومستنقع لا أريد أن أكون جزءاً منه , و منذ وقت ليس ببعيد أخترت الفن والثقافة والحب على السياسة وخصوصا السياسة في الشرق الأوسط , لكن يظل دائماً ما كنت اعتبره توغل السياسة في حياتي اليومية بعيدًا عن همي بالفن، أو عندما تقوم السياسة بفرض واقع جديد على الجميع أو تصبح السياسة اداة للقتل أو نشر الكراهية أو تستبيح قتل الآخر فقط لأنه يختلف في العقيدة والفكر تضحى هذه اشكالات لا يمكن الصمت عليها لأنها تؤسس لعالم تنتشر فيه الفوضى والكراهية على المستوى الاجتماعي والشخصي.

السبب الذي أثارني خلال اليوميين الماضيين لكتابة هذا المقال هو المشهد العربي والإسلامي وطريقة تعاطي العرب والمسلمين حول العالم مع الأحداث التي وقعت بين إسرائيل والفلسطينيين إثر الهجوم البربري الداعشي على الأطفال و النساء و كبار السن، عزل في بيوتهم وشباب و شابات يحتفلون في مهرجان موسيقي حتى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت و جميعنا في الوطن العربي كنا نعيش يوم سبت هادئ كغيره من الأيام , وكعادتي كل يوم عندما أستيقظ اشاهد الأخبار, عندما صدمت بخبر حول وقف التصعيد بين حماس الإرهابية وإسرائيل وما تصورته في تلك اللحظة هو فقط التصعيد الذي تعودنا عليه وأحد دوائر الصراع التي تحدث بين الطرفين الذي اعتدنا عليه غالبًا غير أن ما شاهدت لحظتها من فرح عارم عم الشارع العربي تخللته احتفالات و توزيع الحلوى والأهازيج امتلأت انتشرت بعموم الشارع في الوطن العربي حتى اسرعت إلى مشاهدة الأخبار بالتفصيل , حينها أصابني الذهول والفزع والخوف من تلك المشاهد المروعة التي كان يحتفل بها العالم الإسلامي , على ماذا كانوا يحتفلون؟ على اختطاف عجائز هربوا ونجوا من المحرقة النازية واليوم يختطفون من نازيون جدد... ماذا يعني خطف فتاة بعمري وأقل عمرا اًكانوا يحتفلون لا غير، لقد تم تقطيع الرؤوس وحرق البشر وافعال لا يرتكبها إلا إنسان متوحش مكانه الغابة وليس بهذا العالم، ما أخافني أكثر هو احتفال الجميع بهذا النصر الداعشي الهمجي وما أتعبني أكثر هو أن أحدهم كان يقول على إحدى القنوات الداعشية الإخوانية أن السلام لا يأتي إلا بهذه الطريقة.

ما أخافني وأفزعني أن جميع من احتفلوا ووزعوا الحلوى هم بشر نلتقيهم كل يوم ونضحك معهم ونعمل معهم، هل هذا معنى السلام في نظر بعض العرب المسلمين أن تدخل بيوت البشر العزل وتختطفهم وتغتصبهم وتقطع رؤوسهم وتحرقهم وتروع أطفالهم والمدنيين العزل، هل هذا هو الإسلام أن تدخل حفل موسيقي وتقوم بأعمال حيوانية هيبة مقززة؟ هل يسترد ذي الحق حقه كما يعتقدون بمهاجمة الناس في بيوتهم بهذه الطريقة؟ وإلى كل من أحتفل بتلك الأحداث هل تقبل ان تعيش أنت وأسرتك في مكان تكون فيه مهدد بهذه الطريقة الوحشية؟ وأغلب منهم يا للغرابة يعيشون ويلجئون إلى الدول الغربية لأنهم لم يجدوا الحرية والأمان في دولهم، معظمهم هربوا من بطش الأنظمة الدموية، والأن يحتفون بالأعمال الإجرامية التي ارتكبت في حق مدينين عزل، لا يوجد عقل سوي طبيعي يشاهد ما حدث يوم السابع من أكتوبر ولا يصيبه الفزع والخوف من تلك المشاهد.

هناك حق مشروع وسلام وعادل يجب أن يحصل عليه الجميع والشعب الفلسطيني يستحق مثل كل شعوب الأرض السلام والكرامة ووطن يعمل فيه وبناء عائلة وبيت ويفرح مثل غيره، كما الشعب الإسرائيلي يستحق أن يعيش بأمان وسلام وهذا حق مشروع لكل إنسان حر. أما ما حدث بعد ذلك الهجوم يدفع ثمنه ايضاً شعب أعزل أخذ يدفع ثمن مغامرة غير محسوبة وبربرية هل سأل أحد قبلها من أهل غزة قبل القيام ببهذه العملية الوحشية من هم الأبرياء الذين سيدفعون ثمن ذلك؟ لم يستشرهم أحد بها وكل ذنبهم أنهم محكومون من قِبل جماعة إرهابية إخوانية. إن السلام في نظر بعض العرب والمسلمين لا يأتي إلا بالحرق و القتل و التنكيل والاغتصاب هذا مشهد تعودنا عليه في الدول الإسلامية عند كل منعطف أو سقوط نظام هنا أو هناك , و السلام في المنظور الإسلامي هو أقتل كل من يختلف منك وأسحل كل صوت مختلف بكل قوة وبعدها أذرف دموع التماسيح وسوف تصدقك أغلب العقول الفارغة إن كل ما تفعله هو مبرر مقابل السلام الوهمي هو حق مشروع في نظر الإسلام السياسي لمحاربة الصهيونية والغرب المتغطرس , و نحن كعرب مسلمين لم نخترع حتى الفوط الصحية النسائية , أي سلام هذا الذي لا يأتي سوى بالدم و البطش و القتل؟

الشرق الأوسط من خبرتي القصيرة في هذه الحياة أصبحت على يقين أن السلام الذي نعرفه السلام الحقيقي السلام الذي جميعنا نعرفه السلام الذي يبني الدول، السلام الذي ينمي اقتصاد قوي, السلام الحضاري الثقافي, الإنساني الذي يعزز المكانة الإنسانية و يجعل من الدول منارات مضيئة هذا هو السلام المنشود، أما السلام الدموي فهو لن يجلب لنا إلا الدمار و الخراب والمجاعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحب في زمن الصلاعمة
بارباروسا آكيم ( 2023 / 10 / 23 - 23:01 )
و الله سيدتي الناس العاقلين مثلك صاروا عملة نادرة
فالمنطقة مشحونة بالصلاعمة و عبيد الملى و المخرفين المهوسيين

بالفعل انسانة رائعة
إحترامي ..


2 - شكرا ست شروق مقالتك حكمه ودرس بليغ لشعوبنا الغارقه
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 10 / 24 - 16:01 )
بمستنقع الجهل الاسلامي وعنصرية البؤس التخلفي العربجي-مالم نزيل عن عقول ناسنا عفونات الصحراء ودموية التوحش سنبقى عبيدا للدواعش وفروخها حماس وجهاد يسيرهم الوحش خامنئي للانتحار الجماعي تحت راية الله اكبر ومحمد رسوله المخزيه الداعشية الحماسية الاخونيه النصرويه ومعها ميليشيات المجرمين من بعض جهلة الشيعه الخمينية العار على الانسانية-تحياتي