الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى التدين في الأسلام

يوسف يوسف

2023 / 10 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
بالعموم .. لا بد لنا أولا أن نعرف " الفوضى " : الفوضى ، هي أي فقدان للنظام والترابط بين أجزاء مجموعة أو جملة أجسام سواء كانت جملة فيزيائية أو مجتمع إنساني أو اضطرابات قبيلية أو سياسية مثل فقدان الأمن في منطقة معينة .

الموضوع :
* الفوضى الدينية تفرز دوما مما هو ليس من المتوقع ، فهي ضياع ما يربط المجتمع الواحد من أواصر .. وفي نطاق المعتقد الديني / الأسلامي بالتحديد ، هي عملية أحياء وخلق " أفكار وممارسات وأفعال .. " ماضوية و قبائلية وبدوية وجاهلية ، لا تمت للحاضر بصلة ، ومحاولة أيقاعها على الزمن الحالي ، ومن أيقاعاتها / مثلا ، تكريس ألغاء الأخر .

* الفوضى في التدين ، تضع غشاوة على عقلية المجتمع ، يصنع هذه الغشاوة ، رجال وشيوخ الدين والدعاة .. بخطبهم ومحاضراتهم ومنشوراتهم وندواتهم ، فيصبح المجتمع منجرا الى ممارسة العقائد بشكل متزمت وبأسلوب تطرفي ، تجعله يرى من توجيه رجال الدين ، أمرا قدسيا ، فيقع في فوضى عقلية ، بين ما يجب أن يكون ، وبين ما يلزمه رجال الدين .

* أتباع / جمهورالفوضى ، يتكون لهم مخيال للدين ، يفوق عقيدة الدين ذاته ، فهم بفوضى في فهم العقائد ، هذه الفوضى تجعلهم يميلون الى أي جهة يميل لها رجال الدين ، فالدعاة ، حطموا ركائز التعايش المجتمعي ، مثلا بدعوة الأتباع للجهاد وفق الآية التالية / على سبيل المثال وليس الحصر ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين / 147 سورة آل عمران ﴾ ، والجهاد حطم ما تبقى من الألفة في المجتمع .

* الفوضى العقائدية ، قد تتحول الى فوضى عقلية ، فيصبح الأتباع ليسوا فقط منقادين عقائديا الى توجيه رجال الدين / بمختلف تصنيفاتهم ، ولكنهم قد يغيبون عقليا أيضا ، وهذا الوضع يؤثر على المجتمع ككل مستقبليا .. فمصر / مثلا ، في الستينات والسبعينات مجتمعيا ، هي ليست مصر ، ما بعد 2000 ، ففوضى التدين عمت البلد ككل ، وقد أصبحت فوضى التدين في مصر واقع حال ، لا يمكن الفرار والأنفلات منه ! .

أضاءة :
من أفرازات فوضى التدين ، هو أندفاع الأتباع / خاصة الشباب منهم ، الى الألتحاق بالمنظمات الأرهابية الأسلامية .. القاعدة وداعش والنصرة وغيرها ، وهذا تحقق كنتيجة حتمية للتغييب العقلي للأتباع .. خلاصة الأمر : أري أنه من الضروري من دور واجب ، للمفكرين والحداثوين والمتنورين .. للعمل من الحد من هذا المد في الفوضى في التدين ، وذلك من أجل أرجاع المجتمع الى قواعده الأساسية ، في التعايش والألفة ، ويقف في مقدمتها قبول الأخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت