الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 79

عبدالرحيم قروي

2023 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مؤلف جناية البخاري إمام المحدثين
لزكريا أوزون
الحلقة التاسعة

الفصل السابع
البخارى والمرأة
توطئة: من يبـحث الأحاديث المتعلـقة بالـمرأة فى صحـيح البـخارى وغـيره بعـمق وحـياد يجد أن الـمرأة لا تتـساوى مع الرجل، وإنـها فى النسق الثانى دومًا ولا يمكنها أن تكون صنوه، وذلك بالرغم من كل أساليب التلميع والتخريجات والتبريرات التى يتبناها السادة العلماء الأفاضل.
والحقيقة التى يتوجب على ذكرها-بكل جرأة هنا-أن دعاة المسلمين على اختلاف مستوياتهم قد نجحوا بزرع عقدة النقص والدونية فى المرأة المسلمة لدرجة أنها أصبحت تدخل فى بنيتها الجينية وأقنعوها بأن تلك العقدة المرَضية هى ميزة تتمتع بها الأنثى المسلمة دون غيرها من نساء الأرض. وجعلوا المرأة المسلمة مُنَظِّرَة فى الاحتقار الذاتى والدونية بملء إرادتها وكامل وعيها وتصميمها حتى أنك تجد المعلِّمة والمهندسة والطبيبة وعالمة الذرّة تقر بأن الرجل أفضل منها وأن له القوامة عليها وإن كان يفتقر إلى الحد الأدنى من العلم والثقافة.
وسترى الأخت المسلمة من خلال ما سيتم استعراضه من أحاديث-وهى غيض من فيض-أنها مسلوبة الحقوق ومُهمَّشة ومستبعدة فى معظم الأحيان عن القضايا الأساسية والأمور الهامة؛ علمًا أن الله-عزّ و جلّ-قد كرّمها كثيرًا فى كتابه العزيز وهو ما سأحاول بحثه فى نهاية هذا الفصل.
كلمة أخيرة قبل أن أبدأ سرد الأحاديث أقولها للمرأة التى أحبها من كل قلبي، أحبها لأنها أمى وأختى وزوجتى وابنتى وصديقتى وحبيبتى وزميلتى ودنيتى كلها: عليكِ أن تطالبى بحقكِ الذى وهبكِ الله-عزّ وجلّ-إياه واغتصبه منكِ أصحاب التفكير الذكورى الممثل برجال الدين وأتباعهم الكثر. عليكِ أن تعملى وتتعبى وتجتهدى للحصول على ذلك، واعلمى أن صاحب الحق هو الأولى بتحصيل حقه وتذكرى قول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وتذكرى أن الأم التى تعشق رضيعها وتدفع حياتها للحفاظ عليه قد تسهو عنه وتنساه إذا لم يشعرها بحاجته للعناية به وإرضاعه عبر بكائه وصراخه.
متن الحديث (1):
حديث أبى هريرة، قال: قال النبى (ص):" إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع ". (أخرجه البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 85-باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها).
الشرح والمناقشة (1):
الحديث يبيّن بوضوح تام أن الملائكة هى عون الزوج على زوجته، حيث تقوم بلعنها حتى ترجع إذا لم تلبى دعوته للفراش، وقد وردت أحاديث مشابهة بمعانى مختلفة(1) وجميعها تؤكد أن الجنس عند المرأة بهيمى مجرد من العواطف والمشاعر الإنسانية وعليها أن تكون جاهزة دومًا عندما يريدها الزوج وبدون أى تردد أو تذمر. وهنا يحق لنا أن نسأل: ما حال الزوجة الراغبة فى الجماع التى يعرض زوجها عنها؟! ما هو حكمها؟! ومن سيدعمها؟! ومن سيلعن زوجها معها؟!
أم أن أنوثتها وعفتها وكمالها وأخلاقها وحياءها ستمنعها من ذلك لتجنب زوجها لعنات الملائكة التى ما عرفناها إلا مسبحة ذاكرة لاسم الله ولاعنة على لسان أبى هريرة!!
متن الحديث (2):
حديث أبى هريرة، عن النبى (ص): " لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ". (أخرجه البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 84-باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا).
الشرح والمناقشة (2):
المرأة هنا لا تملك حق عبادة الصوم دون إذن زوجها وبالرغم من عمومية اللفظ فيه (لا تصوم المرأة) دون استثناء لشهر رمضان أو غيره فإن صيام رمضان يبقى استثناء كونه فرضًا فى الذكر الحكيم على كل المسلمين والمسلمات.
ومع ذلك فإن لا يمكنها أن تجتهد وتزيد فى عبادة صيامها إلا بإذن من سيدها (زوجها). أما الزوج فلا عذر له ولا حرج؛ يصوم ويفطر متى يشاء وأنى شاء وكيفما شاء! مع الإشارة إلى أن المرأة أدنى فى ذلك لأنها تحتاج إلى تعويض أيام إفطارها وقت حيضها.
متن الحديث (3):
حديث لأبى هريرة، أن رسول الله (ص)، قال: " المرأة كالضلع إن أمَمْتَها كسرتها، وإن اسْتَمْتَعْتَ بها اسْتَمْتَعْتَ بها وفيها عِوَج". (أخرجه البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 79-باب المداراة مع النساء).
متن الحديث (4):
عَنْ‏ ‏أَبِى هُرَيْرَة، ‏عَنْ النَّبِى ‏‏(ص) ‏‏قَالَ: ‏‏مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِى جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. (أخرجه البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 80-باب الوصاة بالنساء).
الشرح والمناقشة (3) و(4):
المرأة حسب الحديثين السابقين معوّجة لا أمل فيها وعلى الرجل أن يستمتع بها وكأنها قطعة حلوى أو لفافة تبغ أو سيجار فاخر وفيها ذلك العوج.
واطلب هنا من الأخ القارى متابعة ماجاء فى كتب الأثر فى شرح الحديثين السابقين حيث نلاحظ تأكيد السادة العلماء والفقهاء على ذلك العوج وعلى طيش وسذاجة المرأة التى يقوم الذَّكَر الحكيم بتحملها دائما.
-الضلع: عظم مستطيل من عظام الجنب منحن؛ مؤنثة. أن أقمتها: أى أن أردت إقامتها. العوج: قال أهل اللغة: العوج بالفتح فى كل شخص, وبالكسر فيما ليس بمرئى كالرأى والكلام؛ وفى هذا الحديث ملاطفة: النساء والاحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب, وأنه لايطمع فى استقامتهن.
-واستوصوا: ألا أوصيكم بالنساء خيرا: ألا فاقبلوا وصيتى فيهن؛ لأن الاستيصاء استفعال وظاهره طلب الوصية وليس هو المراد, ويجوز أن يكون من الخطاب العام أى يستوصى بعضكم من بعض فى حق النساء. من ضلع: معوج فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بمدراتهن والصبر على اعوجاجهن, والضلع استعير للمعوج, ألا خلقن خلقًا فيه اعوجاج بكأنهن خلقن من أصل معوج؛ وقيل أراد به أن أول النساء حواء خلقت من ضلع آدم. أعلاه: ذكره تأكيدًا لمعنى الكسر, أو ليبين أنها خلقت من أعلى أجزاء الضلع وهو أعوجه. لم يزل أعوج: فيه الندب إلى مداراة النساء وسياستهن والصبر على عوجهن, وأن من رام تقويمهن رام مستحيلا وفاته الانتفاع بهن, مع أنه لاغنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها, ويستعين بها على معاشه, قال:
هى الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمع ضعفًا واقتدارًا على الهوى؟ أليس عجيبًا ضعفها واقتدارها؟
فكأنه قال الاستمتاع بها لايتم إلا بالصبر عليها؛ قال الغزالى: وللمرأة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف وأن يحسن خلقه معها, قال وليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها بل احتمال الأذى منها بالحلم عن طيشها وغضها اقتداء برسول الله (ص),فقد كان أزواجه يراجعنه الكلام, وتهجره إحداهن الى الليل, وأعلى من ذلك أن الرجل يزيد على احتمال الأذى بالمداعبة فهى التى تطيب قلوب النساء.ا. هـ.
متن الحديث (5):
حديث علىّ، قال: ‏سَمِعْتُ النَّبِى ‏‏(ص) ‏يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا‏ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ،‏‏ وَخَيْرُ نِسَائِهَا‏ ‏خَدِيجَةُ. (اخرجه البخارى فى: 60-كتاب الانبياء: 45-باب " واذ قالت الملائكة يامريم أن الله اصطفاك"
متن الحديث (6)
عَنْ ‏‏أَبِى مُوسَى،‏ ‏قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏(ص)‏: ‏كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا ‏‏آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، ‏‏وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ. ‏‏وَإِنَّ فَضْلَ ‏‏عَائِشَةَ ‏‏عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ ‏‏الثَّرِيدِ ‏‏عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ. (أخرجة البخارى فى: 60-كتاب الانبياء: 32-باب قول الله تعالى-" وضرب الله مثلا للذين آمنوا")
الشرح والمناقشة (5) و(6):
يلاحظ أن لامكان للسيدة فاطمة-ابنة الرسول-بينهن؛ وقد اكتملت اثنتان فقط من النساء بدون عوج. وبالرغم من اختلاف معطيات الحديثين حول كمال وخير النساء فإننا نجد أن من كمل من الرجال كثير أما النساء فاثنتان فقط!! ألحقت بهما عائشة حياء علما أن هناك كثيرًا من الناس لايأكلون الثريد (فتة اللحمة) ولا يفضلونه أبدًا على سائر الطعام.
وأكمل النساء أو أخيرهن لايعنى دخولهن الجنة, لهذا نرى السادة العلماء الأفاضل قد ذكروا أسماء العشرة المبشرين بالجنة من الرجال, ولم يضيفوا لهم امراة واحدة, ولتكن السيدة خديجة التى كانت أول من نصر وساعد وآمن بالرسول الكريم!! وهى من قريش!! وهنا لابد من الإشارة إلى أن السيدة عائشة لم توافق على هذين الحديثين حيث رأت نفسها أفضل من السيدة خديجة حسب ما جاء فى الحديثين التاليين:
متن الحديثين (7) و(7-1):
عَنْ ‏‏عَائِشَةَ، ‏قَالَتْ:‏‏ اسْتَأْذَنَتْ ‏‏هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، ‏‏أُخْتُ ‏‏خَدِيجَةَ، ‏‏عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏‏(ص). ‏‏فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ ‏‏خَدِيجَةَ، ‏‏فَارْتَاعَ ‏‏لِذَلِكَ، فَقَالَ: ‏‏اللَّهُمَّ ‏‏هَالَةَ. ‏‏قَالَتْ: فَغِرْتُ فَقُلْتُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ ‏‏قُرَيْشٍ، ‏‏حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هَلَكَتْ فِى الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا. (أخرجه البخارى فى: 63-كتاب مناقب الانصار: 70-باب تزويج النبى(ص) خديجة وفضلها).
متن الحديث (7-1):
عَنْ ‏‏عَائِشَةَ، ‏أَنَّ النَّبِى ‏‏(ص) ‏‏قَالَ لَهَا: ‏‏أُرِيتُكِ فِى الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِى أَنْتِ، فَأَقُولُ: أن يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ. (أخرجه البخارى فى: 63-كتاب مناقب الانصار: 44-باب تزويج النبى (ص) عائشة وقدومها المدينة).
متن الحديث (8):
عَنْ ‏‏أَبِى هُرَيْرَةَ، ‏عَنْ النَّبِى‏ ‏(ص): " ‏لَوْلا ‏‏بَنُو إِسْرَائِيلَ ‏‏لَمْ ‏‏يَخْنَزْ ‏‏اللَّحْمُ، وَلَوْلا ‏‏حَوَّاءُ ‏‏لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا. (أخرجة بالبخارى فى 60-كتاب الانبياء: 1-باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته).
الشرح والمناقشة (8):
من الناحية العليمة والعملية يخنز اللحم (أى ينتن) وكذلك فالمرأة تخون زوجها كحقيقة علمية وموضوعية-حسب أبى هريرة-فكما أن اللحم ينتن, فإن المرأة تخون؛ ومن هى الخائنة للزوج تحديدا!؟! من هى خائنة بيت الزوجية؟! أليست الزانية!! فما رأيك سيدتى المرأة وما هو مبرر صلاتك وصيامك وحجابك مادمت خائنة لزوجك دوما.
متن الحديث (9):
عَنْ ‏‏أُسَامَةَ،‏عَنْ النَّبِى ‏‏(ص) ‏‏قَالَ: ‏‏قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ. غَيْرَ أن أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إلى النَّارِ. وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ. (أخرجة البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 17-باب مايتقى من شؤم المرأة).
الشرح والمناقشة (9):
الحديث يبشر المساكين بالجنة؛ وأصحاب (الجد) البخت فى الدنيا والغنى فهم على الانتظار للحساب على باب الجنة, أما النساء فلا خوف عليهن فهن عامة أهل النار وستمتلئ النار بهن ويتفق معنى هذا الحديث مع ما يلية من مبررات فى الحديث التالى:
متن الحديث (10):
عَنْ‏ ‏أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى،‏ ‏قَالَ‏: ‏خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏‏فِى أَضْحَى أو فِطْرٍ إلى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ‏‏تَصَدَّقْنَ فَإِنِّى ‏‏أُرِيتُكُنَّ ‏‏أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ ‏‏اللَّعْنَ ‏‏وَتَكْفُرْنَ ‏‏الْعَشِيرَ، ‏‏مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ ‏‏لِلُبِّ ‏‏الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ. قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إذا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا. (أخرجة البخارى فى:-كتاب الحيض: 6-باب ترك الحائض الصوم).
الشرح والمناقشة (10):
ونلاحظ فى ذلك الحديث تأكيدًا لمعنى الحديث السابق مباشرة (9) وإذا كان النقصان قد حدد موضعه فى الحيض والشهادة, مما يؤكد على عدم كمال المرأة ومساواتها للرجل مهما سعت لذلك, فإن الحديث يبين بوضوح أن أكثر أهل النار من النساء.
وهنا نأمل أن لايعلق أحدهم بأن تعداد النساء فى العالم أكثر من الرجال وكذلك سيكون حالهم فى النار!! ذلك أن كافة الأحاديث المذكورة لم تتعرض لذلك وإنما أعطيت الأسباب الداعية لكثرةالنساء فى جهنم من الخيانة إلى كثرة اللعن إلى عدم الكمال إلى الفتنة... وإلى غير ذلك من العيوب والنوقص التى جمعت فى المرأة.
متن الحديث (11):
عن هبد الله بن عمر، قال: سمعت النبى (ص) يقول: "إنما الشؤم فى ثلاثة: فى الفرس والمرأة والدار" (أخرجة البخارى فى: المختصر 60-كتاب الجهاد).
الشرح والمناقشة (11):
المرأة مصدر شؤم وهى تتساوى فى ذلك مع الحيوان (الفرس) والجماد (الدار), ولا غرابة فى ذلك. فقد جاء فى حديث آخر ما نصه "يقطع صلاة المرء كلب أو حمار أو امرأة". مما جعل السدة عائشة تستنكر ذلك بشدة كما فى الحديث التالى:
متن الجديث (12):
‏عَنْ ‏‏عَائِشَة، ‏ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ، الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. فَقَالَتْ شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلابِ! وَاللَّهِ‏ ‏لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِى ‏‏(ص)‏‏ يُصَلِّى وَإِنِّى عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، مُضْطَجِعَةً، فَتَبْدُو لِى الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أن أَجْلِسَ فَأُوذِى النَّبِى ‏‏(ص)، ‏‏فَأَنْسَلُّ ‏‏مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ. (أخرجة البخارى فى: 8-كتاب الصلاة: 105-باب من قال لايقطع الصلاة شئ).
متن الحديث (13):
حديث أسامة بن زيد عن النبى(ص)،قال: "ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء".
الشرح والمناقشة (13):
فتنة المرأة أشد الفتن ضررًا على الرجل!! إنه بانى الحضارة والمجتمع وفاتح البلاد ومخلص العباد, أما المرأة فهى فتنة!! وهنا أورد شرح ذلك الحديث حسب ماجاء فى الأثر تاركًا للأخت المسلمة معرفة مكانتها الحقيقية فى عيون العلماء والفقهاء؛ مع الإ شارة إلى أن الاستشهاد بقولة تعالى فى الشرح الوارد لايفيد أن المرأة فتنة, وأن تلك الآية {زين للناس حب الشهوات من النساء...} تمثل نصًا مقدسًا إلا أن فهمها غير مقدس أبدا!
-ماتركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء: فالفتنة بهن أشد من الفتنة بغيرهن. ويشهد لذلك قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء} فجعل الأعيان التى ذكرها, شهوات: حين أوقع الشهوات أولا مبهمًا, ثم بينها بالمذكورات. فعلم أن الأعيان هى عين الشهوات. فكأنه قيل: زين حب الشهوات التى هى النساء. فجُرِّد من النساء شئ يسمى شهوات. وهى نفس الشهوات. كأنه قيل: هذه الأشياء خلقت للشهوات والاستمتاع بها لاغير. لكن المقام يقتضى الذم. ولفظ الشهوة عند العارفين مسترذل. والتمتع بالشهوة نصيب البهائم. وبدأ بالنساء قبل بقية الأنواع,إشارة الى أنهن الأصل فى ذلك. وتحقيق كون الفتنة بهن أشد، أن الرجل يحب الولد لاجل المرأة. وكذا يحب الولد الذى أمه فى عصمته, ويرجحه على الولد الذى فارق أمه بطلاق أو وفاة, غالبًا. وقد قال مجاهد فى قوله تعالى: {أن من أزوجكم وأولادكم عدوا لكم}-قال: تحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه؛ فلا يستطيع من حبه إلا الطاعة. وقال بعض الحكماء: النساء شر كلهن, وأشر مافيهن عدم الاستغناء عنهن. ومع أنهن ناقصات عقل و دين, يحملن الرجل على تعاطى مافيه نقص العقل والدين؛ كشغله عن طلب أمور الدين, وحمله على التهالك على طلب الدنيا, وذلك أشد الفساد. ا. هـ. قسطلانى.
متن الحديث(14):
حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، ‏قال: ‏تَزَوَّجْتُ. فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏مَا تَزَوَّجْتَ؟ فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ‏‏ثَيِّبًا. ‏‏فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَى وَلِعَابِهَا. ‏فَذَكَرْتُ ذَلِكَ ‏لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، ‏فَقَالَ ‏‏عَمْرٌو: ‏‏سَمِعْتُ ‏‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ‏‏يَقُولُ: ‏‏قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏هَلا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ. (أخرجه البخارى فى: 67-كتاب النكاح: 10-باب تزويج الثيبات).
الشرح والمناقشة (14):
جاء ذلك الحديث فى مواضع (أبواب) عدة من صحيح البخارى وبروايات مختلفة لراو واحد. وبالرغم من تناقض متون روايات ذلك الحديث إلا أنها أكدت جميعها على عنصر مشترك فيما بينها وهو أن الرسول الكريم كان حريصًا كل الحرص على أن يعرف من الصحابى جابر بن عبد الله-راوى الأحاديث-فيما إذا كانت زوجته بكرا(عذراء) أم ثيبا.
وقد أسف الرسول لجابر الذى تزوج ثيبًا لأن تقبيل البكر يختلف تمامًا عن الثيب! ولنتابع هنا الشرح الوارد فى الأثر لذلك الحديث:
ما لك وللعذارى: أى الأبكار, ولعابها: مصدر من ملاعبة وروى ولعابها بضم اللام والمراد به الريق وفيه إشارة إلى مص لسانها ورشف شفتها وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل. هلا جارية تلاعبها وتلاعبك: تعليل لتزويج البكر لمافيه من الألفة التامة, فإن الثيب قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول, فلم تكن محبتها كاملة بخلاف البكر. ا. هـ.
أخيرًا أقول: أن نسب ذلك الحديث إلى الرسول الكريم وبهذه الطريقة غايته الأولى والأخيرة إرضاء رغبات وشهوات ونزوات المجتمع الذكورى على حساب سنة الرسول الذى لم يطبق ذلك على نفسه فى كل زيجاته-باستثناء السيدة عائشة.
متن الحديث(15):
عَنْ ‏‏سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: ‏أَنَّ ‏‏امْرَأَةً ‏‏جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏(ص)، ‏‏فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! جِئْتُ لأهَبَ لَكَ نَفْسِى، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص)، ‏‏فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ؛ فَلَمَّا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أن لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. فَقَالَ: ‏‏هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: اذْهَبْ إلى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا. فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ؛ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. قَالَ: انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ. فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِى (قَالَ ‏‏سَهْلٌ ‏‏مَا لَهُ رِدَاءٌ) فَلَهَا نِصْفُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟ إن لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ. فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ. ثُمَّ قَامَ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص) ‏‏مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِى، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ: مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: مَعِى سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا؛ عَدَّهَا. قَالَ: أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ. (أخرجة البخارى فى: 66-كتاب فضائل القرآن: 22-باب القرائة عن ظهر قلب).

الشرح والمناقشة(15):
أن تهب المرأة نفسها للرجل أمر يعود إليها, وهو حق كان يختص به النبى دون غيره والمؤمنين (كما فى حقه فى الفئ والغنائم.....) وقد استنكرت السيدة عائشة مثل ذلك التصرف من أية امرأة حسب ماورد فى الأثر, إلا أن مايهمنا فى ذلك الحديث هو العبارة الأخيرة التى نسبت للرسول الكريم وهى: " اذهب فقد ملكتها بما معك من قرآن" فهل المرأة متاع أو شئ, أو حيوان يملك؟! ولماذا لاتقبل الفتاة المسلمة اليوم خاتم حديد أو رجلا يحفظ بعض آيات الذكر الحكيم لتطبق سنة الرسول بذلك؟ أخيرًا فقد وردت أحاديث أخرى تفيد أن الرسول انتقى بل أخذ صفية بنت حيى سيدة قريظة والنضير من الصحابى دحية وجعلها زوجة له (راجع البخارى-8 كتاب الصلاة).
متن الحديث(16):
حديث أُمِّ حَبِيبَةَ، و‏‏زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، ‏‏وأُمَّ سَلَمَةَ؛ أزواج النبى (ص)، و‏‏زَيْنَبُ ابنة أبى سَلَمَةَ، قَالَتْ ‏زَيْنَبُ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ حِينَ تُوُفِّى أَبُوهَا، ‏‏أبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، ‏‏فَدَعَتْ ‏‏أم حَبِيبَةَ ‏‏بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَةٌ، خَلُوقٌ أو غَيْرُهُ، فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِى بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏(ص)، ‏‏يَقُولُ: ‏‏لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أن تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، إِلا عَلَى زَوْجٍ؛ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.
‏قَالَتْ ‏‏زَيْنَبُ: ‏‏فَدَخَلْتُ عَلَى ‏‏زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، ‏حِينَ تُوُفِّى ‏‏أَخُوهَا، ‏‏فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا لِى بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏(ص)‏ ‏يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: ‏‏لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أن تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، إِلا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.
‏قَالَتْ ‏‏زَيْنَبُ: ‏‏وَسَمِعْتُ ‏‏أُمَّ سَلَمَةَ ‏تَقُولُ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ‏‏(ص)، ‏‏فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إن ابْنَتِى تُوُفِّى عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَدْ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا، أَفَتَكْحُلُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏لا. مَرَّتَيْنِ أو ثَلاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏(ص): ‏‏إِنَّمَا هِى أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِى الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِى بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ. ‏
‏قَالَ ‏‏حُمَيْدٌ(الراوى عن زينب) ‏‏فَقُلْتُ ‏‏لِزَيْنَبَ: ‏‏وَمَا تَرْمِى بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ؟
فَقَالَتْ ‏‏زَيْنَبُ: ‏‏كَانَتْ الْمَرْأَةُ إذا تُوُفِّى عَنْهَا زَوْجُهَا، دَخَلَتْ ‏‏حِفْشًا ‏‏وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ. ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أو شَاةٍ أو طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ، فَقَلَّمَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلا مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى ‏‏بَعَرَةً فَتَرْمِى، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أو غَيْرِهِ.
‏‏سُئِلَ ‏‏مَالِكٌ (أحد رجال السند) ‏‏مَا تَفْتَضُّ بِهِ؟ قَالَ ‏‏تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا. (أخرجه البخارى فى: 68-كتاب الطلاق: 46-باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا).
الشرح والمناقشة(16):
كما نرى فالحديث ترويه زينب بنت أبى سلمة ويتألف من ثلاثة مقاطع رئيسة؛ فى كل مقطع تثبت فيه إحدى زوجات النبى أنه يتوجب على المرأة أن تحد على زوجها-أربعة أشهر وعشرا-دون غيره من الأقارب والأحباب.
فالسيدة أم حبيبة تتطيب بالخلوق (الطيب) بعد وفاة أبيها أبى سفيان تطبيقًا لذلك الحديث. وكذلك تفعل السيدة زينب بنت حجش ولكن بعد وفاة أخيها.
أما السيدة أم سلمة فتقول رواية مفادها: أن امرأة مات زوجها فاشتكت من عينيها وأرادت معالجتها بالكحل فمنعها الرسول من ذلك مرتين أو ثلاثا؛ علما أن الكحل هو العلاج السائد آنذاك! وجاء فى نهاية الحديث عبارة هى "كانت إحداكن ترمى بالبعرة على رأس الحول".
ويبين حميد-راوى الحديث عن زينب-المقصود برمى البعرة على رأس الحول وأقوم هنا بدورى بشرح تبيان حميد:
(فالبعرة) هى رجيع (وسخ) ذى الخف والظلف, أما (الحفش) فهو بيت صغير جدًا-من الشعر-تدخله المرأة التى مات عنها زوجها-فى الجاهلية-فلا تمس ماء, ولا تقلم ظفرًا ولاتزيل شعرًا ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر (لتفتض) تكسر ما هى فيه من العدة بحيوان أو طائر تمسح به قُبلها وتنبذه فلا يكاد يعيش مايفتض به, ثم ترمى بعد ذلك البعرة معلنة نهاية حدادها!!
وهكذا يبدو من الحديث أنه لايحق لامرأة أن تحزن على ابنها أو ابنتها أو أخيها أو أمها...إلخ.... إلا ثلاثة أيام فقط!! لايحل أكثر من ثلاثة أيام!! وكأن المشاعر والأحساسيس والعواطف الأنسانية تحدد بيوم وليلة!! وكأن العطر أو الكحل أو اللباس يخفف من الحزن أو يزيد منه. كما أن ماجاء فى كتاب الله من حكم العدة خفف عن المرأة مدة سجنها وأسرها-فى الجاهلية-من سنة(حول) إلى أربعة أشهر وعشرة أيام.
ولعل العرب-قبل الإسلام-قد خففوا بذلك عن المرأة فى الشرق الاقصى التى كانت تدفن مع زوجها حية؛ وجاء الإسلام ليخفض الحول (العام) إلى أقل من ذلك؛ واليوم مع تطورات الغرب خفف عن المرأة أيضًا حيث أصبحت عدتها تنتهى بساعات مع نهاية حصولها على نتائج تحليل حملها المخبرى.
وأخيرًا فإن ذلك-إن صح-طبقه النبى على أناس معينين فى زمان ومكان معينين, فلا يمكن لرسول الرحمة أن يمنع امرأة من علاج عينيها بحجة الحداد على زوجها!! إلا أن يكون عارفًا بكذب أو خداع أو عدم حسن نوايا تلك المرأة فأمرها بما ينسجم مع حالها ولاينطبق علينا اليوم.
أما قصة البعرة والحول فهى من اجتهادات الراوى أو الناقل ولا علاقة لرسولنا الكريم بتلك العادات الذكورية البائدة.
النتيجة:
المرأة دون الرجل حسب صحيح البخارى كما رأينا فى الأحاديث السابقة. وقد روى أو هريرة الكثر من تلك الأحاديث ونسبها إلى الرسول الكريم. وإننى إذ أرى فى أبى هريرة-بكل حيادية وموضوعية-وبعد دراسة سيرته وشخصيته وحياته, رجلا مليئا بالعقد والأمراض النفسية الناجمة عن مظهره ونشأته وأصوله والتى عبر عنها بهجومه على المرأة أحيانا, وعلى بعض الصحابة أحيانًا وبوقوفه مع بعض الخلفاء أحيانًا أخرى, فإن القرآن الكريم قد خالف كل ماجاء عن المرأة فى تلك الأحاديث كما يلى:
كل ماجاء عن المرأة فى تلك الأحاديث كما يلى:
1-إن آية القوامة التى يحتج بها أصحاب الفكر الذكورى-مؤيدو الأحاديث السابقة, وهى:
{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم}(النساء-34). نلاحظ فيها أن الله قال (بعضهم على بعض) ولم يقل (بعضهم على بعضهن) (نون النسوة) مما يبين أن التفضيل قائم بين كافة أفراد البشر ذكورًا وإناثا, وهو يأتى من العمل والعلم والتطور وغيره.
والقوامة تأتى من الإنفاق المادى (المال) ولا علاقة لها بتميز الرجل عن المرأة, فاليد العليا هى صاحبة القوامة دائما. وعندما أعمل بشركة تمتلكها سيدة تصبح صاحبة القوامة علىَّ لأن مصدر دخلى منها.
2-آية الشهادة {.. وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل احداهما فتذكر إحداهما الاخرى} (البقرة282). مشروطة بقوله تعالى{أن تضل إحداهما} وعليه فإذا لم تضل إحداهما عندئذ يكتفى بامرأة واحدة وينتفى الشرط فى الآية, وهذا هو الحال اليوم, فقد كانت المرأة سابقا-بشكل عام-لا تعمل ولاتهتم فى الأمور المعيشية خارج نطاق بيتها وأسرتها, لذلك كانت معرضة للسهو والنسيان والخطأ فى تقييم الأمور المادية المتعلقة بالتجارة والصناعة وغيرها, أما اليوم فهى معلمة ومهندسة وطبيبة وعالمة وقاضية!! وعليه فإنها لن تضل بشهادتها بإذن الله.
وهنا يطرح السؤال التالى على المرأة المسلمة الملتزمة حصرا: هل تقبل المرأة أن تتقاضى فى عملها المهنى مهما كان (عاملة، معلمة، مهندسة، طبيبة...) نصف أجر الرجل؟!
وهل تعتبر ذلك تطبيقًا لحكم الله-عز وجل-وسنة رسوله؟! وأذكر هنا أن دية المرأة هو (ما يدفع لأهل المقتوله خطأ) هى نصف دية الرجل حسب رأى الفقهاء والسادة العلماء الأفاضل، فهل تقبل المرأة بذلك.(2)
3-أورد أخيرًا بعض آيات من الذكر الحكيم تبين مكانة المرأة عند خالقها ومبدعها حيث يقول تعالى {يهب لمن يشاء اناثًا ويهب لمن يشاء الذكور} (الشورى-49).
وكما نجد فالهبة عطاء محبة وتقدير حيث يقال أهبك مالا أهبك حبا... ونجد أن الله قدم الإناث على الذكور فى هبته لما فى الأنثى من خير وعطاء للأبوين يفوق عطاء الذكور فى كثير من الأحيان وإن رأى العامة غير ذلك!
وفى قوله تعالى: {وليس الذكر كالأنثى} (آل عمران-36). نلاحظ أن المستثنى أولا (الذكر) هو الأقل مكانة أو قيمة من الثانى (الأنثى) كما فى قوله تعالى: {وليس الأعمى كالبصير} حيث البصير أفضل من الأعمى.
ولابد من الإشارة فى نهاية هذا الفصل إلى أن ما يسمى بالحجاب الشرعى هو أهم ما يأسر المرأة المسلمة اليوم ويجعلها بعيدة عن العمل والحياة والمجتمع وممارسة الحقوق، وقد يصل إلى حد جعلها حبيسة بيتها-بحجة أنها كلها عورة من صوتها إلى أخمص قدمها-لا يوجد أى حديث فى صحيح البخارى يصفه أو يتحدث عنه؛ علما أن الحجاب فى اللغة هو الساتر (الحاجز) وليس غطاء الرأس بأى حال من الأحوال!
وان الحديث الذى روى عن النبى (ص) فى ذلك هو:
"لا يصلح لامرأة عركت أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه". (أخرجه أبو داوود فى سننه)
هو حديث آحاد رواه خالد بن دريك عن عائشة مع أنه لم يعاصرها ولم يرها قط. وإذا كان فى صحيح البخارى-أصح كتب الحديث عند أهل السنة-الكثير من التناقض والأخطاء التى رأينا جزءًا منها فى كتابنا فما بالنا بسنن أبى داوود التى لم تعن بصحة الإسناد أو سلامة المتن!! علما أن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها فى أمور العقيدة والحدود ويعمل بها على سبيل الاستئناس.(3)
كما أن الحديث السابق يتعارض مع حديث آخر ورد فى سنن أبى داوود أيضًا وهو حديث آحاد جاء فيه لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار.
حيث نجد أن الخمار يلزم للمرأة أثناء صلاتها فقط-بعد سن البلوغ، كما أن مفهوم عبارة أشار إلى هذا وهذا فى الحديث السابق الأول مفهوم ضبابى وغير واضح، وإن المرء ليتسائل لماذا أشار النبى (ص) ولم يقل صراحة؟!
أما فيما يتعلق بما جاء فى الذكر الحكيم فى سورتى النور والأحزاب(4)-فيما اعتبر فرضًا لما سمى الحجاب-فإن فهم مفردات آياتها وربطها بمناسبات نزولها وبتطبيق الخلفاء لها لا يظهر أى فرض للحجاب. كما أنه لا يوجد أى عقوبة تتوعد المرأة التى تستغنى عنه.
أخيرًا أنهى هذا الفصل بأبيات للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح التى تعبر عن حال المرأة المسلمة على لسان امرأة عربية واعية لحاضرها ومستقبلها صادقة فى مشاعرها:
1-لا تنتقد خجلى الشديد فإننى درويشة جدًا وأنت خبير
2-خذنى بكل بساطتى وطفولتى أنا لم أزل أحبو وأنت كبير
3-يا واضع التاريخ تحت سريره يا أيها المتشاوف المغرور
4-يا ثابت الأعصاب إنك ثابت وأنا على ذاتى أدور وأدور
5-الأرض تحتى دائما محروقة والأرض تحتك مخمل وحرير
6-فرق كبير بيننا يا سيدى فأنا محافظة وأنت جسور
7-وأنا مقيدة وأنت تطير وأنا محجبة وأنت بصير
8-فرق كبير بيننا يا سيدى فأنا الحضارة والطغاة ذكور

الهوامش
(1) (من دعاها زوجها فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح).
(2) راجع: فقه السنة المصدر سابق.
(3) يراجع: أصول الفقه الإسلامى، زكريا البرى؛ الإسلام عقيدة وشريعة، الإمام محمد شلتوت.
(4) هاتان السورتان من السور المدنية، والحديث الوارد أعلاه قيل قبل هجرة الرسول إلى المدينة لأسماء بنت أبى بكر فى مكة!
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة


.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصم




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بقت واج