الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة الأساتذة بالمغرب

محمد بقوح

2023 / 10 / 27
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعتبر ما يسمى بالنظام الأساسي الجديد، النقطة التي أفاضت كأس التوتر والاحتقان بين أساتذة المغرب ووزارة بنموسى، باعتبار أن مشاكل قطاع التعليم وأعطابه الكثيرة هي مشاكل تاريخية في جوهرها، رافقت تحولات المغرب الحديث بطريقة عكسية. يعني، أن التطور الاقتصادي والسياسي الذي عرفه المغرب، بدءا من لحطة الاستقلال حتى الآن، لم يواكبه تطور التعليم نوعيا، بل العكس هو الذي حصل، بحيث كلما تسارعت تحولات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تعمقت معها أزمة التعليم بصفة خاصة، والمجتمع عامة. وبالتالي، صرنا نحس ونرى كرجال التعليم، ان مسألة أزمة التعليم هي اختيار استراتيجي للحاكم وقضية سياسية أساسا، توظفها الدولة حسب السياقات الوطنية والدولية، سعيا لربح المزيد من الوقت، وتأجيل التغيير، وبحثا عن الوقت المناسب لفرض التقعيد التام والنهائي لهذه الأزمة المصطنعة، حتى تقبل من طرف الشغيلة التعليمية، كوضع طبيعي سائد، باسم الإصلاح التربوي المزعوم.. إصلاح يفرض من منظور جدلية الشيخ والمريد، أو بعين السيد والعبد..!! المنظور اللا طبيعي الذي رفضه نساء ورجال التعليم طبعا، ذلك الرفض البطولي الحالي الذي جسدته ملحمة انتفاضتهم الخالدة، خلال هذه الأيام، باحتجاجهم الحضاري، و خروجهم إلى الشارع العام، السلوك النضالي الذي كانت تراهن عليه المدرسة المغربية منذ عهود قديمة، ربما منذ اخفاقات ما بعد الاستقلال، لاسترجاع قوتها كطرف أساسي في الصراع الاجتماعي القائم.
ان للتاريخ هنا كلمته الفاصلة، باعتبار أن عالم المعرفة و التعليم و التربية هو عالم اجتماعي وثقافي حي، يضم العناصر البشرية التي توطره، وتشكل مكوناته الأساسية ضمن كلية عناصر حياة المجتمع ( الأستاذ، التلميذ، الأسرة، الجماعات..إلخ). لهذا، جاء هذا النظام الأساسي المشؤوم(2023) كمنعطف نوعي، في إطار سلسلة تحولات مسألة أزمة التعليم التي عمرت طويلا، أو أريد لها ذلك، ساهم، ليس في تغليب قناع الإصلاح المزعوم، كما كانت تدعي كل الإصلاحات التربوية الفاشلة سابقا (الميثاق، المخطط، الرؤية، البرنامج، القانون..)، بل ساهمت، على العكس من ذلك، في توحيد مقاومة ونضال نساء ورجال التعليم كصرخة واحدة موحدة، ضد سياسة الدولة في تدبير الشأن التعليمي المغربي برمته، الذي توج راهنا بما سمي بالنظام الأساسي المجحف، ككذبة مزينة جديدة، تبحث لها عن موقع قدم في مجال مجتمعي هو التعليم المغربي، لم يعد يقدر على التعايش مع أفق الانتظارات الغامضة التي تلفه، لهذا، انتفض أساتذة المغرب واحتجوا ضد ذلك النظام الأساسي الذي وصفوه بنظام المآسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية