الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


“إبراهيم العبري اليهودي” ليس إلا “براهما الحثي الهندوسي”.

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 10 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خلال تصفحي لصفحات الفيسبوك هذا الصباح لفت انتباهي بوست أحد الأصدقاء عن التشابه بين السردية التوراتية بخصوص الخلق والتكوين وبداية نشر الفكر الديني مع إبراهيم وعبوره نهر الأردن إلى أرض الميعاد وبين السردية الفيدية البراهمية أو الهندوسية والتي هي أقدم من السردية العبرية اليهودية أو التوراتية وبعدها القرآنية والتي نقلت عن سابقتها حيث لو قمنا بمقارنة بسيطة بين ما ورد في الفيدات وبين ما يذكره كل من التورات وبعدها القرآن لوجدنا تطابقاً ليس فقط في القصص والحكايات مثل عبور النهر في السرديتان أو التشابه في المفاهية والمعاني اللاهوتية حول مختلف القضايا، بل حتى التطابق في الأسماء مع بعض التعديلات اللفظية بحسب المخارج الصوتية لدى كل ثقافة وشعب وسنضع صورة تكشف عن ذاك التطابق بين الديانتان، مما يجعلنا نتيقن بأن التوراة الإبراهيمية ليس إلا نقلاً عن الفيدا البراهمية. وبالمناسبة هناك الكثير من المصادر والمراجع التي تقف على هذا التطابق بين الديانتان وقد وضحها الكاتب الأستاذ فالح شبيب العجمي ذلك في كتابه “صحف إبراهيم” بشكل مفصل تلك التقاطعات _سنضع رابط الكتاب في التعليقات لمن يود الاطلاع على التفاصيل- ومما جاء فيه هو التالي:

((براهما “إبراهيم”، الشخصية التي ارتبطت بصحف الفيدا، بل بكثير من المصطلحات الدالة على ديانة مرتبطة بالفيدا، وهي الشخصية المسماة في النصوص السنسكريتية “براهما” والتي عرفت بالشرق الأدنى باسم “إبراهيم”. {1}، بل إن أتباع الديانة نفسها يفضلون إطلاق مصطلح “البراهيمية” عليها بدلاً من مصطلح “الهندوسية”، لأن الأول يدل على الأصل، وهو الذي يرد في النصوص المقدسة، حيث ليس هناك ذكر لهندي أو هندوسي. قد يواجه هذا الطرح اعتراض كل من الإسلام واليهود حيث أن كل منهم يدعي ملكية “إبراهيم” بوصفه السلف الأول لكل من الشعبين الإسرائيلي والعربي ومعتقداتهم، فلا يرضون بأن يكون الأصل هندياً أو آرياً أو حيثياً. {2})) ويضيف كذلك فيقول: ((كما أن زوجة براهما اسمها “ساراسواتي” وفي اللغات السامية له صيغتان: “ساراي” و”سارا” أو “سارة” في العربية، وكلاهما تتفقان في الجزء الأول الخاص بالاسم، حيث أن حرف “س” بعد اسم سارة في السنسكريتية فهو للربط بين الاسم واللاحقة. {3})). (نقلاً عن موقع الفكر لا يموت). إن ما يلفت الانتباه هنا هي “الأصول الحثية” لهذه المعتقدات الدينية أو على الأقل هم من نقلوا تلك المعتقدات مع عبورهم “نهر الاندوز” للجانب الآخر وصولاً إلى ما تسمى اليوم سوريا!

وللعلم فإن اسم سوريا هو الآخر وبحسب ما يذكره الكاتب وعدد من المصادر التاريخية الأخرى هو اسم إله الشمس لدى الحثيين حيث يقول الكاتب بخصوص ذلك ما يلي: ((وقد نشأ تعدد الأديان في الفيدا من الاتجاه اللاهوتي الطبيعي، حيث قدست بعض الآلهة بوصفها قوة خارقة طبيعية: إله الشمس surya، وإله الفجر usas، إله الموت yama، إله الآباء pitras. [عندما بحثت عن إله الشمس “سوريا” وجدت وصف مختصر له على ويكيبيديا: سوريا सूर्य أي النور الأعلى وذلك بحسب المعتقد الهندوسي وهو إله شمسي رئيسي وابن كاسيابا وزوج أديتي، وعادة ما يشير للشمس في الهند ونيبال.])). وهكذا فإن ما يقال عن أن مصطلح سوريا مأخوذ من السريانية أو الآشورية وبأن اليونانيين أطلقوا ذلك الاسم لوجود الآشوريين بالمنطقة ليس إلا جزء من الحقيقة وليس الحقيقة الوحيدة وربما يكون الاسم أو المصطلح الحثي هو الأدق، كون الآشوريين لم يمتد نفوذهم على سوريا إلا بعد انحسار الحثيين والميتانيين والذين يعتبرون من أسلاف الكرد وهو ما يؤكد أقدمية شعبنا في جغرافيته الحالية. وبالمناسبة فإن الآرية والتي هي الصفة أو المصطلح الذي يطلق على مجموعة شعوب وأمم لها جذورها اللغوية في اللغة الكردية حيث مصطلح النار كردياً هو “آر Ar” أو “آغر Agir” وهي في اللغة السنسكريتية والتي هي الأصل لكل اللغات الآرية الحالية تعني؛ ((إن كلمة “فيدا” تعني المعرفة، بينما كلمة “arya” تعني الشريف أو ذو الأصل، بالسنسكريتية. {65}))، كما يذكرها الدكتور العجمي في كتابه المشار إليه.

بالأخير نود أن نقول؛ بأن وللأسف “التاريخ كتبه المنتصرون” ونحن الكرد؛ أبناء وأحفاد الحثيين والميتانيين والميديين كنا في صف المهزومين خلال العقود والأحقاب التي تلت إمبراطوريات وممالك الأجداد، مما جعل “المنتصرون” يسرقون ليس فقط جغرافيتنا ويحتلوها، بل وأيضاً تاريخنا وثقافتنا وجعلوها جزء من تاريخهم وثقافتهم وإن ما جاء من تطابق وليس فقط تشابه بين الحكاية الإبراهيمية والبراهمية ليس إلا نموذجاً فاقعاً فاضحاً لتلك السرقات التاريخية وقد حان الوقت لنعمل مراجعات تاريخية لتصحيح تلك الجرائم الثقافية بحق التاريخ والثقافة وإن هذه المهمة تقع على عاتق النخب الثقافية الكردية وبالأخص الجيل الجديد والذي بدأت التقانة الحديثة توفر له كل الشروط والامكانات لتحقيق لك وتصحيح هذا التاريخ المشوه واعادة المسروقات لأصحابها الحقيقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة