الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشاء الاخير عند الحسين

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في القاهرة /منطقة رأس الحسين حيث مسجد الإمام الحسين الذي يقع في القاهرة القديمة في الحي الذي سمى بأسم الإمام (حي الحسين) وبجوار المسجد أيضا يوجد خان الخليلي الشهير والجامع الأزهر تشرفنا بزيارته في اخر يوم لنا بمصر عند سفرنا اليها من ( ١٩ الى ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٣ ) ومن خلال مراجعة بسيطة لموسوعة ويكبيديا وجدت انهم ذكروا بأن المسجد بني في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر. و سمي المسجد بهذا الاسم استنادا لروايات قسم من المؤرخين المصريين بوجود رأس الحسين بن علي مدفونًا به، إذ تذكر هذه الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه ، رغم ان هناك اختلاف في تحديد موضع دفن رأس الحسين عند عامة الناس، ويرجع ذلك إلى اختلاف المشاهد التي يُدعى وجود رأس الحسين في كل منها، حيث توجد مشاهد يُقال أن بها رأس الحسين في دمشق وكربلاء والقاهرة، وادعى بعض المؤرخين وجوده في أماكن أخرى مثل الرقة وعسقلان والمدينة المنورة، ورجّح أخرون أن مكان الرأس مجهول، فأنكر الفضل بن دكين على من يعرف مكان قبر الحسين، وذكر محمد بن جرير الطبري أن موضع مقتله عُفى أثره حتى لم يستطع أحد تحديده كما يذهب عدد من علماء أهل السنة أن الرأس مدفون بالبقيع بالمدينة المنورة، فروى محمد بن سعد البغدادي أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد الأشدق والي المدينة فدفنه عند قبر أمه فاطمة بالبقيع، وذكره أيضًا البلاذري وأبو يعلى الهمداني والزبير بن بكار وابن أبي الدنيا وابن الجوزي وأبو المؤيد الخوارزمي وأكّد عليه ابن تيمية وقال: «أن الذي ذكره من يعتمد عليه من العلماء والمؤرخين: أن الرأس حمل إلى المدينة، ودفن عند أخيه الحسن.
والمشهور عند الشيعة أن الرأس مدفون مع الجسد في كربلاء، وأن علي بن الحسين السجاد أخذه معه وردّه إلى كربلاء بعد أربعين يومًا من مقتله أي يوم 20 صفر، وهو ما يطلق عليه ذكرى الأربعين، وقيل أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي، فأُخِذَ من خزانته فكُفِّنَ ودُفِنَ داخل باب الفراديس من مدينة دمشق، وقيل في حائط بدمشق، ومنهم من قال في دار الإمارة، ومنهم من قال في المقبرة العامة لدفن المسلمين، وانفرد سبط ابن الجوزي بقوله أن الرأس بمسجد بالرقة على نهر الفرات. ومهما يكن من اختلاف تاريخي فيبقى الحسين عليه السلام محل اعتزاز وحب واحترام الانسانية جمعاء كما قال الشاعر :
‏لا تطلبوا رأس الحسين بشرق أرضٍ أو بغربِ
ودعوا الجميع وعرّجوا نحوي فمشهده بقلبي
وبعد الزيارة تناولنا العشاء في مطعم فطاطري الحسين بالقرب من مقام رأس الحسين بن علي عليه السلام، كان عشاءنا الاخير في زيارة مصر العظيمة ، و قضينا وقتاً ممتعاً في تلك اللحظات التي جمعتني بالزملاء " يحيى الواجد و زهير العبيدي من العراق و تامر نبيل من مصر " وتناولنا خلالها هموم المهنة و امالها و احلامها و ظروفها و البحث عن سبل لمزيد من التعاون بين المحامين العراقيين والمصريين ، ومن الطريف ان المطعم الذي تناولنا فيه العشاء، تأسس عام ١٩٠٧ اي قبل تأسيس و ظهور كثير من الدول ، وها هي عظمة مصر ذات جذور تاريخية طويلة ، لذلك ارى لا غنى لأي عربي عن زيارتها و النهل من ينابيعها الفكرية و القانونية فهي بكل تأكيد مهما عصفت بها الرياح السياسية او الاقتصادية تبقى كعبة المثقفين العرب و محل اعتزاز الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا