الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدق أستاذى حين قال:

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

2023 / 10 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


راسل : اسعدنى سؤال تلقيته ذات يوم من أحد الطلاب وهو: "إذا أزلنا الإيمان البسيط بالله ، فماذا سيكون لدى الفقراء ,الغير مثقفين, كأساس لحياتهم الروحية؟" اعتقد انه سؤال هام لم تطرحه ، لأنه يوضح أحد أخطر عيوب الدين التى أثبتها التاريخ المعاصر. إنه يوضح حقيقة أنه يمكن استخدام الدين لإبقاء الفقراء "راضين" عن نصيبهم ، وهو أمر مناسب جدا للأغنياء... بالتأكيد ليس لدي أي رغبة في أن يكتفي أولئك البوئساء بحياة مؤسفة بائسه. وليس من الضروري على الإطلاق أن يصاب أي شخص بالفقر...لا أرى سوى "الشر" في العزاء الزائف عن "الآخرة" للأشخاص الذين يتحملون مثل هذه المظالم الاقتصادية والاجتماعية "برضا" تحت ستار الأديان....

المحاور : أتفق معك نسبيا ,فالتاريخ المعاصر يؤكد مقولتك بالأدله الموضوعيه...فما كانت الثوره الحمراء فى روسيا التى استبدلت الأنجيل المقدس بكتاب رأس المال لكارل ماركس و ثوره المثقفين فى الصين التى أتخذت من ماوتسى تونج معلما بدلا من بوذا غير أدله واقعيه على صحه رأيك. أننا هنا نتحدث عن اكثر من نصف سكان الكره الأرضيه تقريبا.
فمع سلطه تدار لصالح الأغنياء ومعدومى الضمير لايمكن ان نتوقع فى المجتمع أزدهارا أو تنميه. والأكيد أنه سيتم أستغلال السلطه الدينيه من قبلهم لتسكين أنات الفقراء والمستضعفين للرضا بالقسمه والنصيب والمقدر والمكتوب. بل ربما يجعلون من الأعتراض والمطالبه بالتغيير كفرا وألحادا.. أنه شئ سيئ فعلا..أتفق معك فى ذلك..لكن ما الحل؟
هل نلغى الدين؟؟ أنك كمن يقول يجب ان تلغى المكتبات لأن هناك أناس معدومى الضمير يدخلونها وينزعون من الكتب صفحات هامه... بالطبع لا..الحل فى تثقيف الناس وتعليمهم..الحل هو ألا نبنى أيمانا وضمائرنا على سلطه دنيويه لأنه عند ئذ ستبدأ المتاعب كما قلت انت ,سيد راسل ....أن البشر فى الغالب يختارون سلطه كتابهم المقدس طبقا للبيئه او للأغلبيه فى مجتمعهم ثم يختارون من هذا الكتاب المقدس ما يناسب هواهه وأغراضه فى الحياه ويتركون الباقى..."يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعض" كما ذكر القرآن...فكلما جعلت معتفداتك وأفكارك مستنده على أدله موضوعيه وحقائق واقعيه فى عصرك كنت أكثر صوابا وأوضح رؤيه ..
- وتاريخ مصر الحديث الذى بدأ مع ثوره 23 يوليو 1952 كان ناجحا فى تقديم نموذج مدنى للمجتمع المصرى "ذو الأغلبيه المسلمه" تسوده قيم العداله الأجتماعيه تحت شعار العلم والأيمان...أختارت الثوره الأشتراكيه بدلا من الشيوعيه فلم تحارب الدين لكنها حاربت ذيول الأستعمار والتخلف...
- أما بالنسبه لما تقوله عن استغلال الدين حتى "يرضى" الفقراء عن نصيبهم تحت ستار الدين... لا أعرف كبف يمكن حدوث ذلك لطالب مثلا فى الصف الأعدادى يدرس فى ماده اللغه العربيه قصه حياه أبى ذر الغفارى.. هذا الصحابى الجليل الذى كان اول من نادى بالملكيه العامه للمسلمين طالما ان هناك فقراء بينهم..اختلف مع والى الشام "معاويه ابن ابى سفيان" وخليفه الأسلام "عثمان بن عفان" وعدد من الصحابه فى آيه قرانيه وحديث نبوى.. أما الأيه فهى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤ , سوره التوبه﴾... يقول معاويه نزلت فى أهل الكتاب ويقول أبو ذر بل فينا وفيهم...يقول معاويه أموالنا تطهرها الزكاه ويقول أبو ذر ليس لمسلم كنز الأموال وبين المسلمين فقير...ويستشهد بحديث الرسول "يا أبا ذر وددت لو ان لى مثل جبل أحد ذهبا فأتصدق بها هكذا وهكذا -وهو يشير بيديه يمنه ويسره- فأهلكها فى ثلاث أيام"....
- لكن يجب ان نفرق جيدا بين الرضى بالضر أو الشر وبين الصبر وعدم الفنوط الذى حثنا عليه الفرآن...فالقنوط من رحمه الله هو "عين التهلكه" كما قال الأمام على..والصبر كلمه تعنى فى الشرع حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع....فأذا كان من غير المعقول انتظار أزدهارا أو تنميه فى مجتمع فقير وتدار سلطته لصالح الأغنياء ومعدومى الضمير, فالصبر يعنى أيضا السعى للتغيير ويصيح شرعا واجبا... وهو الأمر المنطبق أيضا على أحتلال الشعوب وأستعمار الأمم بالمثلث البغيض الذى قاعدته الجهل وضلعيه الفقر والمرض...
وصدق أستاذى -رحمه الله وطيب ثراه - حين قال "أن تشعر بالألم فهذا يعنى أنك حى وأن تشعر بآلام الآخرين فهذا هو الأحساس.."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ