الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباراديغم ,الدوغماتية والإيبستمولوجيا

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 10 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الباراديغم والدوغماتية هما اتجاهان فلسفيان في الفلسفة البحتة وعلم المعرفة (إبستمولوجيا). يعتبران نوعًا من التفكير النقدي الذي يستكشف الطرق التي يمكن من خلالها فهم العالم واكتساب المعرفة
الباراديغم هو مصطلح يستخدم لوصف الأنماط الفكرية والأساليب التي يتم استخدامها لفهم العالم وتفسيره. يركز الباراديغم على القواعد والمفاهيم التي تستخدمها الثقافة واللغة والمجتمع لبناء المعرفة. يهدف الباراديغم إلى فهم كيفية تشكل النماذج الفكرية وكيفية تأثيرها على شكل المعرفة والتفكير
أما الدوغماتية (التي تُعرف أيضًا بالدوغماتيقية)، فهي نظرية فلسفية تعتبر أن العالم قابل للتفسير من خلال النظام الدوغماتي أو الأنماط الدوغماتية. وتُعرف الدوغماتية بأنها العلم الذي يدرس العلاقة بين الأشياء والأنماط التي يشكلها العالم، ومن ثم يحاول تفسيرها
تجمع الباراديغم والدوغماتية بينهما رؤية عميقة لعلم المعرفة والتفكير. حيث يركز كل منهما على التأثيرات الثقافية واللغوية والاجتماعية على العلم والمعرفة. يستخدم الباراديغم لفهم تشكل المعرفة، بينما تهدف الدوغماتية إلى تفسير الأنماط والعلاقات في العالم.
علاقة الباراديغم بالابستميولوجيا والدوغماتية هو سؤال فلسفي معقد ومثير للاهتمام.
وهو سؤال إبستمولوجي بمعنى, كيف نعرف أن الأشياء التي نراها حقيقية وليست مجرد أوهام؟
الدوغماتية هي موقف فكري يتسم بالتشبث بآراء أو مبادئ مسبقة دون تحليلها أو نقدها أو فتح المجال للجدل حولها. تتصف الدوغماتية بالإغلاق والتحجر والانحياز والتعصب
ويمكننا القول إن علاقة الباراديغم بالابستميولوجيا والدوغماتية هي علاقة تفاعلية وتأثيرية. فالباراديغم يحدد كيفية اكتساب المعرفة وتقديرها في مجال علمي، وبالتالي ينطوي على افتراضات إبستمولوجية. كما أن الباراديغم قد يصبح دوغماتيًا إذا لم يكن قابلاً للتغير أو التطور أو التحدي. وبالمقابل، فإن المنظور الإبستمولوجي قد يؤثر في اختيار أو تقبل أو رفض براديغم معين. وكذلك فإن الموقف الدوغماتي قد يعرقل التقدم العلمي أو يحد من الابتكار أو يسبب الصراعات بين العلماء.
• هناك أسئلة تثار في الذهن المتوقد,هل المعرفة تخضع لمبادئ وقواعد ومعايير ثابتة ومطلقة، أم هي تخضع لمصالح وقيم وأهداف نسبية ومتغيرة؟
لا توجد إجابة واحدة أو نهائية على هذا السؤال، فقد اختلف الفلاسفة والعلماء على مر العصور حول طبيعة المعرفة وأصولها وحدودها. بعضهم رأى أن المعرفة ثابتة ومطلقة، وأنها تستند إلى العقل أو التجربة أو الوحي أو الحدس. بعضهم الآخر رأى أن المعرفة نسبية ومتغيرة، وأنها تستند إلى اللغة أو الثقافة أو الإيديولوجية أو السياق.
اختلف الفلاسفة والعلماء والمفكرون على مر العصور حول دور وقيمة الأديان في إيبستمولوجيا المعرفة في المجتمعات البشرية. بعضهم رأى أن الأديان هي ضرورية لتوجيه الإنسان نحو الخير والسلام والتضامن، وأنها تحمل رسائل إلهية أو حكمية تحتوي على حقائق عن الوجود والغائية. بعضهم الآخر رأى أن الأديان هي عائق أمام التقدم والحرية والتنوير، وأنها تستند إلى أساطير وخرافات تحتوي على أخطاء وتناقضات.
ولا يمكن لأي شخص أو تيار فكري أن يدعي الحصول على الحقيقة المطلقة فيما يتعلق بالأديان أو المعرفة. الأديان وفلسفة المعرفة تتعاملان مع مجموعة واسعة من المسائل والاعتقادات التي تختلف بين الأفراد والثقافات. تتميز الأديان بمجموعة من المعتقدات والتعاليم الروحية التي يؤمن بها أتباعها، بينما تستكشف الفلسفة الأفكار والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بالحياة والوجود والمعرفة.
الوصول إلى الحقيقة عن طريق العقل هو مسألة معقدة وتعتمد على العديد من العوامل. يعتمد الإنسان على العقل لاكتشاف وفهم العالم من حوله، والتوصل إلى الحقائق عن طريق العقل هو أساس العلم والفلسفة.
من خلال استخدام العقل، يمكن للإنسان أن يقوم بتجميع المعلومات والأدلة، وتحليلها، والتفكير فيها بشكل منطقي. يستخدم العقل أدوات مثل الملاحظة والتجريب والاستدلال المنطقي والتحليل العقلي لاستكشاف العالم واكتشاف الحقائق.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العقل البشري ليس مثاليًا وقد يكون معرضًا للخطأ والتحيز. قد يؤثر التحيز الشخصي والتجارب السابقة والإيمانات والثقافة والعوامل الأخرى على قدرة العقل على الوصول إلى الحقيقة بشكل مطلق علاوة على ذلك، يواجه العقل البشري قيودًا في بعض المجالات، مثل المفهومات الفلسفية العميقة أو المسائل التي تتعلق بالأخلاق والقيم. قد يصعب على العقل بمفرده الوصول إلى إجابات نهائية في هذه المسائل المعقدة.
لذلك، على الرغم من أن العقل هو أداة قوية للاكتشاف العلمي والتوصل إلى الحقائق، إلا أنه ليس الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة من العالم الخارجي. قد يتطلب الأمر أيضًا التعاون مع الآخرين ومشاركة المعرفة والتجارب للوصول إلى فهم أعمق وأكثر شمولًا للحقيقة.
العقل البشري لديه القدرة على التحليل النقدي والتفكير النقدي، وهذا يمكنه من تجاوز التحيزات الشخصية والوصول إلى مستوى أعلى من الحقيقة. عندما يكون الشخص على استعداد لتحدي المعتقدات السابقة وفحص الأدلة والمعلومات بشكل منصف، فإنه يمكنه أن يقترب أكثر من الحقيقة بتجاوز الباراديغم والدوغماتية لأنها أما أن تكون نظارة ذات لون محدد أمام العقل أو أنها لا تتيح الرؤية الجانبية الممتدة أففيأ وعموديا للابستميولوجيا
عندما يكون هناك تعارض في الأدلة الواقعية الوجودية ونظرية المعرفة، فإن الأشخاص والثقافات المختلفة قد يتبعون مسارات مختلفة لفهم الحقيقة المطلقة. قد يتمثل التعارض في تعارض بين التفسيرات المختلفة، أو بين المفاهيم الفلسفية المتنافرة، أو بين النصوص المقدسة المختلفة
هذا التعارض لا يعني بالضرورة أن إحدى الأدلة أو الأمثلة تكون صحيحة بالضرورة على حساب الأخرى. إنه يعكس ببساطة وجهات نظر ومعتقدات متنوعة تعتمد على الثقافة والتجربة والتراث الفكري لكل فرد ومجتمع.
لذلك، في مثل هذه الحالات، يكون من المهم أن يتمتع الأفراد بالاحترام والتسامح تجاه وجهات نظر الآخرين ومعتقداتهم المختلفة. كما يمكن أن يكون الحوار والتفاهم المتبادل دون لي الحقيقة باتجاه وجهة نظر ثابتة
إن الحقيقة نفسها لا تتقبل أو ترفض وجهات النظر، وإنما تكمن في الواقعية الوجودية وحقائق المعرفة الموجودة بغض النظر عن الآراء أو الاعتقادات الشخصية
وقد يكون هناك تناقض بين بعض النظريات الفلسفية والوحي الخارجي في الحياة اليومية فيما يخص الحقيقة، وذلك يعتمد على كيفية تسجيل الوحي والتثبت منه ابستميولوجيا و فهم وتفسير الوحي وكيفية تطبيقه في السياق الثقافي والديني المحدد
في بعض المفاهيم الدينية، قد يعتقد الأتباع أن الوحي يمثل الحقيقة المطلقة ولا يقبل التنازل أو النقض. وفي هذه الحالة، قد يتعارض مع النسبية التي تعتبر الحقيقة نسبية ومتغيرة مع وجهة نظر الوحي,وهذه هي الدوغماتية بحقيقتها
يجد البعض طرقًا لتوفيق بين النظريات الفلسفية والوحي، عن طريق تفسير الوحي بما يتوافق مع النظريات المعاصرة أو عن طريق التأمل والتفكير العميق في العلاقة بينهما.
تعتبر الأدلة الأثرية والأركيولوجية جزءًا من المصادر التي يمكن استخدامها لفهم الأحداث التاريخية والثقافية القديمة. ومن الممكن أن تتوافق بعض منقولات الوحي مع الأدلة الأركيولوجية الموجودة، وتؤكد بعض الأدلة المادية على حدوث أحداث تاريخية محددة.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الأدلة الأركيولوجية غالبًا ما تكون مفسرة وفقًا لتحليلات واستنتاجات الباحثين، وقد تكون هناك تفسيرات متناقضة للأدلة نفسها.
إن قبول وتصديق منقولات الوحي يعتمد على الاعتقادات الشخصية والقناعات الدينية والثقافية للفرد. قد يكون هناك تناقض بين الاعتقادات الدينية والعلمية أو الأدلة الأركيولوجية، وهذا يشكل جزءًا من التنوع والتعدد في الاعتقادات ,لكن وجود التفسيرات المختلفة في العالم و النظريات المختلفة لا يجب أن يسفه المفكرين المختلفين بدواعي دوغماتية ووضع باراديغم محدد اتجاه المختلف واعتبار أن البحث في الابستميولوجيا حق لكل انسآن مهما كانت الطريقة التي تكون معتقده للوصول إلى الحقيقة النسبية.لان الحقيقة المطلقة غائبة معرفيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د