الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء والخلق في فلسفة طاليس

عضيد جواد الخميسي

2023 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعتبر "طاليس Thales " (عام 585 قبل الميلاد) أول فيلسوف وعالم رياضيات في مناطق الغرب . حيث وُلِد وعاش في مدينة ميليتوس ؛ وهي المستعمرة اليونانية الواقعة على الساحل الغربي لتركيا ، التي تُعدّ مسقط رأس الفلسفة اليونانية بسبب مكانة طاليس المرموقة باعتباره الفيلسوف الأول . وهو اللقب الذي منحه إيّاه المؤرخون اليونانيون اللاحقون .

كان الفيلسوف "أرسطو" (عام 384-322 قبل الميلاد) أول من أطلق على طاليس لقب "الفيلسوف الأول" ، وقد رحبّ المثقفون بتلك التسمية ؛ لتوصيفاته الدقيقة والمُتقنة ؛ بيد أنه لم يُعثرعلى الكثير من مؤلفاته . وكل ما يُعرف عن أفكار طاليس جاء من خلال اقتباس بعض الكتّاب الذين جاؤوا من بعده ؛ لصفحات من مؤلفاته ونشرها بمقاطع مطوّلة في أعمالهم الأدبية والفلسفية . وهم متفقون بالإجماع في أن طاليس هو رائد الحركة الفكرية المتقدمة التي أصبحت تُعرف فيما بعد بـ "الفلسفة اليونانية" .

كان طاليس معروف كعالم فلك ورياضيات ، ورجل دولة ومهندس وحكيم . حيث تنبأ بدقة بكسوف الشمس في 28 أيار/ مايو عام 585 قبل الميلاد ، وكان أول من طرح ذلك السؤال :
ما هي الأشياء الأساسية الخالقة للكون ؟ . فكانت الإجابة حسبما وردت عند أرسطو ؛ ان الماء هو المادة الأولى في بناء الكون ، لأن الماء من بين خصائص أخرى ، يمكنه أن يتحوّل من حالة الى أخرى ؛ بينما يبقى ثابتاً من حيث الجوهر .

كان من المتوقع أن يشكل سؤال طاليس عن الخلق وبداياته الأولى ؛ تحدياً كبيراً للعقيدة الدينية اليونانية القديمة التي أكدت أن الآلهة قد خلقت العالم بوسائل غير طبيعية ؛ ولكن لا يوجد دليل في أنه قد تعرّض للقمع أو الاضطهاد بسبب أفكاره ؛ بل كان العكس من ذلك ؛ فقد حظي باحترام وتقدير كبيرين من لدن الجميع . وبناءً على بعض من مؤلفاته المتشظية التي بقيت محفوظة إلى الآن ( يبدو أنها كانت مقبولة من قبل معاصريه بسبب عدم نفيه وجود الآلهة) ؛ فإن العنصر الأساسي للخلق هو الماء الموجود في الطبيعة الذي فسّره الدين على أنه المادة التي خلقتها الآلهة. وقد تمّ تعريف الماء في أدب الكونيات اليوناني كمادة تحيط بالأرض بهيئة " نهر أوقيانوس Oceanus River" .

إن نهج طاليس البراغماتي والتجريبي للموضوع والذي جرّد الخلق من مظاهره الخارقة للتركيز على الحقائق ؛ قد بدأ في طرح مفهوم "المنطق" الذي اتبعه الآخرون من بعده (المعروفون باسم فلاسفة ما قبل سقراط) . ثم أخذ كل من "سقراط "(عام 470 -399 قبل الميلاد) ، و"أفلاطون" (عام 428 - 347 قبل الميلاد) ، وأرسطو؛ في تطوير مبادئه لاحقاً .

الدين اليوناني المبكر
حسب رؤية الكاتب اليوناني "هسيود" (القرن الثامن قبل الميلاد) في كتابه ثيوگونيا Theogony( أصول الآلهة) ؛ أن الأرض التي جسدتها الإلهة "گايا" قد نشأت من دوّامة فوضى العدم ، وذلك عندما أخصبت نفسها لتُنجب السماء ( الإله أورانوس) ، والذي حملت منه لتنجب الكيانات المعروفة باسم "الجبابرة " ( ستة رجال وست إناث) . وبعد حين ، ولدت گايا "سايكلوبس" ( العملاق ذو العين الواحدة) ، و"هيكاتونشير" (ذو المائة يد) ، وكلاهما قد أثارا استياء الإله أورانوس الذي ألقى بهما في سجن العالم السفلي المظلم في "تارتاروس" .

كانت گايا غاضبة من تصرفات أورانوس ، لذا فقد قامت بإقناع ابنها الصغير كرونوس ( أحد الجبابرة ) بقتله ، ولكن كل ما فعله هو إخصاء والده بدلاً من قتله . وبالتالي ؛ فقد خشي كرونوس في أن يحدث له الشيء نفسه ، فقام بابتلاع جميع أولاده الذين ولدوا من زوجته "رِيّا" (التي هي شقيقته) الواحد تلو الآخر لحين ولادة ابنها "زيوس" الذي أخفته عن كرونوس بخدعة منها ؛ عندما وضعت حجراً ملفوفاً بدثار على أنه وليدها الجديد ؛ فقام بابتلاعه . وبذلك فقد أنقذت رِيّا ابنها زيوس الذي نشأ بكهف في جزيرة كريت ، وعند بلوغه عاد للإنتقام من والده بإجباره على تقيؤ أشقائه الأكبر سناً ومن ثم قتله . وأخيراً ، جعل زيوس من نفسه ملكاً على الآلهة ، وحكم هو وأشقاؤه وشقيقاته العالم من مسكنهم على جبل أوليمبوس بعد أن خلقوا البشر .

بحلول الزمن الذي ولد فيه طاليس ، أصبحت القصص المتعلقة بالآلهة المُشبّهة أو المجسّدة نظاماً إيمانياً متطوراً للغاية . إذ كان يُعتقد أن تلك الآلهة تتفاعل مع البشر يومياً ، وهي المسؤولة عن حفظ العالم وحمايته . كما أن لديها اهتمامات بـ الحياة الشخصية والسلوك البشري . وعليه ؛ فقد شُيدت المعابد لمختلف الآلهة في البانثيون الإلهي ، واكتسب الكهنة جملة من المعارف ، وأصبحت الطقوس موحدة . لهذا السبب ؛ لم يكن هناك أيّ داعٍ للبحث عن أصل الخلق طالما تّم تفسير ذلك بوضوح من خلال المعتقد الديني .

طاليس بين بابل و مصر
كان أحد الأسئلة المتكررة والمتعلقة بتطور فكر طاليس هو ؛ كيف كان مُلهمَاً بنشأته في ذلك المناخ الفكري والعقائدي المضطرب ؟.

من البديهي ؛ أن الفلسفة لا تتطور إلاّ إذا فشل الدين في تلبية مطالب الناس وتحقيق رغباتهم . وبجميع المقاييس ؛ فإن الديانات القديمة لليونانيين قد واجهت ذلك الموقف تماماً ؛ ولكن على ما يبدو أن مصادر أفكار طاليس وتوجهاته قد جاءت أيضاً من خلال دراسته في بابل . إذ تمسّك البابليون باعتقاد طال أمده ؛ في أن الماء هو المبدأ الأول والشكل الأساسي للوجود ، وطاليس كان قد سرق منهم هذا المفهوم . ومازالت تلك القاعدة العلمية يُعمل بها حتى يومنا هذا من خلال الرحلات الفضائية المكوكية في محاولة للكشف عن الماء، لإثبات وجود أو إمكانية الحياة في الكواكب والمجرّات المحيطة بالأرض . ورغماً من ذلك ، فإن البروفيسور "جورج ج . م . جيمس " ؛ يرى أن طاليس قد حمل أفكاره من المصريين ؛ الذي من المفترض أنه كان على تواصل معهم ؛ فكتب التعليق التالي :

"صمت كل من العرف والتاريخ بما يتعلق عن كيفية توصل طاليس إلى استنتاجاته ، باستثناء أن أرسطو حاول طرح رأيه كسبب: لربما أن طاليس كان قد تأثر بمعاينة وتحسس رطوبة المواد الغذائية ، ومن ثمّ استند في استنتاجه إلى التفسير المنطقي لأسطورة أوقيانوس . إلا أن ذلك يُعدّ مجرّد تخمين من جانب أرسطو ." (ص 55 )

يعتقد البروفيسور جيمس أيضاً ؛ أن طاليس عندما جعل فكرة الماء هو العنصر الأساسي للحياة ؛ لربما كانت تلك مجرّد استعارة من الديانة المصرية التي أكدت أن الأرض قد نشأت من بحار الفوضى البدائية. حيث وقف الإله "أتوم" مع الإله "حكا" والإلهة "نيث" وغيرهم على تلّ صغير من الأرض يُعرف باسم "بن ـ بن" وخلق العالم المنظّم من تلك الفوضى المائية .

قد يكون البروفيسور جيمس محقاً في أنه من الممكن تماماً أن يكون شاباً ثرياً ومثقفاً مثل طاليس قد درس في مصر و بابل ؛ أو على الأرجح ، قد اكتسب معرفته من قصة الخلق المصرية التي جاءت من البابليين عندما كانت لديهم تجارة منتظمة مع المصريين .
كما يبدو أنه لا يوجد شيء لم يكن موضع اهتمام عند طاليس ، ولكن وفقاً لأرسطو في كتابه (الميتافيزيقيا ) كان مهتماً أساساً بالسبب الأول ( ذلك الشيء الذي جاءت منه الأشياء الأخرى ) وعرّفه على أنه "الماء" . رغم ذلك كما لوحظ ؛ فإن الطريقة التي توصّل بها طاليس إلى هذا الاستنتاج ؛ لم يتم تفسيرها بشكل كافٍ في ثقافة عصره . حيث يرفض غالبية العلماء الغربيين الآن حقائق تأثير الثقافتين البابلية والمصرية على الثقافة اليونانية ، ويصرّون على أن طروحات طاليس الفلسفية كانت من صميم أفكاره ، ومستمدة من النموذج اليوناني القديم للكون . وقد أدى هذا إلى إشاعة التفسير المعياري لأصول الفلسفة اليونانية ، الذي يُعد قاصراً في كثير من جوانبه .

طاليس وأرسطو
مهما كانت طبيعة استنتاجاته ؛ حافظ طاليس على نظرته البراغماتية في خلق الكون الذي لا علاقة له بالضرورة مع الآلهة. لذا فقد اختار الماء كمبدأ أول في عملية الخلق ؛ وذلك عندما أشار إلى أن الماء يتحول الى بخار عند تسخينه ، وعندما يكون في تربة مضغوطة يتحول إلى مادة لزجة ، وإذا تم تبريده بدرجة كافية يتحول إلى جليد . لذلك كان الماء هو العنصر الأساسي في الوجود .

حسب اعتقاد أرسطو وغيره من كتّاب العصور القديمة ؛ فقد كان طاليس فيلسوفاً ابداعياً ؛ لأن "نظرية الماء" الخاصّة به ليس لها ارتباط وثيق مع العقيدة الأسطورية اليونانية التي تؤكد ؛ أن الآلهة هي التي خلقت الأرض بما في ذلك الماء . ويرى طاليس، كما الأسطورة اليونانية ؛ أن الحياة في الأرض تستند بوجودها إلى الماء ؛ إلاّ أن نظرية طاليس ترفض فكرة القوة الغير طبيعية لهذه الحالة من الوجود .

بالنسبة لطاليس؛ كانت هناك أدلّة عملية ومنطقية بحيث يمكن إثباتها لتفسير الأحداث ، والتي لم يكن للآلهة أية علاقة بالظواهر الملحوظة.
ومن المثير للاهتمام أيضاً ؛ فقد رأى طاليس أن " كل الأشياء ملأى بالآلهة "، غير أن أرسطو قد فسّر تلك العبارة في كتابه (عن الروح De Anima ) ، كالتالي :
" طاليس مرة أخرى ، وللحكم عليه من خلال آرائه المدَّونة ، يبدو أنه قد افترض بأن الروح هي سبب معنى الحركة . كما قال أن الحجر [المغناطيس ، أو حجر المغناطيس] له روح ؛ لأنه يتسبب في الحركة نحو الحديد ." ( ص 450 / a20-22 )

ما الذي قصده طاليس بالضبط في ذلك التعبير المُبهم ؟
لربما ان كلمة "الآلهة" كانت تعني "الطاقة"! ، لكن أرسطو وآخرون قد أعادوا تفسير عبارة طاليس لاحقاً وفقاً للفهم المشترك للكلمة اليونانية " ثيوي Theoi " بمعنى "الآلهة". وبأي حال ، ربما كان طاليس قد استخدم هذا المصطلح بمفهوم مختلف تماماً .

إن مصطلح "آلهة" طاليس و المقصود به "الطاقة" ؛ هو مجرّد تفسير حديث ، ولكن يبدو احتمالاً ؛ أن فلسفة طاليس كانت تعتمد في طروحاتها على الظواهر التي يمكن معاينتها ، طالما أن طاليس قد عمل كمهندس بقصر الملك "كريسس" (عام 560-547 قبل الميلاد) في ليديا ، وأُشيد بمهارته في علم الفلك أيضاً .
كتب الدكتور "فورست إي.بيرد" التعليق التالي حول هذه النقطة :
"مثل العديد من الفلاسفة ما قبل سقراط ، لم يكن طاليس فيلسوفاً فحسب ؛ بل كان رجل دولة وعالم فلك وحكيم أيضاً ." (ص 8)

من خلال خدمته عند الملك كريسس ، يُروى إن طاليس قد مكّن الجيش الليدي من مواصلة مسيرته بتغيير مجرى النهر ، وذلك وفق ما كتبه المؤرخ اليوناني "هيرودوت" في المقطع أدناه :

"كما قلت ؛ فعندما وصل إلى نهر هاليس ، وضع الملك كريسس جيشه بالقرب من تلك الجسور الموجودة الآن ؛ ولكن حسب الرواية العامة لليونانيين ، قام طاليس بتأمين نقل قطعات الجيش من موقع لآخر. وكما قيل ؛ إن كريسس كان في حيرة من أمره ؛ كيف يعبر جيشه النهر ، وهذه الجسور لم تكن موجودة بعد في تلك الفترة ؟ . لكن طاليس الذي كان حاضراً مع الجيش ؛ جعل النهر الذي يجري باتجاه يد الجيش اليسرى ، يجري أيضاً باتجاه يده اليمنى . لقد فعل ذلك على هذا النحو: بداية من المنبع حيث يتواجد الجيش ، قام بحفر قناة عميقة على شكل هلال ، بحيث كان يجب أن يتدفق فيها الماء من الجزء الخلفي للمكان الذي كان يعسكر فيه الجيش ، وتمّ تحويل مجرى الماء بهذه الطريقة عن مساره القديم بواسطة تلك القناة ، وبعد أن عبر الجيش ، كان يجب أن يتدفق الماء في مساره القديم مرة أخرى . وكانت النتيجة أنه بمجرد تقسيم النهر ، أصبح صالحاً في كلا شطريه ." (التاريخ ، I.75)

قصة توظيف الفلسفة
روى أرسطو تلك القصة في كتابه ( السياسة ) ، كما جاءت في المقطع أدناه :
" عندما ألقوا باللوم عليه ( طاليس) بسبب فقره ، من أن الفلسفة لا فائدة مرجوّة منها ؛ أخذ طاليس بمراقبة حركة الكواكب والأجرام السماوية ، وخلص إلى أنه سيكون هناك محصول كبير من ثمار الزيتون في موسم قطفه ، فقام بتوفير رأس مال صغير لشراء المحصول عندما كان الشتاء في بدايته . ودفع طاليس المبالغ المطلوبة عن كميّات المحصول بأسعار بخسة إلى جميع معاصر الزيتون في مدينتي (ميليتوس ، وخيوس) ، وذلك لعدم وجود منافسين له أثناء المزايدة . وعندما حان الوقت المناسب ، كان هناك اندفاع مفاجئ على المعاصر في الطلب على زيت الزيتون ؛ إلاّ أن طاليس وضع السعر بشروطه الخاصة ، وحقق ربحاً وفيراً ، مما دلَّ على أنه من السهل للفلاسفة أن يكونوا أغنياء إذا رغبوا في ذلك ، لكنهم ليسوا مهتمين بذلك أبداً ." (السياسة ، 1259 أ)

جذبت الترجمة العملية للفلسفة باعتبارها أداة للعقل ؛ انتباه الشباب المثقفين الذين أصبحوا فيما بعد تلاميذاً عند طاليس . وقد أسس طاليس المدرسة الميليسية التي كانت بمثابة كليّة خاصة في عصرنا الراهن . حيث تُمكّنْ تلاميذها من متابعة حلقاتهم النقاشية في أسلوب التحقق لصيانة المنهج الفكري ، بالإضافة إلى استكشاف العالم الخفي الذي من حولهم . والجدير بالذكر أيضاً ؛ إن الفهم التقليدي للآلهة لم يكن له مكاناً في تعاليم طاليس . وكان الأكثر شهرة من تلاميذه هو " أناكسيماندر" (عام 610 - 546 قبل الميلاد) ، الذي سار على درب أستاذه في اتباع أسلوب المنطق في التفسير، رافضاً التفاسير اللاهوتية اليونانية التقليدية ، وفعل نفس الشيء أيضاً ؛ زميله "أناكسيمينيس" (عام 546 قبل الميلاد) الذي جاء من بعده .

من بين إنجازاته العديدة ، يُروى إن طاليس قد اكتشف كويكب أو نجم الدب الأصغر Ursa Minor "، ودرس مبادئ الكهرباء ( الإستاتيكية) ، وقام بتوسيع النظريات الهندسية ، وساهم في التطبيق العملي للرياضيات التي طورها إقليدس لاحقاً ، وصنع تلسكوباً بدائياً ، ونظّم فكرة الانقلاب الشمسي ، وابتكر ما عُرف لاحقاً باسم "الفلسفة الطبيعية" . واعتُبر كأحد الحكماء السبعة في اليونان القديمة ، جنباً إلى جنب مع رجال بارزين مثل "سولون"، الذين ورد ذكرهم لأول مرة في حوار أفلاطون (بروتاگوراس) .

رُوي إن طاليس قد مات بسبب الشيخوخة أثناء حضوره مهرجان رياضي . وذلك حسب ما ذكره الكاتب اليوناني "ديوگينس ليرتيوس" (القرن الثالث الميلادي) في أحد كتبه :
"مات طاليس الحكيم أثناء حضوره كمتفرج في مسابقة للجمباز ، وكان مُتعباً من حرارة الشمس وشدة العطش والضعف ، لأنه كان كبيراً في السن . وقد وُضع نقشاً على قبره : لعلك ترى هذا القبر صغيراً ، لكن تذكر ؛ لقد وصلت شهرة طاليس إلى عنان السماء ." (حياة طاليس)

رغماً من اختلاف الفلاسفة الذين جاؤوا بعد طاليس حول الماء فيما إذا كان هو العنصر الأول والجوهر الأساسي للكون أم غير ذلك .
إلا أنه يمكن التأكيد على أن مفاهيم طاليس الفلسفية قد ألهمت أولئك الذين عُرفوا بأنهم فلاسفة لما قبل سقراط في اختيار توجهاتهم ، وتطوير أفكارهم الفلسفية الخاصة بهم . و في النهاية ؛ فقد تطورت فلسفة طاليس برؤية سقراط كما فسرّها ، ثمّ تُوجّت على يد تلميذه أفلاطون ؛ فتردد صداها بعيداً عن العالم اليوناني القديم ليصل تأثيرها عميقاً إلى أنظمة الفلسفة بأجمعها .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريتشارد ماكيون ـ الأعمال الأساسية لأرسطو (كلاسيكيات المكتبات الحديثة) ـ مودرن لايبرري للنشر ـ 2001 .
جوناثان بارنز ـ الأعمال الكاملة لأرسطو ، المجلد الأول ـ مطبعة جامعة برينستون ـ 1984 .
والتر كوفمان ـ الكلاسيكيات الفلسفية ـ برنتيس هول للطباعة والنشر ـ 1996 .
ديوجينز لارتيوس ـ حياة الفلاسفة البارزين ، المجلد الثاني ـ مطبعة جامعة هارفارد ـ 1925 .
روبرت ب. ستراسلر ـ هيرودوت: التاريخ ـ البانتيون للنشر ـ 2007 .
باري باول ـ قصائد هسيود: الثيوگونية ، الأعمال والأيام ـ مطبعة جامعة كاليفورنيا ـ 2017 .
باتريشيا . أو جرادي ـ طاليس الميليتوسي ـ بحث موسّع نشر في مركز البحوث والوثائق في جامعة فلندرز / جنوب أستراليا ، وأعادت نشره موسوعة الانترنيت للفلسفة ـ 2022 .
جورج .جي. أم . جيمس ـ الإرث المسروق: الأصول المصرية للفلسفة الغربية ـ إيكو بوينت ـ 2016 .
روبن ووترفيلد ـ الفلاسفة الأوائل : ما قبل سقراط والسفسطائيون ـ مطبعة جامعة أكسفورد ـ 2009 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية