الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحوّلات الإنشائيّة العميقة وأثرها في تحوّل مفاهيم الكذب والسّرقة من نبذ الفقه إلى حمد السّيمياء ا

محمد خريف

2023 / 11 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وماالتّحوّلات الإنشائية العميقة إلاّ ذلك العدول الحاصل في مفاهيم فلسفة اللغة بفضل ما تتيحه جرأة الخرق السّيميائي على قلب تلك المفاهيم قلبا ناسفا يجعل ظاهرة الكذب والسرقة متحوّلة من ظاهرة الذّمّ أو النبذ الفقهيّ الربّانيّ إلى ظاهرة درس سيميائيّ محمود مغريابالطّريف الشّاذ ولاسيما على مستوى الوعي العلاماتي الحديث بالتحوّل من وهم بلاغة المنظوم إلى واقع إنشائيّة المنثور والحال أنّ من ظواهر الوجود حسب هيدغير "زعموا أنّ" وكيانها اللغة باعتبارها كلاما والكلام يمثل منظوما ومنثورا
و المنظوم منه ينخرط في منظومة الشّفويّ وما تقتضيه مراسمها من تقيّد بأشكال التلفظ وصيغ التعبير ورأس تأثيره إيقاع الجناس في الشعر والسجع في النثرالفني باعتباره الإيقاع الدائريّ أداة تطريب متناغم منسجم مع إيقاع الفعل وردّ الفعل (دُمْ تاكْ، تاكْ)، في حين يتأسّس الكلام المنثور على الفكرة مُهْملا الاهتمام بشكل التلفظ"وصيغه ولعلّ في ذلك تشابها مع ما يقوله جيرار جينات في كتابه" بلمبساست": "إنّ في تاريخ النّصوص فترات مّا، قد نستطيع أن نسمّيَها النّقلة من الشّعر إلى النثر إذ،كما هو معلوم منذ فيكو- وفي الواقع ومنذ الأبد فالأدباء يبدأون بالشعر ليس لأننا كما كنا نحب أن نقول في القرن الثامن عشر: "إنّ الشّعور يسبق العقل، وإنّما ببساطة( وخاصة إن كنا مازلنا نعني كما أفعل هنا) لأن التّبليغ الشّفويّ، بما في ذلك الإنشاد ما هو إلا عبارة الذي يسبق المكتوب يدعى لأسباب "مْنَيْمُو تقنيّة" عبارة جاهزة ومنظومة.(انظر الطرس لجينات)
فهذا التّحوّل النّاتج عن أمور تقنيّة تذكرية،يقتضي تحوّلاً على مستوى الشّكل وان كان لعلم البلاغة اختصاصه بالشعر وهو "الكلام الموزون المقفى" عند العرب فلعلم الفكرة اهتمامه بالنثر طيلة العصور التقليدية القديمة ولاسيما عند العرب ولمّا يتحرّر من تأثير النظم في مايعرف بالسّجع، لكن، مع العصور الحديثة الصّامتة صار القارئ غير محتاج إلى من يتلوله آو يقرأ له، بل صار يقرأ لنفسه، وهكذا أصبح القاريْ غير محتاج إلى واسطة وهكذا صارت العناية بالأسلوب مع الإنشائية والبنيويّة وغيرهما من علوم االمناهج الحديثة الخاصة بالسّرد ومنها تلك التي تعتني بالجملة الرّوائيّة التي هي غير الجملة النّحويّة والجملة الرّوائية جملة النثر لاجملة النحو التي هي جملة المنظوم( بلمساست). ومع القراءة الصامتة كانت الكتابة التي تديم صيغ التعبير وتحافظ عليها من تلف الذاكرة. فصار للنثر نماذج منها الخبر والمثل والنادرة والمقامة والقصّة والأقصوصة والرّواية وصارت لنا مدارس نقديّة تبدأ مع الشّكلانيين الرّوس ولا تنتهي مع جينات وتودورف وبارط وأيكو وغيرهم فكانت البنيوية والأسلوبية وغيرها من المقاربات النّصيّة التي تعتمد المباشرة اللغويّة للنصّ الأدبيّ ومنه النصّ القصصيّ السرديّ وجملته روائية من ذرائعها الإطار الزماني والمكاني والشخصيات والرّاوي والفعل الماضي والغيبة والفعل المضارع وغيرها من الذرائع المتكاثرة فصار لإنشائيّة النّصّ النثريّ تفريعات منفتحة وغير منتهية أو هي مقنّنة على شاكلة علم البلاغة الواضحة مع علي الجارم وغيره لذلك كانت لي محاولات قراءة أسلوبية وغيرها من المقاربات النّصّية الّتي تعتمد المباشرة اللغوية للنص الأدبي منه " ليالي المطر لحسن نصر –محاولة لدراسة أسلوبيّة- واستعارة الاستعارة وتأويل التأويل والنثر والنثرية والنقدية العربية و في السّيميائيّة العربية. ولعل الرغبة في التنقيح والمراجعة تستفزني على الدوام ودون انتهاء فأختار من محاولاتي في ما أراه وجيها في نطاق ما يعرف بالرقعة والامتداد في الأدب العربي القديم والمعاصر وماجا وره من الآداب وأنماط الكتابة الأخرى و لعلني أجعل منه ذرائع أتوسّل بها إلى الذهاب أبعد مما تُتِيحُه نظريّة التّواصل وسُننها من وهم الإبلاغ والتبليغ من شعور بلذّة النصّ المكتوب وما يخلفه من عُلوق النّكهة، نكهة التقبل متحولة إلى نكهة بثّ في تحرّر من اكراهات التواصل التي تفرضها اعتباطية الرقعة والامتداد فالمتن والحاشية ولا سيما في ما يتعلّق بالكذب والسرقة في ما بقي لنا من مدونة الأدب قديمه وحديثه شعرا ونثرا .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا