الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يكون الربا حرام ، والسبي والغنائم حلال؟!

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2023 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الربا الحقيقي وليس كالمفهوم المتوارث هو استغلال الإنسان لحاجة أخيه الإنسان لأساس من أساسيات الحياة وهي التي تمثل فارقآ بين الحياة والموت كالطعام والماء والدواء ، أو تمثل فارقآ بين الكرامة والهوان كسداد دين مستحق حل موعده.

غير ذلك فإن الإقراض يكون بفائدة مدروسة ومحسوبة ومعقولة حتى لو بين فردين أو بين المؤسسات أو بين فرد ومؤسسة شريطة عدم التدخل في إدارة المقترض طالما ينفق القرض على ما اقتُرض له والإلتزام بحسن النوايا في عقد الإقتراض.

وهذا ما يؤدي لتطوير المجتمع وتقدمه وتطور الأعمال وتمويل التوسعات والإبتكارات وتوفير فرص عمل كبيرة وكثيرة في مجتمعات تجاوزت بمراحل محدودية القبيلة وارتفعت عن ظلال الخيام وارتقت وتعقدت عن مجرد الرعي والزراعة البسيطة والتجارة الضئيلة ، وازدادت فيها الحاجات والإحتياجات وتطورت الأعمال والمنتديات.

في إطار حاكم حيادي من القوانين التجريدية التي تكفل ضمان الحقوق والإستحقاقات والمؤسسات الأمنية والقضائية التي تضمن إلتزام الجميع بالنظام ، والعمل في أجواء بعيدة قدر الإمكان عن الغش والإستغلال والنصب والخداع أو هكذا هو المفترض.

أما السبي والغنائم فهي من أعراف فجر البشرية ولم تأت بها المناهج الدينية ابتكارآ ، بل كانت من ضمن عاهات التقاليد المتوارثة أو فريضة الظروف الإقتصادية والإجتماعية آنذاك.

ولكنها حثت على العِتق قدر الإمكان وعدم الفجور فيها وحُسن التعامل مع المهزومين إلا الطغاة المتكبرين المتجبرين منهم لئلا يعودوا لما كانوا وردعآ لغيرهم مما يزيد من فرص السلام والإستقرار ويصعب مسألة استسهال اتخاذ قرار الحرب والقتال ليخاف كل منهم على نفسه وعلى أهله.

كما كانت السبايازوالغنائم تعوض الجنود المحاربين الذين كانوا في ذاك الزمان وعلى غير الحاضر لا يتقاضون أجورآ حقيقية عن مشاركتهم في القتال مقابل شهورآ وربما سنينآ في كثير من الأحايين يقطعوها في دروب الحرب وجبهات القتال منقطعين عن أعمالهم وذويهم.

فتكون هذه الغنائم وتلك السبايا تعويضآ لهم عما عانوه وشاقوه وفقآ لظروف تلكم العصور من فجر التاريخ والحضارات القديمة حتى تقريبآ منتصف القرن التاسع عشر حينما بدأت أميركا بإلغاء تجارة العبيد منذ العام 1806 عبر الرئيس الأميركي توماس جيفرسون ، وتبعتها بريطانيا عام 1807، ثم قرار الأمم المتحدة بحظر تجارة العبيد واستغلال البشر في أعمال الرق والسخرة عام 1949.

وذلك لنضوج تطور الفكر والإقتصاد والحضارة البشرية للوضع الذي هيأ إمكانية تحرير العبيد ، فلو كان الله أمر بتحرير العبيد فورآ في زمن نزول الأديان ، أين كانوا سيذهبون في قلب مجتمعات قبلية أو مدائنية صغيرة محدودة النشاط والتنوع الإقتصادي خاصة لقوم ولدوا هم وآباؤهم وأجدادهم عبيدآ لا يعلمون شيئآ عن الحياة غير الخدمة في البيوت والحقول.

ففجأة أصبحوا أحرارآ في مجتمعات محدودة التنوع في النشاط والحجم الإقتصادي وبسيطة هي الأعمال المشاريع المتاحة وضئيل إلى حد العُدم هو القبول الثقافي والإجتماعي لفئة العبيد في ظل طبقية مقيتة تحكم عقول لم تتمتع بانفتاح عصر العلم والإكتشافات.

فكان البديل آنذاك أمام المحررين من العبيد هو إما التشرد والتسول على نواصي الطرقات ، أو الإنضمام وتشكيل عصابات من قطاع الطرق ، وفي جميع الأحوال النتيجة ما هي إلا خراب ودمار للمجتمعات ولن يكون هناك أحد حر أو آمن أو سعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج