الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام ليس بطلا ، ولا تجعلوه كذلك

سميه عريشه

2006 / 11 / 18
المجتمع المدني


صدام حسين لم يكن بطلا فى يوم ما أبدا ، وهو الأن فى نظر الجمهور العربى رجل مسكين عاجز ، ويحظى بتعاطف رجل الشارع العربى من حيث انه رجل كبير السن وأنه يتعرض لتصفية حسابات لا تتسم بالنزاهه ، كما أن المتابع للمحاكمة منذ البداية كان متفائلا بامكانية حكم معقول غير منحاز ، لكن بعدما تغير القاضى بعد استقالة القاضى الأول اعتراضا على التدخلات السياسية ، ومع عدم الخبرة والأنحياز الباديين على المحكمة فى ظل القاضى الجديد ، توقع الجميع ان يصدر حكما سياسيا على صدام بالأعدام ، وهو ما ملا نفوس المواطنين العرب بالضيق ليس تأييدا لبقاء صدام فى الحكم ، ولكن لأن هناء شعور جمعى بأن ذلك الحكم ليس حكم قضاء لكنه تنفيذا لرغبة انتقام ، والحق ان تلك الرغبة فيما لو كانت نفذت ضمن ثورة جماهير العراق فى بشكل غةغائى لكنا قد استوعبنا ذلك ، لكن أن يتم محاولة ساخرة من عقول الناس بأضفاء الشرعية والقانونية على الرغبة بل القرار المسبق بأعدم صدام يجعل الشعور العام للمواطن العربى غير متقبلا للحكم ، مما سيرتد رد الفعل فى توقعى بعد تنفيذ حكم الأعدام فى صدام حسين ، بأن يتم تناول سيرته بقدر كبير من البطولة ، فى الحكى والسيرة الشعبية وخلافه ، بل سيتم اسقاط كافة جرائمة من الوعى وأعادة انتاجها لتحمل مبررات وتفسيرات تنطوى على بطولة وشرف وخلافه ، وبذلك سيكون المواطن العربى والشعور العربى الجمعى قد تمرد بدوره على الحكم الفاضح الذى تجرد من أى ورقة توت انسانية حين استرجع عقوبة الأعدام الملغاه فى حكم بريمر ، ثم حينما تعمد ازلل صدام حسين اثناء المحكمة بطرده المتكرر ، وفى النهاية بأصدار حكم الأعدام شنقا برغم ابدائه الرغبة لأن يعدم رميا بالرصاص ، خاصة انه كان فى حالة حرب بالفعل ،
كل ذلك بعض من كل من اسباب تؤدى الى أن أسوأ قرار سيكون هو تنفيذ حكم الأعدام على صدام ، حيث ستنتقم الجماهير العربية من المحكمة ومن الشيعةومن أمريكا ومن كل من سعوا بشكل مفضوح وفج الى اصدار ذلك الحكم بالأتى : بأن يصروا على منح صدام حسين حياة أبدية بجعله وتصويره بطلا فى الموروث الشعبى ، حيث سيعاد تفسير كل شيئ من جديد ليخدم ذلك الهدف ، وسيتم انتاج كافة عناصر الملحمة والميلودراما والأسطورة ليصبح صدام حسين الفارس الذى قهر أعدائه بأن جعل روحة ترفرف على العراق دوما وسوف يتحول قبره الى مزار كولى ، وغير ذلك ليصبح صدام حسين سيرة أبدية جميلة تلتصق بوجدان الشعب العراقى لمئات بل لألاف السنين ، وبالطبع سيتم تضخيم دور الأشرار ، ممن حاكموه ومن يمثلوهم ، وبالطبع ستكتسب صورة أمريكا فى الوجدان الشعبى العربى أبشع صورة لشرير بلا قلب أو رحمة لرجل بات عاجزا وطاعنا فى السن ، وكما فى الأساطير سيتحول الشيخ العجوز الى بطل اسطورى ، يختفى ليظهر منتقما من ظالميه ، ليتقمس صورة التبشير بالنصر فى أحلام المظلومين لعقود بل لقرون ، هذه هى نفسية المواطن العربى الذى يبدوا سلبيا لكنه أن أراد فعل المستحيل بلا منطق احيانا ، 00
* ولذلك أرى أن يؤخد بملاحظات بعض المؤسسات الحقوقية العالمية المحايدة ، والتى رصدت هزلية وصورية المحكمة وانتقامية الحكم ، ليتم نقضه يقرار من الرئيس بوش ، وأن يتم التمسك بالغاء الأعدام ، فلا يمكن ان يستدعى قانون ملغى لتحقيق رغبة انتقامية ثم يعاد دفن العقوبة من جديد ، وأن يستدعى القاضى الأول الذى استقال احتجاجا على الضغوط السياسية ، لأنه وحده من ستثق بى حكمة الجماهير ، واعاة المحاكم ليصدر على صدام حسين حكما ليس من بينه الأعدام ،
* ذلك سيحقق أكثر من هدف كالأتي
أولا : لن يجعل من صدام حسين بطلا اسطوريا ورمزا يعيش رغم اعدامه 0
* ثانيا : سيحقق حبا وتقبلا من الجماهير لمصدقية أمريكا فى وجدان العرب مما يحسن ويعالج تلك الكراهية ، والعكس سيؤبد الكراهية وانتقالها من جيل لجيل 00
*ستتحقق مصاقية للقضاء العراقى 0 عكس ما لو تم الأخذ بحكم الأعدام
ثالثا * سيمهد الطريق لعمل مصالحةوتصالح بين السنة والشيعة ، خاصة فيما لو أنه تم الأهتمام بالدعوة التى اطلقها صدام حسين طالبا من الفصائل وقف القتل 0 ويمكن العمل على اقناعة بأطلاق المزيد من ذلك 0
رابعا * سيظهر ذلك الرئيس بوش كفارس فى الخيال والعقل العربى ، خاصة أن ( العفو عند المقدرة ) مبدأ دينى وأخلاقى ، يبجل فاعله ،
** فهل يفكر الرئيس بوش فى كل ذلك جيدا ، ويعل قبل فوات الأوان على عدم تحويل صدام حسين الى بطلا اسطوريا لأنه بالفعل عكس ذلك ؟!!0










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل


.. قد تصدر مذكرات اعتقال لنتانياهو.. ما هي الجنائية الدولية؟




.. حالة -إسرائيل- مزرية ونتنياهو في حالة رعب من إمكانية صدور مذ