الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري

عبدالرحمن محمد محمد

2023 / 11 / 9
المجتمع المدني


تقع مدينة إعزاز إلى الشمال من مدينة حلب بنحو خمسين كيلومترا، وهي غير بعيدة عن الحدود مع تركيا، حيث لا تبعد سوى خمسة كيلومترات عن معبر باب السلامة المتصل مع الحدود التركية. وتعدُّ باب حلب الشمالي نحو تركيا، وهي لذلك تحظى بأهمية استراتيجية، لأنها تقع بالتحديد في القسم الشمالي من جبل سمعان، الذي يعد جزءا من هضبة حلب، في منطقة “سهل إعزاز”.
المدينة القديمة كانت تقع على تل ترابي يعرف باسمها ويشغل مساحة تقل عن خمسة هكتارات بقليل، وله شكل بيضوي، تنحدر سفوحه الشمالية والشرقية بشدة، أما السفوح الجنوبية والغربية فانحدارها متدرج ببطء، ويبلغ ارتفاع التل عما حوله 28 م عن سطح البحر نحو 628 م.
وتنقسم منطقة إعزاز إلى: مركز إعزاز، أخترين، نبل، تل رفعت، صوران ومارع، وتضم الكثير من البلدات والقرى.
قارب عدد سكان مدينة إعزاز 75 ألف نسمة بحسب بعض الإحصاءات شبه الرسمية لعام 2012.
أما تاريخيا فتعدُّ إعزاز مدينة تاريخية، ويقول ابن الأثير في تاريخه “الكامل”: إنها فتحت على يد عياض بن غنم عام 15 هجرية (636 ميلادية) بعد فتح حلب، وإعزاز أو كما ذكرت بكتب التاريخ بدون الألف عزاز: مدينة قديمة عند سفح تل عرف باسمها ورد ذكرها باسم «هازار» عندما اكتسح الآشوريون سورية، ثم عرفت باسم تل عزاز.
وذكرها ياقوت الحموي في معجمه باسم «عزاز» و«أعزاز»، فتحت على يد مالك بن الأشتر عام 15 هـ/ 636 م وهو كان تحت قيادة خالد بن الوليد وقيادة أبو عبيدة بن الجراح بعد فتح مدينة حلب، وفيها جامع قديم يعرف بالجامع العمري الكبير يعود بناؤه إلى سنة 120 هـ/ 737 م، وفي سنة 363 هـ/ 974 م ضرب زلزال المنطقة ودمر فيما دمر قلعة أعزاز، فأعيد ترميمها. وفي سنة 548 هـ/ 1152 م احتلها الصليبيون بقيادة القائد الأرمني جوليانوس ودعوها «هازارت»، لكن صلاح الدين حررها سنة 571 هـ/ 1175 م، وعمّر ابنه الملك الظاهر غازي قلعتها، ثم خربها المغول سنة 659 هـ/ 1260 م، ونزح سكانها إلى مدينة كلز (كلِّس) وغيرها، وكانت تابعة في العهد العثماني لقضاء كلز، وقد عثر في التل على كسر فخارية وحجارة بناء قديم لعلها من بقايا حصن قديم، ويعد التل من التلال الأثرية المسجلة في سوريا.
اقتصاديا تكتسب إعزاز أهمية اقتصادية كونها أهم مدينة زراعية بسوريا، ويزرع فيها القمح، والقطن، والخضر الصيفية، والكرمة، والتين، والكرز، والزيتون حيث تضم ثاني أكبر معصرة للزيتون في البلاد.
كما تشتهر بالصناعات الغذائية، والصناعات الزراعية والآلات، ولوازم صناعية زراعية وأدوات وأثاث منزلي.
تشكل إعزاز محور اهتمام العديد من الأطراف الداخلية والإقليمية، ولذلك تعد أهم مدن ريف حلب الشمالي، التي دارت بها معارك طاحنة منذ بداية الأزمة السورية، وكانت قد شهدت اشتباكات بين ما تسمى بالمعارضة السورية، وقوات النظام صيف 2012، كما سيطرت عليها مرتزقة داعش عام 2013، وأخيراً هي الآن محتلة من قبل المحتل التركي ومرتزقته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: عملية رفح تخدم هدفي إعادة الأسرى والقضاء على حماس


.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه




.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم