الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد والعلم والفلسفة والأديان والزمن

عزالدين مبارك

2023 / 11 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك خلط في المفاهيم بين الإلحاد والزمن والعلم والفلسفة والدين. أولا صفة الإلحاد هي من صنع مؤمنين بدين معين وهم أيضا في نفس الوقت ملحدون أيضا بديانات أخرى (هناك ما ما يقارب 4000 دين) هذا إذا عرفنا الالحاد بعدم الاعتراف بدين أو إلاه لغياب الدليل. والديانات كلها اعتقاد غيبي بلا حجة ولا دليل أي أنها من صنع إله مزعوم لم يعرف بنفسه وهو الذي يدعي العظمة والقدرة. فلا يمكن تصديق أي شخص يأتيك بكلام خيالي ويقول لك بأني مرسل من إلاه إلا إذا كان المتلقي جاهلا بدائيا أو مريضا نفسيا لا عقل له أو له مصلحة أو مسلط على رأسه سيف ويخاف من قتله فينافق لينقذ نفسه وهذا هو حال وزمن وجود الأديان. وتواصل الاعتقاد بالأديان رغم غياب الدليل لثلاث أسباب وهي البحث عن السلطة والمتعة والمال.فالملحد ليس هو صاحب العلم ومنتجه حتى تنتقده على أنه قال كذا وكذا فمن لا يعترف بدين عن قناعة وتفكير طبقا لحريته الشخصية لا يعنيه وجود إله أبدا فهو لا يهتم بذلك ومن ينتقد الأديان هم مفكرون وفلاسفة وباحثون وليس من الضرورة أن يكونوا ملحدين. أما العلم فلا علاقة له بالغيبيات والأديان والإله فهو منهج له طرقه وآلياته وأساليبه الخاصة لتفسير وتحليل الظواهر الطبيعية والمادة ونتائجه تكون مكشوفة للعموم وتقبل النقد والتعديل والتطوير وتهتم بالوجود الواقعي وذلك من أجل إسعاد الإنسان ومنحه أدوات وآلات وإمكانيات ليعيش في كرامة وبحبوحة. وهذا على العكس من الأديان الغيبية مطلقة الأحكام المتجمدة في الزمن والوثوقية دون تقديم دليل وحجج قاطعة فهي تقدم كلاما مبهما عاما لا يمكن الوصول إليه أو تحديده أو التأكد منه بالتجربة فكيف نعرف وجود الوحي والشيطان والبغل الطائر والشمس التي تغيب في عين حمئة والنجوم التي ترجم الشياطين والجنة والنار والبعث فليس من سبيل لتصديق هذه الخرافات إلا غياب العقل أو الإصابة بمرض عمى المقدس بحيث يمكن أن ترى الديك حمارا. أما الزمن فليس هو من يتحكم في صيرورة الكون بل هي القوى الأربعة وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والذرية الصغرى والذرية الكبرى فهي من تعوض الإله المزعوم الذي صنعه أصحاب الديانات من خيالهم المجنح ليتكلموا نيابة عن شيء غير موجود كتحايل على العوام في زمن البدائية والجهل ليفعلوا ما يريدون فيقتلون ويسبون وينكحون ما يشاؤون من النساء دون محاسبة وتحمل المسؤولية على ما فعلوه من جرائم موصوفة لا بل يجازيهم الإله المزعوم بالجنة الخيالية كتشجيع على أفعالهم الدنيئة. أما الفلسفة فهي الحرية الفكرية بامتياز والتي تنطلق من مسلمات ومفاهيم مستعملة أدوات المنطق والعقل والموضوعية تتجاوز خرافات وغيبيات الأديان البدائية وصرامة وقوانين البحث العلمي لتتجه إلى الكليات وسلوكيات وأخلاق الإنسان وهمومه الوجوديه وهي ليست دينا وليس لها إله غير العقل. فالأديان يمكن دحض سرديتها بكل سهولة وبساطة من خلال فحص نصوصها المزعوم أنها قادمة من إله عن طريق الوحي الخفي الذي لم يتأكد منه أي أحد ولذلك فوجود خطأ علمي واحد بها مثلا يكفي للقول بأنها صناعة بشرية ولم تأت من إله أبدا. وإليكم بعض الأدلة على تهافت نظرية أن القرآن من عند إله عليم :هذا الخالق الذي يجهل ما خلق ويمسك الفضاء والهواء حتى لا يقع على الأرض ويظن أن السماء شيء صلب "ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" ويرفعها بدون أعمدة وهذا أمر مضحك" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ" فهل الفضاء والهواء يحتاج إلى أعمدة؟. ويظن هذا الإله الجاهل بأن الشمس الشعلة من نار والتي تبعد عن الأرض 150 مليون كم ويمكنها ابتلاع أكثر من مليون كرة أرضية تغيب في بقعة على الأرض (عين حمئة) وهذا ضد منطق العلم والطبيعة ومن سابع مستحيل "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ". هذا الإله يعتقد عن جهل أن الأرض ثابتة لا تتحرك بفعل الجبال "وألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا ", "وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ" لا يعلم أن الأرض تجري حول الشمس بسرعة 30 كم في الثانية الواحدة كما تدور حول نفسها حاملة معها كل الجبال وهذا يؤكد أن لا علاقة للجبال بثبات واستقرار الأرض فالجبال لم تخلق فجأة بل تأتي بالتطور كنتيجة للبراكين والزلازل وتحرك طبقات الأرض. هذا الإله الذي لا يعرف شكل الأرض التي خلقها وقال إنها منبسطة "وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" ولا يعرف أنها كروية الشكل ودورانها حول نفسها ووجود مصدر ثابت للضوء (الشمس) هو من أوجد الليل والنهار فعندما عجز عن تبيان ذلك في وجود أرض منبسطة قال إنه خلق الليل والنهار "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ"وهما شيء لامادي ناتج بطريقة غير مباشرة كظاهرة طبيعية عن وجود الشمس (مصدر الضوء ) والأرض التي تدور حول نفسها وحول الشمس. ولهذا كله نقترح على الإله أن يستعمل قاعدة النسخ العجيبة لينقذ نفسه ويغير بالتالي أخطاؤه الواضحة حتى تتلاءم مع العلم الحديث والمنطق السليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج