الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تصنع المجتمعات المتطورة - الذكية ؟ القسم الثاني

عزيز الخزرجي

2023 / 11 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك مجتمعات تصنع الذكاء واخرى تصنع الغباء !؟ فكيف يتحقق ذلك!؟

قبل أيام نشرنا موضوعاً بخصوص الغباء في مجتمعاتنا بعنوان (ألأكثر رُعباً من الأعمى) بيّنا فيه عاقبة المجتمعات ألغبية التي تقودها الحكومات الجاهلية و المتحاصصة لقوت الفقراء و التي لا تُراعى العدالة و التنمية البشرية و ترقية العقول و إليكم (القسم الثاني) من هذا الموضوع الأهم والأكبر على الأطلاق و إليكم القسم الثاني بعنوان:
كيف نصنع المجتمعات المتطورة - الذكية!؟

عشرة أطفال كانوا يلعبون بجوار سكة حديدية..
تسعة منهم اختاروا أللعب بجوار خط يمرّ عليه القطار بين حين و آخر، بينما اختار الطفل العاشر اللعب بمفرده بجوار خط قديم مهجور للسكك الحديدية..

حين لَمَحَ عامل سكة الحديد ألقطار القادم أصابهُ الهلع و الخوف على حياة الأطفال التسعة الذين يلعبون على خط السكة الذى سيمرّ عليه القطار!؟

فكَّر الرجل بسرعة، و قرر تحويل مسار القطار ليسير على الخط المهجور، حيث إن هناك طفلاً واحداً فقط يلعب هناك، فبذلك هو أنقذ حياة الأطفال التسعة - أي أن هذا القرار حقّق حسب الظاهر أقلّ خسائر ممكنة!

للوهلة الأولى يخيل لنا أنّ عامل السكك الحديدية اختار القرار الصحيح بمنطق الكم و العدد ..

و لكن حين نفكر بعمق و بمنطق الكيف و النوع .. سنكتشف أنه قد أخطأ بحيث أضرّ بكل المجتمع, فالطفل الذي ضحى به عامل سكة الحديد ؛ كان أذكى الأطفال العشرة لأنهُ الوحيد الذى فكّر و اختار القرار الصحيح باللعب فى المنطقة الآمنة.

و لعل أحد أهم الأسباب التي أدّت إلى تألق دول الغرب ؛ هو أنهم يهتمون بآلأذكياء منذ الطفولة حيث يخصصون لهم مدارس و إمكانيات و حتى رواتب خاصة لدعمهم و بآلأستفادة من عقولهم , . بل إضافة لذلك فأن الشركات الكبرى كسيمنز و ماكدونالد و مارسيدس بنز و ويستنك هاووس يتبنون الطلاب الأدكياء مباشرة بعد أنهاء دراسة الأعدادية و دخولهم للجامعات, حيث يخصصون له راتب معين و سكن و إمكانات بعد توقيع عقد بينهم للخدمة في شركاتهم و مصانعهم , لهذا نرى أن الغرب تطور كثيراً و سريعاً .. بعكس بلداننا التي ليس فقط لا تهتم بهم بل و تعاقبهم و عوائلهم و كما فعل النظام البعثي سابقا و النظام الحالي لاحقاً و المشتكى لله!

أما البقية الذين أنقذ العامل حياتهم فهم الأغبياء و المستهترون الذين لم يفكروا بطريقة صحيحة، و اختاروا اللعب كيفما كان في منطقة الخطر.

ربما يبدو أن هذا التحليل غير منطقي و غير عاطفي لدى البعض؛ إلا أنّ هذا هو الفارق الشاسع بين المجتمعات التي (تصنع الذكاء) و المجتمعات التي (تصنع الغباء) بين أفرادها!

فالمجتمعات الغبيّة تضحي بالأذكياء و الأكفاء ألمخلصين الذين لا يُساومون كآلمنافقين و الأنتهازيين و كما هو الواقع في الأحزاب الحاكمة .. بل و يشيرون(ألأذكياء) للحقّ و ينتقدون الظلم الذي يجرح عادة الرؤوساء و أصحاب السلطة و مرتزقتهم ألأغبياء الذين يتسلقون المناصب و المسؤوليات لأجل الكسب الحرام و الفساد لا البناء لمساندتهم لرؤوساء ألأحزاب بتأثير المنسوبية و المحسوبية الحزبية و العشائرية و المذهبية و الطائفية التحاصصية ..

أما المجتمعات الذكية في الدّول ألمستقرّة - ألمتقدّمة؛ فقياداتها تلهث وراء العقول و تنفق عليهم و تهتم بهم حتى و إن كانت عقائدهم و إتجاهاتهم الفكرية مختلفة معهم ؛ لأنّ الأذكياء و العقلاء و النابهين النزيهين يقودون المجتمع بأمان و إخلاص و يصنعون السعادة حتى للأغبياء أيضاً ..

بينما يحدث العكس مع الأغبياء الذين يُخرّبون و يفسدون حتى العلاقات الأجتماعية بآلكذب و آلغيبة و النفاق للتقرب من أصحاب القرار لاجل منافعهم المادية الخاصة و كما هو واقع بلادنا اليوم.

الخلاصة :
هناك مجتمعات تصنع (الذكاء) و أخرى تصنع (الغباء) و العراق للأسف بحكوماتها المختلفة و منها المتحاصصة عبر التأريخ و إلى اليوم .. نموذج حيّ قائم على ذلك..

أيها القارئ الكريم : و الآن هل تتفق مع هذا التحليل أم تختلف معه؟

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في