الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إما أن تكون ذئبًا أو فريسة والأسوأ أن تصبح كلباً يستخدمك الآخرين

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 11 / 14
القضية الكردية


نشر المركز الكردي للدراسات حواراً مع السيد أحمد كاراموس الرئيس المشارك للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، ومما جاء فيه هو التالي: “مصطفى كمال كان قد تعهد باقامة دولة جديدة يكون فيها المكونين التركي والكردي مساويين في الحقوق والواجبات، وأن هذه التعهدات مكتوبة وموثقة ( مؤتمرات أرزوم وسيواس وآمد/ديار بكر)، وإن تفاصيل ومجريات لقاءات مصطفى كمال مع رؤوساء العشائر الكردية، موجودة ومعروفة. كذلك ضمّن دستور عام 1921 الذي صوّت عليه في البرلمان التركي، الإشارة إلى الشعب الكردي وإلى كونه أحد مكوني الدولة/ الجمهورية الجديدة. ولكن القائمين على الدولة الوليدة، عمدوا إلى التراجع والنكوص عن هذه التعهدات، وبعد التوقيع على اتفاقية لوزان عام 1923 اتفقوا على شكل وهوية الدولة الجديدة، التي اعتمدوها دولة قومية احادية تخص العنصر التركي، لا اعتراف فيها بهوية وحقوق الشعب الكردي. وقد مرّر البرلمان التركي في عام 1924 دستوراُ جديداً حلّ محل الدستور القديم عام 1921، وتم فيه انكار كل ما يمت للكرد كشعب، وكردستان كجغرافية، واعتبرت الدولة الجديدة خاصة بالعنصر التركي ومقتصرة على الاعتراف به، وانكار ومحاربة كل شيء يمت للشعب الكردي ووجوده وهويته بصلة”. (انتهى الاقتباس)

عندما تكون تابعاً للآخرين وتفتقر لمشروع سياسي خاص بك، كما حصل مع شعبنا مع أتاتورك وفق الشهادة السابقة، وأيضًا حاليًا كما هو الحال مع المجلس الوطني الكردي، بالتأكيد سيكون مصيرك الحرمان من أية مكاسب سياسية مستقبلًا، ولنأخذ العبرة من تجربة شعبنا في شمال كردستان (تركيا)، كما قلنا، حيث أقر “الدستور التركي” الأول حقوق الكرد إلى جانب الأتراك كشعبين في (تركيا)، لكن وعندما تقوت الأخيرة وخاصةً بعد اتفاقية لوزان؛ سيئة الصيت، واتفاق أتاتورك مع الغرب، فإنه انقلب على “الشريك” الكردي وألغى دستور عام 1921 واستبدله بدستور جديد بعد ان عرض للبرلمان وتم الموافقة عليه عام 1924م حيث الغى فيه كل حقوق شعبنا، بل الغي فيه أي وجود للكرد وكردستان وأُعتبر كل من يقيم في (تركيا) هو تركي، ولا غرابة في الأمر؛ فمن يدعي بأن هذه الجغرافيا، والتي بالأساس هي جغرافيا كردية، يونانية وأرمنية، بأنها “جغرافيا تركية”، فمن المؤكد سيدعي؛ بأن كل من يقيم عليها هم أتراك!! وهذه يجب أو كان يجب أن يكون درسًا لكل الحركات والأحزاب الكردية؛ بأن تركيا سوف تعيد معنا درس أتاتورك، بل وأسوأ منها، كون إذا أخذنا على مؤسس الجمهورية التركية (مصطفى كمال) عنصريته القومية، فإن أردوغان يحمل عنصرية مزدوجة تجاه الكرد، ألا وهي العنصرية القوموية، كوريث لأتاتورك، مزاوجاً إياها بعنصرية وفاشية دينية تجاه شعبنا، وبالأخص تجاه المنظومة العمالية الكردستانية، كتيار يساري ماركسي، وبالتالي وصف هذا الفريق ك”كفار وملحدين”، مما جعله يهيج الكثير من الحمقى والغوغاء المسلمين ضد شعبنا!

وبالتالي وانطلاقًا من المقدمات السابقة، قلنا دائمًا؛ بأن مشروع أردوغان هو أخطر على الكرد وقضاياهم من مشروع أتاتورك نفسه، فإن كان هذا الأخير انطلق من نظرية عنصرية فاشية نازية قوموية ضد الكرد متأثرًا ب"معلمه هتلر"، فإن أردوغان جمع بين ذاك الفاشي العنصري صاحب لواء القومجية التركية وزاوجها مع الفاشستية الاسلامية، ليخرج لنا بما هو أكثر عنصرية وفاشيةً ضد كل ما هو كردي وكردستاني ولذلك قلنا؛ بأن معركتنا مع أردوغان وتركيا القومي-اسلامية هي معركة وجود وليست فقط معركة حدود، لكن وللأسف فإن الفريق الكردي الآخر لم يقدر أن يتفهم هذه الحقيقة البسيطة وجعل من نفسه مطية لمشاريع أردوغان وتركيا الحالية بحيث سهلت على الأخير القيام، ليس فقط باحتلال بعض المناطق الكردية في روژآڤاي كردستان (سوريا)، بل وارتكاب جرائم حرب -والتي ما زالت مستمرة لليوم- من ابادة ثقافية وتغيير للهندسة السكانية لمناطقنا، وإن القول؛ بأن "جماعة قنديل" أو الإدارة الذاتية، أيام ما كانت تلك المناطق تحت نفوذها، هي التي جعلت تركيا تقوم باحتلالها، هو ليس فقط غباء وحماقة سياسية، بل محاولة للتغطية على عمالتهم وخيانتهم للقضية، وبنفس الوقت هو ترويج لسياسات تركيا كأي صعلوك مرتزق لديها ولدى اجهزتها الأمنية الاستخباراتية حيث يقوم بدور وظيفي موكل له، وذلك لكونه يدرك حقيقة الدولة التركية ومشاريعها العنصرية ضد الكرد وقضاياهم، بل ويقرّ بذلك في الكثير من أدبياته الحزبية من خلال تأكيد تلك الأدبيات على أن تركيا هي الأخرى دولة غاصبة لأكبر جزء من كردستان، وفقط الأحمق أو الخائن من سيغفل عن مشاريع هذه الدول الغاصبة ضد قضايا شعبها!

بإيجاز ما أردنا قوله هو التالي؛ عدوك لن يصبح صديقك حتى وإن حاولت أن تكون كلبًا للصيد لديه، ولذلك فإما أن تكون ذئبًا تصطاد فريستك أو فريسة تصطادك الذئاب والأسوأ من الأثنين؛ هو أن تصبح كلباً لأي صياد (عدو).. فهل يحتاج الكرد لدروس أبلغ مما مروا بها حيث "الحمار نفسه لا يقع في الحفرة مرتين"، كما يقول المثل الشعبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط