الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( آه من حماس / الباقورى والدين والتدين )

أحمد صبحى منصور

2023 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
جاء فى محطة السى ان ان : ( (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من كلمة ألقاها المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة التي تديرها حركة حماس في القطاع وما قاله شخص عن الحركة على الهواء. ويظهر في مقطع الفيديو شخص يقول على الهواء خلف المتحدث: "حسبي الله عليك يا حماس.. اشكيك لله يا حماس.. حسبنا الله ونعم الوكيل.."). هذا يؤكد أن حماس هى المتسبب الأول فى قتل أطفال غزة وأهلها وتدميرها وتجويعها ، وأنهم يضربون ثم يختفون فى الأنفاق تاركين شعب غزة فى العراء تنتقم منهم اسرائيل . كان من الممكن أن تجعل لهم خنادق يحتمون بها من الغارات الاسرائيلية ، وهذا واجبهم الأول فى حماية المواطنين . كان يجب أن تأخذ رأيهم قبل أن تعرضهم للقتل والحصار والتجويع . للعلم أنا من سكان غزة ، وعشت سنوات تحت حكم حماس ، وهاجرت بصعوبة شديدة الى بلد عربى ، وأقول أن اهل غزة تحملوا الكثير من بطش حماس وهى تحكمهم بلا قانون ، وتقتل من تشاء منهم بدون محاكمة بتهمة انه جاسوس لاسرائيل ، واحيانا يتم القتل بالاغتيال فى الشارع على الرصيف وعلنى لارهاب الناس . أنا اعلم بعض الضحايا وأهاليهم واعرف الرعب الذى غرسته ممارسات حماس فى قلوب الناس . سكان غزة لو معهم حرية لقالوا رأيهم فى حماس ، ولكنهم بين نارين حماس واسرائيل . مفروض أن يتكلم أهل العلم مثلك أكثر وأكثر عن آلام سكان غزة . أنت توقفت . لماذا لا تستمر فى هجومك على اسرائيل وعلى حماس معا ؟ .
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ شكرا جزيلا . أنا لم أتوقف ، ولكن لدى قضايا إصلاحية كثيرة أنوء بحملها . حماس ضمن معسكر الشّرور الوهابى الذى أهاجمه لأبرىء الاسلام من جرائمه . المصلح ينبّه على المرض ويضع العلاج ، وفى العادة يلقى الهجوم ويعانى من الاضطهاد ، ويرضى بنصيبه وقدره ، آملا أن يجزيه الله جل وعلا ، وهو جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا .
2 ـ طبقا لما تقول فيجب أن نقلق على هذا الشخص الذى ظهر فى الفيديو الذى نطق ضد حماس اثناء كلمة المتحدث باسم وزير داخليتها . هل لا زال حيا ؟ أم أصبح رقما فى أعداد الضحايا الذين تتكاثر أعدادهم كل ساعة .!!
3 ـ حماس ليست نظام حكم ، بل عصابة تهيمن على قطاع غزة لمصلحتها وليس لمصلحة أهل غزة . لو كانت نظام حكم لأقامت للسكان ما يرعاهم وما يحميهم . حماس أعلنت أكثر من مرة أنها فى استجوابها للأسرى الاسرائيليين عرفت منهم شبكات الجواسيس من أهل غزة الذين يعملون لصالح اسرائيل . لم تقل أسماءهم ، هو مجرد غطاء لتقتل به من يعترض من سكان قطاع غزة ولتُرهب الباقين . السنوار زعيم حماس ـ نفسه ـ أصدر أمرا لأخ أن يدفن أخاه حيا بتهمة أنه جاسوس لاسرائيل . إنه القتل بلا تحريات وبلا محاكمة وبلا عدالة وبلا حصانة لأحد خارج عصابة حماس . إنها عصابة ، ولكن يهلل لها البسطاء من الناس .
4 ـ هجوم حماس فى السابع من أكتوبر الماضى على المستوطنات الاسرائيلية كان هدفه ـ ليس إلقاء إسرائيل فى البحر ، ولكن الحصول على رهائن من الاسرائيليين ، وحصلت على رهائن منهم أطفال ونساء . وهى تريد أن تقايض بهم السجناء من حماس فى سجون اسرائيل ، وهذا ما حدث حين خطفوا الجندى جلعاد شاليط عام 2006 ، وافتدته إسرائيل ب 1027 معتقل فلسطينى منهم السنوار عام 2011 . ليس مهما عند حماس آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ ، المهم أن تفتدى سجناءها فى إسرائيل ، هذا لأن حماس تعتقد أنها ( شعب الله المختار ) نفس ما يعتقده الاسرائيليون عن أنفسهم .
5 ـ لا يتساءل أحد : وماذا بعد هذه الآلاف المؤلفة من الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ ؟ هل ستلقى حماس بإسرائيل فى البحر ، وعندها تحكم فلسطين كلها ؟ حتى لو تحقق هذا المستحيل فسيندم الفلسطينيون وهم تحت حكم حماس . مستحيل أن تقضى حماس على دولة اسرائيل ، ليس معنى هذا إن إسرائيل ستستمر الى الأبد كما قال نيتنياهو . ستزول إسرائيل كما زالت من قبلها دول قامت فى نفس المكان من آلاف السنين . زوال إسرائيل سيعجّل به تعاملها الوحشى مع الفلسطينيين حتى من قبل تأسيس دولتهم ، ولا يزال هذا هو الدستور العملى حتى الآن ، وهى تبالغ فى الانتقام وردّ الفعل كما يحدث الآن ، ولن تنجح فى إستئصال الفلسطيينين . ستنجح فقط فى تربية جيل فلسطينى ينام ويصحو على الانتقام . بل لن تنجح الآلة العسكرية الاسرائيلية فى إستئصال حماس ، لأن حماس فى الأصل ( فكرة )، ولا يمكن القضاء على (فكرة ) بالطائرات والدبابات ، خصوصا إذا تجذرت هذه ( الفكرة ) فى دين سُنّى وهابى مسيطر ، وخصوصا إذا قامت إسرائيل نفسها بتغذيته بوحشيتها . هاجس هذا الزوال القادم يؤرق سكان إسرائيل من القادة الى المثقفين وحتى السكان اليهود العاديين . ولكن لن تزول إسرائيل على يد حماس ، مهما قتلت حماس من الاسرائيليين والفلسطينيين .
أخيرا
1 ـ من الأحسن ـ وانت أصلا من قطاع غزة ـ أن تكتب لنا شهادتك عن الحياة تحت حكم حماس . نحتاج الى شهادات من هذا النوع ، فربما ينتبه الغافلون !.
2 ـ غزة هى قضيتك أكثر منى . أليس كذلك ؟
السؤال الثانى :
أنا أحترم الشيخ الراحل أحمد حسن الباقورى ، وأرى فيه من المجددين برغم إنه وافق على ديكتاتورية عبد الناصر وعلى الحكم الدينى للاخوان وكان من قادتهم ثم انقلب عليهم واصبح من أعوان عبد الناصر . لا أسألك عن رأيك السياسى فيه فهو معروف فأنت ضد الاحوان وضد عبد الناصر . أسألك عن مقولة دينية للشيخ الباقورى عن الدين والتدين ، وان ما الناس عليه هو تدين و ليس دين .
اجابة السؤال الثانى :
1 ـ الشيخ الراحل كان شأنه شأن زميله الشيخ محمد الغزالى ، يكتبان عن الاسلام والمسلمين كتابات صحفية وليس علمية على الاطلاق . لا يخرج عن هذا المنهج السطحى طه حسين والعقاد ومحمد حسين هيكل . ونأخذ رأيه فى الدين والتدين ، فهو لم يحدد ماهية الدين ولم يحدد أنواع التدين ، إكتفى برأى سطحى أن الدين شىء وتطبيق الناس له أو التدين شىء آخر .
2 ـ هناك نوعان فقط من الدين :
2 / 1 : الدين الالهى الذى نزلت به الرسالات الالهية ونطق به كل الرسل من نوح الى الرسالة الخاتمة القرآن الكريم .
2 / 2 : الدين الشيطانى الأرضى الذى يتأسس على أنقاض الدين الالهى بأحاديث شيطانية ، ينتج عنه تقديس البشر والحجر مع الاعتراف بألوهية الله جل وعلا ، أى لا يعبدونه جل وعلا وحده ، ولا يؤمنون به ألاها وحده لا شريك له ، بل تزدحم فى قلوبهم تقديس النبى فلان وغيره ، وقد يجعلونه إبنا للخالق جل وعلا ، مثلما يقول المسيحيون والصوفية أصحاب الحقيقة المحمدية ، ويجعلون النور الالهى يتنقل فى الأولياء والأئمة ، ويجعلون لأوليائهم وآلهتهم شفعاء لهم يوم الدين ، يجعلونهم مالكى يوم الدين بدلا من الرحمن الرحيم .
3 ـ هناك نوعان من التدين أو التطبيق :
3 / 1 : الأقلية : وهى التى تتبع الدين الالهى تؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له ، وتؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، وتؤمن باليوم الآخر يملكه مالك يوم الدين الذى لا مُبدّل لحكمه ، وتؤمن بالملائكة والكتب الالهية والرسل ولا تفرق بينهم . هذه الأقلية ليست معصومة من الخطأ ، لذا فهم حسب التطبيق درجتان :
3 / 1 / 1 : السابقون الأوابون التائبون العابدون الأعلى فى التقوى .
3 / 1 / 2 : أصحاب اليمين ، من الذين تابوا بعد عصيان وأحسنوا التوبة ، وسيغفر الله جل وعلا يوم القيامة .
3 / 2 : الأكثرية : وهم فى شقاق واختلاف حسب الاله المفضل عندهم ، وحسب الكتب المفضلة عند كل فريق . هم فى شقاق فى دينهم النظرى وهم فى شقاق فى تطبيقاتهم العملية . تجد هذا فى طوائف المسيحية والسنة والشيعة والصوفية والبوذية ..الخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم