الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينات!

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2023 / 11 / 17
الادب والفن


0
ستعثر على فلسفتك الخاصة للحياة حين تستوعب سطراً، فصلاً، حقبة من معطيات حديقتك الكونية. وبين السطور ستفهم ما لم يكتبه ويصرّح به الآخرون عنك وعنهم.
حين يتقدم بك الطريق وعلى الحافة ستصلك الرسائل التي كانت في قلبك وذهنك وكنت منشغلا عنها تنتظر تفسير حياتك من خارجها، من خلالهم. وهناك ستجد شخصك المحارب، والجبان، والمقنّع، والحذر، والخائف، والعامل بثقة من أجل الشعلة والنور الكامن في ذاتك الحرة الوحيدة التي لم تستدل عليها قطّاع الطرقات في هذه المجرة.
0
أيها الشتاء تأخر هذا العام أيضا. ما يزال السوريون في فصل العتمة والحرب الكامنة والمتواصلة منذ أكثر من عقد. لقد زاد عدد المهاجرين اللاجئين والقتلى السوريين عن عدد الضحايا والنازحين فلسطين والعراق ربما، وكان العالم اعمى وما يزال.
لكل حرب كتاب وغاية. "والغاية لا تبرر الوسيلة" يا ماكيافيلي.
0
من يرتكب الحروب ويغذيها لا ضمير له، ويقاتل تحت شعارات الايديولوجيا التي يؤمن بها أو يسير وفقها لتحقيق مصالحة القاتلة، أما الكتابة فهي اللغة السلمية المتبقية للعالم في زمن الحرب.
الجملة الأولى، المشهد الأول في كل كتاب، يقرر مصير الكاتب ونجاحه تقريباً. وكذلك تاريخ ومكان وزمان انطلاق الصاروخ الأول في أي حرب. جولات الكر والفر والتحالفات والتقدم على الجبهات المتعاركة يطول ويزداد عد الضحايا الذي لا يخبرهم أحد بأنهم الجبهة والضحايا.
0
في كل كتاب، فصول وجولات (كر وفر) يديرها رأس الكاتبة من أجل ردم الهوة الشاخصة ما بين القول والفعل، ما بين الواقع والحلم.
0
في مجموعة قصصية "اعتلال اخلاقي" للكاتبة الكندية مارغريت أتوود، وجدت في السطور الأولى، في القصة الأولى التي بعنوان "الأخبار السيئة" تلك الشرارة على لسان البطلة الساردة: "إنه الصباح الآن، الليلة انقضت. وقت الأخبار السيئة. أفكر بالأخبار السيئة كأنها على هيئة طائر ضخم له أجنحة غراب، ووجه معلمتي في الصف الرابع...في بيتنا تصل الأخبار السيئة من خلال الصحف السيئة، يحملها لنا "تيغ" ..." وتبدا بسرد وقائع يومها وما تسمعه وتعنيه لها الأخبار السيئة القادمة من العالم، مستخدمة ضمير المتكلم. ولا تكون الخاتمة في هذه القصة أقل ذكاء وحذاقة من المقدمة إذ تقول
" إنه يوم جميل. له رائحة الزعتر، أشجار الفاكهة عابقة بالزهر. ولكن هذا لا يعني شيئا للبرابرة، في الحقيقة هم يقومون بالغزو في مثل هذه الأيام الجميلة. إنها توفر لهم رؤية أوضح ليسلبوا ويرتكبوا المجازر...هؤلاء هم نفس البرابرة الذين سمعت عنهم.."

في السطور أعلاه تشير الكاتبة الى "رائحة الزعتر " في الوصف. هذه نبتة شرقية تحيلني إلى تلك البلاد التي يقتل فيها الزعتر والزيتون والإنسان الأعزل بحماقة لم يسبق لها تدوين.
يوجد زعتر في هذه البلاد ايضا، أزرعه كل عام وأحاول أن اتذوق الطعم والرائحة الشحيحة. لا رائحة للنباتات هذه، هنا!

0
فلسفة التفاحة الأخيرة

في رأسي شجرة لم تنكسر
تسند إلى الرصيف أضلاعها
لا تطرح ثمارها المشتعلة بالرغبة أرضاً
في كفي تفاحة أخيرة تتشبث بي
تقبلها الشمس
تقبلها العيون
و أحلام عشاق الحياة
بحثا عن المعرفة الضالة
وتقرّباً من عمق المعرفة المضمرة في سيرة ادم وحواء-
أجدادنا وأحفادهم القتلة والمقتولين.


نوفمبر ٢٠٢٣








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل