الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيري وكشف التزييف الصهيوني

رياض قاسم حسن العلي

2023 / 11 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أعتقد يوجد أنسان في العالم درس وكتب عن الشخصية اليهودية والفكر الصهيوني بشكل موضوعي مثل الدكتور عبد الوهاب المسيري ،وعلى الرغم من أن أختصاصه ودراسته الأكاديمية هي الأدب الأنكليزي لكنه برع في مجال دراسات المجتمع والفكر والحضارة بشكل عام والفكر الصهيوني والشخصية اليهودية بشكل خاص وهذا الاهتمام الخاص جاء بعد ترأسه قسم الفكر الصهيوني بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام من سنة 1971 الى سنة 1975 بتوصية من هيكل ، وهو يشرح بشكل تفصيلي بداية علاقته بالفكر الصهيوني في كتابه رحلتي الفكرية صفحة 361 من خلال نشأته في دمنهور وانتقاله الى الولايات المتحدة حتى وصوله الى الأهرام , لكن الغريب والعجيب هو قدرته على هضم الفكر اليهودي والصهيوني وقضاياه الشائكة بسرعة مذهلة وهذا يدل على ذكاء من نوع نادر يذكرنا بما قرأناه عن رجالات الفكر في عصور الأزدهار العربي وأكاد اجزم بأنه مقروء بشكل جيد من قبل الدوائر الصهيونية كي يعرفوا انفسهم .
وابتدأت علاقتي بالمسيري منذ ان قرأت كتابه " الايديولوجية الصهيونية" بجزأيه والذي صدر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتي سنة 1982 ومن خلاله تعرفت على كاتب له اسلوب مختلف يعتمد على التحليل ومدارس علم الاجتماع والمعرفة فهو لايقوم بعرض المفهوم ويترك المتلقي في تيه بل يذهب الى الغوص بجذوره وتفسيره وتفكيكه وبشكل شمولي دون الأعتماد على الرؤية السياسية الجاهزة ومن ثم بناء المفهوم من جديد وفق التفسير (الجديد).
وأتذكر أن هذا الكتاب أثر بي لدرجة أني كتبت بحثا في المرحلة الثالثة الجامعية عن موضوع القومية العربية وفي المبحث الأخير ذكرت أن أحد أسباب تفوق الدولة العبرية في الصراع مع المحيط العربي هو أن هذا الكيان يعتمد على مبدأ الدين/ قومية في حين أن العرب بعد إنشاء الحكومات القومية بعد الاستقلال النظري نبذوا الدين فكانت الكفة غير متساوية لكن الأستاذ المشرف على البحث وهو الدكتور سعدي العزاوي رفض قبوله إلا بعد حذف هذا المبحث وقد فعلت.
الجهد الذي بذله المسيري خلال مسيرته الفكرية جهد عظيم وغير مسبوق ويكاد لايصدق كما ذكرنا ، وأحيانا اشبهه بالعلامة الوردي مع الفارق طبعاً الذي استفاد كثيرا من دراسته في علم الأجتماع وقدم نماذج "تفسيرية" حداثوية لبعض الظواهر الأجتماعية ودراستها كحالات يمكن اصلاحها بعد فهم جذورها وتفكيكها للوصول الى بناءها من جديد وفق معايير صحيحة ولو بشكل جزئي ، الوردي اتخذ من المجتمع العراقي نموذج دراسة والمسيري اتخذ من الصهيونية واليهودي نموذج لدراسته ونجح الأثنان في ذلك.
والمسيري الذي كان ملحد معروف ولو على نطاق اسرته وينتمي الى الحزب الشيوعي المصري عاد الى الأيمان الروحي بعد ثلاثين سنة مؤمنا بأن الدين يمكن ان يكون منهجاً للحياة ،ولكنه حتى في عهده الالحادي لم يهاجم الدين الأسلامي او ينتقده ولم يتعرض الى ازماته كما فعل غيره كمصطفى محمود مثلاً فالمسيري ربما اعتقد بأن الحاده هو شأن شخصي خاص به ،وهذا الألحاد المبكر جعله يؤمن بالدين من خلال بلورة رؤية دينية جديدة لا تتسم بالبساطة والسذاجة كما يقول في كتابه الممتع "رحلتي الفكرية" صفحة 99 ، وهذا الشك خلق في نفسه فراغاً فلم يعد من الممكن قبول الأطر القديمة فتوجه في البدء الى الماركسية كضد نوعي أيديولوجي بمواجهة الأخوان المسلمين وبمساعدة صديقه سعيد البسيوني لكنه يعترف بأن المرحلة الماركسية القصيرة في حياته قد اعاقت تطوره الثقافي بعض الوقت لذلك هو يشرح تحوله الأيماني في رحلته الفكرية صفحة 220 كأروع مايكون ، وهذا الكتاب من ضروري قراءته قبل الأطلاع على اي كتاب للمسيري لأنه مفتاح للدخول الى عالمه الفسيح.
لذلك ليس غريباً أن يكون الهدف الذي ارتكز عليه طيله مسيرته الفكرية هو الأنسان ، نعم الأنسان ، وضرورة تفسير الإنسان بوصفه كائنا مركباً من (مادة/جسد) و(روح/إيمان)، وليس من مادة فقط كالطبيعة ، ويفصل المسيري منهجه هذا في مقدمه كتابه "دفاع عن الأنسان" ولا يمكن فهم الجانب الفكري للمسيري - كما تذهب مهجة مشهور -الا إذا تطرقنا الى الجانب الإنساني لديه، فالجانبان مرتبطان بوضوح، بل إن الجانب الإنساني هو ترجمة للمرتكزات المعرفية لديه. إذ يتمتع المسيري بطاقة روحية هائلة مكنته من تجاوز اللحظة الراهنة والفكاك من أسر الواقع بما سمح له بالإفلات من قبضة اليأس وانعدام الأفق والأمل.
واعتمد المسيري كمنهج للبحث الطريقة التفسيرية او الموضوعية الأجتهادية كما يسميها بعد ان نبذ الموضوعية الفوتوغرافية او المتلقية ويبين المسيري الفرق بينهما حيث يقول أن الثانية كانت تعتمد نموذجا في التحليل يرى المعرفة البشرية بوصفها تراكما لأكبر قدر ممكن من المعلومات -كأنها فيزياء- فتنقل للقارئ "تفاصيل الواقع (المادي) كما هو تقريبا بصورة فوتوغرافية وإدراجها في البحث والدراسة دون ربط بين المعلومات" ودون محاولة استخلاص نتائج متقاربة منها وللمزيد من التوسع في فهم هذا المنهج يمكن الأطلاع على مقدمة الموسوعة ويقول في الجزء الاول من الحوارات ان الفكر ليس الافكار والبيانات غير البنية والمعاني غير المعنى والمعلومات غير المعرفة، فالافكار والمعاني والبيانات والمعلومات كلها شذرات متناثرة لا يربطها رابط اما الحقيقة والفكر والبنية والمعرفة والمعنى فكلها تشير الى منظومة كلية مترابطة اجزائها وتدور حول مركز يضفي عليها الوحدة ، حيث لاحظ المسيري ان الخطاب التحليلي العربي تم تسييسه ،مما يعني استبعاد كل الابعاد المعرفية وهي ابعاد اساسية لفهم اي ظاهرة مركبة كما لاحظ ابتداءً ان كثيرين من الباحثين في حقل الصهيونية يخلطون بين الخطاب التعبوي والخطاب التفسيري بينما في حقل الدراسات الادبية الخطاب السائد هو الخطاب التفسيري فمهمة الناقد الادبي ان يتأمل في النص الادبي الذي يدرسه ويتمعن فيه ثم يحاول تفسيره في كليته من خلال رؤية التفاصيل في علاقتها الواحدة بالاخرى.
ويمكن ملاحظة تطبيقات المسيري المنهجية بشكل ممتع وباذخ من خلال تحليله وتفسيره لنظرة بعض المشاهير من الأدباء والسياسيين لليهود والمسألة اليهودية والشخصية اليهودية التي أوردها في الفصل الأول من كتابه "اليد الخفية" في حديثه عن اليهود كشياطين في الأدب الغربي من خلال نصوص شكسبير ودوستويفسكي وكيفية تعامل اليهودي السياسي مع المصالح اليهودية من خلال نماذج دزرائيلي وكيسنجر وهربرت صمويل وباسفيكيو وكريمييه ، لكن الذي أدهشني حقا هو تفسيره لشخصية شايلوك في مسرحية تاجر البندقية لشكسبير.
والمسيري يذكر القارئ دائما في مقدمات اغلب كتبه بهذا المنهج كي يكون على معرفة بأنه لن يقرأ كتاب في التعبئة الأعلامية ذات الطابع الحكومي والحزبي بل امام دراسة تحليلية تفسيرية علمية ذات طابع غير اكاديمي بقالب جامد لاروح فيه ،ومن المؤكد أن تخصصه في الأدب الإنكليزي وخاصة الأدب الرومانتيكي ساعد في بلورة أسلوب في الكتابة أقرب إلى الأدبية.
لذا فأن المسيري بهذه الطريقة تحول من متلق جاهز الى مجتهد مبتدع كأنه بهذا يساير ادونيس في الثابت والمتحول ومن غير المستبعد أن طروحات أدونيس اثرت في نمط تفكير المسيري كما أثرت في غيره غير ان هذا يحتاج الى دراسة وبحث خاصة وأن الثابت والمتحول صدر سنة 1973 وان منهج المسيري هذا لم يظهر الا في منتصف السبعينات حيث ان كتابه الأول "نهاية التاريخ" الذي صدر سنة 1972 ليس فيه ذلك العمق التفسيري الذي عرف لاحقاً وأن كان هذا الكتاب يمثل الركيزة الأساسية لتوجهات المسيري الموضوعية فيما بعد ، وحيث وصلنا الى نقطة التأثر لابد من الحديث عن شخصيتين كان لهما دورا مهما بالكتابة عن اسرائيل وهما هيكل وحامد ربيع وهنا نستبعد هيكل لأن اسلوبه صحفي ويطغى عليه التحليل السياسي الجامد ذو الصبغة الزمنية المحدودة فهو يعتمد على الخبر الصحفي، على الرغم من أن هيكل هو الذي ساعد المسيري في بداية مسيرته الفكرية وربما استفاد الأخير من خبرة هيكل في معرفة من أين يبدء لكنه اختط لنفسه المنهج الذي ميزه فيما بعد، بينما حامد ربيع كتب في الفكر الصهيوني لكن من ناحية التعبئة الحربية والحرب النفسية والصراع السياسي والعسكري وكذلك كتاباته عن الفكر الأسلامي السياسي لذلك من المستبعد أن يكون المسيري وقع تحت تأثير ربيع .
والمسيري لا يتحدث في السياسة الا بالقدر الذي يدعم طروحاته الفكرية فهو يعرف أن السياسة لعبة المتغيرات وأنه ينوي طرح فكر يعيش لمئات السنين لذا فان الأنسان المسلم والعربي بالتحديد بحاجة ماسة لهكذا كتابات رصينة وعميقة وبنفس الوقت مكتوبة بأسلوب سلس مفهوم دون تعقيد كما يفعل بعض الثقلاء .
في كتابه المهم "اسرار العقل الصهيوني" يلاحظ القارئ قدرة المسيري الفائقة في فهم حقيقة ودوافع ظهور النزعات التحديثية الغربية وكيفية تمرير مثل هذه المفاهيم وقبولها عربياً بدون ان نعرف جذورها وأصولها الحقيقية ،هل فكر احدكم أن احد اسباب فكرة بارت عن لذة النص هي مأخوذة من احدى مدارس التفسير المتأثرة بالقبالاه اللوريانية حيث تشبه التوارة بأمرأة عارية تقف خلف حجاب يتساقط الواحد تلو الأخر ألى ان نصل الى اعمق مستويات القراءة الذي يشبه بالجماع النصي ،وهكذا.
لذلك فأن البعض ممن لم يفهم حقيقة منهج المسيري هاجمه بعد صدور موسوعته عن اليهود والكتب الأخرى وعد هذه الكتب دفاعاً عنهم ومنهم الدكتور أحمد ابراهيم خضر، والمسيري في الحقيقة يتبع المنهج التفسيري وليس التعبوي الذي لم ينتقده لكنه يقول ان التعبوية يمكن ان تكون مفيدة في الداخل لكن الخارج لم ولن يفهم منها شئ وهذه حقيقة مهمة جداً ، حيث ينتقد المسيري الرؤية العربية التقليدية التي تذهب الى النزعة التآمرية عند اليهود ويصف هذه الرؤية بالأطار الغيبي اللاتاريخي. ويفند المسيري الكثير من التصورات حيث يقول : " يجب أن نبتعد عن الدهاليز الضيقة المظلمة، وأن نتوقف عن البحث الطفولي الساذج عن اليهودي ذي الأنف المقوس والظهر المحدوب الذي لا يوجد إلا في كتب الكاريكاتير وفي النماذج الاختزالية؛ ظناً منا أننا لو عثرنا عليه، وقضينا عليه فسنستريح". أما عن بروتوكولات اليهود فيقول " أن البروتوكولات ليست إلا وثيقة مزورة، وأن نبرتها ساذجة للغاية، وأن كاتبها سيرجي تيلوف هو الذي زيفها، رغم أنه لا يجيد التزييف محاولاً أن يضخم اليهود وقوتهم ليخيف الناس منهم.وأن هذه "البروتوكولات" ليست نقداً لليهود بمقدار ما هي تعبير عن إحساس الإنسان الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر بأزمته"

في كتابه "انهيار اسرائيل من الداخل " يذكر المسيري أنه من الخطأ التعامل مع الظاهرة الصهيونية على المستوى السياسي وحسب دون التعرض لأبعادها الأخرى فهي ظاهرة متعددة الأبعاد.
وهو ضد فكرة أن اليهود كتلة بشرية متجانسة ويفضل الحديث عن جماعات يهودية ويفصل ذلك في الفصل الأول من كتابه "الأكاذيب الصهيونية" فهي جماعات مختلفة تكتسب خطابها الحضاري من المجتمع الذي تعيش فيه وأن هذه الجماعات كما يذكر في كتابه "التجانس اليهودي والشخصية اليهودية" جماعات وظيفية تعمل بالتجارة والربا وأنها تشعر بالغربة في مجتمع الأغلبية ورغم انها تستمد خطابها الحضاري من نفس المجتمع فأنها تتصور انها ذات هوية مستقلة وأن لها وطناً اخر (زيون). وفي كتابه "الجماعات الوظيفية اليهودية" يطرح نموذج تفسيري جديد- كعادته- فهو يقدم تطبيقاً على نظريته حول الجماعات الوظيفية ليصل في نهاية الكتاب الى اعتبار الدولة الصهيونية هي دولة وظيفية بالمفهوم المسيري طبعاً.
ويفصل في مقدمة كتابه"اليهود في عقل هؤلاء" الحديث عن حركة الجماعات اليهودية في اوربا وحوض المتوسط حيث يشبه اعضاء هذه الجماعات بالمماليك من الناحية الوظيفية والغربة في المجتمع ويسميهم من خلال هذه المقارنة ب " المماليك التجارية" .
وفي كتابه " موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية" يتناول اهمية النظريات القانونية والاخلاقية للتوجه الى الرأي العام العالمي لبيان خرق اسرائيل للقانون الدولي العام اكثر من مرة وأن اللاجئين هم سبة في جبين البشرية وأن قرارات مجلس الأمن تنص على ضرورة عودة اللاجئين الى ديارهم ومع هذا فأن اسرائيل لاتنفذ هذه القرارات وهو يقر ان هذه النظريات لا تفسر الصراع بل تنصرف الى معالجة نتائجه ولكنه لايقف ضدها لكنها ليست مجال منهجه البحثي فالأولى لها رجالها أن وجدوا.
وللتأكيد على اسلوب النظرية الصهيونية في تزييف مقولات الدين اليهودي يذكر في كتابه "العنصرية الصهيونية" حديث الصهاينة عن يهود الشتات /الدياسبورا بأنهم جماعات مريضة تعيش على هامش الحضارة الأنسانية تستهلك قيم الأخرين دون الأسهام فيها لذلك نادى الصهاينة بما اسموه نفي الدياسبورا اي تصفيتها لحساب الوطن القومي الجديد في فلسطين وأن مخطط الصهيونية هو أفراغ فلسطين تماماً من سكانها الأصليين على ان تحل محلهم مجموعات من يهود العالم فمصطلح نفي الدياسبورا يعني الأحلال ، وربما هذا ماحدث في بغداد في تلك الأحداث المعروفة، ويتحدث المسيري في الفصل الأول من كتابه "الصهونية والعنف" عن نقد الصهيونية للشخصية اليهودية وخاصة ماورد في بعض ادبيات الصهيونية بشذوذ اليهود وهو وجود اليهودي في الشتات.
ولعل من اكثر الكتب اهمية في هذا الصدد هو كتابه "في الخطاب والمصطلح الصهيوني" حيث يقوم المسيري بتتبع وتفكيك واعادة تركيب عدد كبير من المصطلحات الصهيونية وبيان تحيزها وزيفها ويعود المسيري بعد ذلك لتوليد مصطلحات اخرى مضادة.
واشتغالات المسيري النظرية متعددة ومشتعبة فمنها مثلاً نظريته عن "الجماعات الوظيفية" و"الموضوعية الأجتهادية " و" النموذج الاختزالي والنموذج المركب" و" مفهوم المجاز في اللغة وتفسير النص الديني " و"مفهوم التقدم" و"المجتمع التراحمي والمجتمع التعاقدي" و" الخريطة الادراكية" و"الحلولية" "الصهيونية التوطينية والصهيونية الأستيطانية" و" النزعة الرحمية والنزعة الأنسانية" و " النسبية الأسلامية والنسبية العلمانية " ومصطلحات " الثبات والسيولة" وغيرها الكثير وكل واحدة من هذه المفاهيم والنظريات بحاجة الى دراسة علمية منهجية تطبيقية فمثلا نظرية المجتمع التراحمي والمجتمع التعاقدي حيث يمكن فهم الصراع المجتمعي في العراق من خلال تطبيقها على الحالات المجتمعية الواضحة ودراساتها ونقدها وتفكيكها، فنظرية العقد الاجتماعي قدمت نموذجاً مادياً عن العلاقات داخل الجماعة الواحدة او الجماعات المترابطة برابط ما.
طبعا لايمكن بهذه العجالة فهم ولو جزء بسيط من محيط عبد الوهاب المسيري الواسع ولكن انصح لمن يريد الوقوف على ساحل هذا المحيط ورؤية بعض من جماله الفكري عليه بقراءة كتبه " رحلتي الفكرية" و " حوارات " التي قامت بها سوزان حرفي واصدرتها في أربعة اجزاء عن دار الفكر السورية سنة 2009 وهذه الحوارات تمثل ارواع خلاصة لفكر المسيري ورؤاه وتحولاته ، وكذلك كتابه المهم " في الخطاب والمصطلح الصهيوني" .
وترى رندة عطية ان من أبرز المخرجات التي خرج بها المسيري في رحلته داخل العقل المجتمعي والسياسي اليهودي أن الدولة الصهيونية في حقيقتها مجرد أداة في يد الغرب، لا قيمة لها في حد ذاتها، غير أن قيمتها المدعاة مستمدة في الدور أو الوظيفة التي تقوم بها، أي حماية المصالح الغربية في العالم العربي، وهي الزاوية التي يجب على العرب الالتفات إليها خلال مشروع المقاومة الشاملة ضد هذا الكيان المغتصب، لا سيما أنهم يرتمون كثيرًا في أحضان الغرب كمخلص لهم من تلك المعضلة، محولين إياه إلى خصم وحكم في نفس الوقت، وهي قمة السذاجة السياسية بعينها.
وأخيراً يقول المسيري في نبوءة مرعبة تحققت فيما بعد : “من الأن فصاعدًا سنجد يهودًا في ثياب مسلمين، اليهودي الوظيفي، مسلم يصلي معنا العشاء في المسجد لكنه يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الجنرال اليهودي، وعليه يجب تحليل تلك الظاهرة حتى لا يتحول كثير منا إلى يهود دون أن يدروا”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية